المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الإسلام، وفيه نزل قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ - الرحيق المختوم

[صفي الرحمن المباركفوري]

فهرس الكتاب

- ‌المدخل

- ‌كلمة معالي الشيخ محمد علي الحركان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي

- ‌كلمة المؤلف

- ‌‌‌موقع العربوأقوامها

- ‌موقع العرب

- ‌أقوام العرب

- ‌1- العرب البائدة:

- ‌2- العرب العاربة:

- ‌أ- حمير

- ‌ب- كهلان

- ‌1- الأزد:

- ‌2- لخم وجذام:

- ‌3- بنو طيء:

- ‌4- كندة:

- ‌[3- العرب المستعربة:]

- ‌الحكم والإمارة في العرب

- ‌الملك باليمن

- ‌1- القرون التي خلت قبل سنة 650 ق. م

- ‌2- منذ سنة 650 ق. م إلى سنة 115 ق. م

- ‌3- منذ سنة 115 ق. م إلى سنة 300 م

- ‌4- منذ سنة 300 م إلى أن دخل الإسلام في اليمن

- ‌الملك بالحيرة

- ‌الملك بالشام

- ‌الامارة بالحجاز

- ‌[خلال قبائل مضر]

- ‌الأولى: الدفع بالناس من عرفة إلى المزدلفة

- ‌الثانية: الإفاضة من جمع غداة النحر إلى منى

- ‌الثالثة: إنساء الأشهر الحرم

- ‌[روايات في بيان سبب اندلاع الحرب بين خزاعة وقريش]

- ‌الأولى:

- ‌الثانية:

- ‌الثالثة:

- ‌[رئاسة قصي]

- ‌1- رئاسة دار الندوة

- ‌2- اللواء

- ‌3- الحجابة

- ‌4- سقاية الحاج

- ‌5- رفادة الحاج

- ‌[مناصب أخرى لقريش]

- ‌1- الإيسار:

- ‌2- تحجير الأموال

- ‌3- الشورى

- ‌4- الأشناق

- ‌5- العقاب

- ‌6- القبة

- ‌7- السفارة

- ‌الحكم في سائر العرب

- ‌الحالة السياسية

- ‌[مراسم عبادة العرب للأصنام]

- ‌1- كانوا يعكفون عليها، ويلتجئون إليها

- ‌2- وكانوا يحجون إليها

- ‌3- وكانوا يتقربون إليها بأنواع من القرابين

- ‌4- وكان من أنواع التقرب

- ‌5- وكان من أنواع التقرب إلى الأصنام النذر

- ‌6- وكانت منها البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي

- ‌الحالة الدينية

- ‌صور من المجتمع العربي الجاهلي

- ‌الحالة الإجتماعية

- ‌الحالة الإقتصادية

- ‌الأخلاق

- ‌1- الكرم

- ‌2- ومن تلك الأخلاق الوفاء بالعهد

- ‌3- ومنها عزة النفس

- ‌4- ومنها المضي في العزائم

- ‌5- ومنها الحلم، والأناة، والتؤدة

- ‌6- ومنها السذاجة البدوية

- ‌‌‌نسب النبي صلى الله عليه وسلموأسرته

- ‌نسب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الجزء الأول:

- ‌الجزء الثاني:

- ‌الجزء الثالث:

- ‌الأسرة النبوية

- ‌1- هاشم

- ‌2- عبد المطلب

- ‌3- عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌المولدوأربعون عاما قبل النبوة

- ‌المولد

- ‌في بني سعد

- ‌إلى أمه الحنون

- ‌إلى جده العطوف

- ‌إلى عمه الشفيق

- ‌يستسقي الغمام بوجهه

- ‌بحيرا الراهب

- ‌حرب الفجار

- ‌حلف الفضول

- ‌حياة الكدح

- ‌زواجه خديجة

- ‌بناء الكعبة وقضية التحكيم

- ‌السيرة الإجمالية قبل النبوة

- ‌في ظلال النبوة والرسالة

- ‌في غار حراء

- ‌جبريل ينزل بالوحي

- ‌فترة الوحي

- ‌جبريل ينزل بالوحي مرة ثانية

- ‌استطراد في بيان أقسام الوحي

- ‌إحداها: الرؤيا الصادقة

- ‌الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه

- ‌الثالثة: أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل له الملك رجلا

- ‌الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس

- ‌الخامسة: أنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها

- ‌السادسة: ما أوحاه الله إليه، وهو فوق السماوات ليلة المعراج

- ‌السابعة: كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك

- ‌‌‌أدوار الدعوةومراحلها

- ‌أدوار الدعوة

- ‌1- الدور المكي

- ‌[مراحل الدور المكي]

- ‌المرحلة الأولى جهاد الدعوة [سرا]

- ‌الرعيل الأول

- ‌الصلاة

- ‌الخبر يبلغ إلى قريش إجمالا

- ‌المرحلة الثانية الدعوة جهارا

- ‌أول أمر بإظهار الدعوة

- ‌الدعوة في الأقربين

- ‌على جبل الصفا

- ‌الصدع بالحق وردود فعل المشركين

- ‌وفد قريش إلى أبي طالب

- ‌المجلس الإستشاري لكف الحجاج عن استماع الدعوة

- ‌أساليب شتى لمجابهة الدعوة

- ‌1- السخرية والتحقير

- ‌2- تشويه تعاليمه وإثارة الشبهات

- ‌3- معارضة القرآن بأساطير الأولين

- ‌4- مساومات [ومداهنات أنصاف الحلول]

- ‌الإضطهادات

- ‌دار الأرقم

- ‌الهجرة الأولى إلى الحبشة

- ‌مكيدة قريش بمهاجري الحبشة

- ‌قريش يهددون أبا طالب

- ‌قريش بين يدي أبي طالب مرة أخرى

- ‌فكرة الطغاة في إعدام النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌إسلام حمزة رضي الله عنه

- ‌إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ممثل قريش بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو طالب يجمع بني هاشم وبني عبد المطلب

- ‌المقاطعة العامة

- ‌ميثاق الظلم والعدوان

- ‌ثلاثة أعوام في شعب أبي طالب

- ‌نقض صحيفة الميثاق

- ‌آخر وفد قريش إلى أبي طالب

- ‌عام الحزن

- ‌وفاة أبي طالب

- ‌خديجة إلى رحمة الله

- ‌تراكم الأحزان

- ‌الزواج بسودة رضي الله عنها

- ‌عوامل الصبر والثبات

- ‌1-[الإيمان بالله وحده]

- ‌2- قيادة تهوي إليها الأفئدة

- ‌3- الشعور بالمسؤولية

- ‌4- الإيمان بالآخرة

- ‌5- القرآن

- ‌6- البشارات بالنجاح

- ‌المرحلة الثالثة دعوة الإسلام خارج مكة

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم في الطائف

- ‌عرض الإسلام على القبائل والأفراد

- ‌القبائل التي عرض عليها الإسلام

- ‌1- بنو كلب

- ‌2- بنو حنيفة

- ‌3- وأتى إلى بني عامر بن صعصعة

- ‌[الأفراد الذين عرض عليهم الإسلام]

- ‌المؤمنون من غير أهل مكة

- ‌1- سويد بن صامت

- ‌2- إياس بن معاذ

- ‌3- أبو ذر الغفاري

- ‌4- طفيل بن عمرو الدوسي

- ‌5- ضماد الأزدي

- ‌ست نسمات طيبة من أهل يثرب

- ‌استطراد- تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة

- ‌الإسراء والمعراج

- ‌[زمن حدوث الإسراء والمعراج]

- ‌1- فقيل: كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها بالنبوة

- ‌2- وقيل: كان بعد المبعث بخمس سنين

- ‌3- وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة 10 من النبوة

- ‌4- وقيل: قبل الهجرة بستة عشر شهرا

- ‌5- وقيل: قبل الهجرة بسنة وشهرين

- ‌6- وقيل: قبل الهجرة بسنة

- ‌بيعة العقبة الأولى

- ‌سفير الإسلام في المدينة

- ‌النجاح المغتبط

- ‌بيعة العقبة الثانية

- ‌بداية المحادثة وتشريح العباس لخطورة المسؤولية

- ‌بنود البيعة

- ‌التأكيد من خطورة البيعة

- ‌عقد البيعة

- ‌اثنا عشر نقيبا

- ‌نقباء الخزرج

- ‌نقباء الأوس

- ‌شيطان يكتشف المعاهدة

- ‌استعداد الأنصار لضرب قريش

- ‌قريش تقدم الإحتجاج إلى رؤساء يثرب

- ‌تأكد الخبر لدى قريش ومطاردة المبايعين

- ‌طلائع الهجرة

- ‌في دار الندوة «برلمان قريش»

- ‌النقاش البرلماني والإجماع على قرار غاشم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تطويق منزل الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يغادر بيته

- ‌من الدار إلى الغار

- ‌إذ هما في الغار

- ‌في الطريق إلى المدينة

- ‌[2- الدور المدني] الحياة في المدينة

- ‌المرحلة الأولى الحالة الراهنة في المدينة عند الهجرة

- ‌بناء مجتمع جديد

- ‌بناء المسجد النبوي:

- ‌المؤاخاة بين المسلمين:

- ‌ميثاق التحالف الإسلامي:

- ‌أثر المعنويات في المجتمع:

- ‌معاهدة مع اليهود

- ‌بنود المعاهدة

- ‌الكفاح الدامي

- ‌استفزازات قريش ضد المسلمين بعد الهجرة واتصالهم بعبد الله بن أبي:

- ‌إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام

- ‌قريش تهدد المهاجرين

- ‌الإذن بالقتال

- ‌الغزوات والسرايا قبل بدر

- ‌1- سرية سيف البحر

- ‌2- سرية رابغ

- ‌3- سرية الخرّار

- ‌4- غزوة الأبواء أو ودان

- ‌5- غزوة بواط

- ‌6- غزوة سفوان

- ‌7- غزوة ذي العشيرة

- ‌8- سرية نخلة

- ‌غزوة بدر الكبرى

- ‌سبب الغزوة

- ‌مبلغ قوة الجيش الإسلامي وتوزيع القيادات

- ‌الجيش الإسلامي يتحرك نحو بدر

- ‌النذير في مكة

- ‌أهل مكة يتجهزون للغزو

- ‌قوام الجيش المكي

- ‌مشكلة قبائل بني بكر

- ‌جيش مكة يتحرك

- ‌العير تفلت

- ‌هم الجيش المكي بالرجوع ووقوع الإنشقاق فيه

- ‌حراجة موقف الجيش الإسلامي

- ‌المجلس الإستشاري

- ‌الجيش الإسلامي يواصل سيره

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بعملية الإستكشاف

- ‌الحصول على أهم المعلومات عن الجيش المكي

- ‌نزول المطر

- ‌الجيش الإسلامي يسبق إلى أهم المراكز العسكرية

- ‌مقر القيادة

- ‌تعبئة الجيش وقضاء الليل

- ‌الجيش المكي في عرصة القتال ووقوع الإنشقاق فيه

- ‌الجيشان يتراآن:

- ‌ساعة الصفر وأول وقود المعركة:

- ‌المبارزة:

- ‌الهجوم العام:

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يناشد ربه:

- ‌نزول الملائكة:

- ‌الهجوم المضاد:

- ‌إبليس ينسحب عن ميدان القتال:

- ‌الهزيمة الساحقة:

- ‌صمود أبي جهل:

- ‌مصرع أبي جهل:

- ‌من روائع الإيمان في هذه المعركة:

- ‌قتلى الفريقين:

- ‌مكة تتلقى نبأ الهزيمة:

- ‌المدينة تتلقى أنباء النصر:

- ‌الجيش النبوي يتحرك نحو المدينة:

- ‌وفود التهنئة:

- ‌قضية الأسارى:

- ‌القرآن يتحدث حول موضوع المعركة:

- ‌النشاط العسكري بين بدر وأحد

- ‌غزوة بني سليم بالكدر

- ‌مؤامرة لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة بني قينقاع

- ‌نموذج من مكيدة اليهود

- ‌بنو قينقاع ينقضون العهد

- ‌الحصار ثم التسليم ثم الجلاء

- ‌غزوة السويق

- ‌غزوة ذي أمر

- ‌قتل كعب بن الأشرف

- ‌غزوة بحران

- ‌سرية زيد بن حارثة

- ‌غزوة أحد

- ‌استعداد قريش لمعركة ناقمة

- ‌قوام جيش قريش وقيادته

- ‌جيش مكة يتحرك

- ‌الإستخبارات النبوية تكشف حركة العدو

- ‌استعداد المسلمين للطوارئ:

- ‌الجيش المكي إلى أسوار المدينة:

- ‌المجلس الإستشاري لأخذ خطة الدفاع:

- ‌تكتيب الجيش الإسلامي وخروجه إلى ساحة القتال:

- ‌استعراض الجيش:

- ‌المبيت بين أحد والمدينة:

- ‌تمرد عبد الله بن أبيّ وأصحابه:

- ‌بقية الجيش الإسلامي إلى أحد:

- ‌خطة الدفاع:

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم ينفث روح البسالة في الجيش:

- ‌تعبئة الجيش المكي:

- ‌مناورات سياسية من قبل قريش:

- ‌جهود نسوة قريش في التحميس:

- ‌أول وقود المعركة:

- ‌ثقل المعركة حول اللواء وإبادة حملته:

- ‌القتال في بقية النقاط:

- ‌مصرع أسد الله حمزة بن عبد المطلب

- ‌السيطرة على الموقف

- ‌من أحضان المرأة إلى مقارعة السيوف والدرقة

- ‌نصيب فصيلة الرماة في المعركة:

- ‌الهزيمة تنزل بالمشركين:

- ‌غلطة الرماة الفظيعة:

- ‌خالد بن الوليد يقوم بخطة تطويق الجيش الإسلامي:

- ‌موقف الرسول الباسل إزاء عمل التطويق:

- ‌تبدد المسلمين في الموقف

- ‌إحتدام القتال حول رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أحرج ساعة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌بداية تجمع الصحابة حول الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌تضاعف ضغط المشركين

- ‌البطولات النادرة

- ‌إشاعة مقتل النبيّ صلى الله عليه وسلم وأثره على المعركة

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يواصل المعركة وينقذ الموقف

- ‌مقتل أبيّ بن خلف

- ‌طلحة ينهض بالنبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌آخر هجوم قام به المشركون

- ‌تشويه الشهداء

- ‌مدى استعداد أبطال المسلمين للقتال حتى نهاية المعركة

- ‌بعد انتهاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الشعب

- ‌شماتة أبي سفيان بعد نهاية المعركة وحديثه مع عمر

- ‌مواعدة التلاقي في بدر

- ‌التثبت من موقف المشركين

- ‌تفقد القتلى والجرحى

- ‌جمع الشهداء ودفنهم

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يثني على ربه عز وجل ويدعوه

- ‌الرجوع إلى المدينة، ونوادر الحب والتفاني

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة

- ‌قتلى الفريقين

- ‌حالة الطوارئ في المدينة

- ‌غزوة حمراء الأسد

- ‌القرآن يتحدث حول موضوع المعركة

- ‌الحكم والغايات المحمودة في هذه الغزوة

- ‌السرايا والبعوث بين أحد والأحزاب

- ‌سرية أبي سلمة

- ‌بعث عبد الله بن أنيس

- ‌بعث الرجيع

- ‌مأساة بئر معونة

- ‌غزوة بني النضير

- ‌غزوة نجد

- ‌غزوة بدر الثانية

- ‌غزوة دومة الجندل

- ‌غزوة الأحزاب

- ‌غزوة بني قريظة

- ‌النشاط العسكري بعد هذه الغزوة

- ‌مقتل سلام بن أبي الحقيق

- ‌سرية محمد بن مسلمة

- ‌غزوة بني لحيان

- ‌متابعة البعوث والسرايا

- ‌1- سرية عكاشة بن محصن إلى الغمر

- ‌2- سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة

- ‌3- سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة

- ‌4- سرية زيد بن حارثة إلى الجموم

- ‌5- سرية زيد أيضا إلى العيص

- ‌6- سرية زيد أيضا إلى الطرف أو الطرق

- ‌7- سرية زيد أيضا إلى وادي القرى

- ‌8- سرية الخبط

- ‌غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع

- ‌دور المنافقين قبل غزوة بني المصطلق

- ‌دور المنافقين في غزوة بني مصطلق

- ‌1- قول المنافقين: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

- ‌2- حديث الإفك

- ‌البعوث والسرايا بعد غزوة المريسيع

- ‌1- سرية عبد الرحمن بن عوف إلى ديار بني كلب بدومة الجندل

- ‌2- سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفدك

- ‌3- سرية أبي بكر الصديق أو زيد بن حارثة إلى وادي القرى

- ‌وقعة الحديبية في ذي القعدة سنة 6 ه

- ‌سبب عمرة الحديبية

- ‌استنفار المسلمين

- ‌المسلمون يتحركون إلى مكة

- ‌محاولة قريش صد المسلمين عن البيت

- ‌تبديل الطريق ومحاولة الإجتناب عن اللقاء الدامي

- ‌بديل يتوسط بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش

- ‌رسل قريش

- ‌هو الذي كف أيديهم عنكم

- ‌عثمان بن عفان سفيرا إلى قريش

- ‌إشاعة مقتل عثمان وبيعة الرضوان

- ‌إبرام الصلح وبنوده

- ‌رد أبي جندل

- ‌النحر والحلق للحل عن العمرة

- ‌الإباء عن رد المهاجرات

- ‌ماذا يتمخض عن بنود المعاهدة

- ‌حزن المسلمين ومناقشة عمر مع النبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌انحلت أزمة المستضعفين

- ‌إسلام أبطال من قريش

- ‌المرحلة الثانية طور جديد

- ‌مكاتبة الملوك والأمراء

- ‌1- الكتاب إلى النجاشي ملك الحبشة

- ‌2- الكتاب إلى المقوقس ملك مصر

- ‌3- الكتاب إلى كسرى ملك فارس

- ‌4- الكتاب إلى قيصر ملك الروم

- ‌5- الكتاب إلى المنذر بن ساوي

- ‌6- الكتاب إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة

- ‌7- الكتاب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق

- ‌8- الكتاب إلى ملك عمان

- ‌النشاط العسكري بعد صلح الحديبية

- ‌غزوة الغابة أو غزوة ذي قرد

- ‌غزوة خيبر ووادي القرى

- ‌سبب الغزوة

- ‌الخروج إلى خيبر

- ‌عدد الجيش الإسلامي

- ‌اتصال المنافقين باليهود

- ‌الطريق إلى خيبر

- ‌بعض ما وقع في الطريق

- ‌الجيش الإسلامي إلى أسوار خيبر

- ‌التهيؤ للقتال وحصون خيبر

- ‌بدء المعركة وفتح حصن ناعم

- ‌فتح حصن الصعب بن معاذ

- ‌فتح قلعة الزبير

- ‌فتح قلعة أبي

- ‌فتح حصن النزار

- ‌فتح الشطر الثاني من خيبر

- ‌ المفاوضة

- ‌قتل ابني أبي الحقيق لنقض العهد

- ‌قسمة الغنائم

- ‌قدوم جعفر بن أبي طالب والأشعرين

- ‌الزواج بصفية

- ‌أمر الشاة المسمومة

- ‌قتلى الفريقين في معارك خيبر

- ‌فدك

- ‌وادي القرى

- ‌تيماء

- ‌العود إلى المدينة

- ‌سرية أبان بن سعيد

- ‌بقية السرايا والغزوات في السنة السابعة

- ‌غزوة ذات الرقاع

- ‌[سرايا النبي ص في السنة السابعة]

- ‌1- سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بقديد

- ‌2- سرية حسمي

- ‌3- سرية عمر بن الخطاب إلى تربة

- ‌4- سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى بني مرة بناحية فدك

- ‌5- سرية غالب بن عبد الله الليثي

- ‌6- سرية عبد الله بن رواحة إلى خيبر

- ‌7- سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يمن وجبار

- ‌8- سرية أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة

- ‌عمرة القضاء

- ‌[سرايا النبي ص بعد عمرة القضاء]

- ‌1- سرية ابن أبي العوجاء

- ‌2- سرية غالب بن عبد الله إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد بفدك

- ‌3- سرية ذات أطلح

- ‌4- سرية ذات عرق إلى بني هوازن

- ‌معركة مؤتة

- ‌سبب المعركة

- ‌أمراء الجيش ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم

- ‌توديع الجيش الإسلامي وبكاء عبد الله بن رواحة

- ‌تحرك الجيش الإسلامي، ومباغتته حالة رهيبة

- ‌المجلس الإستشاري بمعان

- ‌الجيش الإسلامي يتحرك نحو العدو

- ‌بداية القتال، وتناوب القواد

- ‌الراية إلى سيف من سيوف الله

- ‌نهاية المعركة

- ‌[القتال التراجعي]

- ‌قتلى الفريقين

- ‌أثر المعركة

- ‌سرية ذات السلاسل

- ‌سرية أبي قتادة إلى خضرة

- ‌غزوة فتح مكة

- ‌سبب الغزوة

- ‌أبو سفيان يخرج إلى المدينة ليجدد الصلح

- ‌التهيؤ للغزوة ومحاولة الإخفاء

- ‌الجيش الإسلامي يتحرك نحو مكة

- ‌الجيش الإسلامي ينزل بمر الظهران

- ‌أبو سفيان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الجيش الإسلامي يغادر مر الظهران إلى مكة

- ‌قريش تباغت زحف الجيش الإسلامي

- ‌الجيش الإسلامي بذي طوى

- ‌الجيش الإسلامي يدخل مكة

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل المسجد الحرام ويطهره من الأصنام

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي في الكعبة ثم يخطب أمام قريش

- ‌لا تثريب عليكم اليوم

- ‌مفتاح البيت إلى أهله

- ‌بلال يؤذن على الكعبة

- ‌صلاة الفتح أو صلاة الشكر

- ‌إهدار دماء رجال من أكابر المجرمين

- ‌إسلام صفوان بن أمية، وفضالة بن عمير

- ‌خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني من الفتح

- ‌تخوف الأنصار من بقاء الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة

- ‌أخذ البيعة

- ‌إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة، وعمله فيها

- ‌السرايا والبعوث

- ‌1- ولما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح بعث خالد بن الوليد إلى العزى

- ‌2- ثم بعث عمرو بن العاص في نفس الشهر إلى سواع

- ‌3- وفي نفس الشهر بعث سعد بن زيد الأشهلي في عشرين فارسا إلى مناة

- ‌4- ولما رجع خالد بن الوليد من هدم العزى بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان من نفس السنة (8 هـ) إلى بني جذيمة

- ‌المرحلة الثالثة

- ‌[1- صفحة المجاهدة والقتال

- ‌غزوة حنين

- ‌مسير العدو ونزوله بأوطاس

- ‌مجرب الحروب يغلط رأي القائد

- ‌سلاح استكشاف العدو

- ‌سلاح استكشاف رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يغادر مكة إلى حنين

- ‌الجيش الإسلامي يباغت الرماة والمهاجمين

- ‌رجوع المسلمين واحتدام المعركة

- ‌إنكسار حدة العدو، وهزيمته الساحقة

- ‌حركة المطاردة

- ‌ الغنائم

- ‌ غزوة الطائف

- ‌قسمة الغنائم بالجعرانة

- ‌الأنصار تجد على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌قدوم وفد هوازن

- ‌العمرة والإنصراف إلى المدينة

- ‌البعوث والسرايا بعد الرجوع من غزوة الفتح

- ‌المصدقون

- ‌السرايا

- ‌1- سرية عيينة بن حصن الفزاري

- ‌2- سرية قطبة بن عامر إلى حي من خثعم

- ‌3- سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب

- ‌4- سرية علقمة بن مجزز المدلجي إلى سواحل جدة

- ‌5- سرية علي بن أبي طالب إلى صنم لطيء. يقال له القلس

- ‌غزوة تبوك

- ‌سبب الغزوة

- ‌الأخبار العامة عن استعداد الرومان وغسان

- ‌الأخبار الخاصة عن استعداد الرومان وغسان

- ‌زيادة خطورة الموقف

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يقرر القيام بإقدام حاسم

- ‌الإعلان بالتهيؤ لقتال الرومان

- ‌المسلمون يتسابقون إلى التجهز للغزو

- ‌الجيش الإسلامي إلى تبوك

- ‌الجيش الإسلامي بتبوك

- ‌الرجوع إلى المدينة

- ‌المخلفون

- ‌أثر الغزوة

- ‌نزول القرآن حول موضوع الغزوة

- ‌بعض الوقائع المهمة في هذه السنة

- ‌حج أبي بكر رضي الله عنه

- ‌نظرة على الغزوات

- ‌[2- صفحة تسابق الشعوب والقبائل إلى اعتناق الإسلام

- ‌الناس يدخلون في دين الله أفواجا

- ‌ الوفود

- ‌1- وفد عبد القيس

- ‌2- وفد دوس

- ‌3- رسول فروة بن عمرو الجذامي

- ‌4- وفد صداء

- ‌5- قدوم كعب بن زهير بن أبي سلمى

- ‌6- وفد عذرة

- ‌7- وفد بلي

- ‌8- وفد ثقيف

- ‌9- رسالة ملوك اليمن

- ‌10- وفد همدان

- ‌11- وفد بني فزارة

- ‌12- وفد نجران

- ‌13- وفد بني حنيفة

- ‌14- وفد بني عامر بن صعصعة

- ‌15- وفد تجيب

- ‌16- وفد طيء

- ‌نجاح الدعوة وأثرها

- ‌حجة الوداع

- ‌آخر البعوث

- ‌إلى الرفيق الأعلى

- ‌طلائع التوديع

- ‌بداية المرض

- ‌الأسبوع الأخير

- ‌قبل الوفاة بخمسة أيام

- ‌قبل أربعة أيام

- ‌‌‌قبل يومأو يومين

- ‌قبل يوم

- ‌آخر يوم من الحياة

- ‌الاحتضار

- ‌تفاقم الأحزان على الصحابة

- ‌موقف عمر

- ‌موقف أبي بكر

- ‌التجهيز وتوديع الجسد الشريف إلى الأرض

- ‌البيت النبوي

- ‌1- كان البيت النبوي في مكة قبل الهجرة يتألف منه عليه الصلاة والسلام، ومن زوجته خديجة بنت خويلد

- ‌2- سودة بنت زمعة

- ‌3- عائشة بنت أبي بكر الصديق

- ‌4- حفصة بنت عمر بن الخطاب

- ‌5- زينب بنت خزيمة من بني هلال بن عامر بن صعصعة

- ‌6- أم سلمة هند بنت أبي أمية

- ‌7- زينب بنت جحش بن رباب من بني أسد بن خزيمة

- ‌8- جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة

- ‌9- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان

- ‌10- صفية بنت حيي بن أخطب من بني إسرائيل

- ‌11- ميمونة بنت الحارث

- ‌الصفات والأخلاق

- ‌جمال الخلق

- ‌كمال النفس ومكارم الأخلاق

الفصل: الإسلام، وفيه نزل قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ

الإسلام، وفيه نزل قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ «1» [لقمان: 6] .

‌4- مساومات [ومداهنات أنصاف الحلول]

حاولوا بها أن يلتقي الإسلام والجاهلية في منتصف الطريق بأن يترك المشركون بعض ما هم عليه، ويترك النبي صلى الله عليه وسلم بعض ما هو عليه وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [القلم: 9] فهناك رواية رواها ابن جرير والطبراني تفيد أن المشركين عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم عاما، ويعبدون ربه عاما. ورواية أخرى لعبد بن حميد تفيد أنهم قالوا: لو قبلت آلهتنا نعبد إلهك «2» .

وروى ابن إسحاق بسنده، قال: اعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة- الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاص بن وائل السهمي- وكانوا ذوي أسنان في قومهم- فقالوا: يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه، فأنزل الله تعالى فيهم:

قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ السورة كلها «3» .

وحسم الله مفاوضتهم المضحكة بهذه المفاصلة الجازمة.

ولعل اختلاف الروايات لأجل أنهم حاولوا هذه المساومة مرة بعد أخرى.

‌الإضطهادات

أعمل المشركون الأساليب التي ذكرناها شيئا فشيئا لكف الدعوة بعد ظهورها في بداية السنة الرابعة من النبوة، ومضت على ذلك أسابيع وشهور وهم مقتصرون على هذه الأساليب، لا يتجاوزونها إلى طريق الإضطهاد والتعذيب، ولكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب لا تجدي لهم نفعا في كف الدعوة الإسلامية؛ اجتمعوا مرة أخرى، وكونوا منهم لجنة أعضاؤها خمسة وعشرون رجلا من سادات قريش، رئيسها أبو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد التشاور والتفكر اتخذت هذه اللجنة قرارا حاسما ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضد أصحابه.

فقررت ألاتألوا جهدا في محاربة الإسلام، وإيذاء رسوله، وتعذيب الداخلين فيه، والتعرض لهم بألوان من النكال والإيلام «4» .

(1) تفهيم القرآن 4/ 9.

(2)

تفهيم القرآن 6/ 501، 205.

(3)

ابن هشام 1/ 362.

(4)

رحمة للعالمين 1/ 59، 60.

ص: 74

اتخذوا هذا القرار وصمموا على تنفيذه. أما بالنسبة إلى المسلمين- ولا سيما المستضعفين منهم- فكان ذلك سهلا جدا. وأما بالنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان رجلا شهما وقورا ذا شخصية فذة، تتعاظمه نفوس الأعداء والأصدقاء، بحيث لا يقابل مثلها إلا بالإجلال والتشريف، ولا يجترئ على اقتراف الدنايا والرذائل ضده إلا أرذال الناس وسفهاؤهم، ومع ذلك كان في منعة أبي طالب، وأبو طالب من رجال مكة المعدودين، كان معظما في أصله، معظما بين الناس، فما يجسر أحد على إخفار ذمته واستباحة بيضته، إن هذا الوضع أقلق قريشا وأقامهم وأقعدهم، ولكن إلام هذا الصبر الطويل أمام دعوة تتشوف إلى القضاء على زعامتهم الدينية، وصدارتهم الدنيوية.

وبدأوا الإعتداآت ضد النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم أبو لهب، فقد اتخذ موقفه هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم الأول قبل أن تهم قريش بذلك. وقد أسلفنا ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس بني هاشم، وما فعل على الصفا، وقد ورد في بعض الروايات أنه- حينما كان على الصفا- أخذ حجرا ليضرب به النبي صلى الله عليه وسلم «1» .

وكان أبو لهب قد زوج ولديه عتبة وعتيبة ببنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم قبل البعثة، فلما كانت البعثة أمرهما بتطليقهما بعنف وشدة، حتى طلقاهما «2» .

ولما مات عبد الله- الابن الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم استبشر أبو لهب، وهرول إلى رفقائه يبشرهم بأن محمدا صار أبتر «3» .

وقد أسلفنا أن أبا لهب كان يجول خلف النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج والأسواق لتكذيبه، وقد روى طارق بن عبد الله المحاربي ما يفيد أنه كان لا يقتصر على التكذيب، بل كان يضربه بالحجر حتى يدمي عقباه «4» .

وكانت امرأة أبي لهب- أم جميل أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان- لا تقل عن زوجها في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانت تحمل الشوك وتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم وعلى بابه ليلا، وكانت امرأة سليطة تبسط فيه لسانها، وتطيل عليه الإفتراء والدس، وتؤجج نار الفتنة، وتثير حربا شعواء على النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك وصفها القرآن بحمالة الحطب.

ولما سمعت ما نزل فيه وفي زوجها من القرآن أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في

(1) روى ذلك الترمذي.

(2)

في ظلال القرآن 30/ 282، تفهيم القرآن 6/ 522.

(3)

تفهيم القرآن 6/ 490.

(4)

جامع الترمذي.

ص: 75

المسجد عند الكعبة، ومعه أبو بكر الصديق، وفي يدها فهر (أي بمقدار ملء الكف) من حجارة، فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا ترى إلا أبا بكر، فقالت: يا أبا بكر! أين صاحبك؟ قد بلغني أنه يهجوني، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه، أما والله إني لشاعرة. ثم قالت:

مذمما عصينا

وأمره أبينا

ودينه قلينا

ثم انصرفت، فقال أبو بكر: يا رسول الله أما تراها رأتك؟ فقال: ما رأتني، لقد أخذ الله ببصرها عني «1» .

وروى أبو بكر البزار هذه القصة. وفيها أنها لما وقفت على أبي بكر قالت: أبا بكر هجانا صاحبك، فقال أبو بكر: لا ورب هذه البنية، ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به، فقالت:

إنك لمصدق.

كان أبو لهب يفعل كل ذلك وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاره، كان بيته ملصقا ببيته، كما كان غيره من جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذونه وهو في بيته.

قال ابن إسحاق: كان النفر الذين يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته أبا لهب، والحكم ابن أبي العاص بن أمية، وعقبة بن أبي معيط، وعدي بن حمراء الثقفي، وابن الأصداء الهذلي- وكانوا جيرانه- لم يسلم منهم أحد إلا الحكم بن أبي العاص «2» ، فكان أحدهم يطرح عليه صلى الله عليه وسلم رحم الشاة وهو يصلي، وكان أحدهم يطرحها في برمته إذا نصبت له، حتى اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرا ليستتر به منهم إذا صلى، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طرحوا عليه ذلك الأذى يخرج به على العود، فيقف به على بابه، ثم يقول: يا بني عبد مناف! أي جوار هذا؟ ثم يلقيه في الطريق «3» .

وازداد عقبة بن أبي معيط في شقاوته وخبثه، فقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس، إذ قال بعضهم لبعض أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد.

فانبعث أشقى القوم (وهو عقبة بن أبي معيط)«4» فضاء به فنظر، حتى إذا سجد النبي لله وضع على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر، لا أغني شيئا، لو كانت لي منعة، قال: فجعلوا

(1) انظر سيرة ابن هشام 1/ 335، 336.

(2)

هو أبو الخليفة الأموي مروان بن الحكم.

(3)

ابن هشام 1/ 416.

(4)

صرح بذلك في صحيح البخاري نفسه 1/ 543.

ص: 76

يضحكون، ويحيل بعضهم على بعض- أي: يتمايل بعضهم على بعض مرحا وبطرا-، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد، لا يرفع رأسه حتى جاءته فاطمة، فطرحته عن ظهره، فرفع رأسه، ثم قال: اللهم عليك بقريش ثلاث مرات، فشق ذلك عليهم إذ دعا عليهم، وقال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة، ثم سمى اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة. وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط- وعد السابع فلم يحفظه- فو الذي نفسي بيده لقد رأيت الذي عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القليب، قليب بدر «1» .

وكان أمية بن خلف إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم همزه ولمزه. وفيه نزل: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ قال ابن هشام: الهمزة: الذي يشتم الرجل علانية، ويكسر عينيه، ويغمز به.

واللمزة: الذي يعيب الناس سرا ويؤذيهم «2» .

أما أخوه أبيّ بن خلف فكان هو وعقبة بن أبي معيط متصافيين. وجلس عقبة مرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه، فلما بلغ ذلك أبيا أنّبه وعاتبه وطلب منه أن يتفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل. وأبيّ بن خلف نفسه فت عظاما رميما ثم نفخه في الريح نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم «3» .

وكان الأخنس بن شريق الثقفي ممن ينال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه القرآن بتسع صفات تدل على ما كان عليه، وهي في قوله تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ، مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ [القلم: 10- 11- 12- 13] .

وكان أبو جهل يجيء أحيانا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع منه القرآن، ثم يذهب عنه فلا يؤمن ولا يطيع، ولا يتأدب ولا يخشى، ويؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول، ويصد عن سبيل الله، ثم يذهب مختالا بما يفعل، فخورا بما ارتكب من الشر، كأنما فعل شيئا يذكر، وفيه نزل: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى إلخ «4» وكان يمنع النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة منذ أول يوم رآه يصلي في الحرم، ومرة مر به وهو يصلي عند المقام فقال: يا محمد ألم أنهك عن هذا،

(1) صحيح البخاري، كتاب الوضوء، باب إذا ألقى على المصلي قذر أو جيفة 1/ 37.

(2)

ابن هشام 1/ 356، 357.

(3)

نفس المصدر 1/ 361، 362.

(4)

في ظلال القرآن 29/ 212.

ص: 77

وتوعده فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره. فقال: يا محمد بأي شيء تهددني؟ أما والله إني لأكثر هذا الوادي ناديا. فأنزل فَلْيَدْعُ نادِيَهُ «1» وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بخناقه، وهزه، وهو يقول له: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى. ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى فقال عدو الله: أتوعدني يا محمد؟ والله لا تستطيع أنت ولا ربك شيئا، وإني لأعز من مشى بين جبليها «2» .

ولم يكن أبو جهل ليفيق من غباوته بعد هذا الأنتهار، بل ازداد شقاوة فيما بعد.

أخرج مسلم عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ فقيل:

نعم! فقال: واللات والعزى، لئن رأيته لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، زعم ليطأ رقبته، فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبية ويتقي بيديه، فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟ قال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا، وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا» .

كانت هذه الإعتداآت بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع ما لشخصيته الفذة من وقار وجلال في نفوس العامة والخاصة، ومع ما له من منعة أبي طالب أعظم رجل محترم في مكة، أما بالنسبة إلى المسلمين- ولا سيما الضعفاء منهم- فإن الإجراآت كانت أقسى من ذلك وأمر، ففي نفس الوقت قامت كل قبيلة تعذب من دان منها بالإسلام أنواعا من التعذيب، ومن لم يكن له قبيلة فأجرت عليهم الأوباش والسادات ألوانا من الإضطهاد، يفزع من ذكرها قلب الحليم.

كان أبو جهل إذا سمع برجل قد أسلم له شرف ومنعة أنبه وأخزاه، وأوعده بإبلاغ الخسارة الفادحة في المال، والجاه، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به «4» .

وكان عم عثمان بن عفان يلفه في حصير من أوراق النخيل ثم يدخنه من تحته «5» .

ولما علمت أم مصعب بن عمير بإسلامه أجاعته وأخرجته من بيته، وكان من أنعم الناس عيشا، فتخشف جلده تخشف الحية «6» .

وكان بلال مولى أمية بن خلف الجمحي، فكان أمية يضع في عنقه حبلا، ثم يسلمه إلى الصبيان، يطوفون به في جبال مكة، حتى كان يظهر أثر الحبل في عنقه، وكان أمية

(1) نفس المصدر 30/ 208.

(2)

نفس المصدر 29/ 312.

(3)

رواه مسلم في صحيحه.

(4)

ابن هشام 1/ 320.

(5)

رحمة للعالمين (1/ 57.

(6)

نفس المصدر 1/ 58، وتلقيح فهوم أهل الأثر ص 60.

ص: 78

يشده شدا ثم يضربه بالعصا، وكان يلجئه إلى الجلوس في حر الشمس، كما كان يكرهه على الجوع، وأشد من ذلك كله أنه كان يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول: لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد، وتعبد اللات والعزى. فيقول: - وهو في ذلك- أحد، أحد، حتى مر به أبو بكر يوما وهم يصنعون ذلك به فاشتراه بغلام أسود، وقيل بسبع أواق أو بخمس من الفضة وأعتقه «1» .

وكان عمار بن ياسر رضي الله عنه مولى لبني مخزوم، أسلم هو وأبوه وأمه، فكان المشركون- وعلى رأسهم أبو جهل- يخرجونهم إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء، فيعذبونهم بحرها. ومر بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فقال: صبرا آل ياسر! فإن موعدكم الجنة، فمات ياسر في العذاب، وطعن أبو جهل سمية- أم عمار- في قبلها بحربة فماتت، وهي أول شهيدة في الإسلام، وشددوا العذاب على عمار بالحر تارة، وبوضع الصخر أحمر على صدره أخرى، وبالتغريق أخرى. وقالوا: لا نتركك حتى تسب محمدا، أو تقول: في اللات والعزى خيرا، فوافقهم على ذلك مكرها، وجاء باكيا معتذرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ الآية: [النحل:

106] «2» .

وكان أبو فكيهة- واسمه أفلح- مولى لبني عبد الدار، فكانوا يشدون برجله الحبل، ثم يجرونه على الأرض «3» .

وكان خباب بن الأرت مولى لأم أنمار بنت سباع الخزاعية، فكان المشركون يذيقونه أنواعا من التنكيل، يأخذون بشعر رأسه فيجذبونه جذبا، ويلوون عنقه تلوية عنيفة وأضجعوه مرات عديدة على فحام ملتهبة، ثم وضعوا عليه حجرا؛ حتى لا يستطيع أن يقوم «4» .

وكانت زنيرة والنهدية وابنتها وأم عبيس إماء أسلمن، وكان المشركون يسومونهن من

(1) رحمة للعالمين 1/ 57، تلقيح الفهوم ص 61، ابن هشام 1/ 317، 318.

(2)

ابن هشام 1/ 319، 320، فقه السيرة لمحمد الغزالي ص 82 وروى بعض ذلك العوفي عن ابن عباس، انظر مختصر السيرة للشيخ عبد الله ص 92.

(3)

رحمة للعالمين 1/ 57، من إعجاز التنزيل ص 53.

(4)

نفس المصدر 1/ 57، تلقيح فهوم أهل الأثر ص 60.

ص: 79