الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَتَّى يشْهد عَلَيْهِ ألف صديق أَنه زنديق فَهَل يَلِيق بمثلك أَن تسترسل فِي غُبَار من طلب تَمام إيمَانه وَرَجا الْبلُوغ إِلَى دَرَجَة الصديقين بتكفير من يَجْعَل تَمام الْإِيمَان التَّصْرِيح بتكفيره فَمَا أولاك وأحقك بشكر من حكم على أَصْحَابك بالْكفْر والزندقة وَأفْتى بسفك دِمَائِهِمْ لِأَنَّهُ قد تمّ بذلكم إيمَانه وَصَارَ عِنْد مشائخك من الصديقين وَهَذَا أول غلط صدر مِنْك فِي المحاماة عَن أعراضهم وَهَا نَحن قد نبهناك عَلَيْهِ فَخذ بِهِ أَو دع
الرَّد على من يَقُول إِن الصُّوفِيَّة يُرِيدُونَ بكلامهم خلاف الظَّاهِر
ثمَّ اعْلَم ثَانِيًا أَن قَوْلك أَنهم يُرِيدُونَ خلاف الظَّاهِر فِي كَلَامهم كذب بحت وَجَهل مركب فَإِنَّهُم مصرحون بِأَنَّهُم لَا يُرِيدُونَ إِلَّا مَا قضى عَن الظَّاهِر وَهَذَا الإِمَام السخاوي فِي القَوْل المنبي عَن تَرْجَمَة ابْن عَرَبِيّ قَالَ إِنَّه صرح فِي الفتوحات المكية أَن كَلَامه على ظَاهره
وَقَالَ أَيْضا فِي الضَّوْء اللامع فِي تَرْجَمَة الْعَلامَة الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الأهدل قَالَ وَقيل لي عَنهُ إِنَّه قَالَ يَعْنِي ابْن عَرَبِيّ إِن كَلَامي على ظَاهره وَإِن مرادي مِنْهُ ظَاهره فَكيف تزْعم أَيهَا الْمَغْرُور أَنه لَا يُرِيد مَا يدل عَلَيْهِ ظَاهر كَلَامه وَهَذَا نَصه وَكَلَامه فِي فتوحاته وفصوصه كَلَام عَرَبِيّ لَا أعجمي وَكَذَلِكَ غَيره من
أهل نحلته فَكيف لَا يفهم ظَاهره عُلَمَاء الشَّرِيعَة وَهَذَا غلط ثَان من أغاليطك ننبهك عَلَيْهِ
فَإِن قلت نسلك بك طَريقَة التَّأْوِيل وَإِن وَقع التَّصْرِيح فَإِن المُرَاد الظَّاهِر
قُلْنَا فَلَا يخص التَّأْوِيل لكَلَام أَصْحَابك واطرده فِي كَلَام الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَسَائِر الْمُشْركين كَمَا فعله ابْن عَرَبِيّ وَأَتْبَاعه على مَا سنبينه لَك وَقد أجمع الْمُسلمُونَ أَنه لَا يؤول إِلَّا كَلَام الْمَعْصُوم مُقَيّدا بِعَدَمِ