المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(سنة تسع وثلاثين وثمانمائة) - السلوك لمعرفة دول الملوك - جـ ٧

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌(سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة)

- ‌(إِن الله يرْزق من يَشَاء بِغَيْر حِسَاب)

- ‌(سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(نكالا من الله وَالله عَزِيز حَكِيم)

- ‌(سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة)

- ‌(تحَسْبَهُمْ جمَيْعًا وَقلُوبُهمَشتى ذلِكَ بِأنهُمْ قومُ لَا يَعْقلون)

- ‌(وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشره)

- ‌(سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة)

- ‌(سنة أَربع فِي أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة)

الفصل: ‌(سنة تسع وثلاثين وثمانمائة)

(سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة)

شهر الله الْمحرم أَوله يَوْم الْخَمِيس: فِي خْامسه - الْمُوَافق ثامن مَسَرَّة: - كَانَ وَفَاء النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا وَأَرْبَعَة أَصَابِع فَركب الْمقَام الجمالي يُوسُف ابْن السُّلْطَان حَتَّى خلق المقياس وَفتح الخليج على الْعَادة. وَقدم الْخَبَر بِأَن شاه رخ لما خرج من مَدِينَة هراة - كرْسِي مُلكه - فِي ثَانِي عشر شهر ربيع الأول من السّنة الْمَاضِيَة نزل على مَدِينَة قزوين فِي شهر رَجَب مِنْهَا. ورسم لأمير الْأُمَرَاء فَيْرُوز شاه أَن يتَوَجَّه إِلَى بَغْدَاد. ونادى فِي مُعَاملَة قزوين إِلَى السُّلْطَانِيَّة تبريز وَسَائِر ممالك الْعِرَاقِيّين بعمارة مَا خُرب وزراعة مَا تعطل من الْأَرَاضِي وغراسة الْبَسَاتِين. وَأَن من زرع أَرضًا لَا يؤخذْ مِنْهُ خراجها مُدَّة خمس سِنِين وَمن عجز عَن الْعِمَارَة دفع إِلَيْهِ مَا يُقَوي بِهِ على ذَلِك. وَأَن أَصْبَهَان بن قرا يُوسُف حَاكم بَغْدَاد كتب بِدُخُولِهِ فِي طَاعَة شاه رخ فكفَّ عَن تجهيز الْعَسْكَر إِلَيْهِ وَسَار حَتَّى نزل على تبريز فِي عَسَاكِر كَثِيرَة جدا لقِتَال اسكندر بن قرا يُوسُف وَأَن جَانِبك الصُّوفِي بكماخ عِنْد ابْن قرا يلوك وَقد أمده قرا يلوك بخيل وَمَال. وجهز شاه رخ ابْنه أَحْمد جوكي إِلَى نَحْو ديار بكر على عَسْكَر فِي ذِي الْحجَّة من السّنة الحالية وَنزل هُوَ على قرا بَاغ وَبعث إِلَى بِلَاده بِحمْل الْميرَة إِلَيْهِ فَأَتَتْهُ من كل جِهَة. وَأخذ فِي عمَارَة مَدِينَة تبريز فِي محرم هَذَا. ونادى فِي مملكة أذربيجان بِالْعَدْلِ. وَتقدم إِلَى جَمِيع عساكره بألا يُؤْخَذ لأحد قَمح فَمَا فَوْقهَا إِلَّا بِثمنِهِ وَمن خَالف ذَلِك قتل. شهر صفر أَوله السبت: فِيهِ كَانَت وقْعَة بَين اسكندر بن قرا يُوسُف وَعُثْمَان قرا يلوك لقِتَال اسكندر وَقد فر مِنْهُ. فَجمع عُثْمَان فلقي اسكندر فاقتتلا فَخرج كمين لاسكندر على عُثْمَان فَانْهَزَمَ وَقصد أرزن الرّوم وَالْخَيْل فِي طلبه. فَلَمَّا خَافَ أَن يُؤْخَذ بِالْيَدِ رمى نَفسه فِي خَنْدَق الْمَدِينَة فغرق ثمَّ أخرجه أَوْلَاده وَدفن فِي مَسْجِد هُنَاكَ. فَقدم اسكندر وَهُوَ يسْأَل عَن عُثْمَان فدلّه بَعضهم على قَبره فَأخْرجهُ بعد ثَلَاثَة أَيَّام من دَفنه وَقطع رَأسه وَحمله إِلَى السُّلْطَان بِمصْر وَمَعَهُ خَمْسَة رُءُوس مِنْهَا رُءُوس بعض أَوْلَاده. وَكَانَ شاه رخ قد بعث

ص: 297

بولده أَحْمد جوكي والأمير بَابا حاجي على عَسْكَر فِي أثر إسكندر نجدة لقرا يلوك فَقدما بعد هزيمته وَقَتله فلقي اسكندر مُقَدّمَة هَذَا الْعَسْكَر على ميافارقين وَقَاتلهمْ وَقتل مِنْهُم. ثمَّ انهزم إِلَى جِهَة بِلَاد الرّوم وَكتب بِخَبَرِهِ إِلَى السُّلْطَان. فَملك أَحْمد جوكي بن شاه رخ أرزن ونزلها وَفرض على أَهلهَا مَالا عَظِيما وَتزَوج بابنة عُثْمَان قرا يلوك وَأخذ مِنْهَا نَحْو ألف حمل دَقِيق وَشَجر وَنَحْو ذَلِك وَعَاد إِلَى أَبِيه شاه وَأما اسكندر بن قرا يُوسُف فَإِنَّهُ نزل على آقشهر فَقَامَ متوليها بخدمته وَبعث فِي السِّرّ يُعرّف أَحْمد جوكي بِهِ فَلم يشْعر إِلَّا وَقد طرقه الْعَسْكَر بَغْتَة ففر فِي جمَاعَة وغنم جوكي مَا كَانَ مَعَه وَعَاد فَمضى اسكندر يُرِيد الْقدوم على ملك الرّوم مُرَاد بن مُحَمَّد كرشجي بن عُثْمَان حَتَّى نزل توقات فَكتب حاكمها أركُج إِلَى مُرَاد يُعلمهُ بقدوم اسكندر. فَجهز لَهُ عشرَة آلَاف دِينَار وعدة من الْخَيل والمماليك والجواري وَالثيَاب. هَذَا وَقد عاث اسكندر - هُوَ وَمن مَعَه - فِي مُعَاملَة توقات ونهبوا وخربوا فجرت بَينه وَبَين أركج بِسَبَب ذَلِك مقاولات آلت إِلَى أَن كتب إِلَى مُرَاد يعرفهُ بِمَا حلَّ ببلاده من النهب والتخريب فشق عَلَيْهِ ذَلِك وجهز من رد الْهَدِيَّة وَبعث بعسكر وَكتب إِلَى ابْن قرمان وَغَيره بِإِخْرَاج اسكندر وقتاله ففر مِنْهُم إِلَى جِهَة الْبِلَاد الفراتية. وَفِي هَذَا الشَّهْر: بعث القان شاه رخ إِلَى مُرَاد بن عُثْمَان ملك الرّوم وَإِلَى صارم الدّين إِبْرَاهِيم بن قرمان وَإِلَى قرا يلوك وَأَوْلَاده وَإِلَى الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر بخلع. شهر ربيع الأول أَوله يَوْم الْأَحَد: الْمُوَافق لسابع عشر توت ابْتَدَأَ نقص مَاء النّيل وَذَلِكَ قبل انْقِضَاء أَيَّام الزِّيَادَة ثمَّ رد فِي ثالثه واستمرت الزِّيَادَة إِلَى يَوْم الْخَمِيس خامسه وَهُوَ أول بَابه وَقد بلغت الزِّيَادَة إِلَى عشْرين ذِرَاعا وَعشْرين إصبعاً فَثَبت أَيَّامًا ثمَّ انحط بِخَير. وَللَّه الْحَمد. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِيه: خلع على شرف الدّين أبي بكر الْأَشْقَر نَائِب كَاتب السِّرّ وَاسْتقر كَاتب السِّرّ بحلب عوضا عَن عمر بن أَحْمد بن السفاح بعد مَا امْتنع من ذَلِك أَشد الِامْتِنَاع وهُدد بِالْقَتْلِ. وَسبب ذَلِك أَن ابْن السفاح كتب مرَارًا بالحط على الْأَمِير

ص: 298

قرقماس نَائِب حلب وَأَنه يُرِيد الْخُرُوج عَن الطَّاعَة ويخامر على السُّلْطَان وَآخر مَا ورد كِتَابه فِي ذَلِك فِي نصف صفر وَتوجه النجاب بذلك وَقد حصل القلق خوفًا من عدم حُضُوره لامتناعه فَلم يكن بأسرع من مَجِيء نجاب نَائِب حلب فِي خَامِس عشرينه يسْتَأْذن فِي الْقدوم وَقد بلغه شَيْء مِمَّا رمى بِهِ من المخامرة. فَغَضب السُّلْطَان على ابْن السفاح ورسم بعزله واستقرار شرف الدّين الْمَذْكُور عوضه لِأَنَّهُ علم أَنه لَو كَانَ قرقماس مخامراً لما اسْتَأْذن فِي الْحُضُور وسر بذلك وَكتب بِحُضُورِهِ. وَكَانَ هُوَ عِنْدَمَا ورد عَلَيْهِ الْمِثَال الأول خرج على الْفَوْر من حلب فَقدم خَارج الْقَاهِرَة فِي سادس ربيع الأول هَذَا. وَفِيه ورد الْخَبَر بقتل قرا يلوك كَمَا تقدم. وَفِي ثامنه: خلع على الْأَمِير جقمق أَمِير سلَاح وَاسْتقر أَمِيرا كَبِيرا أتابك العساكر. عوضا عَن الْأَمِير أينال الجكمي. وَاسْتقر الْأَمِير أينال الْمَذْكُور فِي نِيَابَة حلب عوضا عَن الْأَمِير قرقماس. وَاسْتقر قرقماس أَمِير سلَاح عوضا عَن جقمق هَذَا. وَفِيه قدم الْأَمِير طوغان حَاجِب غَزَّة وَقد عين أَن يسْتَقرّ فِي نظر الْقُدس الْخَلِيل فَقَامَ الْأَمِير تغري برمش أَمِير أخور فِي الاعتناء بمتوليها فأعيد طوغان إِلَى غَزَّة على حجوبيته. وَفِي عاشره: خُلع على معِين الدّين عبد اللطف ابْن القَاضِي شرف الدّين أبي بكر ابْن العجمي الْمَعْرُوف بالأشقر كَاتب السِّرّ بحلب وَاسْتقر فِي وظائف أَبِيه. وَفِي ثَالِث عشره - الْمُوَافق لثامن بابة: - ابْتَدَأَ نقص مَاء النّيل وَقد انْتَهَت زِيَادَته كَمَا تقدم إِلَى عشْرين ذِرَاعا وَعشْرين إصبعاً. وَقد بلغ الله بِهِ الْمَنَافِع على عوائد لطفه بخلقه. وَفِيه برز الْأَمِير أينال الجمكي نَائِب حلب ليتوجه إِلَى مَحل كفَالَته وصحبته القَاضِي شرف الدّين كَاتب السِّرّ بحلب. وَفِي سَابِع عشره: خلع على الْأَمِير الْكَبِير جقمق بِنَظَر المارستان المنصوري على الْعَادة فِي ذَلِك. وَفِي رَابِع عشرينه: خلع على الْأَمِير عمر وَاسْتقر فِي ولَايَة الْقَاهِرَة بعد موت أَخِيه التَّاج.

ص: 299

وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر الوباء بِمَدِينَة بروسا - الَّتِي يُقَال لَهَا برصا - من مملكة الرّوم وَاسْتمرّ بهَا وبأعمالها نَحْو أَرْبَعَة أشهر. وَفِي هَذَا الشَّهْر: قُبض على جَانِبك الصُّوفِي وَكَانَ من خَبره أَنه ظهر بِمَدِينَة توقات فِي أَوَائِل شَوَّال من السّنة الْمَاضِيَة فَقَامَ متوليها أركج باشا بمعاونته حَتَّى كتب إِلَى الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر نَائِب أبلستين وَإِلَى أَسْلَماس بن كُبَك وَمُحَمّد ابْن قُطبكي وَعُثْمَان قرا يلوك وَنَحْوهم من أُمَرَاء التركمان فانضم إِلَيْهِ جمَاعَة. وَخرج من توقات فَأَتَاهُ الْأَمِير قَرْمش الْأَعْوَر وَابْن أَسْلَماس وَابْن قُطبكي ومضوا إِلَى الْأَمِير مُحَمَّد بن عُثْمَان قرا يلك صَاحب قلعة جمُركَسَك فقواهم. وشنوا مِنْهَا الغارات على قلعة دوركي وضايقوا أَهلهَا ونهبوا ضواحيها. فاتفق وُرُود كتاب القان شاه رخ ملك المشرف على قرا يلك يَأْمُرهُ بِالْمَسِيرِ بأولاده وَعَسْكَره لقِتَال إسكندر بن قرا يُوسُف سَرِيعا عَاجلا فَكتب إِلَى وَلَده مُحَمَّد بالقدوم عَلَيْهِ لذَلِك فَترك مُحَمَّد جَانِبك وَمن مَعَه على دوركي وَعَاد إِلَى أَبِيه. فَسَار جَانِبك بِابْن أَسْلَماس وَابْن قُطبكي حَتَّى نزلُوا على ملطية وحصروها فكادهم سُلَيْمَان بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر وَكتب إِلَى جَانِبك بِأَنَّهُ مَعَه فَكتب إِلَيْهِ أَن يقدم عَلَيْهِ وَبعث بكتابه فرمش الْأَعْوَر فَأكْرمه وَسَار مَعَه فِي مائَة وَخمسين فَارِسًا. فَتَلقاهُ جَانِبك وعانقه ثمَّ عادا وحصرا ملطية فأظهر سُلَيْمَان من المناصحة مَا أوجب ركون جَانِبك إِلَيْهِ فَأخذ فِي الْحِيلَة على جَانِبك وَخرج هُوَ وإياه فِي عدَّة من أَصْحَابه ليسيرا إِلَى مَكَان يتنزهوا بِهِ. ورتبا قَرْمِش وَبَقِيَّة الْعَسْكَر على الْحصار فَلَمَّا نزل سُلَيْمَان وجانبك للنزهة وثب بِهِ أَصْحَاب سُلَيْمَان وقيدوه وسرى بِهِ سُلَيْمَان على أكديش ليلته وَمن الْغَد حَتَّى وافى بِهِ بيوته على أبلستين وَكتب يعلم السُّلْطَان بذلك. وَكَانَ الْقَبْض على جَانِبك فِي سَابِع عشر شهر ربيع الأول هَذَا. شهر ربيع الآخر أَوله يَوْم الِاثْنَيْنِ: فِيهِ قدم جمال الدّين يُوسُف بن الصفي الكركي نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق مَطْلُوبا وَهُوَ مَرِيض بضربان المفاصل وَمَعَهُ تقدمة حَلِيلَة فَقبلت تقدمته وَأمر بِالْإِقَامَةِ فِي منزله حَتَّى يبرأ.

ص: 300

وَفِيه ورد إِلَى السُّلْطَان كتاب شاه رخ إِلَى جَانِبك الصُّوفِي وَقد قبض على حامله وَحبس بحلب فتضمن الْكتاب تحريضه على أَخذ الْبِلَاد الشامية وَأَنه سيقدم عَلَيْهِ أَحْمد جوكي وبابا حاجي نجدة لَهُ. فَكتب إِلَى نواب الشَّام بالتأهب والاستعداد لنجدة نَائِب حلب إِذا أستدعاهم. وَفِي ثالثه: ورد الْخَبَر بِالْقَبْضِ على جَانِبك الصُّوفِي كَمَا تقدم. وَفِي يَوْم السبت سادسه: خلع على ولي الدّين أبي الْيمن مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين قَاسم ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الشيشيني ثمَّ الْمحلي مضحك السُّلْطَان ونديمه وجليسه وَاسْتقر فِي نظر الْحرم الشريف بِمَكَّة عوضا عَن سودن المحمدي وَفِي مشيخة الخدام الطواشية بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ عوضا عَن الطواشي بشير التنمي. وَلم نعهد مشيخة الْمَسْجِد النَّبَوِيّ يَليهَا دَائِما - مُنْذُ عهد السُّلْطَان صَلَاح الدّين فِي يُوسُف بن أَيُّوب - إِلَّا الخدام الطواشية. فَكَانَت ولَايَة ابْن قَاسم هَذَا حَدثا من الْأَحْدَاث وبلية تساق إِلَى أهل الْحَرَمَيْنِ. وَفِي حادى عشره: قدم سيف الْأَمِير قصروه نَائِب الشَّام بعد مَوته على يَد أَمِير عَليّ بن أينال باي أحد الْحجاب بِدِمَشْق. وَفِي ثَانِي عشره: قدم الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن قَصْروه وقَراجا دواداره فقرر عَلَيْهِمَا مَالا يحملاه من تَرِكَة قَصْروه وَهُوَ من النَّقْد مائَة ألف دِينَار وغلال وبضائع وخيل وَغير ذَلِك مَا قِيمَته نَحْو مائَة ألف دِينَار وَعَاد إِلَى دمشق. وَفِي ثَالِث عشره: نُودي بِعرْض أجناد الْحلقَة ليستعدوا للسَّفر إِلَى الشَّام وَلَا يُعفي أحد مِنْهُم. وَفِيه جمع قُضَاة الْقُضَاة بَين يَدي السُّلْطَان وسئلوا فِي أَخذ أَمْوَال النَّاس للنَّفَقَة على العساكر المتوجهة لقِتَال شاه رخ فَكثر الْكَلَام وانفضوا. هَذَا وَقد تزايد اضْطِرَاب النَّاس وقلقهم.

ص: 301