الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أولا الكتب باللغة العربية]
الفصل الأول
(التمهيدي)
دراسة وصفية
لأهم مصادر المستشرقين
عن حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته
اهتم المستشرقون (1) بدراسة حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته اهتماما كبيرا، ويبدو ذلك واضحا من الكتابات العديدة التي أصدرها الاسستشراق حوله سواء أكانت كتبا أم مقالات أم غير ذلك. واعتمدوا في دراساتهم على كثير من المصادر العربية والأجنبية، وقد كان لتلك المصادر أثر في دقة تلك الدراسات وصحتها أو انحرافها، لذا فقد حرصت على دراسة تلك المصادر دراسة وصفية تبين حقيقتها ومدى إمكان الاعتماد عليها، وما خلفته من أثر سلبي أو إيجابي بإجمال في دراسات المستشرقين، ومن ثم الكشف عن مدى إمكان الاعتماد على تلك الدراسات الاستشراقية في النظر إلى الدعوة وصاحبها، ولا سيما أن كثيرا من الباحثين في مجتمعاتنا يستندون إليها في بحوثهم ودراساتهم.
تقصد هذه الدراسة إلى تحقيق عدد من الأهداف هي:
(1) الاستشراق مصطلح مولد وهو ترجمة لمصطلح أجنبي باللغة الإنجليزية (Orientalism) ، وقد اختلفت تعريفات المفكرين للاستشراق؛ وذلك لعدم وضوح مفهومه لديهم، ومن هذه التعريفات ما يأتي:
- تعريف إدوارد سعيد الذي عرفه بأنه: " أسلوب في الفكر قائم على تمييز بين الشرق في معظم الأحيان والغرب "(الاستشراق) : إدوارد سعيد، ترجمه: كمال أبو ديب، ص 38، الطبعة الثانية 1984 م، مؤسسة الأبحاث العربية (بيروت) .
- تعريف محمود زقزوق الذي عرفه بأنه: " الدراسات الغربية المتعلقة بالشرق الإسلامي في لغاته وآدابه وتاريخه وعقائده وتشريعاته وحضارته بوجه عام ". (الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري) : د. محمود حمدي زقزوق، (سلسلة كتاب الأمة - 5) ، مؤسسة الرسالة، بيروت 1407 هـ / 1987 م.
ولمزيد من التعريفات انظر: أضواء على الاستشراق والمستشرقين) : د. محمد أحمد دياب، ص 10 - 11، دار المنار القاهرة، 1410 هـ 1989 م، و (الاستشراق في الأدبيات العربية) : د. علي بن إبراهيم النملة، ص 7ا - 18. مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض 1414 هـ 1993 م.
1 -
حصر أهم مصادر المستشرقين (1) التي كتبت عن الشيخ ودعوته ابتداء من الكتابات القديمة التي ظهرت في منتصف القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين.
2 -
شمول العرض لأنواع المصادر حيث شمل أنواع المصادر المكتوبة باللغة الإنجليزية من كتب وتقارير ومقالات وموسوعات ورسائل علمية.
3 -
بيان أسباب وقوع عدد كبير من المستشرقين في الأخطاء فيما يتعلق بحياة الشيخ ودعوته.
4 -
إظهار أثر المصادر الصحيحة في ظهور بعض الكتابات الموضوعية الجيدة في مجملها عن الشيخ ودعوته.
تشمل الدراسة مصادر المستشرقين التي كتبت باللغة العربية والإنجليزية، وسوف تكون على النحو التالي:
أولا: الكتب باللغة العربية.
(1) لقد أفاد الباحث من كتاب: " محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه " من تأليف الأستاذ مسعود الندوي، في باب المراجع التاريخية، ولكني لاحظت أمورا عدة أهمها ما يلي:
- أن الكتاب أغفل بعض المراجع المهمة، ومنها كتاب:" لمع الشهاب " الذي اعتمد عليه عدد كبير من المستشرقين.
- أنه لم يطلع على بعض المصادر الغربية في الموضوع؛ إذ اعترف أنه لم يطلع مثلا على كتاب لويس بيلي، انظر ص 200.
- أن ما أعد حول مصادر المستشرقين عن حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته من المصادر في هذا البحث أشمل وأحدث.
- أن الكتب التاريخية التي أشار إليها الكاتب مسعود الندوي مراجع عامة بينما هذا البحث دراسة لمصادر المستشرقين في كتاباتهم باللغة الإنجليزية.
ثانيا: الكتب باللغة الإنجليزية.
ثالثا: التقارير الرسمية باللغة الإنجليزية التي طبعت في مرحلة لاحقة.
رابعا: الموسوعات والقواميس باللغة الإنجليزية.
خامسا: المقالات المنشورة باللغة الإنجليزية في الكتب والمجلات العلمية.
سادسا: الرسائل العلمية باللغة الإنجليزية.
أولا - الكتب باللغة العربية: لقد اعتمد المستشرقون في دراساتهم وكتاباتهم عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته الإصلاحية على عدد من المصادر المكتوبة باللغة العربية، من أهمها:
1 -
" روضة الأفكار " لحسين بن غنام، وهو كتاب كبير يقع في جزأين، ويشتمل على فصول تمهيدية، وحياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والغزوات ابتداء من 1159 هـ إلى عام 1212 هـ، ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وقد ذكر بعض المستشرقين هذا المرجع ضمن قائمة مراجعهم، ونجد أن المستشرقين الذين اعتمدوا على هذا المرجع أقل خطأ من غيرهم. ومن هؤلاء فيلبي الذي بين في كتابه:" الجزيرة العربية " Arabia، وبالتحديد في فاتحة الكتاب Preface، أن كتاب حسين بن غنام لم يستخدم إلى اليوم بوصفه مرجعا يعتمد عليه في الكتابة، ولكنه يظهر من وقت لآخر في المراجع، وذلك بعد الانتهاء من كتابته قبل وفاته في العقد الأول من القرن الأخير (التاسع عشر)(1) .
ويرى فيلبي أيضا أن حسين بن غنام هو أبو المؤرخين المحدثين للجزيرة العربية، ويقول:" ولذا أدعي بأنني سوف أقدم شيئا مبتكرا جديدا في عملي هذا، وهو الاعتماد في الباب الأول من كتاب " الجزيرة العربية " على ابن غنام الذي أتبعه بإخلاص "(2) .
(1) Arabia H St. J. B Philby P. X، Ernest Benn Limited، London، 1930.
(2)
المرجع السابق.
ومن المستشرقين الذين ذكروا كتاب: " روضة الأفكار " في قائمة مراجعهم المستشرق د. س. مارجليوث Margoliouth. S. D في مقالته " الوهابية "(1) Wahhabiya في دائرة المعارف الإسلامية الأولى The First Encyclopedia of Islam 1913 - 1936، وفي مختصر دائرة المعارف الإسلامية Shorter encyclopedia of Islam، ولكن هذا المستشرق لم يعتمد على كتاب ابن غنام إلا في فقرة واحدة تتعلق ببعض الممارسات الشركية المنتشرة في الجزيرة العربية والباقية من عهد الجاهلية (2) .
ومع أنه يعد من أقدم المراجع وأوثقها؛ لأن المؤلف عاصر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - يرحمه الله - وكتب عن معرفة بالشيخ ودعوته ومتابعة للحوادث التي وقعت في زمنه، إلا أن عددا كبيرا من المستشرقين لم يعتمد عليه.
2 -
" عنوان المجد في تاريخ نجد " لعثمان بن عبد الله بن بشر الحنبلي، وهو كتاب كبير يقع في جزأين، وتحدث فيه عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعن الحوادث ابتداء من عام 1158 هـ إلى عام 1267هـ، وقد ذكر بعض المستشرقين هذا الكتاب ضمن قائمة
(1) الوهابية مصطلح أطلق من أعداء الدعوة، يقصد به التشويه، ولم يعرف هذا المصطلح عند الشيخ أو تلاميذه، وسوف نناقشه بالتفصيل في الفصل الثالث، ونفنده ونبين أنه مصطلح دخيل.
(2)
انظر كلا من:. First Encyclopedia of Islam 1913 - 1936. vol، VIII، P، 1087، Edited by M Th. Houtsma، A. J. Wensinck، H. A. R. Gibb، W. Heffening and E. Levi -provencal، E. J. Brill، 1987 Shorter Encyclopedia of Islam، P. 619، Edited by II. A. R. Gibb and J. H Kramers.
مراجعهم، ومنهم فيلبي في كتابه:" الجزيرة العربية "، ومارجليوث في مقالته " الوهابية ". يقول فيلبي: " وبعد حسين بن غنام يأتي عثمان بن عبد الله بن بشر الحنبلي المؤرخ الذي جاء في العقد الخامس من القرن التاسع عشر وكتب تاريخ أسلافه بناء على البحث والمعرفة، وقد اشتهر، وحل محل ابن غنام بوصفه مؤرخا (1) .
ولعلنا نشير إلى أن تاريخ ابن بشر يعد أكثر تفصيلا فيما يتعلق بالحوادث من تاريخ ابن غنام. أما فيما يتعلق بفيلبي فإنه " عندما يتحدث عن الحدث نفسه يتحول إلى الاعتماد على ابن بشر بصفته مصدرا أساسيا مع أنه يذكر ابن غنام من بين مصادره "(2) .
وكتاب ابن بشر يعد من الكتب الموثوقة في تاريخ الشيخ ودعوته، ولكننا نلحظ قلة المستشرقين الذين اعتمدوا على هذا الكتاب الموثوق.
3 -
" تاريخ نجد " لمحمود شكري الألوسي، وهذا الكتاب ذكره بعض المستشرقين في قائمة مراجعهم ومنهم هـ. لاوست في مقالته:" ابن عبد الوهاب " Ibn Abd Al Wahhab في دائرة المعارف الإسلامية Encyclopedia of Islam.
وكتاب الألوسي يعد من الكتب الموجزة في تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - يرحمه الله -.
وقد اعتمد المؤلف على كتاب ابن غنام وابن بشر في تاريخه.
(1) Arabia P. X.
(2)
مجلة الدرعية، العدد الثاني، السنة الأولى، فيلبي مؤرخا للمملكة العربية السعودية، ص 85 - 86.
يقول الشيخ محمد بهجة الأثري - يرحمه الله - عن هذا الكتاب الذي عني بتحقيقه والتعليق عليه: " كما تكفل بشرح الدعوة الإسلامية السلفية. . بعبارة وجيزة، وأسلوب سلس سائغ للشرب، تفهمه العامة ولا تنكره الخاصة، هذا عدا ما جاء فيه استطرادا من الأشعار الرائقة، وبعض الفصول التاريخية والمناظرات العلمية، وكشف حقيقة بعض البلاد المجاورة تصريحا أو تلويحا "(1) .
4 -
" أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها " لمحمد حامد الفقي. ذكر هذا الكتاب بعض المستشرقين في قائمة مراجعهم ومنهم هـ. لاوست في مقالته: " ابن عبد الوهاب " Ibn Abd Al Wahhab في دائرة المعارف الإسلامية Encyclopedia of Islam.
ويعد كتاب الفقي من الكتب المختصرة الجيدة التي كتبت عن الشيخ ودعوته، فهو من علماء الأزهر الشريف، وقد تحدث عن دعوة الشيخ وبيان حقيقتها مدعما ذلك بقول من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب بينت أن دعوته دعوة تجديدية وفق منهج السلف الصالح (2) . ولكنه لم يضمن كتابه المراجع العلمية التي اعتمد عليها.
(1) تاريخ نجد: محمود شكري الألوسي، تحقيق: محمد بهجة الأثري، ص4، المطبعة السلفية بمصر، الطبعة الثانية 1347هـ.
(2)
انظر: أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها: محمد حامد الفقي، ص7 - 15، القاهرة 1354 هـ.
5 -
" كتاب لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب " لمؤلف مجهول. وهذا الكتاب ذكر في مراجع عدد من المستشرقين ومنهم مارجليوث في مقالته: " الوهابية " في دائرة المعارف الإسلامية الأولى First Encyclopedia of Islam 1913 - 1936، وفي مختصر دائرة المعارف الإسلامية Shorter Encyclopedia of Islam، وفي مقالة لاوست " ابن عبد الوهاب " Ibn Abd Alwahhab في دائرة المعارف الإسلامية Encyclopedia of Islam.
ولعل من المهم الإشارة إلى أن عددا من المستشرقين اعتمدوا على هذا الكتاب كليا في معلوماتهم، ومنهم مارجليوث الذي اعتمد على الكتاب في مقالتيه في دائرة المعارف الإسلامية الأولى وفي مختصر دائرة المعارف، وخاصة فيما يتعلق برحلات الشيخ وتعلمه؛ إذ أورد عددا من الأماكن - معتمدا على كتاب لمع الشهاب - التي زارها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومنها: كردستان، وهمذان، وأصفهان، وأنه درس الفلسفة الإشراقية (1) ويجدر بنا أن نشير إلى أن الكتاب وصل مخطوطا إلى المتحف البريطاني في لندن عام 1277 هـ 1860 م. وبقي في المتحف إلى عام 1387 هـ 1967 م إلى أن قامت دار الثقافة في بيروت بنشره بتحقيق د. أحمد مصطفى بو حاكمة في ذلك العام. ولما طبع هذا الكتاب وبدأ ينتشر وعرف ما فيه من التجني والكذب أسندت دارة الملك عبد العزيز بالرياض إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل الشيخ
(1) Shorter Encyclopedia of Islam، P. 618.
مسؤولية التحقيق والتعليق على هذا الكتاب، وذلك للرد على ما جاء فيه من المفتريات (1) .
وكما أشرنا سابقا، فإن عددا من المستشرقين الباحثين اعتمدوا على هذا الكتاب وعدوه مرجعا بغض النظر عن الاعتبارات الآتية:
- أن المؤلف مجهول، وقد اشتهر ذلك بين الناس (2) ومع ذلك اعتمدوا عليه.
- أنه معاد لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولذلك يعترف مارجليوث ويقول: " إنه معاد ولكن ليس إلى درجة مفرطة "(3) ومع ذلك يعتمد عليه.
- أن هذا المؤلف المجهول للكتاب يبدو عاميا وغير ملم بقواعد اللغة العربية (4) مما لا يؤهله لوضع مؤلف علمي عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولذا وقع المؤلف في كثير من الأخطاء، " وقد اعتمد في تسجيله للوقائع والمعلومات
(1) كتاب لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب، تحقيق وتعليق: الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ ص هـ - و، مطبوعات دارة الملك عبد العزيز، بدون تاريخ.
(2)
يرى بعض الكتاب أن الكاتب غير مجهول وذلك لأنه - الكاتب - ختم كتابه بنص يقول فيه: " وقع الفراغ من تحرير هذا الكتاب في يوم السبت السادس والعشرين من شهر محرم سنة 1233 هـ كتبه العبد الجاني حسن بن جمال أحمد الريكي "، انظر: مجلة الدارة، العدد الثاني، السنة الثانية، كتاب لمع الشهاب، عبد الواحد راغب، ص 231.
(3)
Shorter Encyclopedia of Islam، P. 618.
(4)
مجلة الدارة، العدد الثاني، السنة الثانية، كتاب لمع الشهاب، ص 240.