الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً (1)، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ (2) شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ -رَحِمَهُمَا اللهُ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ:
27 -
الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، يَزِيدُ بِزِيَادَةِ الْأَعْمَالِ وَيَنْقُصُ بِنُقْصِهاَََ (3)،
(1) البَضع والبِضع بكسر الباء وفتحها: ما بين العقود من الثلاث الى التسع، يذكر مع المؤنث ويؤنث مع المذكر فنقول: بضع وعشرون شاة وبضعة وعشرون حصانا.
والشعبة من الشجرة: الغصن المتفرع منها جمع شعب كغرفة وغرف. وهي من الشيء: الطائفة أو الناحية منه. وتقول: (هذه المسألة كثيرة الشعب والانشعاب) أي التفاريع. ولما كانت الشعبة هي الغصن في الأصل شبه الإيمان بشجرة ذات أغصان تؤتي أكلها كما شبه الإسلام بخيمة ذات عمد تقي من الحر والقر. في خبر: بني الإسلام على خمس.
(2)
الإماطة: الإزالة والإبعاد، والأذى والأذية: الضر اليسير أو كل ما يؤذي من حجر أومدر أو شوك أو نجاسة أو غير ذاك.
والحياء بالمد والقصر: الانقباض والانزواء من الشيء المستقبح خوفا من الله أو من غيره وهو خلق حسن أو تخلق يكتسب بالمران والتعود كما يتعود الإنسان على البر والتقوى حتى يتخلق به.
وأبو هريرة هو عبد الرحمن بن صخر حافظ الصحابة، بل أحفظ من روى الحديث في وقته، تقدمت ترجمته والشيخان هما البخاري ومسلم.
(3)
المراد بالأعمال أعمال الخير، يعني أن الإيمان يزيد بالطاعة مثلا كما ينقص بالمعصية.
- لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} ،
- وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ،
- وَلِقَوْلِهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» ، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ
(1) تليت: قرئت، متى فهموها وعملوا بها.
(2)
كذلك ينبغي أن يكون المؤمن مهما يخوف إلا ويزداد قوة وشجاعة وثباتاً وإيماناً، ويقدم ولا يحجم ويقول حسبي الله ونعم الوكيل.
(3)
هذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تطابق على وجوبه الكتاب والسنة وإجماع الأمة. فهو واجب على كل مسلم ومسلمة، لإحقاق الحق، وإزهاق الباطل.
(4)
في رواية مسلم قال،: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة، فقال: قد ترك ما هناك. فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من رأى منكم منكرا فليغيره) الحديث.
وقال النووي: جاء في الحديث الذي اتفق البخاري ومسلم رضي الله عنهما على إخراجه في باب صلاة العيد: أن أبا سعيد هو الذي جذب بيده مروان حين رآه يصعد المنبر وكانا جاءا معا فرد عليه مروان بمثل ما رد هنا على الرجل، فيحتمل أنهما قضيتان إحداهما لأبي سعيد والأخرى للرجل بحضرة أبي سعيد والله أعلم.