المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الخاتمة الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات وبعد: ففي ختام هذا - الفاحشة عمل قوم لوط

[محمد بن إبراهيم الحمد]

الفصل: ‌ ‌الخاتمة الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات وبعد: ففي ختام هذا

‌الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات وبعد: ففي ختام هذا البحث، هذا ملخص لأهم ما ورد فيه:

1 ـ عمل قوم لوط: هو إيتان الذكور في الدبر، أو اكتفاء الرجال بالرجال، أو وطء الذكر الذكر.

2 ـ لهذا العمل أسماء أخرى هي: الفاحشة، اللواط، الشذوذ الجنسي، الجنسية المثلية، صادومية، المدابرة.

3 ـ تحريم عمل قوم لوط، معلوم بالكتاب والسنة والإجماع.

4 ـ عقوبة مرتكب هذا العمل القتل، سواء كان فاعلا أو مفعولا به، محصنا أو غير محصن، وهذا هو قول الجمهور.

5 ـ ألف في ذم هذا العمل كتب كثيرة في القديم والحديث، وورد في ذمه آثار كثيرة من الكتاب والسنة، ومن أقوال السلف الصالح.

6 ـ أول من ابتدع هذا العمل هم قوم لوط عليه السلام.

7 ـ لهذا العمل المشين أضرار عديدة:

أـ فله أضرار دينية؛ لكونه كبيرة من كبائر الذنوب؛ ولأنه يصد عن كثير من الطاعات؛ ولخطره على توحيد الإنسان؛ ذلك لأنه ذريعة للعشق والتعلق بالصور المحرمة، وهذا ذريعة للشرك بالله، ولأن الاستمرار على فعله قد يقود إلى محبة الفواحش وبغض العفة، فيقع في محبة ما كرهه الله وبغض ما أحبه الله، وقد يتمادى الأمر بمرتكب هذه الجريمة، فيستحل هذه الفعلة، وهذا كله خطر على أصل التوحيد، وذريعة للكفر والشرك والخروج عن الإسلام ـ عياذا بالله ـ.

ص: 131

ب ـ وله أضرار خلقية، فهو سبب لسوء الخلق، وقسوة القلب، وغلظ الأكباد، وسواد الوجه، وقتل الرجولة والشهامة، والمروءة، والحياء، وهو سبب لنزع الثقة من فاعله، ولسفول الهمة، وذهاب الغيرة وسقوط الجاه، وحرمان العلم والترقي في مدارج الكمال، وحب الجريمة، والجرأة عليها، وهو مذهب للشجاعة والأنفة.

جـ ـ وله أضرار اجتماعية، فهو سبب لزوال الخيرات والبركات، وحلول العقوبات والمثلات، وهو سبب لتفرق الأسر، وتفسخ المجتمعات، وانهيار المثل العليا التي يقوم عليها بنيان المجتمع، وهو سبب لفقدان الأمن، وشيوع الاضطرابات، وفقدان روح الجد، وضعف ثقافة المجتمع، مما يجعله يقبل أي فكرة باطلة أو شذوذ منحرف، وهو سبب لقطع النسل.

د ـ وله أضرار اقتصادية، منها ما ينفقه الشذاذ بحثا عن شهواتهم، ومنها ما يبذل في بحث هذا الموضوع وأعراضه وأخطاره، ومنها ما يبذل في سبيل البحث عن إيجاد العلاجات المناسبة لتلك الأمراض، ومنها ما يبذل من خسائر في سبيل علاج المصابين به، ومن أضراره الاقتصادية ـ أيضا ـ كثرة البطالة، وقلة الإنتاج والأيدي العاملة.

هـ ـ وله أضرار نفسية، كالخوف الشديد، والوحشة، والقلق الملازم، والحزن الدائم، وتقلب المزاج، وكثرة الأوهام والوساوس، والتوتر النفسي، والارتباك والتشاؤم، والتبلد العاطفي، والملل والعبط وشرود الذهن وغير ذلك.

وـ وله أضرار صحية، منها التأثير على أعضاء التناسل، والإصابة بالعقم، والزهري، والسيلان، والهربس، والإيدز، وفيروس الحب، وغيرها.

8 ـ هناك أسباب متعددة تؤدي بمجموعها إلى وقوع تلك الجريمة

ص: 132

وشيوعها وهذه الأسباب منها ما هو مباشر يعود إلى ذات الأشخاص الذين يصدر منهم هذا العمل، ومنها ما هو غير مباشر، وإنما هي أسباب خارجية من شأنها أن تؤدي إلى وقوع تلك الجريمة.

9 ـ هناك سبل عامة تعين على القضاء على تلك الجريمة، أو الحد من انتشارها، وهذه السبل يمكن أن تتضلع بها جهات شتى، كالمحاكم، والمدارس، وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومراكز الشرطة، وإدارات مكافحة المخدرات، والمرور وغيرها من الدوائر والأعيان.

10 ـ هناك سبل خاصة تعين المبتلين بهذا البلاء على التخلص منه، منها:

أـ التوبة النصوح، والإخلاص لله عز وجل والصبر، ومجاهدة النفس، ومخالفة الهوى.

ب ـ ومنها استشعار اطلاع الله عز وجل وكذلك امتلاء القلب بمحبته سبحانه وتعالى.

جـ ـ ومنها المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين في المسجد، والصوم، والإكثار من قراءة القرآن الكريم، والمداومة على ذكر الله، والمبادرة للزواج، وتذكر الحور العين.

د ـ ومنها غض البصر، والبعد عن المعشوق المحبوب، والبعد عن المثيرات عموما، والاشتغال بما ينفع، وتجنب الوحدة والفراغ، ودفع الوساوس والخواطر السيئة.

هـ ـ ومنها قوة الإرادة، وعلو الهمة، والحياء، والحرص على الستر والعفاف، والبعد عن التكشف والتعري، والاعتدال في التجمل، والإقلال من المزاح.

وـ ومنها الوقوف مع النفس، والنظر في العواقب، ومجالسة الأخيار، ومجانبة الأشرار.

ص: 133

ز ـ ومنها عدم الاستسلام للتهديد، وقراءة القصص في العفة، وسماع الأشرطة الإسلامية النافعة.

ح ـ ومنها عرض الحال على من يعين، ومنها الإلحاح على الله بالدعاء.

هذا ملخص ما جاء في هذا البحث، وفي الختام أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، صوابا على سنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ص: 134