الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فأنت وذاك "، فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب، ثم قال: ليجهدوا علينا".
(1)
وجه الشاهد: أن النبي صلى الله عليه وسلم عدل عن رأيه لرأي سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة وترك ما كان قد رغب فيه من المصالحة على ثلث ثمار المدينة مقابل الانسحاب من حلف اليهود.
4 - حصار الطائف:
في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: " لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فلم ينل منهم شيئا قال: " إنا قافلون إن شاء الله، فثقل عليهم وقالوا نذهب ولا نفتحه، فقال: " أغدوا على القتال
فغدوا فأصابهم جراح، فقال: إنا قافلون غداً إن شاء الله، فأعجبهم فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ".
(2)
وجه الشاهد: عمل النبي صلى الله عليه وسلم برأي الأغلبية، وعدوله عن رأيه لرأيهم؛ مما يدل على مشروعيته. وهكذا نجد السيرة النبوية مليئة بالشواهد على مشاورة النبي ص لأصحابه وأخذه برأي أغلبيتهم؛ حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه:" ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
(3)
الفقرة الرابعة: عمل الفقهاء
.
بالنظر في تراثنا الفقهي يجد الباحث أن العمل بالكثرة معتمد لدى الفقهاء في ترجيحاتهم عند اختلاف الأقوال الفقهية الاجتهادية، وينطبق هذا ابتداء من الصحابة.
قال ابن القيم: " فإن كان الأربعة - يقصد الخلفاء الراشدين- في شق فلا شك أنه صواب، وإن كان أكثرهم في شق فالصواب فيه أغلب ".
(4)
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: " استشارني عمر في أمهات الأولاد (يعني الإماء) فأجمعت أنا
…
وهو على عتقهم، ثم رأيت بعد أن أُرقهم فقال له عبيدة (وهو عبيدة السلماني- تابعي-) رأي ذوي عدل أحب ألينا من رأي عدل وحده ".
(5)
(1)
المرجع نفسه، ج 4، ص 180 - 181.
(2)
صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الطائف، ج 5، ص 198، برقم 4325.
(3)
مصنف عبد الرزاق: أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تح: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي: بيروت، ط (2) 1403 هـ، ج 5، ص 330، برقم 9720، ومسند أحمد: حديث المسور بن مخرمة، ج 31، ص 244، برقم 18928.
(4)
إعلام الموقعين: ابن القيم، ج 4، ص 122.
(5)
العدة في أصول الفقه: محمد بن الحسين محمد الفراء، تح: أحمد بن علي المباركي، ط (2) 1410 هـ-1990 م، ج 4، ص 1301.