الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خَتْمُ الرِّسَالَةِ وَعُمُومُهَا
.
الرِّسَالَةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ:
72 -
خَتَمَ اللَّهُ الرِّسَالَةَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم.
وَجَعَلَ رِسَالَتَهُ الرِّسَالَةَ الْعَامَّةَ لِلْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْمَلَائِكَةِ (1).
وَجَعَلَ شَرِيعَتَهُ الشَّرِيعَةَ (2) الْجَامِعَةَ لِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْبَشَرُ فِيمَا بَقِيَ آخِرُ أَطْوَارِهِمْ فِي وُجُودِهِمْ، وَهُوَ طَوْرُ رُقِيِّهِمْ الْعَقْلِيِّ وَالْعَمَلِيِّ وَالْعِمْرَانِيِّ، فَأَغْنَتْ عَمَّا قَبْلَهَا مِنَ الشَّرَائِعِ فَكَانَتْ نَاسِخَةً (3) لَهَا.
وَلِهَذَا جَعَلَ آيَتَهُ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ آيَةً عَقْلِيَّةً خَالِدَةً، يَخْضَعُ لَهَا وَيَهْتَدِي بِهَا كُلُّ مَنْ سَمِعَهَا وَفَهِمَهَا،
-لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} ،
- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} ،
- {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ
(1) جاءت الرسالة للثقلين: الإنس والجن وأما الملائكة فللتشريف لا للتكليف لأنهم عليهم السلام معصومون من المعاصي، منزهون عن النقائص:" لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ".
(2)
الشريعة ما شرعه الله للناس من أحكام فيتبعونها كما يتبعون الطريق.
(3)
النسخ: التغيير والتبديل والاستغناء. فرسالة محمد عليه الصلاة والسلام لما جمعت من فضائل الرسالات السابقة، ولما احتوت عليه من خير كامل ونفع عام للبشرية كانت ناسخة لما قبلها من الشرائع أي مبطلة لها.
بَلَغَ (1)}،
- {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ (2)} ،
- {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} ،
- وَلِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ (4) " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
(1) المعنى والله أعلم: لأنذركم بالقرآن، وأنذر من بلغه القرآن.
(2)
صرفنا: أملنا ووجهنا نحوك. والنفر: الجماعة من الثلاثة إلى العشرة، ويطلق أيضا على الواحد يقال: ثلاثة أنفار أي ثلاثة أشخاص.
(3)
قيل: إن هذه هي آخر ما نزل من القرآن. والصواب أنها من آخر ما نزل من القرآن: فقد نزلت في عرفة في حجة الوداع، ونزل بعدها غيرها.
وظاهر معناها: إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها.
وأما إتمام النعمة فقد كان باستقرار المسلمين في البلد الحرام الذي كان محرماً عليهم، وبجلاء المشركين عنه مرة وحدة، وأصبح المسلمون يحجون إلى البيت الحرام وحدهم لا يشاركهم فيه أحد من المشركين.
(4)
كانت آيات ومعجزات الأنبياء والرسل السابقين معجزات حية قوية، وكثيراً ما تكون صارخة حتى آمن بها من آمن ممن شاهدوها. ولكنها ذهبت بذهاب وقتها وموت أنبيائها ولم يبق لها مفعول.=