الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم قائلين: " وما الوسيلة؟ قال: أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكون هو " رواه أحمد عن أبي هريرة، وفي المسند عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الوسيلة درجة عند الله، ليس فوقها درجة، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة ". (1)
المطلب الرابع: الذين ينزلون الدرجات العاليات
من الذين يحلون الدرجات العاليات في الجنة الشهداء، وأفضلهم الذين يقاتلون في الصفوف الأولى لا يلتفون حتى يقتلوا، ففي مسند أحمد ومعجم الطبراني عن نعيم بن همار (2) بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول، فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، يضحك إليهم ربهم، فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه ". (3)
والساعي على الأرملة والمسكين له منزلة المجاهد في سبيل الله، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله – وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر ". (4)
(1) انظر هذه الأحاديث في (النهاية) لابن كثير: (2/2332) .
(2)
قال ابن حجر في (تقريب التهذيب) : (نعيم بن همّار، بتشديد الميم، أو هبار، أو خمّار، بالمعجمة أوالمهملة، الغطفاني، صحابي، ورجح الأكثر أن اسم أبيه همار.
(3)
مسند أحمد: (5/287) . صحيح الجامع الصغير: (1/363)، ورقمه:1118.
(4)
صحيح مسلم، كتاب الزهد. باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم:(2/2286)، ورقم الحديث:2982.
ومنزلة كافل اليتيم قريبة من منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كافل اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة " وأشار مالك بالسبابة والوسطى. (1)
ويرفع الله درجة الآباء ببركة دعاء الأبناء، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنَّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك".
قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، ولكن له شاهد في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ". (2)
(1) المصدر السابق، وقوله:(له أو لغيره) أي سواء أكفله من ماله، أو من اليتيم بولاية شرعية.
(2)
النهاية لابن كثير: (2/340) .