المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ديانات فارس والعراق وسوريا - أصلح الأديان للإنسانية عقيدة وشريعة

[أحمد بن عبد الغفور عطار]

الفصل: ‌ديانات فارس والعراق وسوريا

في طبيعتها الأولى دين تسول وزهد وخمول وعزوف عن

الحياة وانصراف عن الكفاح، وفي طبيعتها الأخرى دين

يقبل بمعتنقه على الحياة بروح التفاؤل والكفاح دون أن

يفرض عليه من العبادات فروضاً يثاب على فعلها ويعاقب

على تركها.

أما الشريعة التي تنظم أمور الحياة وتصرِّفها وتنظم

معاملة الناس وتحكمهم حكماً يضمن الأمن والعدل

والحقوق فلا وجود لها في هذه الديانات، فلهذا نفتقد فيها

الصلاح لأن تكون دين الإنسانية عقيدة وشريعة.

***

‌ديانات فارس والعراق وسوريا

وظهرت ديانات في فارس والعراق وسوريا مثل

المجوسية (الزراد شتية) في فارس، ومثل الديانات السومرية

والبابلية والآشورية في العراق، والفينيقية والآرامية في

سوريا، وكلها ديانات وثنية، وقد انقرضت بعقائدها

وشرائعها، وانقراضها برهان على فقدانها الصلاح للحياة

وإن كانت الزرادشتية قائمة حق الآن في حدود ضيقة،

ومقصورة على أتباعها الذين لا يُذكرون لا هُم ولا ديانتهم.

وهذه الديانات التي نقرضت وماتت وزالت عن

الوجود ومثلها ديانات مصر وديانات التوحيد الحق مثل

ص: 58

ديانة نوح وديانة إبراهيم لا تصلح لأن يكون دين منها دين

الإنسانية كلها، لأنها لو صلحت لبقيت، ولو بقيت لما

صلحت لأن تكون دينَ الإنسانية عقيدة وشريعة، لأن ما

في ديانات التوحيد - غير الإسلام - لا تصلح شرائعها

للإنسانية كلها في حاضرها ومستقبلها مع كمال العقيدة

فيها، لأن الدين الذي يُرَشَّح لأن يكون دين الإنسانية

جمعاء يجب أن تتوافر له مع العقيدة الصحيحة شريعة

صالحة لكل زمان ومكان.

***

وتقوم على الأرض ثلاث ديانات سماوية هن: الموسوية،

والمسيحية، والإسلام، فأي منها الدين الصالح لحكم

الإنسانية في الحاضر والمستقبل بعد أن ظهر أنه كل

الديانات غير صالحة.

أي ديانة من هذه الديانات الثلاث المرشحةُ للعالم؟

آليهودية؟ آلسيحية؟ آلإسلام؟ وأي منهن الديانة الصالحة

للإنسانية مدى الدهر؟

هذا ما سنبحثه والله الموفق.

ص: 59