الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: أضراره الاجتماعية
ومن أضراره الوخيمة، وأدوائه الوبيلة التي تعود بشرها إلى المجتمع ما يلي:
1 ـ زوال الخيرات والبركات:
فانتشار الفاحشة ـ بلا شك ـ نذير شؤم؛ فبسببه تزول الخيرات والبركات من الأرض والسماوات.
2 ـ حلول العقوبات والمثلات:
فالفاحشة إذا شاعت وفشت، وترك الناس إنكارها ـ فإن هذا مؤذن بقرب العذاب، ونزول العقاب؛ فالله عز وجل عندما ذكر قوم لوط، وصنيعهم، وعقوبتهم قال:{وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود: 83] .
3 ـ قلة الأمن، وشيوع الفوضى، وانتشار الرعب، وكثرة الاضطرابات.
4 ـ حرمان الأمة من السعادة الحقيقية، والقوة والعزة1
فالسعادة والقوة والعزة ليست بالانجراف وراء إشباع الشهوات، وإنما هي بالإيمان الحقيقي، والالتزام الصادق بدين الله القويم.
5 ـ تفسخ المجتمع وتحلله:
وهذه نتيجة طبيعية؛ فالمجتمع الذي يشيع فيه الفاحشة ـ لا بد وأن يتحلل ويتفسح، وتسود فيه الروح البهيمية، والأخلاق السبعية.
1 انظر عوامل الانحراف الجنسي ومنهج الإسلام في الوقاية منها لعبد الرحيم صالح عبد الله، ص 98ـ99، وانظر الضياء اللامع من الخطب الجوامع للشيخ ابن عثيمين 1/275.
6 ـ تفككك الأسر وتفرق البيوت:
فالفاحشة مدعاة لتفكك الأسر، وتفرق البيوت، فإذا ما ابتليت أسرة بانحراف أحد أبنائها ـ فلا ريب أنها ستتأثر بذلك أيما تأثر؛ فهذا المنحرف سيسبب لها العديد من المشكلات، وسيجرها إلى ويلات إثر ويلات، وذلك من خلال تشويه سمعة أسرته، أو إفساد بقية أخوته، أو جلب أجهزة الفساد لأهل بيته، أو اشغالهم بما يسببه لهم من مشكلات مع الناس، مما يجعل بناء الأسرة يهتز، ويضعف، وينهار.
7 ـ تفكك المجتمع وانفصام روابطه:
فالأسرة نواة المجتمع، فإذا فسدت الأسرة ـ فسد المجتمع، فتجد من يعادي جاره، أو قريبه، بسبب ما يجره الأبناء المنحرفون على غيرهم من البلاء والانحراف، فالترابط لا يكون إلا في مجتمع مفعم بالإيمان، تسوده المودة والتشيع فيه الرحمة، أما إذا انتشرت الفواحش ـ فإن المجتمع ستتفكك عراه، وتنفصم روابطه.
8 ـ انهيار المثل العليا والقيم الأصيلة:
كالرحمة، والمودة، والعفة، والحياء، والكرم، والنخوة، والشجاعة، والمروءة، وغيرها. وما قيمة مجتمع ذهبت أخلاقه، واستبدت به شهواته، واستحوذت عليه غرائزه؟ 1
9 ـ أنه سبب للقضاء على روح الجد والاجتهاد والجهاد؛ فهذا العمل المشين سبب لسفول الهمة، وسقوطها، فإذا ما انتشر في مجتمع ـ فإنه سيقضي ـ حتما ـ على روح الجهاد، والعمل الجاد، فالجهاد لا يفكر فيه إلا أصحاب الهمم العلية، والنفوس الأبية، وأي مكان للجهاد عند هؤلاء الساقطين الوالغين في حمأة الرذيلة؟!
1 انظر تربية الأولاد في الإسلام، لعبد الله علوان1/246.
فهذا أحد أسلافهم ممن قصر همته على ملاحقة النساء لما قيل له جاهد في سبيل الله ـ قال:
يقولون جاهد يا جميل بغزوة
…
وأي جهاد غيرهن أريد
لكل حديث بينهن بشاشة
…
ولك قتيل عندهن شهيد 1
10 ـ انتشار الأوبئة والأمراض التي تفتك بالمجتمع، فتفقده القوة والمنعة والصمود، مما يجعله عرضة للزوال في أي لحظة.
11 ـ ضعف الثقافة في المجتمع:
فإذا انتشرت هذه الفاحشة في مجتمع ـ فلا ريب أنها ستؤثر على ثقافته بأثيرا سيئا، فتجد من ابتلي بهذا الداء لا يقرأ إلا لماما، وربما لا يقرأ أبدا، وإذا قرأ فماذا سيقرأ؟ الجواب أنه لن يقرأ إلا ما يلائم طباعه، ويشبع غرائزه، ويذكي كوامن الشهوة فيه، فتضعف بذلك ثقافة المجتمع وتضمحل، مما يجعل هذا المجتمع يقبل أي فكرة باطلة، أو شذوذ منحرف، فيسهم ذلك بتصدع بنيانه وانهيار كيانه.
12 ـ عزوف الرجال عن الزواج:
فاللواط سبب لاكتفاء الرجال بالرجال، والرغبة عن الزواج، وبالتالي يقل الزواج، وتكثر العنوسة، وذلك مدعاة لشيوع منكر آخر وهو الزنا، ولا يخفى ما للزنا من آثار وبيلة على المجتمع، فمن آثاره اختلاط الأنساب، وكثرة أولاد الزنا الذين لا يجدون من يربيهم ويشرف عليهم، وإن وجدوا ـ فلن يجدوا الحب الحقيقي، الذي هو حق لكل طفل، ولن يجدوا من يرشدهم إلى الصراط المستقيم؛ لذا فانحراف هؤلاء وارد، وإذا انحرفوا ـ أصبحوا معاول هدم للمجتمع 2.
1 شرخ ديوان جميل بثينة ص 21.
2 انظر التدابير الواقية من الزنا في الفقه الإسلامي، د: فضل إلهي ظهير، ص 61.
13 ـ اللواط يهدد بقلة النسل:
فالأمة التي تشيع فيها العفة والفضيلة ـ يكثر فيها الزواج الشرعي، فتستمر بذلك شابة فتية متجددة، وذلك لكثرة الإنجاب.
فإذا ما انتشر اللواط واستغنى الرجال بالرجال ـ فإن هذا يهدد بقلة النسل، مما يعرض المجتمع للضعف، والتخلف؛ لأن الكثافة البشرية ـ بلا شك ـ من أعظم أسباب الرقي والتقدم.
14 ـ أنه سبب للتخلف والتبعية:
فالأمة إذا تخلت عن أخلاقها ومبادئها ـ فإن الانحرافات ستبدأ تنخر في جسدها، مما يضعفها، ويفقدها شخصيتها ومكانتها، فتصبح بذلك أمة منهزمة تابعة مقلدة متخلفة في شتى الميادين.
والتاريخ خير شاهد على ذلك، فكم من أمة بنت لها مجدا وحضارة، واشتهرت بالتقدم العلمي حينما كانت متمسكة بقيمها ومبادئها، وبعد أن فقدت ذلك انحدرت إلى الحضيض، وهوت من عليائها1
1 انظر الزنا لدندل جبر، ص 144ـ145.