المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الأول: السبل العامة للوقاية والعلاج من اللواط - الفاحشة عمل قوم لوط

[محمد بن إبراهيم الحمد]

الفصل: ‌المبحث الأول: السبل العامة للوقاية والعلاج من اللواط

‌الفصل الرابع: سبل الوقاية والعلاج

‌المبحث الأول: السبل العامة للوقاية والعلاج من اللواط

الفصل الرابع: سبل الوقاية والعلاج

وبعد هذا التطواف في ذكر الأسباب المؤدية إلى وقوع اللواط ـ نصل إلى مربط الفرس، وبيت القصيد، ألا وهو الحديث عن سبل الوقاية والعلاج؛ ذلك أن أكثر من يقع في تلك الجريمة لا ينقصه معرفة حكم الإسلام فيها، ولا معرفة الأضرار الناتجة عنها، وإنما ينقصه معرفة كيفية العلاج من هذا الداء العضال، وسبل الفكاك من تلك الشهوة الجامحة1

فهذا هو الذي يحتاجه أكثر من يقع في هذا الأمر، كما يحتاجه ـ أيضا ـ من يبحث في علاج هذه الجريمة والوقاية منها، من المعلمين والمربين وغيرهم.

وكما أن أسباب وقوع تلك الجريمة يشترك فيها أطراف متعددة ـ فكذلك سبل الوقاية والعلاج؛ فهي ليست مسؤولية جهة محددة، أو فرد بعينه، بل هي مسؤولية الجميع ـ كل بحسبه ـ.

فإذا تظافرت الجهود، وحسنت المقاصد، واستفرغ الجهد والطاقة ـ حصل خير كثير، واندفع شر مستطير.

فلعل فيما يلي تبيانا لبعض السبل، وتذكيرا ببعض الواجبات، التي تعين على القضاء على هذه الجريمة، أو التخفيف من شدة وطأتها وكثرة انتشارها، وذلك من خلال المبحثين الآتيين:

1 انظر مشكلة في طريق الشباب، لصالح التميمي ص 24.

ص: 85

المبحث الأول: السبل العامة للوقاية والعلاج من اللواط

1 ـ الحرص التام على غرس العقيدة الصحيحة، وتثبيت دعائمها وتعهدها دائما في نفوس الأفراد والمجتمعات:

فالانحراف السلوكي إنما هو ناتج عن خلل في العقيدة، والسلوك ـ في الغالب ـ ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر وما يدين به من دين، ويعتقده من معتد، والعقيدة الصحيحة ـ بإذن الله ـ صمام أمان، وحماية لمعتنقيها من الزلل والانحراف، وهذه مسؤولية أهل العلم والدعوة على وجه الخصوص.

2 ـ استشعار أهمية الموضوع، وإعطاؤه حقه من العناية والبحث والعلاج:

فهذا الموضوع في ـ الحقيقة ـ لم يعط حقه تاما، بالرغم من تفشيه وانتشاره، وقد تسوغ بعضهم ترك الحديث عنه؛ بحجة أن النفوس تشمئز منه وتنفر من ذكره، ولا شك أن هذا خطأ وخلل، فطالما أن هذا الأمر قد وقع وانتشر واستشرى ـ فالواجب صده، والوقوف أمامه، والحد من انتشاره، وتبيان خطره وضرره، فهذا القرآن الكريم يذكر الله عز وجل فيه مقالات اليهود والنصارى بالرغم من شناعتها وبشاعتها، حتى تستبين سبيلهم ويحذر أهل الإيمان منهم ومن صنيعهم، ولم يكن بشاعة قولهم مسوغا لترك الحديث عنهم.

ص: 86

3 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإشاعة روح التناصح:

فالأمر جد خطير، والمسؤولية مشتركة كل بحسبه وجهده وطاقته ((هذا بتعليمه وكلامه، وهذا بوعظه وإرشاده، وهذا بقوته وماله، وهذا بجاهه وتوجيهه إلى السبيل النافع))

فلا ينبغي التنصل عن المسؤولية وإلقاء التبعات على الآخرين.

فما أحوج الوالغين في الفحشاء إلى النصح والإرشاد، وما أحرانا بالإنكار على أصحاب تسجيلات الغناء وباعة المجلات الخليعة وغيرهم ممن يغرون بالفواحش ويؤججون الغرائز، ويتاجرون بالخنا والزور.

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لتكفير الذنوب، ورفع الدرجات، وبه تتم الخيرية، ويرفع العذاب 2، وتركه مؤذن بالعقوبات ومعين على انتشار المنكرات، وسبب لتسليط الأعداء وعدم إجابة الدعاء 3

4 ـ تكثيف الدروس العلمية:

فالدروس العلمية وقاية من الانحراف ـ بإذن الله ـ فإذا كثرت وكثر روادها عم العلم، وكثر الصلاح، وقل الجهل، وخف الفساد.

5 ـ تكثيف حلق القرآن الكريم:

وهذا من سبل الوقاية من الانحراف ـ أيضا ـ فتكثيف حلق القرآن الكريم مما ينبغي أن يعتنى به، ويبذل في سبيله؛ فإن الصغير إذا نشأ على محبة القرآن، والحرص على حفظه ـ فإن ذلك سيحفظ عليه وقته، ويحميه ـ بإذن الله ـ من الزلل والانحراف.

1 الرياض الناضرة لابن سعدي ص 58.

2 انظر الحسبة د: فضل إلهي ص 17 ـ 28.

3 انظر حتى لا تغرق السفينة ص 25 ـ 43، وانظر الحسبة ص 37 ـ 43.

ص: 87

6 ـ العناية بالشباب عموما:

سواء ممن يجوبون الشوارع عرضا وطولا، أو ممن يعكفون الساعات الطوال على مشاهدة الأفلام أوالجلوس على الأرصفة، أو ممن لديهم منتديات خاصة يرتادونها ويجتمعون فيها، فمما ينبغي عمله تجاه هؤلاء ما يلي:

أـ دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن بدأ بالأهم فالمهم1

ب ـ فتح الصدر لهم، واستقبالهم من قبل الدعاة والمربين، والأخذ بأيديهم إلى الخير والصلاح.

جـ ـ إقامة دروس تربوية خاصة بالشباب، تبحث في مشكلاتهم وتسعى في حلولها.

د ـ تعويدهم على تحمل المسؤولية، والبحث عن أعمال لهم، لكي يشتغلوا بما ينفعهم، ويبتعدوا عما يضرهم ويضر غيرهم.

هـ ـ تحريك جوانب الخير فيهم، كالنخوة، والشهامة، والكرم، والحياء، وتحبيبهم بها، مع تنفيرهم من الرذيلة وتقبيحها في نفوسهم؛ لأن الإنسان إذا أحب أمرا من الأمور ـ حرص على التحلي به، وإذا اشمأز من فعل شيء وتقززت نفسه منه ـ انبعث إلى تركه والابتعاد عنه نهائيا 2.

وـ انقاذهم من الاستسلام: وذلك بتشجيعهم، والرفع من معنوياتهم، وفتح أبواب الأمل والتوبة لهم، وإعادة الثقة إلى نفوسهم، فرب كلمة واحدة تنقذ المهزوم، وترد الشارد الطريد، وتعيد الأمل إلى اليائس القانط 3.

1 انظر تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس، د: محمد الزعبلاوي ص 425 ـ 427.

2، 3 انظر التربية الإسلامية ودورها في مكافحة الجريمة، د: مقداد يالجن ص 120 ـ 125.

ص: 88

ز ـ إيجاد البدائل المناسبة المباحة لهم.

7 ـ العناية بتربية الأبناء:

فالبيت هو نواة المجتمع، وإذا صلحت البيوت صلحت المجتمعات، والبيت هو المدرسة الأولى ((والولد قبل أن تربيه المدرسة والمجتمع يربيه البيت والأسرة، وهو مدين لأبويه في سلوكه الاجتماعي المستقيم، كما أن أبويه مسؤولان ـ إلى حد كبير ـ عن انحرافه الخلقي))

فمما ينبغي على الآباء تجاه أولادهم ما يلي:

أـ الاستعانة بالله عز وجل على تربية الأولاد، ودعاؤه ـ جل شأنه ـ أن يصلحهم ويهديهم.

ب ـ غرس العقيدة الصحيحة، والخلال الكريمة في نفوسهم؛ حتى يشبوا متعشقين لمعالي الأمور، مترفعين عن سفسافها.

ت ـ إشباع عواطفهم، وإشعارهم بالحنان، والعطف، والرحمة، حتى لا يعيشوا محرومين من ذلك فيبحثوا عنه خارج المنزل.

ث ـ الإنفاق عليهم بالمعروف؛ حتى لا يضطروا إلى البحث عن المال خارج المنزل.

ج ـ تجنيبهم الزينة الفارهة، والميوعة القاتلة للمروءة والرجولة.

ح ـ تجنيبهم أسباب الانحراف الجنسي، وذلك بإبعاد أجهزة الفساد عنهم، وتجنبيبهم مطالعة المجلات الخليعة، والقصص الغرامية، التي يقوم على ترويجها تجار الغرائز والأعراض، وعدم السماح لهم بالاطلاع على الكتب الجنسية التي تبحث في التناسليات صراحة وتشعل مخازن البارود الكامنة 2.

1 أخلاقنا الاجتماعية، د: مصطفى السباعي ص 155.

2 انظر الانحرافات الجنسية وأمراضها ص 66.

ص: 89

خ ـ الحرص على تزويجهم وإعفافهم إذا بلغوا سن الرشد عند الحاجة والمقدرة.

د ـ تنمية شخصية الأولاد، وتقويتها وصقل مواهبهم ورعايتها.

ذ ـ حملهم على أداء الصلوات في المسجد وضبطهم فيه.

ر ـ السؤال عن صحبتهم، والحرص على ربطهم بالرفقة الصالحة.

ز ـ متابعتهم في مدارسهم.

س ـ تعويدهم على تحمل المسؤولية، وإسناد بعض الأعمال إليهم، وزرع الثقة في نفوسهم.

ش ـ شغل أوقات فراغهم بما ينفعهم.

ص ـ إعطاؤهم فرصة للتصحيح إذا أخطأوا.

ض ـ تربيتهم بالعقوبة، إذا اضطر الأمر إلى ذلك، بشرط ألا تكون ناشئة عن سورة جهل، أو ثورة غضب، وبألا يلجأ للضرب من أول الأمر بل بقوم بأنواع من العقاب كالتوبيخ أو قطع المديح، أو غير ذلك، وإن أعياه الأمر ـ لجأ للضرب الذي يؤدب الولد ولا يضره1

8 ـ دور الإخوة الكبار:

فالإخوة الكبار كذلك عليهم دور في تربية إخوانهم الصغار، فعليهم ملاحظتهم والاهتمام بهم، والأخذ بأيديهم؛ لأنهم ألصق بهم من الوالدين،

1 انظر تحفة المودود في أحكام المولود لابن القيم ص 146 ـ 147، ونظرات في الأسرة المسلمة، د: محمد الصباغ ص 163 ـ 170، وانظر أدب المسلم لمحمد سعيد مبيض ص 161 ـ 163، وشخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة، د: محمد علي الهاشمي ص 93 ـ 106، والأولاد وتربيتهم في الإسلام لمحمد المقبل ص 131 ـ 136، وأثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع د: عبد الله أحمد قادري ص 168 ـ 189، وتذكير العباد للشيخ عبد الله الجار الله ص 18 ـ 23، و 66 ـ 77، والمسؤولية في الإٍسلام د: عبد الله أحمد القادري، ص 99 ـ 112، وأثر الأٍسرة في إصلاح الأبناء أو انحرافهم ص 13 ـ 25.

ص: 90

وأعرف بما يدور في أوساطهم، حتى ولو كان الكبار مقصرين أو مفرطين فعليهم أن يجنبوا إخوانهم طرق الغواية والفساد.

9 ـ المؤسسات التعليمية:

كالمدارس والمعاهد والإدارات القائمة عليها، فالواجب على هذه المؤسسات عظيم، والدور المناط بهم جسيم، لأنها أكبر محاضن التربية والتوجيه والتعليم.

فمما ينبغي أن تقوم به في سبيل الوقاية من هذه الظاهرة أوالقضاء عليها أو الحد من انتشارها ما يلي:

أـ إحياء العقيدة في نفوس الطلاب، وإشاعة جو الإيمان داخل المدرسة1

ب ـ العناية باختيار المعلمين الأخيار الأكفياء، دينا، وعلما، ومروءة، وصلاحا.

جـ ـ نشر الوعي بخطر تلك الجريمة.

د ـ العناية بالطلاب، ومحاولة التعرف على ما يدور في أذهانهم، إما عن طريق صناديق الاقتراحات، أو عن طريق الاستبيانات، أو عن طريق الحوار الهادف بين الطلاب والمدرسين؛ ليتسنى للمدرسين معرفة ما يدور في أذهان الطلاب من مشكلات، ومن ثم يتم السعي في علاجها.

هـ منع الطلاب من المبالغة في التجمل داخل المدرسة، ومحاولة إقناعهم بذلك، وإن لم ينفع ذلك منعوا بالشدة والحزم.

وـ تفريق الكبار عن الصغار داخل الفصل الواحد قدر المستطاع.

ز ـ التعرف على من تدور حولهم الشبه، ومحاولة إصلاحهم ونصحهم.

1 انظر أصول التربية الإٍسلامية وأساليبها لعبد الرحمن النحلاوي ص 156.

ص: 91

ح ـ إعطاؤهم فرصة للتصحيح إذا أخطأوا، وإن أعيت الحيلة طوي قيدهم وتم فصلهم.

ط ـ بث الدعوة داخل المدارس من خلال النصائح والتوجيهات أو من خلال بيع الكتب والأشرطة النافعة أو توزيعها.

ي ـ توجيه النشاط المدرسي لعلاج مشكلات الطلاب1

ك ـ مد الجسور مع أولياء أمور الطلبة، والاتصال بهم في حال غياب أبنائهم وإعلامهم بذلك.

ل ـ التعاون مع الجهات المسؤولة الأخرى، كهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمرور، والشرطة وغيرها.

م ـ ملاحظة ما يكتبه الطلاب على الممرات وفي دورات المياه للتعرف من خلال ذلك على ما يدور في أذهانهم، ومعاقبة الذين يقومون بذلك، أو السعي في استصلاحهم.

ن ـ التعاون مع الطلاب المجدين الأخيار في بث الدعوة وعلاج هذه الظاهرة.

س ـ كما ينبغي على المعلمين أن يستشعروا عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وذلك بالاهتمام بالطلاب، والنصح لهم، والحرص على هدايتهم، وفتح أبواب الأمل لهم، وعدم اليأس من صلاحهم، وأن لا يكون الاهتمام منصبا على إنهاء المنهج المقرر فقط، كما ينبغي أن يفتحوا الحوار الهادف مع الطلاب، وأن يوطدوا العلاقة معهم؛ فالتلقي فرع المحبة.

ع ـ كما ينبغي على الموجهين أن لا يكون اهتمامهم مقتصرا على الأمور

1 انظر أٍسباب ظاهرة التسرب في المرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية، د: ناصر الداود ص 80.

ص: 92

المظهرية فحسب، كالانشغال بدفتر التحضير أو غيره، بل ينبغي قبل ذلك أن يكون الاهتمام بالجوهر والأساس ألا وهو الطالب؛ إذا هو محور العملية التربوية. ويجب أن يكون كذلك1

ف ـ المرشد الطلابي له دور مهم؛ فالطلاب يبثون إليه همومهم ومشكلاتهم، فحبذا أن يقوم عليه الأكفياء الأتقياء الأذكياء، الذين يجيدون التعامل مع الطلاب، ويستطيعون إفادتهم والتأثير فيهم ومعالجة أخطائهم.

10 ـ المراكز الصيفية:

فالمراكز الصيفية لها دور مشكور في تربية الشباب، وحفظ أوقاتهم، وصقل مواهبهم وحمايتهم من الانحراف.

ولن نفرط في المثالية فنطالب المراكز بأكثر مما لديها من إمكانات، على أنه لا يمنع أن نناشدهم بأن يرفعوا من مستوياتهم، ويسيروا بالمراكز إلى الأمثل، بتكثيف الدروس العلمية، وبث الجدية وتعويد الشباب على تحمل المسؤولية، وحبذا لو تعدى نفع المراكز إلى غير مرتاديها، فتسهم في دراسة مشكلات الشباب، وتسعى في حلولها، وتتعاون بذلك مع الجهات الأخرى، كما أنه يجدر بأهل الغنى واليسار أن يسهموا في إنجاحها، كما ينبغي لأهل العلم والفضل أن يسهموا في النصح والتوجيه للقائمين على المراكز بدلا من كثرة الانتقادات والغمز واللمز، كما ينبغي للقائمين على المراكز أن يصيخوا السمح للناصحين، ويستفيدوا من النقد البناء الهادف، 1 انظر الدين والشباب لأحمد الحصين ص 67 ـ 68، وطل الربوة تربية الأستاذ لتلميذه، د: عبد الله قادري، والمدرس ومهارات التوجيه لمحمد الدويش ص 61، والمظهرية الجوفاء وأثرها في دمار الأمة حسين العوايشة ص 71 ـ 79، ونحو تربية إسلامية أحمد محمد جمال ص 104 و 124 ـ 130.

ص: 93

ويتلافوا ما يقعون فيه من أخطاء، حتى نصل جميعا إلى ما فيه صلاح أبنائنا، وسلامتهم في الانحراف والفساد، والحيرة، والاضطراب.

11 ـ هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

فالهيئات تتضلع بدور كبير في صد هذا المنكر، وتبذل مجهودات جبارة مخلصة في سبيل مكافحة هذا الأمر والقضاء عليه والوقاية منه.

فمما يقترح عليهم في هذا الصدد مع قيامهم بأكثره، ولكن نذكرهم، ونأمل منهم المزيد ـ ما يلي:

أـ مراقبة المشبوهين الذين يتوقع منهم حدوث هذا الأمر، ومراقبة الأماكن والأحياء التي يكثر ترداد المشبوهين عليها، مع التركيز على البيوت الخربة المهجورة.

ب ـ مناصحة المبتلين باللواط، وتحذيرهم من أضراره وأخطاره، ودعوتهم إلى الخير من خلال الكلمة، أو إهداء الشريط، أو الكتيب المناسب.

جـ الأخذ بأيدي الأحداث ممن وقعوا تحت وطأة التهديد، والرفع من معنوياتهم، وبث الشجاعة فيهم، وتقوية عزائمهم، بألا يستسلموا لتهديد المجرمين.

د ـ دراسة هذا الموضوع ورصد الظواهر العامة والأسباب التي تؤدي إلى وقوعه، وبيان الأخطار المترتبة عليه، والبحث في سبل الوقاية منه، وإيجاد الحلول المناسبة لذلك، مع رفع التقارير بهذا الصدد إلى من يهمهم الأمر من المسؤولين والعلماء، والدعاة والقضاة والخطباء وغيرهم، حتى يدركوا خطورة هذا الأمر ويسعوا في تلافيه.

هـ التعاون مع بعض الجهات المسؤولية كالمدارس والمرور والشرطة وغيرها.

وـ التعاون مع أئمة المساجد وأهل الخير عموما لملاحظة أحيائهم وجماعة مساجدهم.

ص: 94

ز ـ القضاء ـ بقدر المستطاع ـ على المنكرات التي تعين على وقوع اللواط، كأماكن بيع المجلات، والدخان، والأغاني، والأفلام الخليعة وذلك بالنصح، أو بمراقبة المبيعات أو غير ذلك، فإن لم يقض على الشر كله فلا أقل من أن يخفف ضرره، ويقلل خطره.

ح ـ الاحتساب على من يبالغون في التجمل كمن يقومون بالتشبه بالنساء، وتصفيف الطرر وغير ذلك.

ط ـ تنبيه أولياء أمور الأحداث الذين يخشى عليهم من أهل السوء والإجرام، ونصحهم بأن يحافظوا على أبنائهم ويتفطنوا لهم.

12 ـ المحاكم الشرعية:

فللمحاكم الشرعية دور كبير في القضاء على هذه الجريمة وقطع دابرها، وذلك بإصدار الأحكام الصارمة وإنزال العقوبات الرادعة، وإقامة حكم الله على مرتكبي هذه الجريمة؛ تأديبا لهم وردعا لغيرهم، فالحزم مع المجرمين ـ زيادة على كونه تأديبا لهم وردعا لغيرهم ـ فهو ـ في الوقت نفسه ـ حماية للمجتمع من الفواحش، ورحمة لمن وقعوا ضحية للمجرمين، بل هو رحمة للمجرمين أنفسهم؛ فبسبب ذلك يكفون عن جرمهم، وينزعون عن غيهم.

أما التساهل والتراخي وقلة الحزم ـ فإنه سيجرىء السفهاء والمجرمين، ولن يوقفهم عند حد معين، وقد يقود بعض المتهورين الطائشين إلى أن يأخذ حقه بيده، فربما قتل الجاني عليه أو على ابنه أو قريبه، وربما فعل بالجاني ما لا تحمد عقباه، كما نلتمس من قضاتنا الفضلاء أن يكثفوا من زياراتهم لمراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ليقفوا بأنفسهم على جلية الأمر، وليروا بأم أعينهم تلك المآسي التي يندى لها الجبين.

ص: 95

13 ـ دور المرور:

أما دور المرور حيال هذه الظاهرة فيمكن في الآتي:

أـ متابعة السيارات المشبوهة، والحزم مع أصحابها، خصوصا تلك التي أدخل عليها شيء من التعديلات أو الزينات المريبة، كالتغبير، والترفيع، والتنزيل، أو التطييح إلى غير ذلك من المصطلحات المعروفة لدى كثير من الشباب.

ب ـ متابعة المفحطين والحزم معم؛ فالتفحيط وما يدور في فلكه مرتع خصب لوقوع اللواط، وقل مثل ذلك عن ما يسمى بـ ((التطعيس)) أو ((السباحة على الرمال)) .

جـ ـ التعاون مع المدارس في معالجة هذه الظواهر.

د ـ الحزم في مسألة قيادة الأحداث للسيارات.

14 ـ رجال الشرطة:

قبل كل شيء ينبغي أن يقوم على هذا الجهاز من يعرف بالفضل والديانة والمروءة والأمانة؛ حتى يقوم بهذه المسؤولية خير قيام، ومن الأمور التي ينبغي أن يقوم بها رجال الشرطة في هذا الصدد زيادة على ما يقومون به ما يلي:

أـ استشعار خطر هذه الجريمة على الأمن؛ فانتشار الفواحش وانتهاك الأعراض من أعظم أسباب الفوضى وفقدان الأمن.

ب ـ مراقبة التجمعات المشبوهة والحزم مع المجرمين.

جـ ـ بذل الجهد في القضاء على الوسائل المعينة على هذه الجريمة كالمخدرات والمسكرات وغيرها.

د ـ الحزم في مسألة التجوال في ساعات الليل المتأخرة، خصوصا إذا كان من الأحداث.

ص: 96

هـ ـ التعاون مع الجهات الأخرى التي يهمها هذا الأمر.

15 ـ السجون:

حبذا لو تم تحويل السجون إلى مدارس تربوية لإصلاح المساجين، وتقويم سلوكهم، وتربيتهم تربية إسلامية صالحة، وذلك من خلال الدروس النظرية، والتطبيقات العملية، التي تثبت دعائم الفضيلة بين جوانحم وتقوي إدارة الخير في مسارب دمائهم، وتنفرهم من الجريمة، وتبغض إليهم الرذيلة؛ حتى يخرجوا من السجن صالحين مصلحين نافعين لأنفسهم ومجتمعاتهم، ولو لم يأت من ذلك إلا أن يكفى المجتمع شرهم وخطرهم.

فإن لم يتم هذا الإصلاح فإن هؤلاء سيعودون إلى جرمهم بعد إخراجهم بطريقة أو بأخرى، بل إن بعضهم يزداد جرمه ويتضاعف خطره إذا خرج من السجن؛ بسبب معاشرته مجرمين أشد جرما منه، فإذا رآهم وعاشرهم هانت عليه جريمته، وسعى لما هو أشد منها ((وعلى ذلك فمعنى إخراج السجين قبل تعديل السلوك الإجرامي يعد إكثارا من عدد المجرمين في المجتمع))

16 ـ دور الإدارة العامة لمكافحة المخدرات:

فالمخدرات ـ كما مر ـ من أعظم الأسباب التي تمد هذه الجريمة، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات تقوم بجهود مشكورة في سبيل القضاء على المخدرات، ومما يؤمل منها تجاه القضاء على الفاحشة ـ زيادة على ما تقوم به ـ ما يلي:

أـ إلقاء المحاضرات والندوات في المدارس للتحذير من المخدرات.

ب ـ إصدار النشرات التي تحذر من المخدرات بكافة صورها.

1 التربية الإسلامية ودورها في مكافحة الجريمة ص 254.

ص: 97

جـ ـ كتابة التقارير عن أسباب انتشار المخدرات وسبل محاربتها وتزويد الجهات التي تستقطب الشباب، كالمدارس وغيرها بهذه التقارير.

17 ـ رعاية المطلقات، وزوجات المساجين:

وذلك بالدعوة إلى حمايتهن وصيانتهن من الضياع، والشقاء؛ حتى يبقين بين أولادهن، حماية لهم من التشرد والضياع والانحراف1، وهذه مسؤولية الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية.

18 ـ السعي في علاج مشكلات الفقر:

الفقر الذي يسيطر على كثير من الأسر والبيوت، مما يضطر الأسرة ـ وخصوصا الشباب ـ إلى البحث عن لقمة العيش، أو ما يحتاجون إليه بأي وسيلة ولو كانت محرمة، ومن أي شخص ولو كان مجرما.

ويتم علاج الفقر بتكافل المجتمع المسلم، وتعاونه بالطرق المشروعة، كالزكاة الواجبة، والصدقات المندوبة، وإيجاد فرص العمل لكل قادر، وإعطاء العاجزين ما يحتاجون إليه من بيت المال والجمعيات الخيرية التعاونية أو غير ذلك (2) .

19 ـ الأخذ بأيدي المساجين بعد الإفراج عنهم:

وذلك بتشجيعهم، وتوجيههم إلى الخير، ونسيان ماضيهم، وفتح أبواب الأمل لهم، بدلا من الإعراض عنهم ونبذهم والنظر إليهم شزرا، وبذلك نعينهم على أنفسهم، ونقطع الطريق على رفقة السوء.

20 ـ المستشفيات والمراكز الصحية:

أما واجب المستشفيات والمراكز الصحية فيتلخص فيما يلي:

أـ نشر الوعي الصحي، وبيان خطر تلك الجريمة، والتحذير من عواقبها

1، 2 انظر التكافل الاجتماعي في الفقه الإسلامي، د: عبد الله الطيار ص 90 ـ 91.

ص: 98

الوخيمة، وذلك إما عن طريق المحاضرات التي تلقى في المدارس، أو غيرها أو عن طريق إصدار النشرات والملصقات.

ب ـ التعاون مع الجهات الأخرى المعنية بهذا الأمر.

جـ ـ نصح المراجعين الذين يعانون من أمراض الجنس. فالأطباء ـ خصوصا المسلمين منهم ـ ينبغي أن ينصحوا للمراجعين، ويحذروهم من ارتكاب الفواحش، ويفتحوا لهم أبواب التوبة والأمل.

21 ـ البلدية:

ولسائل أن يسأل: وما دور البلدية؟ وما علاقتها بهذا الأمر؟

والجواب: أن البلدية يمكن أن تشارك في علاج في الأمر من خلال ما يلي:

أـ هدم البيوت المهجورة الآيلة للسقوط؛ فهذه البيوت أوكار للأحداث والنحرفين، فهم يجتمعون فيها ويتوارون عن الأعين، ويقع منهم ما لا يليق، ثم إن بقاءها يشوه جمال البلد.

ب ـ إزالة الكتابات التي على الجدران والممرات؛ فهذه الكتابات تحتوي على كلمات مقذعة بذيئة، تدعو إلى الفحشاء والفجور، وتنشر الخزي والعار، وربما ألصقت التهم بالأبرياء، وكتبت على الجدران والممرات.

فما أحرى بالبلدية أن تسهم في القضاء على هذه الظاهرة، وذلك بإزالة هذه الكتابات أولا بأول، وإيقاع العقوبات المناسبة على من يقوم بهذا الصنيع، فهذه الكتابات تشوه جمال البلد الحسي والمعنوي.

22 ـ أئمة المساجد:

يجدر بأئمة المساجد أن يقوموا بدورهم تجاه مساجدهم، وأن لا يقف دورهم عند إمامة المصلين فحسب، فمما ينبغي عليهم:

أـ التعرف على جماعة المسجد، والاختلاط بهم، والسؤال عن أحوالهم؛ لأن الإمام الذي لا يختلط بالمصلين في المسجد وخارجه، ولا يسأل عن

ص: 99

أحوالهم وما يطرأ لهم لا يقدر على إفادتهم1

ب ـ إقامة الدروس العلمية الملائمة لجماعة المسجد.

جـ ـ تفقد المتخلفين عن الصلاة، ومناصحتهم، وإن أعيتهم الحيلة فليرفعوا أمرهم إلى الجهات المختصة التي تتولى معاقبتهم؛ لأن المحافظة على الصلوات، وكثرة ارتياد المساجد تمكن الإيمان في قلوب المصلين، وتكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان.

د ـ حماية أبناء الحي من الانحراف: وذلك بنصحهم وعقد اللقاءات معهم ومعالجة أوضاع المنحرفين منهم، ومراقبة من يكثر الترداد إلى الحي من غير أهله من الشباب المنحرف، وتحذيرهم من ذلك.

هـ ـ إزالة ما يكتب في دورات المياه من كتابات بذيئة، والتعرف على من يكتب ذلك واتخاذ ما يلزم معه.

وـ التعاون بين الأئمة والتشاور فيما يحقق المصلحة.

ز ـ التعاون مع الجهات الأخرى كالهيئات والمدارس.

23 ـ الخطباء:

فالخطباء هم الذين يوجهون الناس إلى الخير، ويحذرونهم من الشر، فمما ينبغي عليهم:

أـ تحذير الناس من الفواحش وأسبابها، مع بيان أضرارها على الدين والدنيا.

ب ـ تنبيه أولياء الأمور بحفظ أولادهم ووقايتهم سبل الفساد.

جـ ـ تخصيص بعض الخطب للشباب، وفتح أبواب الأمل لهم، وذكر الأسباب المعينة على الاستقامة.

1 انظر دور المسجد في التربية د: عبد الله قادري ص 117.

ص: 100

د ـ التعاون مع الجهات الأخرى، كالهيئات، والمدارس وغيرها ممن يعنيها هذا الأمر؛ حتى يصلوا معهم إلى حلول مناسبة ويعرضوا ما توصلوا إليه أمام الناس بما يناسب الحال والمقام.

24 ـ المكتبات في المساجد:

فالمكتبات في المساجد تقوم بدور فعال ومهم في هذا السبيل، وذلك من خلال ما تقوم به من حفظ أوقات الشباب، وإقامة الدروس العلمية، وتنظيم الرحلات المفيدة إلى غير ذلك، فحبذا العناية بها والسير بها نحو الأمثل.

25 ـ مجالس الأحياء:

وذلك بأن يكون لأهل كل حي مجلس أسبوعي أو شهري أو غير ذلك، ويشرف عليه أكابر الحي من أهل العلم والفضل، ويقرأ فيه بعض الكتب العلمية المفيدة، وتدرس في المجلس أوضاع الحي وأحوال أبنائه، فيستفيد الصغار من الكبار وتزول الوحشة والفجوة فيما بينهم.

26 ـ واجب التجار:

التجار لهم دور في الوقاية من هذا الجريمة والحد من انتشارها، ومما يمكن أن يقوموا به ما يلي:

أـ دعم الجهات التي تعالج مشكلات الفقر وتسد حاجة المطلقات والأسر المشردة؛ حماية للأولاد من الانحراف.

ب ـ مساعدة الشباب على الزواج، وتسهيل أموره لهم.

جـ ـ إيجاد أعمال مناسبة للشباب الفارغين، فالفائدة هنا ستكون مزدوجة، فمنها أن هؤلاء الشباب سيفيدون أنفسهم وأهليهم، ومنها أن المجتمع سيكفى شرهم وانحرافهم.

د ـ دعم الجهات التي تهتم بتربية الشباب.

ص: 101

27 ـ أصحاب المكتبات والمحلات التجارية:

عليهم أن يتقوا الله عز وجل وأن يكفوا عن بيع المجلات الخليعة والقصص الغرامية، والكتب الساقطة ـ إن كانوا يبيعونها ـ فإنهم بذلك يعينون على نشر الرذيلة، وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وحبذا لو استبدلوا ذلك ببيع المجلات الإسلامية والكتب المفيدة.

28 ـ أصحاب محلات الفيديو:

عليهم أن يتوبوا إلى الله، ويكفوا عما هم فيه، ولا تفتنوا أبناء المسلمين، ويحرفوهم عن فطرتهم السليمة، ببيع الأفلام الخليعة التي تعلمهم الجريمة وتدعوهم إليها، ألا فليتقوا الله، ويبحثوا عن الرزق في غير هذا المجال؛ حتى يبارك الله لهم في رزقهم، ويسلموا من هذا الإثم العظيم، وإلا فسيحملون أوزارهم، وأوزار من تسببوا في إضلالهم1

29 ـ أصحاب محلات الأغاني:

يقال لهم ما يقال لأصحاب الفيديو، فالأغاني لها دور في نشر الفاحشة؛ فتداولها سهل، وسماعها يسير، سواء في السيارة، أو المنزل، أو غير ذلك، فالذين يتاجرون بها يعينون على إفساد المسلمين وإغوائهم.

30 ـ تنظيم السفر للخارج:

فالسفر للخارج لا يخفى ضرره وخطره، على دين المرء وخلقه وعقله، حيث الكفر بالله عز وجل واختلاط الرجال بالنساء وانتشار المخدرات والتعري، والإباحية الجنسية وغيرها.

كل ذلك يدعو الإنسان للفساد ويسهل عليه طريقه، ولو لم يأت من ذلك إلا أن الإنسان يستمرىء هذه المنكرات، وتقل نفرته منها، فتهون في

1 انظر رسائل إلى الأحبة للشيخ عبد الوهاب الطريري ص 25 ـ 31.

ص: 102

عينيه المنكرات الموجودة في بلاده.

وربما ألف في سفره نوعا من أنواع الشذوذ، فإذا عاد إلى بلده سعى في البحث عنه وتطلا به مهما كلفه الأمر، مضحيا بذلك بسمعته وصحته وماله، وربما عاد حاملا معه عددا من الأمراض والفيروسات والجراثيم فينشر العدوى والمرض في مجتمعه، وربما عاد جثة هامدة تحمل في تابوت الموتى.

لذلك لابد من تنظيم السفر للخارج وتقييده بقيود، وضبطه بضوابط، خصوصا سفر الشباب إلى البلاد المعروفة بانتشار الفساد فيها، والتي هي مقصد كثير منهم.

هذا وقد اتخذت وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية قرارا إيجابيا في هذا المجال؛ حيث منعت الشباب الذين تقل أعمارهم عن إحدى وعشرين سنة من السفر للخارج بمفردهم أو بدون إذن وليهم.

فليت هذا القرار يلقى الدعم والتشجيع، وليت العمل به يستمر، وليت هذه الظاهرة تدرس، ويحد من السفر للخارج بقدر المستطاع.

21 ـ وسائل الإعلام:

فالإعلام ـ كما مر ـ له دور خطير في توجيه الناس، والتأثير فيهم، فإذا ما وضع في أيد أمينة، وحكمته سياسة بناءة هادفة كان له أطيب الأثر في صلاح المجتمعات، وحمايتها من عوامل الفساد والانحراف، فمما ينبغي على وسائل الإعلام كي تقوم بدورها وتقي المجتمعات من الانحراف والفساد ما يلي:

أـ نشر العلم الشرعي وبثه بين الناس.

ب ـ رفع لواء الفضيلة، والكف عن نشر كل ما يدعو إلى الرذيلة.

جـ ـ الحرص على غرس العقيدة الصحيحة، وترسيخها في النفوس.

د ـ ربط الأمة بسلفها الصالح وأمجادها الماضية.

ص: 103

هـ ـ إعلاء شأن العلماء، والدعاة، والمصلحين، والمجاهدين، ونشر سيرهم؛ حتى يجد الناس قدوات صالحة يقتدون بها ويسيرون على خطاها، وبذلك ينشأون متعشقين للبطولة محبين للجهاد والعلم، بدلا من إعلاء شأن الساقطين، والرفع من أقدار المنحرفين.

وـ نشر الوعي الصحي بخطر الفواحش.

ز ـ مقاطعة المجلات الخليعة ومنع دخولها.

ح ـ العناية بمشكلات المجتمعات والبحث في سبل علاجها1

32 ـ الأندية الرياضية:

كل ناد من الأندية الرياضية في المملكة العربية السعودية يرفع شعار رياضي ـ اجتماعي ـ ثقافي.

والحقيقة أن هذه الأندية قد انساقت وراء الموجة العارمة التي دفعت بكرة القدم للصدارة، وأهملت ما عداها.

فأصبحت كرة القدم هي الشغل الشاغل لمنسوبي الأندية، ومشجعيها، وبما أن الأندية مؤسسات اجتماعية عامة وطالما أنها موجودة وقائمة ـ فإنه يجدر أن تصلح أوضاعها، ويسعى في تصحيح أهدافها؛ لتخدم سبيل الخير، وتصد الشر أو بعضه ـ على الأقل ـ.

ومن الأمور التي يجدر بالأندية أن تقوم بها تجاه الشباب ما يلي 2:

أـ المساهمة في نشر العلم الشرعي، وتربية الأفراد على طاعة الله، والقيام بالواجبات الشرعية على أكمل وجه.

1 انظر التربية الإسلامية ودورها في مكافحة الجريمة ص 252، وأبناؤنا بين وسائل الإعلام وأخلاق الإسلام لمنى حداد يكن، ص 26، والتليفزيون بين المنافع والأضرار د: عوض منصور ص 44 ـ 64، والترويح التربوي لخالد العودة ص 175 ـ 176.

2 انظر الترويح التربوي ص 168 ـ 172.

ص: 104

ب ـ أن تجعل الرياضة وسيلة لا غاية يوالي ويعادي من أجلها.

جـ ـ المساهمة في نشر القيم العالية بين الشباب.

د ـ تنمية روح الجد بين الشباب، وإذكاء روح التنافس وذلك من خلال الدروس العلمية، والمسابقات الثقافية.

هـ ـ تجنيب الشباب سبل الانحراف.

وـ تربيتهم نفسيا واجتماعيا، وإنقاذهم من الحيرة والمشكلات النفسية الناتجة عن الفراغ والجهل.

ز ـ زيادة وعي الشباب بالواقع الاجتماعي، وتعريفه بالحياة والمجتمع من حوله، وإعداده للمشاركة في خدمة المجتمع.

ح ـ وجوب التوقف أثناء الصلاة، ، أداء الصلاة جماعة في المسجد وملاحظة المتخلف ومعاقبته.

ط ـ وجوب اللباس الساتر للاعبين.

ي ـ منع التدخين داخل الأندية.

ك ـ إقامة المحاضرات والندوات المناسبة للشباب، واستضافة أهل العلم والفضل.

33 ـ دور الرعاية الاجتماعية:

ممثلة في دور التوجيه الاجتماعي، ودور الملاحظة، فالأولى تهدف إلى تربية الأحداث المارقين من سلطة آبائهم، أو المشردين الذين لا مأوى لهم، أو المهددين بالانحراف.

والثانية تهدف إلى رعاية الأحداث الذين يحتجزون رهن التحقيق أو المحاكمة من قبل سلطات الأمن، أو الهيئات القضائية، أو الأحداث الذين يقرر القاضي إيداعهم في الدار، وهذه الدور تقدم لهؤلاء ألوانا مختلفة من

ص: 105

الرعاية1، ومما يؤمل فيها أن تقوم به حيال هذه الظاهرة وهي تقوم بأكثره ما يلي:

أـ دراسة هذه الظاهرة من كافة جوانبها.

ب ـ تقديم الاقتراحات التي تسهم في علاجها.

جـ ـ تزويد الجهات الأخرى ـ خصوصا المدارس؛ لأنها أكبر المحاضن التي تستقطب الشباب ـ بنتائج تلك الدراسات.

د ـ متابعة الجديد في هذا الموضوع.

34 ـ العناية بمراكز التدريب والمعاهد المهنية:

خصوصا تلك التي تستقبل حملة الشهادة الابتدائية أو المتوسطة، فهذه الأماكن ملتقى الشباب الذين يتغربون عن أهليهم للدراسة في هذه الأماكن، ويغلب على هؤلاء ـ الجهل، والإخفاق في الدراسة، والانحراف الخلقي والسلوكي.

فحبذا العناية بهؤلاء وأمثالهم، ومما ينبغي تجاه هؤلاء ما يلي:

1 ـ إلقاء المحاضرات العامة الملائمة لهم، المناسبة لمداركهم.

2 ـ حبذا لو تم البحث في مشكلاتهم، وأسباب انحرافهم، ثم يتم بعد ذلك السعي في علاجهم.

3 ـ حبذا لو تم التعاون بين هذه المراكز والمعاهد وبين الجهات الأخرى التي لها عناية بالشباب ومشكلاتهم كدور الرعاية الاجتماعية، والمدارس الأخرى وغيرها.

4 ـ ومما ينبغي نجاه هؤلاء أن تقرر عليهم بعض المواد الشرعية التي تكتب بأسلوب ميسر مناسب لهم، والتي ترشدهم إلى ما يحتاجون إليه من

1 انظر التكافل الاجتماعي في الفقه الإٍسلامي، د: عبد الله الطيار ص 167 ـ 171 و 174 ـ 177.

ص: 106

أمور دينهم، وتنمي جوانب الخير فيهم، وترفع من مستواهم الخلقي والسلوكي.

هذه بعض الأمور العامة التي تعين على القضاء على هذه الجريمة.

وبعد ذلك ننتقل إلى سبل الوقاية والعلاج للمبتلين باللواط.

ص: 107