المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

92 سُورَة اللَّيْل مَكِّيَّة وآياتها إِحْدَى وَعِشْرُونَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْآيَة 1 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور - جـ ٨

[الجلال السيوطي]

الفصل: 92 سُورَة اللَّيْل مَكِّيَّة وآياتها إِحْدَى وَعِشْرُونَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْآيَة 1

92

سُورَة اللَّيْل

مَكِّيَّة وآياتها إِحْدَى وَعِشْرُونَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

الْآيَة 1 - 21

ص: 532

أخرج ابْن الضريس والنحاس وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نزلت سُورَة {وَ‌

‌اللَّيْل

إِذا يغشى} بِمَكَّة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن الزبير مثله

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يقْرَأ فِي الظّهْر وَالْعصر ب {وَاللَّيْل إِذا يغشى} وَنَحْوهَا

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم بِسَنَد ضَعِيف عَن ابْن عَبَّاس: أَن رجلا كَانَت لَهُ نَخْلَة فرعها فِي دَار رجل فَقير ذِي عِيَال فَكَانَ الرجل إِذا جَاءَ فَدخل الدَّار فَصَعدَ إِلَى النَّخْلَة ليَأْخُذ مِنْهَا الثَّمَرَة فَرُبمَا تقع ثَمَرَة فيأخذها صبيان الْفَقِير فَينزل من نخلته

ص: 532

فَيَأْخُذ الثَّمَرَة من أَيْديهم وَإِن وجدهَا فِي فَم أحدهم أَدخل أُصْبُعه حَتَّى يخرج الثَّمَرَة من فِيهِ فَشَكا ذَلِك الرجل إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: اذْهَبْ وَلَقي النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَاحب النَّخْلَة

فَقَالَ لَهُ: أَعْطِنِي نخلتك المائلة الَّتِي فرعها فِي دَار فلَان وَلَك بهَا نَخْلَة فِي الْجنَّة

فَقَالَ لَهُ الرجل: لقد أَعْطَيْت وَإِن لي لنخلاً كثيرا وَمَا فِيهِ نخل أعجب إِلَيّ ثَمَرَة مِنْهَا

ثمَّ ذهب الرجل وَلَقي رجلا كَانَ يسمع الْكَلَام من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لصَاحب النَّخْلَة فَأتى رَسُول الله: فَقَالَ أَعْطِنِي مَا أَعْطَيْت الرجل إِن أَنا أَخَذتهَا

قَالَ: نعم فَذهب الرجل فلقي صَاحب النَّخْلَة ولكليهما نخل فَقَالَ لَهُ صَاحب النَّخْلَة: أشعرت أَن مُحَمَّدًا أَعْطَانِي بنخلتي المائلة إِلَى دَار فلَان نَخْلَة فِي الْجنَّة فَقلت: لقد أَعْطَيْت وَلَكِن يُعجبنِي ثَمَرهَا ولي نخل كثير مَا فِيهِ نَخْلَة أعجب إليّ ثَمَرَة مِنْهَا فَقَالَ لَهُ الآخر: أَتُرِيدُ بيعهَا فَقَالَ: لَا إِلَّا أَن أعطي بهَا مَا أُرِيد وَلَا أَظن أعْطى

قَالَ: فكم تؤمل فِيهَا قَالَ: أَرْبَعِينَ نَخْلَة فَقَالَ لَهُ الرجل: لقد جِئْت بِأَمْر عَظِيم تطلب بنخلتك المائلة أَرْبَعِينَ نَخْلَة

ثمَّ سكت عَنهُ فَقَالَ: أَنا أُعْطِيك أَرْبَعِينَ نَخْلَة فَقَالَ لَهُ: أشهد إِن كنت صَادِقا

فَأشْهد لَهُ بِأَرْبَعِينَ نَخْلَة بنخلته المائلة فَمَكثَ سَاعَة ثمَّ قَالَ: لَيْسَ بيني وَبَيْنك بيع لم نفترق

فَقَالَ لَهُ الرجل: وَلست بِأَحَق حِين أَعطيتك أَرْبَعِينَ نَخْلَة بنخلتك المائلة

فَقَالَ لَهُ: أُعْطِيك على أَن تُعْطِينِي كَمَا أُرِيد تعطينها على سَاق

فَسكت عَنهُ ثمَّ قَالَ: هِيَ لَك على سَاق

قَالَ: ثمَّ ذهب إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُول الله إِن النَّخْلَة قد صَارَت لي فَهِيَ لَك

فَذهب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى صَاحب الدَّار فَقَالَ: النَّخْلَة لَك ولعيالك

فَأنْزل الله {وَاللَّيْل إِذا يغشى} إِلَى آخر السُّورَة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِنِّي لأقول هَذِه السُّورَة نزلت فِي السماحة وَالْبخل {وَاللَّيْل إِذا يغشى}

وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس {وَاللَّيْل إِذا يغشى} قَالَ: إِذا أظلم

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير {وَاللَّيْل إِذا يغشى} قَالَ: إِذا أقبل فَغطّى كل شَيْء

وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَأحمد وَعبد بن حميد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه عَن عَلْقَمَة أَنه قدم الشَّام فَجَلَسَ إِلَى أبي الدَّرْدَاء فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاء مِمَّن أَنْت قَالَ: من أهل الْكُوفَة

قَالَ: كَيفَ سَمِعت

ص: 533

عبد الله يقْرَأ {وَاللَّيْل إِذا يغشى} قَالَ: عَلْقَمَة: وَالذكر وَالْأُنْثَى فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: أشهد أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقْرَأ هَكَذَا

وَهَؤُلَاء يريدوني على أَنِّي أقرؤها: خلق الذّكر وَالْأُنْثَى وَالله لَا أتابعهم

وَأخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخ بَغْدَاد من طَرِيق الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ يقْرَأ الْقُرْآن على قِرَاءَة زيد بن ثَابت إِلَّا ثَمَانِيَة عشر حرفا أَخذهَا من قِرَاءَة عبد الله بن مَسْعُود وَقَالَ ابْن عَبَّاس مَا يسرني أَنِّي تركت هَذِه الْحُرُوف وَلَو ملئت لي الدُّنْيَا ذهبة حَمْرَاء مِنْهَا حرف فِي الْبَقَرَة: من بقلها وقثائها وثومها

بالثاء وَفِي الْأَعْرَاف: فلنسألن الَّذين أرسل إِلَيْهِم قبلك من رسلنَا ولنسألن الْمُرْسلين وَفِي بَرَاءَة يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله وَكُونُوا [] مَعَ الصَّادِقين

وَفِي إِبْرَاهِيم: وَإِن كَانَ مَكْرهمْ لتزول مِنْهُ الْجبَال وَفِي الْأَنْبِيَاء: وَكُنَّا لحكمهم شَاهِدين وفيهَا: وهم من كل جدث يَنْسلونَ وَفِي الْحَج يأْتونَ من كل فج سحيق وَفِي الشُّعَرَاء: فعلتها إِذا وَأَنا من الْجَاهِلين وَفِي النَّمْل: اعبد رب هَذِه الْبَلدة الَّتِي حرمهَا وَفِي الصافات: فَلَمَّا سلما وتله للجبين وَفِي الْفَتْح: وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بِالتَّاءِ وَفِي النَّجْم: وَلَقَد جَاءَ من ربكُم الْهدى وفيهَا: إِن تتبعون إِلَّا الظَّن وَفِي الْحَدِيد: لكَي يعلم أهل الْكتاب أَن لَا يقدرُونَ على شَيْء وَفِي ن: لَوْلَا أَن تداركته نعْمَة من ربه على التَّأْنِيث وَفِي إِذا الشَّمْس كوّرت: وَإِذا الموءودة سَأَلت بِأَيّ ذَنْب قتلت وفيهَا: وَمَا هُوَ على الْغَيْب بضنين وَفِي اللَّيْل: وَالذكر وَالْأُنْثَى قَالَ: هُوَ قسم فَلَا تقطعوه

وَأخرج ابْن جرير عَن أبي إِسْحَق قَالَ فِي قِرَاءَة عبد الله: وَاللَّيْل إِذا يغشى وَالنَّهَار إِذا تجلى وَالذكر وَالْأُنْثَى

وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن أَنه كَانَ يقْرؤهَا {وَمَا خلق الذّكر وَالْأُنْثَى} يَقُول: وَالَّذِي خلق الذّكر وَالْأُنْثَى

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة فِي قَوْله: {إِن سعيكم} قَالَ: السَّعْي الْعَمَل

وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة قَالَ: وَقع الْقسم هَهُنَا {إِن سعيكم لشتى} يَقُول: مُخْتَلف

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن مَسْعُود أَن أَبَا بكر

ص: 534

الصّديق اشْترى بِلَالًا من أُميَّة بن خلف وَأبي بن خلف بِبُرْدَةٍ وَعشر أَوَاقٍ فَأعْتقهُ لله فَأنْزل الله {وَاللَّيْل إِذا يغشى} {إِن سعيكم لشتى} سعي أبي بكر وَأُميَّة وَأبي إِلَى قَوْله: {وَكذب بِالْحُسْنَى} قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَى قَوْله: {فسنيسره للعسرى} قَالَ: النَّار

وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن جرير وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان من طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {فإمَّا من أعْطى} من الْفضل {وَاتَّقَى} قَالَ: اتَّقى ربه {وَصدق بِالْحُسْنَى} قَالَ: صدق بالخلف من الله {فسنيسره لليسرى} قَالَ: الْخَيْر من الله {وَأما من بخل وَاسْتغْنى} قَالَ: بخل بِمَالِه وَاسْتغْنى عَن ربه {وَكذب بِالْحُسْنَى} قَالَ: بالخلف من الله {فسنيسره للعسرى} قَالَ: للشر من الله

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة {فَأَما من أعْطى} قَالَ: أعْطى حق الله عَلَيْهِ {وَاتَّقَى} محارم الله {وَصدق بِالْحُسْنَى} قَالَ: بموعود الله على نَفسه {وَأما من بخل} قَالَ: بِحَق الله عَلَيْهِ {وَاسْتغْنى} فِي نَفسه عَن ربه {وَكذب بِالْحُسْنَى} قَالَ: بموعود الله الَّذِي وعد

وَأخرج ابْن جرير من طرق عَن ابْن عَبَّاس {وَصدق بِالْحُسْنَى} قَالَ: أَيقَن بالخلف

وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس {وَصدق بِالْحُسْنَى} يَقُول صدق بِلَا إِلَه أَلا الله {وَأما من بخل وَاسْتغْنى} يَقُول: من أغناه الله فبخل بِالزَّكَاةِ

وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ {وَصدق بِالْحُسْنَى} قَالَ: بِلَا إِلَه إِلَّا الله

وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد {وَصدق بِالْحُسْنَى} قَالَ: بِالْجنَّةِ

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن زيد بن أسلم {فسنيسره لليسرى} قَالَ: الْجنَّة

وَأخرج ابْن جرير وَابْن عَسَاكِر عَن عَامر بن عبد الله بن الزبير قَالَ: كَانَ أَبُو بكر يعْتق على الإِسلام بِمَكَّة فَكَانَ يعْتق عَجَائِز وَنسَاء إِذا أسلمن فَقَالَ لَهُ أَبوهُ أَي بني أَرَاك تعْتق أُنَاسًا ضعفاء فَلَو أَنَّك تعْتق رجَالًا جلدا يقومُونَ مَعَك ويمنعونك ويدفعون عَنْك

قَالَ: أَي أَبَت إِنَّمَا أُرِيد مَا عِنْد الله

قَالَ: فَحَدثني بعض أهل

ص: 535

بَيْتِي أَن هَذِه الْآيَة نزلت فِيهِ {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى وَصدق بِالْحُسْنَى فسنيسره لليسرى}

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن عَسَاكِر فِي طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى وَصدق بِالْحُسْنَى فسنيسره لليسرى} قَالَ: أَبُو بكر الصّديق {وَأما من بخل وَاسْتغْنى وَكذب بِالْحُسْنَى} قَالَ: أَبُو سُفْيَان بن حَرْب

وَأخرج أَحْمد وَعبد بن حميد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن جرير عَن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَة فَقَالَ: مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا وَقد كتب مَقْعَده من الْجنَّة ومقعده من النَّار فَقَالُوا يَا رَسُول الله أَفلا نَتَّكِل قَالَ: اعْمَلُوا فَكل ميسر لما خلق لَهُ أما من كَانَ من أهل السَّعَادَة فييسر لعمل أهل السَّعَادَة وَأما من كَانَ من أهل الشَّقَاء فييسر لعمل أهل الشَّقَاء ثمَّ قَرَأَ {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى} إِلَى قَوْله: {للعسرى}

وَأخرج ابْن جرير عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ: لما نزلت هَذِه الْآيَة (إِنَّا كل شَيْء خلقناه بِقدر)(سُورَة الْقَمَر الْآيَة 49) قَالَ رجل: يَا رَسُول الله فَفِيمَ الْعَمَل أَفِي شَيْء نستأنفه أم فِي شَيْء قد فرغ مِنْهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: اعْمَلُوا فَكل ميسر نيسره لليسرى ونيسره للعسرى

وَأخرج الطستي فِي مسَائِله عَن ابْن عَبَّاس أَن نَافِع بن الْأَزْرَق سَأَلَهُ عَن قَوْله: {إِذا تردى} قَالَ: إِذا تردى وَدخل فِي النَّار نزلت فِي أبي جهل

قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم أما سَمِعت قَول عدي بن زيد: خطفته منية فتردى وَهُوَ فِي الْملك يأمل التعميرا وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد عَن قَتَادَة {إِذا تردى} قَالَ: فِي النَّار

وَأخرج ابْن أبي شيبَة {وَمَا يُغني عَنهُ مَاله إِذا تردى} قَالَ: فِي النَّار

وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن

ص: 536

مُجَاهِد فِي قَوْله: {إِذا تردى} قَالَ: إِذا مَاتَ وَفِي قَوْله: {نَارا تلظى} قَالَ: توهج

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله: {إِن علينا للهدى} يَقُول: على الله الْبَيَان بَيَان حَلَاله وَحَرَامه وطاعته ومعصيته

وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَالْفراء وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه بِسَنَد صَحِيح عَن عبيد بن عُمَيْر أَنه قَرَأَ: فأنذرتكم نَارا تتلظى بالتاءين

وَأخرج ابْن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لتدخلن الْجنَّة إِلَّا من يَأْبَى

قَالُوا وَمن يَأْبَى أَن يدْخل الْجنَّة فَقَرَأَ {الَّذِي كذب وَتَوَلَّى}

وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن أبي حَاتِم وَابْن الْمُنْذر وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي أُمَامَة قَالَ: لَا يبْقى أحد من هَذِه الْأمة إِلَّا أدخلهُ الله الْجنَّة إِلَّا من شرد على الله كَمَا يشرد الْبَعِير السوء على أَهله فَمن لم يصدقني فَإِن الله تَعَالَى يَقُول: لَا يصلاها إِلَّا الأشقى الَّذِي كذب بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وَتَوَلَّى عَنهُ

وَأخرج أَحْمد وَالْحَاكِم عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ أَنه سُئِلَ عَن أَلين كلمة سَمعهَا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: كلكُمْ يدْخل الْجنَّة إِلَّا من شرد على الله شرد الْبَعِير على أَهله

وَأخرج أَحْمد وَالْبُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: كل أمتِي تدخل الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا من أَبى

قَالُوا: وَمن يَأْبَى يَا رَسُول الله قَالَ: من أَطَاعَنِي دخل الْجنَّة وَمن عَصَانِي فقد أَبى

وَأخرج أَحْمد وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي أُمَامَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: لَا يدْخل النَّار إِلَّا شقيّ

قيل: وَمن الشقي قَالَ: الَّذِي لَا يعْمل لله بِطَاعَة وَلَا يتْرك لله مَعْصِيّة

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عُرْوَة أَن أَبَا بكر الصّديق أعتق سَبْعَة كلهم يعذب فِي الله بِلَال وعامر بن فهَيْرَة والنهدية وابنتها وزنيرة وَأم عِيسَى وَأمة بني المؤمل وَفِيه نزلت {وسيجنبها الأتقى} إِلَى آخر السُّورَة

وَأخرج أَحْمد وَمُسلم وَابْن حبَان وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن جَابر بن عبد الله: أَن سراقَة بن مَالك قَالَ: يَا رَسُول الله أَفِي أَي شَيْء نعمل أَفِي شَيْء

ص: 537

ثبتَتْ فِيهِ الْمَقَادِير وَجَرت فِيهِ الأقلام أم فِي شَيْء نستقبل فِيهِ الْعَمَل قَالَ: بل فِي شَيْء ثبتَتْ فِيهِ الْمَقَادِير وَجَرت فِيهِ الأقلام

قَالَ سراقَة: فَفِيمَ الْعَمَل إِذن يَا رَسُول الله قَالَ: اعْمَلُوا فَكل ميسر لما خلق لَهُ وَقَرَأَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم هَذِه الْآيَة {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى} إِلَى قَوْله: {فسنيسره للعسرى}

وَأخرج ابْن قَانِع وَابْن شاهين وعبدان كلهم فِي الصَّحَابَة عَن بشير بن كَعْب الْأَسْلَمِيّ أَن سَائِلًا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فيمَ الْعَمَل قَالَ: فِيمَا جَفتْ بِهِ الأقلام وَجَرت بِهِ الْمَقَادِير فاعملوا فَكل ميسر لما خلق لَهُ ثمَّ قَرَأَ {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى وَصدق بِالْحُسْنَى فسنيسره لليسرى}

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن عَامر بن عبد الله بن الزبير عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ أَبُو قُحَافَة لأبي بكر: أَرَاك تعْتق رقاباً ضعافاً فَلَو أَنَّك إِذْ فعلت مَا فعلت أعتقت رجَالًا جلدا يمنعونك ويقومون دُونك فَقَالَ: يَا أَبَت إِنَّمَا أُرِيد وَجه الله فَنزلت هَذِه الْآيَة فِيهِ: {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى} إِلَى قَوْله: {وَمَا لأحد عِنْده من نعْمَة تجزى إِلَّا ابْتِغَاء وَجه ربه الْأَعْلَى ولسوف يرضى}

وَأخرج الْبَزَّار وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن عديّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن عَسَاكِر من وَجه آخر عَن عَامر بن الزبير عَن أَبِيه قَالَ: نزلت هَذِه الْآيَة {وَمَا لأحد عِنْده من نعْمَة تجزى إِلَّا ابْتِغَاء وَجه ربه الْأَعْلَى ولسوف يرضى} فِي أبي بكر الصّديق

وَأخرج ابْن جرير عَن سعيد قَالَ: نزلت {وَمَا لأحد عِنْده من نعْمَة تجزى} فِي أبي بكر أعتق نَاسا لم يلْتَمس مِنْهُم جَزَاء وَلَا شكُورًا سِتَّة أَو سَبْعَة مِنْهُم بِلَال وعامر بن فهَيْرَة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {وسيجنبها الأتقى} قَالَ: هُوَ أَبُو بكر الصّديق

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة فِي قَوْله: {وَمَا لأحد عِنْده من نعْمَة تجزى} يَقُول: لَيْسَ بِهِ مثابة النَّاس وَلَا مجازاتهم إِنَّمَا عطيته لله

ص: 538