الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس: الذين توفوا قبل التكليف
المطلب الأول: أطفال المؤمنين
أطفال المؤمنين الذين لم يبلغوا الحلم هم في الجنة إن شاء الله تعالى بفضل الله ورحمته. قال تعالى: (والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين)[الطور: 21] .
واستدل علي بن أبي طالب بقوله تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة)[المدثر: 38] . على أن أطفال المؤمنين في الجنة، لأنهم لم يكتسبوا فيرتهنوا بكسبهم. (1)
وقد عقد البخاري في صحيحه باباً عنون له بقوله: " باب فضل من مات له ولد فاحتسب ". وساق فيه حديث أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من الناس مسلم يتوفي له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ". وحديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا يوماً، فوعظهن، وقال:" أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا لها حجاباً من النار. قالت امرأة: واثنان؟ قال: واثنان ". (2)
(1) التذكرة للقرطبي ص: 511، وعزاه إلى أبي عمر في التمهيد والاستذكار وأبي عبد الله الترمذي في نوادر الأصول.
(2)
صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، فتح الباري:(3/118) .
وعقد باباً آخر عنوانه: " باب ما قيل في أولاد المشركين " وساق فيه حديث أنس السابق، وحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:" من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجاباً من النار أو دخل الجنة ". وحديث البراء رضي الله عنه قال: " لما توفى إبراهيم عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن له مرضعاً في الجنة ". (1)
ووجه الدلالة في الأحاديث التي ساقها البخاري على أن أطفال المؤمنين في الجنة – كما يقول – ابن حجر -: " إن من يكون سبباً في حجب النار عن أبوبه أولى بأن يحجب هو. لأنه أصل الرحمة وسببها ". (2)
وقد جاءت نصوص صريحة في إدخال ذرية المؤمنين الجنة، فمن ذلك حديث علي مرفوعاً عند عبد الله بن أحمد في زيادات المسند:" إن المسلمين وأولادهم في الجنة ". (3)
وحديث أبي هريرة عند أحمد في مسنده مرفوعاً: " ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله وإياهم بفضل رحمته الجنة ". (4)
وروى مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صغارهم دعاميص (5) الجنة، يتلقى أحدهم أباه أو قال: أبويه،
(1) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المسلمين، فتح الباري:(3/244) وحديث أبي هريرة رواه معلقاً.
(2)
فتح الباري: (3/244) .
(3)
فتح الباري: (3/245)
(4)
فتح الباري: (3/245) .
(5)
يراد بالدعموص هنا: الآذن على الملوك المتصرف بين أيديهم.
فيأخذ بثوبه، أو قال بيده، كما آخذ أنا بصنفه ثوبك هذا، فلا يتناهى، أو قال: فلا ينتهي حتى يدخله الله وإياه الجنة ". (1)
وروى الإمام أحمد، وابن حبان، والحاكم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ذراري المسلمين في الجنة يكفلهم إبراهيم صلى الله عليه وسلم ". (2)
وروى أبو نعيم في أخبار أصبهان، والديلمي، وابن عساكر عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أطفال المؤمنين في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة، حتى يدفعوهم إلى آبائهم يوم القيامة ". (3)
وقد نقل النووي إجماع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين في الجنة، ونقل عنه أنه توقف بعضهم في ذلك. (4)
وحكى القرطبي التوقف عن حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وإسحاق ابن راهويه. (5)
قال النووي: "توقف فيه بعضهم لحديث عائشة، يعني الذي أخرجه مسلم بلفظ: " توفي صبي من الأنصار، فقلت: طوبى له لم يعمل سوءاً ولم يدركه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أغير ذلك يا عائشة، إن الله خلق للجنة أهلاً
…
".
(1) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (1/174)، ورقم الحديث:432.
(2)
سلسلة الأحاديث الصحيحة: (2/156)، ورقم الحديث: 603، وذكر المحقق أن الحاكم صحح إسناده ووافقه الذهين، إلا أن الشيخ ناصر قال: هو حسن فقط.
(3)
سلسلة الأحاديث الصحيحة: (3/451)، ورقمه:1468.
(4)
فتح الباري: (3/244) .
(5)
التذكرة للقرطبي: (ص 511) .