الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الرابع: لماذا يأكل أهل الجنة ويشربون ويمتشطون
؟
إذا كان أهل الجنة فيها خالدون، وكانت خالية من الآلام والأوجاع والأمراض، لا جوع فيها ولا عطش، ولا قاذورات ولا أوساخ، فلماذا يأكل أهل الجنة فيها ويشربون، ولماذا يتطيبون ويمتشطون؟
أجاب القرطبي في التذكرة عن هذا السؤال قائلاً: " نعيم أهل الجنة وكسوتهم ليس عن دفع ألم اعتراهم، فليس أكلهم عن جوع، ولا شربهم عن ظمأ، ولا تطيبهم عن نتن، وإنما هي لذات متوالية، ونعم متتابعة، ألا ترى قوله تعالى لآدم: (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وإنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى) [طه: 118-119] . وحكمة ذلك أن الله تعالى عرفهم في الجنة بنوع ما كانوا يتنعمون به في الدنيا، وزادهم على ذلك ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ". (1)
المطلب الخامس: آنية طعام أهل الجنة وشرابهم
آنية طعام أهل الجنة، التي يأكلون ويشربون بها من الذهب والفضة، قال تعالى:(يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب)[الزخرف: 71] ، أي وأكواب من ذهب، وقال:(ويطاف عليهم بئانية من فضة وأكواب كانت قواريرا * قواريرا من فضة قدروها تقديرا)[الإنسان: 15-16] ، أي اجتمع فيها صفاء القوارير وبياض الفضة.
(1) التذكرة للقرطبي: ص 475، وانظر فتح الباري:(6/325) .
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة.. وجنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ". (1)
ومن الآنية التي يشربون بها الأكواب والأباريق والكؤوس (يطوف عليهم ولدن مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين)[الواقعة: 17]، والكوب: ما لا أذن له ولا عروة ولا خرطوم، والأباريق: ذوات الآذان والعرا، والكأس القدح الذي فيه الشراب.
(1) أي: وللمؤمن جنتان.