الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إليها بهذه الأحرف: ا. و. م، ويسمون بوذا " فو " ورأيتا
له في تايبيه عاصمة تايوان (فرموزه) تمثالاً من الذهب
ومعبداً آية في هندسة البناء والفن والجمال.
***
ولعل فيما ذكرنا من ديانات الهند غناء، فهي أعظمها
وأكثرها أتباعاً أو بروزاً، وما عداها يسري عليه ما سرى
على ما هو أعظم من ديانات الهند التي صرفنا عنها النظر
* * *
الهندوكية
وأما الهندوكية فهي البراهمية، ولها كتاب مقدس
يسمى " منوسمرتي"، يحوي قانون الهندوكية في
العبادات والمعاملات والأخلاق والحدود والعقوبات
المختلفة والحقوق وغيرها.
وفي " منوسمرتي " أشياء كثيرة حسنة وصالحة لأن يحكم
بها، وفيها من الآداب المرعية الطيبة وقواعد السلوك
الحسن والأصول شيء كثير يصلح لكل العصور، وفيها من
الأحكام الشرعية ما هو صالح بالنسبة للعصور التي وضعت
فيها وما بعدها.
ولكن " منوسمرتي " من ناحية العقيدة يحوي ما يدل
على أساطير وخرافات ووثنيات وشركيات، ويذكر المترجم
لفظ الجلالة ترجمة لكلمة " الإله " الأعظم عند الهندوكية،
وما أحسب أنهم يريدون، (الله" جل جلاله، فصفات الإله
الأعظم لا تمت كلها إلى الوحدانية كما نفهمها، ففي تلك
الصفات ما لا يتفق مع كمال الله تبارك وتعالى، فالهندوكية
تقرر تعدد الآلهة، وهم لديها كثير، ولكن (برماتما" سيِّد
كل الآلهة، ويصفه الترجم بأنه واجب الوجود، وهو
وصف لا يصلح لغير الله جل جلاله، فالإله الهندوكي
الأعظم برماتا يحويه زمان ومكان وبدء ونهاية، ففى ترجمة
المترجم في أول الكتاب تحت عنوان " خلقة العالم " هذه
العبارات (ص 10 - 11) : * ثم بدا له أن يخلق المخلوقات
من جسمه، فخلق - أولاً - الماء بالفكر، ثم ألقى فيه
بذرته ".
و"فصارت هذه البذرة بيضة ذهبية لها لمعان
كالشمس، وانبعث منها برماتما نفسه في صورة برهما
جد العالم كله.
و" إن الذات الأولى التي خلقها برماتما الباطن الأبدي
الذي هو حق وغير حق معاً هي برهما ".
و"أقام برهما في هذه البيضة سنة كاملة إلخ ".
والإله الأعظم (برماتما) هو برهما، وكان في البيضة
وسبقه الماء في الوجود.
وهذه الصفات لا يمكن أن يوصف بها الله سبحانه
وتعالى، وإله الهندوكية - التي هي البرهمية نفسها - المسمى
برماتما أو برهما إله وثني.
وعلى أي حال ما قلناه في البرهمية هو قولنا في
الهندوكية، لأنهما ديانة واحدة، ومع وجود " منوسمرتي "
فهي لا تصلح لأن تكون دينْ الإنسانية عقيدة وشريعة،
لأن العقيدة وثنية، ولأنه لا وجود فيها لليوم الآخر،
والنرفانا عدم أسطوري، والشريعة وثنية، وإن كان بها من
الآداب والأحكام ما هو إنساني، وتلك هي الحصة
الإنسانية المشتركة بين الديانات الوثنية والديانات السماوية
الصحيحة.
فشريعة الهندوكية غير صالحة وإن معتنقيها أدركوا