المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المدخل

- ‌كلمة معالي الشيخ محمد علي الحركان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي

- ‌كلمة المؤلف

- ‌‌‌موقع العربوأقوامها

- ‌موقع العرب

- ‌أقوام العرب

- ‌1- العرب البائدة:

- ‌2- العرب العاربة:

- ‌أ- حمير

- ‌ب- كهلان

- ‌1- الأزد:

- ‌2- لخم وجذام:

- ‌3- بنو طيء:

- ‌4- كندة:

- ‌[3- العرب المستعربة:]

- ‌الحكم والإمارة في العرب

- ‌الملك باليمن

- ‌1- القرون التي خلت قبل سنة 650 ق. م

- ‌2- منذ سنة 650 ق. م إلى سنة 115 ق. م

- ‌3- منذ سنة 115 ق. م إلى سنة 300 م

- ‌4- منذ سنة 300 م إلى أن دخل الإسلام في اليمن

- ‌الملك بالحيرة

- ‌الملك بالشام

- ‌الامارة بالحجاز

- ‌[خلال قبائل مضر]

- ‌الأولى: الدفع بالناس من عرفة إلى المزدلفة

- ‌الثانية: الإفاضة من جمع غداة النحر إلى منى

- ‌الثالثة: إنساء الأشهر الحرم

- ‌[روايات في بيان سبب اندلاع الحرب بين خزاعة وقريش]

- ‌الأولى:

- ‌الثانية:

- ‌الثالثة:

- ‌[رئاسة قصي]

- ‌1- رئاسة دار الندوة

- ‌2- اللواء

- ‌3- الحجابة

- ‌4- سقاية الحاج

- ‌5- رفادة الحاج

- ‌[مناصب أخرى لقريش]

- ‌1- الإيسار:

- ‌2- تحجير الأموال

- ‌3- الشورى

- ‌4- الأشناق

- ‌5- العقاب

- ‌6- القبة

- ‌7- السفارة

- ‌الحكم في سائر العرب

- ‌الحالة السياسية

- ‌[مراسم عبادة العرب للأصنام]

- ‌1- كانوا يعكفون عليها، ويلتجئون إليها

- ‌2- وكانوا يحجون إليها

- ‌3- وكانوا يتقربون إليها بأنواع من القرابين

- ‌4- وكان من أنواع التقرب

- ‌5- وكان من أنواع التقرب إلى الأصنام النذر

- ‌6- وكانت منها البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي

- ‌الحالة الدينية

- ‌صور من المجتمع العربي الجاهلي

- ‌الحالة الإجتماعية

- ‌الحالة الإقتصادية

- ‌الأخلاق

- ‌1- الكرم

- ‌2- ومن تلك الأخلاق الوفاء بالعهد

- ‌3- ومنها عزة النفس

- ‌4- ومنها المضي في العزائم

- ‌5- ومنها الحلم، والأناة، والتؤدة

- ‌6- ومنها السذاجة البدوية

- ‌‌‌نسب النبي صلى الله عليه وسلموأسرته

- ‌نسب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الجزء الأول:

- ‌الجزء الثاني:

- ‌الجزء الثالث:

- ‌الأسرة النبوية

- ‌1- هاشم

- ‌2- عبد المطلب

- ‌3- عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌المولدوأربعون عاما قبل النبوة

- ‌المولد

- ‌في بني سعد

- ‌إلى أمه الحنون

- ‌إلى جده العطوف

- ‌إلى عمه الشفيق

- ‌يستسقي الغمام بوجهه

- ‌بحيرا الراهب

- ‌حرب الفجار

- ‌حلف الفضول

- ‌حياة الكدح

- ‌زواجه خديجة

- ‌بناء الكعبة وقضية التحكيم

- ‌السيرة الإجمالية قبل النبوة

- ‌في ظلال النبوة والرسالة

- ‌في غار حراء

- ‌جبريل ينزل بالوحي

- ‌فترة الوحي

- ‌جبريل ينزل بالوحي مرة ثانية

- ‌استطراد في بيان أقسام الوحي

- ‌إحداها: الرؤيا الصادقة

- ‌الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه

- ‌الثالثة: أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل له الملك رجلا

- ‌الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس

- ‌الخامسة: أنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها

- ‌السادسة: ما أوحاه الله إليه، وهو فوق السماوات ليلة المعراج

- ‌السابعة: كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك

- ‌‌‌أدوار الدعوةومراحلها

- ‌أدوار الدعوة

- ‌1- الدور المكي

- ‌[مراحل الدور المكي]

- ‌المرحلة الأولى جهاد الدعوة [سرا]

- ‌الرعيل الأول

- ‌الصلاة

- ‌الخبر يبلغ إلى قريش إجمالا

- ‌المرحلة الثانية الدعوة جهارا

- ‌أول أمر بإظهار الدعوة

- ‌الدعوة في الأقربين

- ‌على جبل الصفا

- ‌الصدع بالحق وردود فعل المشركين

- ‌وفد قريش إلى أبي طالب

- ‌المجلس الإستشاري لكف الحجاج عن استماع الدعوة

- ‌أساليب شتى لمجابهة الدعوة

- ‌1- السخرية والتحقير

- ‌2- تشويه تعاليمه وإثارة الشبهات

- ‌3- معارضة القرآن بأساطير الأولين

- ‌4- مساومات [ومداهنات أنصاف الحلول]

- ‌الإضطهادات

- ‌دار الأرقم

- ‌الهجرة الأولى إلى الحبشة

- ‌مكيدة قريش بمهاجري الحبشة

- ‌قريش يهددون أبا طالب

- ‌قريش بين يدي أبي طالب مرة أخرى

- ‌فكرة الطغاة في إعدام النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌إسلام حمزة رضي الله عنه

- ‌إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ممثل قريش بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو طالب يجمع بني هاشم وبني عبد المطلب

- ‌المقاطعة العامة

- ‌ميثاق الظلم والعدوان

- ‌ثلاثة أعوام في شعب أبي طالب

- ‌نقض صحيفة الميثاق

- ‌آخر وفد قريش إلى أبي طالب

- ‌عام الحزن

- ‌وفاة أبي طالب

- ‌خديجة إلى رحمة الله

- ‌تراكم الأحزان

- ‌الزواج بسودة رضي الله عنها

- ‌عوامل الصبر والثبات

- ‌1-[الإيمان بالله وحده]

- ‌2- قيادة تهوي إليها الأفئدة

- ‌3- الشعور بالمسؤولية

- ‌4- الإيمان بالآخرة

- ‌5- القرآن

- ‌6- البشارات بالنجاح

- ‌المرحلة الثالثة دعوة الإسلام خارج مكة

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم في الطائف

- ‌عرض الإسلام على القبائل والأفراد

- ‌القبائل التي عرض عليها الإسلام

- ‌1- بنو كلب

- ‌2- بنو حنيفة

- ‌3- وأتى إلى بني عامر بن صعصعة

- ‌[الأفراد الذين عرض عليهم الإسلام]

- ‌المؤمنون من غير أهل مكة

- ‌1- سويد بن صامت

- ‌2- إياس بن معاذ

- ‌3- أبو ذر الغفاري

- ‌4- طفيل بن عمرو الدوسي

- ‌5- ضماد الأزدي

- ‌ست نسمات طيبة من أهل يثرب

- ‌استطراد- تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة

- ‌الإسراء والمعراج

- ‌[زمن حدوث الإسراء والمعراج]

- ‌1- فقيل: كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها بالنبوة

- ‌2- وقيل: كان بعد المبعث بخمس سنين

- ‌3- وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة 10 من النبوة

- ‌4- وقيل: قبل الهجرة بستة عشر شهرا

- ‌5- وقيل: قبل الهجرة بسنة وشهرين

- ‌6- وقيل: قبل الهجرة بسنة

- ‌بيعة العقبة الأولى

- ‌سفير الإسلام في المدينة

- ‌النجاح المغتبط

- ‌بيعة العقبة الثانية

- ‌بداية المحادثة وتشريح العباس لخطورة المسؤولية

- ‌بنود البيعة

- ‌التأكيد من خطورة البيعة

- ‌عقد البيعة

- ‌اثنا عشر نقيبا

- ‌نقباء الخزرج

- ‌نقباء الأوس

- ‌شيطان يكتشف المعاهدة

- ‌استعداد الأنصار لضرب قريش

- ‌قريش تقدم الإحتجاج إلى رؤساء يثرب

- ‌تأكد الخبر لدى قريش ومطاردة المبايعين

- ‌طلائع الهجرة

- ‌في دار الندوة «برلمان قريش»

- ‌النقاش البرلماني والإجماع على قرار غاشم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تطويق منزل الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يغادر بيته

- ‌من الدار إلى الغار

- ‌إذ هما في الغار

- ‌في الطريق إلى المدينة

- ‌[2- الدور المدني] الحياة في المدينة

- ‌المرحلة الأولى الحالة الراهنة في المدينة عند الهجرة

- ‌بناء مجتمع جديد

- ‌بناء المسجد النبوي:

- ‌المؤاخاة بين المسلمين:

- ‌ميثاق التحالف الإسلامي:

- ‌أثر المعنويات في المجتمع:

- ‌معاهدة مع اليهود

- ‌بنود المعاهدة

- ‌الكفاح الدامي

- ‌استفزازات قريش ضد المسلمين بعد الهجرة واتصالهم بعبد الله بن أبي:

- ‌إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام

- ‌قريش تهدد المهاجرين

- ‌الإذن بالقتال

- ‌الغزوات والسرايا قبل بدر

- ‌1- سرية سيف البحر

- ‌2- سرية رابغ

- ‌3- سرية الخرّار

- ‌4- غزوة الأبواء أو ودان

- ‌5- غزوة بواط

- ‌6- غزوة سفوان

- ‌7- غزوة ذي العشيرة

- ‌8- سرية نخلة

- ‌غزوة بدر الكبرى

- ‌سبب الغزوة

- ‌مبلغ قوة الجيش الإسلامي وتوزيع القيادات

- ‌الجيش الإسلامي يتحرك نحو بدر

- ‌النذير في مكة

- ‌أهل مكة يتجهزون للغزو

- ‌قوام الجيش المكي

- ‌مشكلة قبائل بني بكر

- ‌جيش مكة يتحرك

- ‌العير تفلت

- ‌هم الجيش المكي بالرجوع ووقوع الإنشقاق فيه

- ‌حراجة موقف الجيش الإسلامي

- ‌المجلس الإستشاري

- ‌الجيش الإسلامي يواصل سيره

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بعملية الإستكشاف

- ‌الحصول على أهم المعلومات عن الجيش المكي

- ‌نزول المطر

- ‌الجيش الإسلامي يسبق إلى أهم المراكز العسكرية

- ‌مقر القيادة

- ‌تعبئة الجيش وقضاء الليل

- ‌الجيش المكي في عرصة القتال ووقوع الإنشقاق فيه

- ‌الجيشان يتراآن:

- ‌ساعة الصفر وأول وقود المعركة:

- ‌المبارزة:

- ‌الهجوم العام:

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يناشد ربه:

- ‌نزول الملائكة:

- ‌الهجوم المضاد:

- ‌إبليس ينسحب عن ميدان القتال:

- ‌الهزيمة الساحقة:

- ‌صمود أبي جهل:

- ‌مصرع أبي جهل:

- ‌من روائع الإيمان في هذه المعركة:

- ‌قتلى الفريقين:

- ‌مكة تتلقى نبأ الهزيمة:

- ‌المدينة تتلقى أنباء النصر:

- ‌الجيش النبوي يتحرك نحو المدينة:

- ‌وفود التهنئة:

- ‌قضية الأسارى:

- ‌القرآن يتحدث حول موضوع المعركة:

- ‌النشاط العسكري بين بدر وأحد

- ‌غزوة بني سليم بالكدر

- ‌مؤامرة لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة بني قينقاع

- ‌نموذج من مكيدة اليهود

- ‌بنو قينقاع ينقضون العهد

- ‌الحصار ثم التسليم ثم الجلاء

- ‌غزوة السويق

- ‌غزوة ذي أمر

- ‌قتل كعب بن الأشرف

- ‌غزوة بحران

- ‌سرية زيد بن حارثة

- ‌غزوة أحد

- ‌استعداد قريش لمعركة ناقمة

- ‌قوام جيش قريش وقيادته

- ‌جيش مكة يتحرك

- ‌الإستخبارات النبوية تكشف حركة العدو

- ‌استعداد المسلمين للطوارئ:

- ‌الجيش المكي إلى أسوار المدينة:

- ‌المجلس الإستشاري لأخذ خطة الدفاع:

- ‌تكتيب الجيش الإسلامي وخروجه إلى ساحة القتال:

- ‌استعراض الجيش:

- ‌المبيت بين أحد والمدينة:

- ‌تمرد عبد الله بن أبيّ وأصحابه:

- ‌بقية الجيش الإسلامي إلى أحد:

- ‌خطة الدفاع:

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم ينفث روح البسالة في الجيش:

- ‌تعبئة الجيش المكي:

- ‌مناورات سياسية من قبل قريش:

- ‌جهود نسوة قريش في التحميس:

- ‌أول وقود المعركة:

- ‌ثقل المعركة حول اللواء وإبادة حملته:

- ‌القتال في بقية النقاط:

- ‌مصرع أسد الله حمزة بن عبد المطلب

- ‌السيطرة على الموقف

- ‌من أحضان المرأة إلى مقارعة السيوف والدرقة

- ‌نصيب فصيلة الرماة في المعركة:

- ‌الهزيمة تنزل بالمشركين:

- ‌غلطة الرماة الفظيعة:

- ‌خالد بن الوليد يقوم بخطة تطويق الجيش الإسلامي:

- ‌موقف الرسول الباسل إزاء عمل التطويق:

- ‌تبدد المسلمين في الموقف

- ‌إحتدام القتال حول رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أحرج ساعة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌بداية تجمع الصحابة حول الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌تضاعف ضغط المشركين

- ‌البطولات النادرة

- ‌إشاعة مقتل النبيّ صلى الله عليه وسلم وأثره على المعركة

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يواصل المعركة وينقذ الموقف

- ‌مقتل أبيّ بن خلف

- ‌طلحة ينهض بالنبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌آخر هجوم قام به المشركون

- ‌تشويه الشهداء

- ‌مدى استعداد أبطال المسلمين للقتال حتى نهاية المعركة

- ‌بعد انتهاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الشعب

- ‌شماتة أبي سفيان بعد نهاية المعركة وحديثه مع عمر

- ‌مواعدة التلاقي في بدر

- ‌التثبت من موقف المشركين

- ‌تفقد القتلى والجرحى

- ‌جمع الشهداء ودفنهم

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يثني على ربه عز وجل ويدعوه

- ‌الرجوع إلى المدينة، ونوادر الحب والتفاني

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة

- ‌قتلى الفريقين

- ‌حالة الطوارئ في المدينة

- ‌غزوة حمراء الأسد

- ‌القرآن يتحدث حول موضوع المعركة

- ‌الحكم والغايات المحمودة في هذه الغزوة

- ‌السرايا والبعوث بين أحد والأحزاب

- ‌سرية أبي سلمة

- ‌بعث عبد الله بن أنيس

- ‌بعث الرجيع

- ‌مأساة بئر معونة

- ‌غزوة بني النضير

- ‌غزوة نجد

- ‌غزوة بدر الثانية

- ‌غزوة دومة الجندل

- ‌غزوة الأحزاب

- ‌غزوة بني قريظة

- ‌النشاط العسكري بعد هذه الغزوة

- ‌مقتل سلام بن أبي الحقيق

- ‌سرية محمد بن مسلمة

- ‌غزوة بني لحيان

- ‌متابعة البعوث والسرايا

- ‌1- سرية عكاشة بن محصن إلى الغمر

- ‌2- سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة

- ‌3- سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة

- ‌4- سرية زيد بن حارثة إلى الجموم

- ‌5- سرية زيد أيضا إلى العيص

- ‌6- سرية زيد أيضا إلى الطرف أو الطرق

- ‌7- سرية زيد أيضا إلى وادي القرى

- ‌8- سرية الخبط

- ‌غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع

- ‌دور المنافقين قبل غزوة بني المصطلق

- ‌دور المنافقين في غزوة بني مصطلق

- ‌1- قول المنافقين: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

- ‌2- حديث الإفك

- ‌البعوث والسرايا بعد غزوة المريسيع

- ‌1- سرية عبد الرحمن بن عوف إلى ديار بني كلب بدومة الجندل

- ‌2- سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفدك

- ‌3- سرية أبي بكر الصديق أو زيد بن حارثة إلى وادي القرى

- ‌وقعة الحديبية في ذي القعدة سنة 6 ه

- ‌سبب عمرة الحديبية

- ‌استنفار المسلمين

- ‌المسلمون يتحركون إلى مكة

- ‌محاولة قريش صد المسلمين عن البيت

- ‌تبديل الطريق ومحاولة الإجتناب عن اللقاء الدامي

- ‌بديل يتوسط بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش

- ‌رسل قريش

- ‌هو الذي كف أيديهم عنكم

- ‌عثمان بن عفان سفيرا إلى قريش

- ‌إشاعة مقتل عثمان وبيعة الرضوان

- ‌إبرام الصلح وبنوده

- ‌رد أبي جندل

- ‌النحر والحلق للحل عن العمرة

- ‌الإباء عن رد المهاجرات

- ‌ماذا يتمخض عن بنود المعاهدة

- ‌حزن المسلمين ومناقشة عمر مع النبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌انحلت أزمة المستضعفين

- ‌إسلام أبطال من قريش

- ‌المرحلة الثانية طور جديد

- ‌مكاتبة الملوك والأمراء

- ‌1- الكتاب إلى النجاشي ملك الحبشة

- ‌2- الكتاب إلى المقوقس ملك مصر

- ‌3- الكتاب إلى كسرى ملك فارس

- ‌4- الكتاب إلى قيصر ملك الروم

- ‌5- الكتاب إلى المنذر بن ساوي

- ‌6- الكتاب إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة

- ‌7- الكتاب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق

- ‌8- الكتاب إلى ملك عمان

- ‌النشاط العسكري بعد صلح الحديبية

- ‌غزوة الغابة أو غزوة ذي قرد

- ‌غزوة خيبر ووادي القرى

- ‌سبب الغزوة

- ‌الخروج إلى خيبر

- ‌عدد الجيش الإسلامي

- ‌اتصال المنافقين باليهود

- ‌الطريق إلى خيبر

- ‌بعض ما وقع في الطريق

- ‌الجيش الإسلامي إلى أسوار خيبر

- ‌التهيؤ للقتال وحصون خيبر

- ‌بدء المعركة وفتح حصن ناعم

- ‌فتح حصن الصعب بن معاذ

- ‌فتح قلعة الزبير

- ‌فتح قلعة أبي

- ‌فتح حصن النزار

- ‌فتح الشطر الثاني من خيبر

- ‌ المفاوضة

- ‌قتل ابني أبي الحقيق لنقض العهد

- ‌قسمة الغنائم

- ‌قدوم جعفر بن أبي طالب والأشعرين

- ‌الزواج بصفية

- ‌أمر الشاة المسمومة

- ‌قتلى الفريقين في معارك خيبر

- ‌فدك

- ‌وادي القرى

- ‌تيماء

- ‌العود إلى المدينة

- ‌سرية أبان بن سعيد

- ‌بقية السرايا والغزوات في السنة السابعة

- ‌غزوة ذات الرقاع

- ‌[سرايا النبي ص في السنة السابعة]

- ‌1- سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بقديد

- ‌2- سرية حسمي

- ‌3- سرية عمر بن الخطاب إلى تربة

- ‌4- سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى بني مرة بناحية فدك

- ‌5- سرية غالب بن عبد الله الليثي

- ‌6- سرية عبد الله بن رواحة إلى خيبر

- ‌7- سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يمن وجبار

- ‌8- سرية أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة

- ‌عمرة القضاء

- ‌[سرايا النبي ص بعد عمرة القضاء]

- ‌1- سرية ابن أبي العوجاء

- ‌2- سرية غالب بن عبد الله إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد بفدك

- ‌3- سرية ذات أطلح

- ‌4- سرية ذات عرق إلى بني هوازن

- ‌معركة مؤتة

- ‌سبب المعركة

- ‌أمراء الجيش ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم

- ‌توديع الجيش الإسلامي وبكاء عبد الله بن رواحة

- ‌تحرك الجيش الإسلامي، ومباغتته حالة رهيبة

- ‌المجلس الإستشاري بمعان

- ‌الجيش الإسلامي يتحرك نحو العدو

- ‌بداية القتال، وتناوب القواد

- ‌الراية إلى سيف من سيوف الله

- ‌نهاية المعركة

- ‌[القتال التراجعي]

- ‌قتلى الفريقين

- ‌أثر المعركة

- ‌سرية ذات السلاسل

- ‌سرية أبي قتادة إلى خضرة

- ‌غزوة فتح مكة

- ‌سبب الغزوة

- ‌أبو سفيان يخرج إلى المدينة ليجدد الصلح

- ‌التهيؤ للغزوة ومحاولة الإخفاء

- ‌الجيش الإسلامي يتحرك نحو مكة

- ‌الجيش الإسلامي ينزل بمر الظهران

- ‌أبو سفيان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الجيش الإسلامي يغادر مر الظهران إلى مكة

- ‌قريش تباغت زحف الجيش الإسلامي

- ‌الجيش الإسلامي بذي طوى

- ‌الجيش الإسلامي يدخل مكة

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل المسجد الحرام ويطهره من الأصنام

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي في الكعبة ثم يخطب أمام قريش

- ‌لا تثريب عليكم اليوم

- ‌مفتاح البيت إلى أهله

- ‌بلال يؤذن على الكعبة

- ‌صلاة الفتح أو صلاة الشكر

- ‌إهدار دماء رجال من أكابر المجرمين

- ‌إسلام صفوان بن أمية، وفضالة بن عمير

- ‌خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني من الفتح

- ‌تخوف الأنصار من بقاء الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة

- ‌أخذ البيعة

- ‌إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة، وعمله فيها

- ‌السرايا والبعوث

- ‌1- ولما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح بعث خالد بن الوليد إلى العزى

- ‌2- ثم بعث عمرو بن العاص في نفس الشهر إلى سواع

- ‌3- وفي نفس الشهر بعث سعد بن زيد الأشهلي في عشرين فارسا إلى مناة

- ‌4- ولما رجع خالد بن الوليد من هدم العزى بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان من نفس السنة (8 هـ) إلى بني جذيمة

- ‌المرحلة الثالثة

- ‌[1- صفحة المجاهدة والقتال

- ‌غزوة حنين

- ‌مسير العدو ونزوله بأوطاس

- ‌مجرب الحروب يغلط رأي القائد

- ‌سلاح استكشاف العدو

- ‌سلاح استكشاف رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يغادر مكة إلى حنين

- ‌الجيش الإسلامي يباغت الرماة والمهاجمين

- ‌رجوع المسلمين واحتدام المعركة

- ‌إنكسار حدة العدو، وهزيمته الساحقة

- ‌حركة المطاردة

- ‌ الغنائم

- ‌ غزوة الطائف

- ‌قسمة الغنائم بالجعرانة

- ‌الأنصار تجد على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌قدوم وفد هوازن

- ‌العمرة والإنصراف إلى المدينة

- ‌البعوث والسرايا بعد الرجوع من غزوة الفتح

- ‌المصدقون

- ‌السرايا

- ‌1- سرية عيينة بن حصن الفزاري

- ‌2- سرية قطبة بن عامر إلى حي من خثعم

- ‌3- سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب

- ‌4- سرية علقمة بن مجزز المدلجي إلى سواحل جدة

- ‌5- سرية علي بن أبي طالب إلى صنم لطيء. يقال له القلس

- ‌غزوة تبوك

- ‌سبب الغزوة

- ‌الأخبار العامة عن استعداد الرومان وغسان

- ‌الأخبار الخاصة عن استعداد الرومان وغسان

- ‌زيادة خطورة الموقف

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يقرر القيام بإقدام حاسم

- ‌الإعلان بالتهيؤ لقتال الرومان

- ‌المسلمون يتسابقون إلى التجهز للغزو

- ‌الجيش الإسلامي إلى تبوك

- ‌الجيش الإسلامي بتبوك

- ‌الرجوع إلى المدينة

- ‌المخلفون

- ‌أثر الغزوة

- ‌نزول القرآن حول موضوع الغزوة

- ‌بعض الوقائع المهمة في هذه السنة

- ‌حج أبي بكر رضي الله عنه

- ‌نظرة على الغزوات

- ‌[2- صفحة تسابق الشعوب والقبائل إلى اعتناق الإسلام

- ‌الناس يدخلون في دين الله أفواجا

- ‌ الوفود

- ‌1- وفد عبد القيس

- ‌2- وفد دوس

- ‌3- رسول فروة بن عمرو الجذامي

- ‌4- وفد صداء

- ‌5- قدوم كعب بن زهير بن أبي سلمى

- ‌6- وفد عذرة

- ‌7- وفد بلي

- ‌8- وفد ثقيف

- ‌9- رسالة ملوك اليمن

- ‌10- وفد همدان

- ‌11- وفد بني فزارة

- ‌12- وفد نجران

- ‌13- وفد بني حنيفة

- ‌14- وفد بني عامر بن صعصعة

- ‌15- وفد تجيب

- ‌16- وفد طيء

- ‌نجاح الدعوة وأثرها

- ‌حجة الوداع

- ‌آخر البعوث

- ‌إلى الرفيق الأعلى

- ‌طلائع التوديع

- ‌بداية المرض

- ‌الأسبوع الأخير

- ‌قبل الوفاة بخمسة أيام

- ‌قبل أربعة أيام

- ‌‌‌قبل يومأو يومين

- ‌قبل يوم

- ‌آخر يوم من الحياة

- ‌الاحتضار

- ‌تفاقم الأحزان على الصحابة

- ‌موقف عمر

- ‌موقف أبي بكر

- ‌التجهيز وتوديع الجسد الشريف إلى الأرض

- ‌البيت النبوي

- ‌1- كان البيت النبوي في مكة قبل الهجرة يتألف منه عليه الصلاة والسلام، ومن زوجته خديجة بنت خويلد

- ‌2- سودة بنت زمعة

- ‌3- عائشة بنت أبي بكر الصديق

- ‌4- حفصة بنت عمر بن الخطاب

- ‌5- زينب بنت خزيمة من بني هلال بن عامر بن صعصعة

- ‌6- أم سلمة هند بنت أبي أمية

- ‌7- زينب بنت جحش بن رباب من بني أسد بن خزيمة

- ‌8- جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة

- ‌9- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان

- ‌10- صفية بنت حيي بن أخطب من بني إسرائيل

- ‌11- ميمونة بنت الحارث

- ‌الصفات والأخلاق

- ‌جمال الخلق

- ‌كمال النفس ومكارم الأخلاق

الفصل: ‌في الطريق إلى المدينة

ولما لم يحصلوا من عليّ على جدوى جاؤوا إلى بيت أبي بكر، وقرعوا بابه، فخرجت إليهم أسماء بنت أبي بكر، فقالوا لها: أين أبوك؟ قالت: لا أدري والله أين أبي؟

فرفع أبو جهل يده- وكان فاحشا خبيثا- فلطم خدها لطمة طرح منها قرطها «1» .

وقررت قريش في جلسة طارئة مستعجلة استخدام جميع الوسائل التي يمكن بها القبض على الرجلين، فوضعت جميع الطرق النافذة من مكة، في جميع الجهات تحت المراقبة المسلحة الشديدة، كما قررت إعطاء مكافأة ضخمة قدرها مائة ناقة بدل كل واحد منهما لمن يعيدهما إلى قريش حيين أو ميتين، كائنا من كان «2» .

وحينئذ جدت الفرسان والمشاة وقصاص الأثر في الطلب، وانتشروا في الجبال والوديان، والوهاد والهضاب، لكن من دون جدوى وبغير عائدة.

وقد وصل المطاردون إلى باب الغار، ولكن الله غالب على أمره، روى البخاري عن أنس عن أبي بكر قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا. قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما، وفي لفظ: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما «3» .

وقد كانت معجزة أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، فقد رجع المطاردون حين لم يبق بينه وبينهم إلا خطوات معدودة.

‌في الطريق إلى المدينة

وحين خمدت نار الطلب، وتوقفت أعمال دوريات التفتيش، وهدأت ثائرات قريش بعد استمرار المطاردة الحثيثة ثلاثة أيام بدون جدوى، تهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه للخروج إلى المدينة.

وكانا قد استأجر عبد الله بن أريقط الليثي، وكان هاديا خريتا- ماهرا بالطريق- وكان على دين كفار قريش، وأمناه على ذلك، وسلما إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث

(1) ابن هشام 1/ 487.

(2)

انظر صحيح البخاري 1/ 554.

(3)

صحيح البخاري 1/ 516، 558، ولم يكن فزع أبي بكر مخافة على نفسه، بل سببه الوحيد هو ما روي أن أبا بكر لما رأى القافة اشتد حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن قتلت فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلت أنت هلكت الأمة، فعندها قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا انظر مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي ص 168.

ص: 150

ليال براحلتيهما، فلما كانت ليلة الإثنين- غرة ربيع الأول سنة 1 هـ/ 16 سبتمبر سنة 622 م- جاءهما عبد الله بن أريقط بالراحلتين وحينئذ قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي أنت يا رسول الله، خذ إحدى راحلتي هاتين. وقرب إليه أفضلهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

بالثمن.

وأتتهما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما بسفرتهما، ونسيت أن تجعل لها عصاما، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس لها عصام، فشقت نطاقها باثنين، فعلقت السفرة بواحد، وانتطقت بالآخر، فسميت ذات النطاقين «1» .

ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، وارتحل معهما عامر بن فهيرة، وأخذ بهم الدليل- عبد الله بن أريقط- على طريق السواحل.

وأول من سلك بهم بعد الخروج من الغار أنه أمعن في اتجاه الجنوب نحو اليمن، ثم اتجه غربا نحو الساحل، حتى إذا وصل إلى طريق لم يألفه الناس اتجه شمالا على مقربة من شاطئ البحر الأحمر، وسلك طريقا لم يكن يسلكه أحد إلا نادرا.

وقد ذكر ابن إسحاق المواضع التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق قال: لما خرج بهما الدليل سلك بهما أسفل مكة، ثم مضى بهما على الساحل حتى عارض الطريق أسفل من عسفان، ثم سلك بهما على أسفل أمج، ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أن أجاز قديدا، ثم أجاز بهما من مكانه ذلك، فسلك بهما الخرار، ثم سلك بهما ثنية المرة، ثم سلك بهما لقفا، ثم أجاز بهما مدلجة لقف، ثم استبطن بهما مدلجة مجاح، ثم سلك بهما مرجح محاج، ثم تبطن بهما مرجح ذي الغضوين، ثم بطن ذي كشر، ثم أخذ بهما على الجداجد، ثم على الأجرد، ثم سلك بهما ذا سلم، من بطن أعداء مدلجة تعهن، ثم على العبابيد، ثم أجاز بهما الفاجة، ثم هبط بهما العرج، ثم سلك بهما ثنية العائر- عن يمين ركوبة- حتى هبط بهما بطن رئم، ثم قدم بهما على قباء «2» . وهاك بعض ما وقع في الطريق:

1-

روى البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق، لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليها الشمس، فنزلنا عنده، وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكانا بيدي، ينام عليه، وبسطت عليه

(1) صحيح البخاري 1/ 553، 555، وابن هشام 1/ 486.

(2)

ابن هشام 1/ 491، 492.

ص: 151

فروة، وقلت: نم يا رسول الله، وأنا أنفض لك ما حولك، فنام، وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة، يريد منها مثل الذي أردنا، فقلت له: لمن أنت يا غلام؟ قال: لرجل من أهل المدينة أو مكة. قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم. قلت:

أفتحلب؟ قال: نعم. فأخذ شاة، فقلت: أنفض الضرع من التراب والشعر والقذى. فحلب في كعب كثبة من لبن، ومعي إداوة حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم، يرتوي منها، ما يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فكرهت أن أوقظه، فوافقته حين استيقظ، فصببت من الماء على لبن حتى برد أسفله، فقلت: إشرب يا رسول الله، فشرب حتى رضيت، ثم قال: ألم يأن الرحيل؟ قلت: بلى، قال: فارتحلنا «2» .

2-

كان من دأب أبي بكر رضي الله عنه أنه كان ردفا للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان شيخا يعرف، ونبي الله صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: من هذا الرجل الذي بين يديك؟

فيقول: هذا الرجل يهديناي الطريق، فيحسب الحاسب أنه يعني به الطريق، وإنما يعني سبيل الخير «1» .

3-

وتبعهما في الطريق سراقة بن مالك. قال سراقة: بينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج، أقبل رجل منهم حتى قام علينا، ونحن جلوس، فقال: يا سراقة، إني رأيت آنفا أسودة بالساحل، أراها محمدا وأصحابه. قال سراقة: فعرفت أنهم هم.

فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت فدخلت، فأمرت جاريتي أن تخرج فرسي، وهي من وراء أكمة، فتحبسها علي، وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت، فخططت بزجه الأرض، وخفضت عاليه، حتى أتيت فرسي، فركبتها، فعرفتها تقرب بي حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي فخررت عنها، فقمت، فأهويت يدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام، فاستقسمت بها، أضرهم أم لا؟ فخرج الذي أكره، فركبت فرسي وعصيت الأزلام، تقرب بي، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الإلتفات- ساخت يدا فرسي في الأرض، حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت، فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع

(1) صحيح البخاري 1/ 510.

(2)

روي ذلك البخاري عن أنس 1/ 556.

ص: 152

في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له، إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني، ولم يسألاني إلا أن قال: أخف عنا، فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة، فكتب لي في رقعة من أدم، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم «1» .

وفي رواية عن أبي بكر قال: ارتحلنا، والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا منهم أحد غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله، فقال: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا «2» .

ورجع سراقة، فوجد الناس في الطلب، فجعل يقول: قد استبرأت لكم الخبر، قد كفيتم ما ههنا. وكان أول النهار جاهدا عليهما، وآخره حارسا لهما «3» .

4-

ومر في مسيره ذلك حتى مر بخيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة، ثم تطعم وتسقي من مر بها، فسألاها: هل عندها شيء؟ فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى والشاء عازب، وكانت سنة شهباء.

فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟

قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم، فقال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك.

فقال: أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت: نعم بأبي وأمي، إن رأيت بها حلبا فاحلبها. فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها، وسمى الله ودعا، فتفاجت عليه ودرت، فدعا بإناء لها يربض الرهط، فحلب فيه حتى علته الرغوة، فسقاها، فشربت حتى رويت، وسقي أصحابه حتى رووا، ثم شرب، وحلب فيه ثانيا، حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها فارتحلوا.

فما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزلا، فلما رأى اللبن عجب، فقال: من أين لك هذا؟ والشاة عازب، ولا حلوبة في البيت؟ فقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، ومن حاله كذا وكذا، قال: إني والله أراه صاحب قريش الذي تطلبه، صفيه لي يا أم معبد، فوصفته بصفاته الرائعة بكلام رائع كأن

(1) نفس المصدر 1/ 554- وكان مقر بني مدلج بالقرب من رابغ، وتبعهما سراقة حينما كانا مصعدين من قديد- زاد المعاد 2/ 53- فالأغلب أنه تبعهما في اليوم الثالث من رحيلهما.

(2)

صحيح البخاري 1/ 516.

(3)

زاد المعاد 2/ 53.

ص: 153

السامع ينظر إليه وهو أمامه- وسننقله في بيان صفاته صلى الله عليه وسلم في أواخر المقالة- فقال أبو معبد:

والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعونه ولا يرون القائل:

جزى الله رب العرش خير جزائه

رفيقين حلا خيمتي أم معبد

هما نزلا بالبر وارتحلا به

وأفلح من أمسى رفيق محمد

فيالقصي ما روى الله عنكم

به من فعال لا يحاذى وسؤدد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم

ومقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها

فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

قالت أسماء: ما درينا أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل من الجن من أسفل مكة فأنشد هذه الأبيات، والناس يتبعونه ويسمعون صوته ولا يرونه، حتى خرج من أعلاها.

قالت: فلما سمعنا قوله عرفنا حيث توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن وجهه إلى المدينة «1» .

5-

وفي الطريق لقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا بريدة، وكان رئيس قومه، خرج في طلب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر؛ رجاء أن يفوز بالمكافأة الكبيرة التي كان قد أعلن عنها قريش، ولما واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه أسلم مكانه مع سبعين رجلا من قومه، ثم نزع عمامته، وعقدها برمحه، فاتخذها راية تعلن بأن ملك الأمن والسلام قد جاء ليملأ الدنيا عدلا وقسطا «2» .

6-

وفي الطريق لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير، وهو في ركب المسلمين، كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابا بيضاء «3» .

النزول بقباء:

وفي يوم الإثنين 8 ربيع الأول سنة 14 من النبوة- وهي السنة الأولى من الهجرة- الموافق 23 سبتمبر سنة 622 م نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء «4» .

(1) زاد المعاد 2/ 53، 54.

(2)

رحمة للعالمين 1/ 101.

(3)

روى ذلك البخاري عن عروة بن الزبير 1/ 554.

(4)

رحمة للعالمين 1/ 102- وفي هذا اليوم تم عمره صلى الله عليه وسلم ثلاثة وخمسين عاما كاملا لا وكس ولا شطط، وتم-

ص: 154

قال عروة بن الزبير: سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة، فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته يا معاشر العرب، هذا جدكم الذي تنظرون، فثار المسلمون إلى السلاح «1» .

قال ابن القيم: وسمعت الوجبة والتكبير في بني عمرو بن عوف، وكبر المسلمون فرحا بقدومه، وخرجوا للقائه، فتلقوه وحيوه بتحية النبوة، فأحدقوا به مطيفين حوله، والسكينة تغشاه، والوحي نزل عليه: فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم: 4] «2» .

قال عروة بن الزبير: فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعدل بهم ذات اليمين، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الإثنين من شهر ربيع الأول. فقام أبو بكر للناس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيى- وفي نسخة: يجيئ- أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك «3» .

وكانت المدينة كلها قد زحفت للإستقبال، وكان يوما مشهودا لم تشهد المدينة مثله في تاريخها، وقد رأى اليهود صدق بشارة حبقوق النبي: إن الله جاء من التيمان، والقدوس من جبال فاران «4» .

ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء على كلثوم بن الهدم، وقيل: بل على سعد بن خيثمة، والأول أثبت، ومكث علي بن أبي طالب بمكة ثلاثا، حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع

- على نبوته ثلاثة عشر عاما كاملا عند من يقول: إنه أكرم بالنبوة في 9 ربيع الأول في سنة 41 من عام الفيل، وأما من يقول: إنه أكرم بالنبوة في رمضان سنة 41 من عام الفيل فعنده يتم على نبوته- في ذلك اليوم- اثني عشرة عاما وخمسة أشهر و 18 يوما أو 22 يوما.

(1)

صحيح البخاري 1/ 555.

(2)

زاد المعاد 2/ 54.

(3)

صحيح البخاري 1/ 555.

(4)

صحيفة حبقوق (3: 3) .

ص: 155

التي كانت عنده للناس، ثم هاجر ماشيا على قدميه، حتى لحقهما بقباء، ونزل على كلثوم بن الهدم «1» .

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء أربعة أيام: الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس «2» . وأسس مسجد قباء وصلى فيه، وهو أول مسجد أسس على التقوى بعد النبوة، فلما كان اليوم الخامس- يوم الجمعة- ركب بأمر الله له، وأبو بكر ردفه، وأرسل إلى بني النجار- أخواله- فجاؤوا متقلدين سيوفهم، فسار نحو المدينة، فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فجمع بهم في المسجد الذي في بطن الوادي، وكانوا مائة رجل «3» .

الدخول في المدينة:

وبعد الجمعة دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة- ومن ذلك اليوم سميت بلدة يثرب بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعبر عنها بالمدينة مختصرا- وكان يوما تاريخيا أغر، فقد كانت البيوت والسكك ترتج بأصوات التحميد والتقديس، وكانت بنات الأنصار تتغنى بهذه الأبيات فرحا وسرورا «4» :

أشرق البدر علينا

من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا

ما دعا لله داع

أيها المبعوث فينا

جئت بالأمر المطاع

والأنصار إن لم يكونوا أصحاب ثروات طائلة إلا أن كل واحد منهم كان يتمنى أن ينزل الرسول صلى الله عليه وسلم عليه. فكان لا يمر بدار من دور الأنصار إلا أخذوا خطام راحلته: هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة، فكان يقول لهم: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فلم تزل سائرة

(1) زاد المعاد 2/ 54، ابن هشام 1/ 493، رحمة للعالمين 1/ 102.

(2)

هذا ما رواه ابن إسحاق، انظر ابن هشام 1/ 494 وهو الذي اختاره العلامة المنصور فوري انظر رحمة للعالمين 1/ 102، وفي صحيح البخاري أنه أقام بقباء أربعا وعشرين ليلة (1/ 61) وبضع عشرة ليلة (1/ 555) وأربع عشر ليلة (1/ 560) وهذا الأخير هو الذي اختاره ابن القيم، وقد صرح هو نفسه أن نزوله بقباء كان يوم الإثنين وخروجه يوم الجمعة والخروج، ومعهما لا يزيد على اثني عشر يوما إذا كان من أسبوعين.

(3)

صحيح البخاري 1/ 555، 560، زاد المعاد 2/ 55، ابن هشام 1/ 494 رحمة للعالمين 1/ 102.

(4)

ذكر ابن القيم أن إنشاد هذه الأشعار كان عند مرجعه صلى الله عليه وسلم من تبوك، ووهم من يقول: إنما كان ذلك عند مقدمة المدينة (زاد المعاد 3/ 10) لكن ابن القيم لم يأت على هذا التوهم بدليل يشفي، وقد رجح العلامة المنصور فوري أن ذلك كان عند مقدمة المدينة، ومعه دلائل لا يمكن ردها انظر رحمة للعالمين 1/ 106.

ص: 156

به حتى وصلت إلى موضع المسجد النبوي اليوم فبركت، ولم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلا، ثم التفتت ورجعت فبركت في موضعها الأول، فنزل عنها، وذلك في بني النجار- أخواله- صلى الله عليه وسلم. وكان من توفيق الله لها، فإنه أحب أن ينزل على أخواله يكرمهم بذلك، فجعل الناس يكلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في النزول عليهم، وبادر أبو أيوب الأنصاري إلى رحله، فأدخله بيته، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المرء مع رحله، وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلته، وكانت عنده «1» .

وفي رواية أنس عند البخاري، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: أي بيوت أهلنا أقرب؟ فقال أبو أيوب: أنا يا رسول الله، هذه داري، وهذا بابي: قال: فانطلق فهيء لنا مقيلا، قال: قوما على بركة الله «2» .

وبعد أيام وصلت إليه زوجته سودة، وبنتاه فاطمة وأم كلثوم، وأسامة بن زيد، وأم أيمن، وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر بعيال أبي بكر ومنهم عائشة، وبقيت زينب عند أبي العاص، لم يمكنها من الخروج حتى هاجرت بعد بدر «3» .

قالت عائشة: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال، فدخلت عليهما فقلت: يا أبه كيف تجدك، ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

كل امرئ مصبّح في أهله

والموت أدنى من شراك نعله

وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بواد وحولي أذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مجنة

وهل يبدون لي شامة وطفيل

قالت عائشة: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال:«اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد حبا، وصححها، وبارك في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة» «4» .

إلى هنا انتهى قسم من حياته صلى الله عليه وسلم، وتم دور من الدعوة الإسلامية، وهو الدور المكي.

(1) رحمة للعالمين 1/ 106، زاد المعاد 2/ 55.

(2)

صحيح البخاري 1/ 556.

(3)

زاد المعاد 2/ 55.

(4)

صحيح البخاري 1/ 588، 589.

ص: 157