الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: صور من عذابهم (الجزء الأول)
المطلب الأول: تفاوت عذاب أهل النار
لما كانت النار دركات بعضها أشد عذاباً وهولاً من بعض كان أهلها متفاوتون في العذاب، ففي الحديث الذي يرويه مسلم وأحمد عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أهل النار:" إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته " وفي رواية " إلى عنقه ". (1)
وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أخف أهل النار عذاباً، ففي صحيح البخاري عن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه ". وفي رواية أخرى في صحيح البخاري أيضاً عن النعمان بن بشير: " إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل في القمقم ". (2)
(1) رواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب شدة حر النار، (4/2185) .
(2)
رواه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري (11/417) ، ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان:(1/196) ، ورقمه 363، واللفظ للبخاري.
وفي رواية عن النعمان بن بشير عن مسلم: " إن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار، يغلي منهما دماغه، كما يغلي المرجل، ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً، وإنه لأهونهم عذاباً ". (1)
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أدنى أهل النار عذابا ينتعل نعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه ". (2)
وروى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذُكر عنده عمه أبو طالب، فقال:" لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه أم دماغه ". (3)
وقد جاءت النصوص القرآنية مصدقة لتفاوت أصحاب النار في العذاب كقوله تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)[النساء: 145]، وقوله:(ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)[غافر: 46]، وقوله:(الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون)[النحل: 88] .
يقول القرطبي في هذا الموضوع: " هذا الباب يدلك على أن كفر من كفر فقط، ليس ككفر من طغى وكفر وتمرد وعصى، ولا شك أن الكفار في عذاب
(1) صحيح مسلم، كتاب الإيمان:(1/196) ، ورقم الحديث (364) .
(2)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان (1/195) ، ورقم الحديث (361) .
(3)
رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري (11/417) ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب، (1/195) ، وحديث رقم (360) ، وساق فيه عدة أحاديث أخرى.