الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكما رَوَاهُ الإِمَام ابْن تَيْمِية عَن ابْن التلمساني أَنه قَالَ وَقد قرئَ عَلَيْهِ الفصوص وَقيل لَهُ هَذَا كُله مُخَالف لِلْقُرْآنِ فَقَالَ الْقُرْآن كُله شرك وَإِنَّمَا التَّوْحِيد قَوْلنَا وَقيل لَهُ مَا الْفرق بَين أُخْتِي وزوجتي قَالَ لَا فرق عندنَا قَالُوا حرَام فَقُلْنَا حرَام عَلَيْكُم
وَقَالَ ابْن تَيْمِية فِي كِتَابه منهاج السّنة إِن ابْن سبعين جَاءَ من الْمغرب إِلَى مَكَّة وَكَانَ يطْلب أَن يصير نَبيا وَكَانَ يَقُول لقد زرت ابْن آمِنَة الَّذِي يَقُول لَا نَبِي بعدِي وَكَانَ بارعا فِي الفلسفة وَفِي تصرف الفلسفة
فَإِن قلت مَا هَذِه الْوحدَة الَّتِي جَعلتهَا من أعظم خِصَال الْكفْر
قلت قَوْلهم إِن الله سُبْحَانَهُ حَقِيقَة كل مَوْجُود من جسم وَعرض ومخيل وموهوم تَعَالَى الله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا وَلِهَذَا فرعوا على هَذِه الْمقَالة الملعونة فروعا كفرية مِنْهَا تصويب عَبدة الْأَوْثَان وَمِنْهَا تخطئة الْأَنْبِيَاء فِي الْإِنْكَار عَلَيْهِم وَمِنْهَا عدم صِحَة لَا إِلَه إِلَّا الله كَمَا صرح بذلك ابْن عَرَبِيّ قَالَ لِأَن الِاسْتِثْنَاء يسْتَلْزم التَّعَدُّد وَلَا تعدد
سماهم الْقُسْطَلَانِيّ الليسية لأَنهم كَانُوا يَقُولُونَ لَيْسَ إِلَّا الله
قَالَ ابْن تَيْمِية وَلِهَذَا كَانَ يَقُول ابْن سبعين وَأَصْحَابه فِي ذكرهم لَيْسَ إِلَّا الله وَكَانَ يسميهم الشَّيْخ قطب الدّين ابْن الْقُسْطَلَانِيّ
الليسية ويحذر مِنْهُم وَإِلَى هَذَا الأَصْل مرجع كلماتهم المستبشعة ودعاويهم المتنوعة كَقَوْل قَائِلهمْ خضت بحرا وقف الْأَنْبِيَاء بساحله أسرجت وألجمت وطفت فِي أقطار البسيطة ثمَّ ناديت هَل من مبارز فَلم يخرج إِلَيّ أحد لَو تحركت نملة سَوْدَاء فَوق صَخْرَة صماء فِي لَيْلَة ظلماء فِي أقْصَى الصين وَلم أسمعها لَقلت إِنِّي مخدوع واستدرك عَلَيْهِ الآخر فَقَالَ وَكَيف أَقُول لم أسمعها وَأَنا محركها
وَقَالَ قَائِلهمْ مَا الْجنَّة هَل هِيَ إِلَّا لعبة صبيان لأسيرن غَدا إِلَى النَّار وَأَقُول اجْعَلنِي فدى أَهلهَا أَو لأبلغنها هَب لي هَؤُلَاءِ الْيَهُود وَمَا هم حَتَّى تُعَذبهُمْ سبحاني مَا أعظم شأني أَنا الْحق
وَنَحْو هَذِه الْعبارَات الَّتِي يسْتَغْفر الله من رسمها وَلَوْلَا أَن حِكَايَة الْكفْر لَا تكون كفرا لما حل حِكَايَة نهيق هَؤُلَاءِ المخذولين والاشتغال بِإِبْطَال هَذِه الْمقَالة الَّتِي اخترعتها الاتحادية بالأدلة الْعَقْلِيَّة والنقلية لَا يحْتَاج إِلَيْهِ من عرف سُورَة من كتاب الله لِأَن الْقُرْآن كُله مُصَرح بِخِلَافِهَا هَذِه فَاتِحَة الْكتاب قد اشْتَمَلت على أَكثر من عشرَة أَدِلَّة مبطلة لهَذِهِ الْمقَالة لِأَن الله جل جلاله قد جعل فِيهَا حامدا ومحمودا وَربا ومربوبا وراحما ومرحوما ومالكا ومملوكا وعابدا ومعبودا ومستعينا ومستعانا بِهِ وهاديا ومهديا ومنعما ومنعما عَلَيْهِ وغاضبا ومغضوبا عَلَيْهِ وَغير ذَلِك وَقد تنزهت الْملَل الكفرية عَن مثل هَذِه الْمقَالة يهودهم ونصاراهم ومشركوهم
أما الْيَهُود فَهُوَ مَعْلُوم من دينهم بِالضَّرُورَةِ قَالُوا ادْع لنا