الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث:
أسباب وقوع اللواط
اسباب وقوع اللواط
…
أسباب وقوع اللواط
وبعد أن تبين لنا شيء من أضرار اللواط ـ نتحدث فيما يلي عن الأسباب التي تؤدي إلى وقوعه إلى وقوعه وانتشاره:
فمن خلال التتبع والاستقراء والبحث والتحري، سواء في الكتب التي تحدثت عن هذه الجريمة، أو من خلال الوقوعات التي تصل إلى مراكز الشرطة والهيئات، أو من طريق ما وصل من بعض الإخوة العالمين في ميدان التربية والتعليم، أو غيرهم ممن طلب منهم أن يسهموا في البحث عن أسباب تلك الجريمة، من خلال ذلك كله ـ اجتمع لدي أسباب عديدة، تؤدي بمجموعها إلى وقوع تلك الجريمة وشيوعها، وهذه الأسباب منها ما هو مباشر بعود إلى ذات الأشخاص الذين يقعون في هذا الأمر، ومنها ما هو غير مباشر، وإنما هي أسباب خارجة من شأنها أن تؤدي إلى وقوع هذه الجريمة بطريقة غير مباشرة، وإليك سرد هذه الأسباب:
1 ـ الخواء الروحي ورقة الدين وضعف الإيمان:
فمن لم يردعه الإيمان وتزمه التقوى ـ فلن يلوي على شيء، ولن يألوا جهدا في الفساد والإفساد.
2 ـ ترك الصلاة أو التهاون بها:
فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي صلة بين العبد وربه، وهي التي تضع سياجا بين المصلي وبين نزواته وانحرافاته.
فإذا ما ترك المرء الصلاة أو تهاون بها ـ بدأ في طريق الفساد والغواية، وارتمى في حضيض الشهوات، ومستنقع الرذيلة الآسن.
3 ـ الجهل وقلة العلم:
فالعلم نور يستنير به صاحبه في حنادس الظلم، وينظر من خلاله إلى الأمور على حقيقتها، وينظر في مقدمتها وعواقبها، والعلم يشغل صاحبه بكل خير، ويشغله عن كل شر، فإذا فقد العلم فقدت البصيرة، وحل الجهل، وانطمست المعالم أمام الإنسان، واختل ميزان الفضيلة والرذيلة عنده، فلم يعد يفرق بين ما يضره وما ينفعه، فيصبح بذلك عبدا للشهوة وأسيرا للهوى.
ومن الجهل بهذا الصدد ـ الجهل بحرمة تلك الجريمة، والجهل بأضرارها المتنوعة.
4 ـ الفراغ:
فالفراغ يأتي على رأس الأسباب المباشرة لانحراف الشباب، فالقطاع الكبير من الشباب يعاني من فراغ قاتل، يؤدي إلى الانحراف والشذوذ، وإدمان المخدرات، ويقوده إلى رفقة السوء، وعصابات الإجرام، ويتسبب في تدهور الأخلاق، والإصابة بالأمراض النفسية1
((ويقرر علماء النفس والتربية أن الشاب إذا اختلى إلى نفسه وقت فراغه ـ ترد عليه الأفكار الحالمة، والهواجس السارحة، والتخيلات الجنسية المثيرة، فلا يجد نفسه إلا وقد تحركت شهوته، وهاجت غريزته أمام هذه الموجة من التخيلات والتأملات والخواطر، وربما وقع في محظور شرعي نتيجة هذه التخيلات))
ثم إن الفراغ قد يقوده للعشق في كافة صوره قال صاحب الفنون ابن
1 انظر مشكلات الشباب والمنهج الإسلامي في حلها، لوليد شبير ص 93، وانظر دواء العشاق لعبد الكريم الحميد ص 15.
2 الإسلام والجنس لعبد الله ناصح علوان ص 12.
عقيل الحنبلي رحمه الله:" وما كان العشق إلا لأرعن بطال، وقل أن يكون في مشغول ولو بصناعة أو تجارة، فكيف بعلوم شرعية أو حكمية؟ "1
5 ـ الصحبة السيئة:
فالصحبة السيئة تحسن القبيح، وتقبح الحسن، وتجر المرء إلى الخنا والرذيلة، وتبعده عن كل خير وفضيلة؛ ذلك أن المرء يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه؛ فالصاحب ساحب والطبع استراق.
فالذي يجالس أهل السوء لابد أن يناله من سوءهم، ولو لم يأته من ذلك إلا أنه يقارن أفعاله بأفعال السيئة، فيستقل سيئاته بجانب سيئاتهم، وفيقوده ذلك إلى الجرأة والإقدام، على فعل الموبقات والآثام، ومن هنا تبدأ رحلة الشذوذ والانحراف 2.
وصدق البارودي حين قال:
تعست مقارنة اللئيم فإنها
…
شرق النفوس ومحنة الكرماء
أنا في زمان قلب3 ومعاشر
…
يتلونون تلون الحرباء
قد أصبحوا للدهر سبة ناقم
…
في كل مصدر محنة وبلاء
وأشد ما يلقى الفتى من دهره
…
فقد الكرام وصحبة اللؤماء 4
6 ـ التدخين:
فالتدخين شر وبلاء عند جميع العقلاء، والتدخين بداية الرحلة
1 الآداب الشرعية لابن مفلح 3/126.
2 انظر بهجة قلوب الأبرار للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، الحديث رقم 68، ص 224، ومن مشكلات الشباب للشيخ ابن عثيمين ص 19 ـ 20، ومن تجالس للشيخ عبد الله الجعيثن، 36 ـ 44، وانظر الجليس الصالح للشيخ عبد الله الجار الله، وقرناء السوء دمروا حياتي لنوال بنت عبد الله.
3 أصل الكلمة في الديوان ((غادر)) ولعل كلمة ((قلب)) أصح وأصوب، كما أنها لا تغير المعنى ولا الوزن.
4 ديوان البارودي 1/73.
الطويلة للسقوط في الهاوية، فقد يقع الحدث فيه من باب التجريب، أو التقليد، أو من باب محاولة إثبات الذات ولفت الأنظار، فإذا ما وقع الحدث في التدخين فإن ذلك إيذان في السير في طريق الغواية المظلم؛ فقد يجره تطلاب الدخان إلى بذل عرضه، والتمكين من نفسه، وقد يجره إلى الارتماء في أحضان رفقة السوء، وقد يجره إلى النفرة من أهل الخير، وقد يقوده إلى البعد عن البيت، أو المكث طويلا خارجه، أو التأخر عن البيت ليلا، أو الميت خارجه؛ خشية أن يشمه الأهل فيعلموا بأنه يشرب الدخان، فيقع بذلك فريسة لجلساء السوء والأشرار وأهل الإجرام، فيسهل بذلك وقوعه في الفحشاء1
7 ـ تعاطي المخدرات:
فالمخدرات سلاح ماض فتاك، استغله أعداء الإسلام، لينفذوا من خلاله إلى تحطيم شباب المسلمين، وتدمير أخلاقهم، وإلغاء عقولهم، ليصبحوا عبيدا للشهوة المحرمة، والنزوة العابرة، فتفسد بذلك طباعهم وتنحرف فطرهم، وتغلظ قلوبهم، ويسهل عليهم فعل الفواحش والمنكرات.
فالمخدرات تغري بصاحبها وتجرؤه على فعل المحرمات، فبسببها تنتشر الفواحش، وتضعف الفضيلة، وتضمحل الأخلاق.
وهذا أمر بديهي؛ فماذا ينتظر من أناس أضاعوا عقولهم، وفقدوا صوابهم 2.
1 انظر حكم شرب الدخان لابن سعدي ص 15، والتدخين مادته وحكمه للشيخ عبد الله بن جبرين، ص 65، والتدخين لأبي بكر الجزائري ص 29 ـ 30، وحكم الدخان والتدخين لمحمد بن جميل زينو ص 22 ـ 23، والتدخين وأثره على الصحة د: محمد البار، والتدخين كارثة عصرية ترجمة رمزي يس.
2 انظر تربية الإسلام وادعاءات التحرر للشيخ عبد الرحمن الدوسري ص 318، والمخدرات في =
ثم إن المخدرات وسيلة قوية لجر الأحداث للفاحشة، خصوصا أوقات الامتحانات؛ حيث يسعى خفافيش الليل لترويجها بين الشباب؛ بحجة أنها تقوي الذاكرة، وتنشط الذهن.
8 ـ ضعف الشخصية والطيبة الزائدة:
فبعض الأحداث ضعيف الشخصية، ينهار أمام من يطلبه، وينقاد ويستسلم له، وقد تكون طيبته زائدة عن اللازم فيثق بكل أحد؛ فيقع بسبب ذلك فريسة لعبيد الشهوة وأرباب الفجور1
9 ـ الشذوذ:
فهناك من هو مصاب بنوع من أنواع الشذوذ، وهو الرغبة في أن تفعل به الفاحشة، فتراه يبحث بنفسه ـ عياذا بالله ـ عن أناس يفجرون به، فيقع في هذا البلاء، ويجر الآخرين إليه (2) .
10 ـ ضعف الإرادة:
فهناك من يقع في هذا الجرم، وهو يعلم ضرره وحرمته، ومع ذلك لا يستطيع كبح جماحه، ولا الصبر عن تفجير غرائزه، وذلك لضعف إرادته وسفول همته.
11 ـ المبالغة في التجميل والتطيب:
فبعض الأحداث يبالغ في التجمل والتطيب، فتراه يلبس أبهى الحلل، ويستعمل أفخر الأطياب، وقد يحل إزاره، ويصفف طرته، وربما
= الفقه الإٍسلامي للشيخ د: عبد الله الطيار ص 123، والزنا لدندل جبر ص 74، والإسلام والمشكلة الجنسية ص 111 ـ 116، والمخدرات الخطر الداهم لعبيد بن ناصر الجندول ص 17 ـ 18، والمخدرات لمحمد الحسن ص 38 ـ 39، وأجنحة المكر الثلاثة ص 419 ـ 421.
1 انظر الجنس وأمراضه د: عبد الناصر نور الله ص 49 ـ 50.
2 انظر المرجع السابق ص 50، وانظر الانحرافات الجنسية للحاج ص 35 ـ 36، والإسلام والتربية الجنسية ص 71.
وصل الأمر ببعضهم إلى التكسر والميوعة، والتشبه بالنساء، والتشبه بالكفار، مما يجعل أنظار الخبثاء تتجه إليهم، وتبدأ في إغوائهم.
12 ـ إظهار المفاتن:
وذلك من خلال لبس السراويل القصيرة أو المجسمة في اللعب أو غيره، ثم إن هناك من ابتلي بما يسميه بعض الباحثين بداء ((الاستعراء)) أو ((الاستعراض)) ومعناه استمداد الإشباع الجنسي، بأن يكشف المرء عن أعضائه التناسلية أمام الآخرين.
إن هؤلاء المنحرفين لا يجدون لذة إلا في حالة العراء والاستعراض لأجسامهم أمام الآخرين كشكل من أشكال توكيد الذات))
وهذا العمل من شأنه أن يجر إلى الفتنة والوقوع في الفاحشة.
13 ـ العادة السرية:
فممارسة هذه العادة شذوذ وانحراف، وقد تكون بداية لانحراف أكبر ضررا وأعظم خطرا ألا وهو الوقوع في الزنا واللواط 2.
14 ـ السباحة:
إما في الأندية، أو في برك المزارع، أو غيرها، فالسباحة من جملة الأسباب التي قد تؤدي إلى وقوع تلك الجريمة، وذلك بسبب ما يحصل فيها من التعري، والتكشف وكثرة المزاح، واجتماع الصغار مع الكبار.
15 ـ كثرة المزاح:
فكثرة المزاح تسقط الهيبة، وتخل بالمروءة، وتجرىء السفهاء، ((قيل في بعض منثور الحكم: المزاح يأكل الهيبة كما تأكل النار الحطب. وقال بعض
1 الانحرافات الجنسية د: فايز الحاج ص 115.
2 انظر إلى مصيدة شيطانية للشباب ليوسف المطوع ص 20، ومشكلة في طريق الشباب ص 20.
الحكماء: من كثر مزاحه زالت هيبته))
وهناك من يسف في المزاح ويتمادى فيه، وقد يصل في مزاحه إلى حد مزر، ومن ذلك ما يحدث من بعض الشباب من لمس الأدبار والذكور فيما بينهم، إلى غير ذلك من الأمور المزرية التي لا تليق بالرجال، فهذا المزاح السخيف يسهل عليهم هذا الأمر، ويجرهم شيئا فشيئا حتى يقعوا في الفاحشة ـ والعياذ بالله ـ.
16 ـ إطلاق النظر:
فبعض الناس مصاب بما يسمى بـ ((حب الاختلاس)) أو ((استراق النظر الجنسي)) فتراه يقلب بصره يمنة ويسرة، وتثيره المناظر الجنسية، يقول الدكتور فايز الحاج:
((ومسترق النظر أو مختلس النظر يسعى لإشباع رغبته الجنسية عن طريق النظر من ثقب الباب، أو مراقبة المنبهات والأشياء والأفعال الجنسية، فهو دائم البحث عن فرصة يشهد فيها موقفا مثيرا جنسيا، ولذلك فإنه دائم التسكع حول الحمامات، والمراحيض العامة، أو الشقق، على أمل أن يختلس نظرة إلى شخص عار))
ومن الناس من لا يكف بصره عن مشاهدة المردان، فتراه يتبع النظرة الأخرى، مما يكون سببا في تعلق قلبه وميله إلى الفاحشة.
فإطلاق النظر داء عضال، وسم قتال يورد صاحبه المهالك، ويقوده إلى كل بلية. قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ مبينا خطره وعظيم ضرره: ((والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان؛ فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم
1 أدب الدنيا والدين للماوردي ص 310، وانظر الشباب والمزاح لعادل العبد العالي ص 42.
2 الانحرافات الجنسية ص 118.
تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد، ما لم يمنع منه مانع، وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده، ولهذا قال الشاعر:
كل الحوادث مبداها من النظر
…
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت في قلب صاحبها
…
كمبلغ السهم في القوس والوتر
والعبد مادام ذا طرف يقلبه
…
في أعين العين موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته
…
لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
ومن آفاته أنه يورث الحسرات، والزفرات، والحرقات، فيرى العبد ما ليس قادرا عليه، ولا صابرا عنه، وهذا من أعظم العذاب: أن ترى ما لا صبر لك عنه، ولا عن بعضه، ولا قدرة لك عليه))
17 ـ إطلاق اللسان في الحديث عن الفحشاء:
فبعض الناس ممن قل حياؤه يطلق لسانه في وصف الأحداث، وذكر اللواط واستحسانه وربما كان ذلك بمجمع من الناس، وهذا الصنيع من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، ومن أسباب انتشار اللواط واستمرار الناس له.
18 ـ ظاهرة الكتابة على الجدران:
فتجد في بعض الأحيان على بعض جدران دورات المياه أو الأماكن العامة كتابا مقذعة بذيئة تحمل في طياتها الفحش، وإلصاق التهم في الأبرياء، وهذا العمل ـ أيضا ـ كسابقه يسبب شيوع الفاحشة وجرأة الناس عليها.
19 ـ ظاهرة ترك الدراسة في سن مبكرة:
هناك من الأحداث من يترك الدراسة في سن مبكرة، فيمكث عاطلا
1 الجواب الكافي ص 217.
بلا عمل فيكثر الفراغ لديه، فيبحث عما يملأ فراغه، وربما لا يجد إلا من هم على شاكلته، ثم يبدأ بعضهم يجرىء بعضا على الفساد والانحراف، وربما استدرجه رفاق السوء وأوقعوه في أشراكهم.
20 ـ ظاهرة الغياب عن المدرسة:
فبعض الطلاب يتفق مع بض زملائه للتغيب عن المدرسة، فيخرج الواحد منهم من بيته على أنه ذاهب للمدرسة، ثم يلتقي مع رفقته، ثم يتوارون عن أعين الناس إما في البرية أو غيرها حتى لا يعلم بأمرهم.
فهذا الأمر مما يسبب وقوع هذه الفاحشة.
21 ـ الاستئذان من المدرسة:
فبعض الأحداث يكون تحت رقابة والده، ولا يجد محيصا للذهاب مع أصحاب السوء، فلا يجد فرصة للقاء بهم إلا بالاستئذان من المدرسة؛ لأنه لو غاب عن المدرسة لربما علم والده بأمره، فيلجأ إلى الاستئذان وذلك بتقديم الأعذار الكاذبة، ليتسنى له الخروج من المدرسة واللقاء بصحبة السوء.
ومن الطرق التي يعمد إليها بعض الخبثاء إذا أراد اقتناص أحد الأحداث ـ أن يتصل بالمدرسة ويقلد صوت امرأة ـ مثلا ـ ويدعي أنه أم الطالب، ويطلب من المسؤول في المدرسة إخراج الولد، فإذا خرج التقى به خارج المدرسة، وبدأ يجره إلى مأربه.
22 ـ اجتماع الكبار مع الصغار:
إما على الأرصفة، أو في مقاعد الدراسة، أو غير ذلك مما ينتج عنه أمور لا تحمد عقباها.
23 ـ أخذ الصور:
وهذا العمل من أكثر الأسباب جرا للأحداث إلى الفاحشة، بحيث
يؤخذ لبعضهم صورة، وربما أخذت له وهو في وضع شائن، ثم يتم من خلالها ابتزازه، ويطلب منه الانصياع والاستجابة والتمكين من نفسه، وإن رفض هدد بنشرها بين زملائه وإيصاله إلى أهله، فإن كان الحدث جبانا أو ضعيف الشخصية أو لم يجد من يعينه ـ أسلم قياده ونكن من نفسه.
ويزداد الأمر خطورة إذا كان التصوير عن طريق جهاز الفيديو، فهناك أناس طمس الله قلوبهم، ومسخ أفئدتهم، يصل بهم القبح والبشاعة والفجور والشناعة إلى أن يصوروا معاصيهم على أشرطة مرئية، وغرضهم بذلك إيقاع الأطراف الأخرى في الجريمة؛ حتى يضمنوا ألا يتوبوا، ولذلك فإن كثيرا من الشباب يريدون أن يتوبوا، ولكن أصحابهم السيئين يحاولون منعهم من التوبة، وذلك بتهديدهم بنشر تلك الأفلام1
وقد يكون الهدف من تصوير تلك المشاهد المزرية الحصول على المال من خلال ترويجها ونشرها، فتشيع الفاحشة ويعم البلاء.
24 ـ الترهيب:
وذلك بترهيب الحدث وتخويفه، إما بالفضيحة، أو إلصاق التهم به، أو تأليب أصدقائه عليه، أو تهديده بالقتل، أو الضرب، أو غير ذلك من وسائل الترهيب.
25 ـ الترغيب:
وذلك بترغيب الحدث بالمال، أو بتعليمه قيادة السيارة، أو بإعطائه المخدرات خصوصا أوقات الامتحانات، أو بوصله ببعض الهدايا، أو وعده ببعض الوعود، أو تنفيذ بعض الطلبات له.
1 انظر جلسة على الرصيف للشيخ سلمان العودة ص 32.
26 ـ الإعجاب المتبادل:
فبعض الكبار قد يعجب ببعض الأحداث لوسامته، وبعض الأحداث قد يعجب ببعض الكبار لبراعته في التفحيط أو اللعب أو الغناء، وقد يعجب بعض الأحداث ببعض فيحصل الاتصال وتقوى العلاقة، فيتسبب كل منهم في إفساد الآخر.
27 ـ التحدي:
فقد يحدث أن يذكر حدث من الأحداث في منتدى من منتديات الساقطين، فتذكر محاسنه فيبادر أحد الحاضرين بأن الوصول إلى هذا الحدث عزيز، ودونه خرط القتاد؛ إما لشرفه، أو لمحافظة أهله عليه، ثم يعلن عن تحدي الوصول إليه والقرب منه، وفي تلك الأثناء قد يتحرك شعور التحدي في نفس أحد الحاضرين، فينبري لكسب الجولة، فيبدأ بالتخطيط، ويجلب بخيله ورجله، وقضه وقضيضه، فيتعرف على هذا الحدث، ويبدأ معه شيئا فشيئا حتى يصل إلى مأربه إما عن طريق الترغيب، أو عن طريق الترهيب، وربما أعيته الحيلة فقام بخطفه وفعل الفاحشة به.
28 ـ ردود الأفعال غير المنضبطة:
وهذا من جملة الأسباب التي تؤدي لهذا العمل، فهناك من قد ينتهك عرضه أو عرض قريب منه، أو صديق له فيغضب لهذا العمل، وتتحرك فيه الرغبة في الانتقام، ويحدث عنده رده فعل سيئة، ولكن ـ بدلا ـ من أن يسلك الطرق المشروعة تجده يسعى ويخطط للانتقام من هذا الفاعل، فإذا صادف منه غرة، وتمكن منه ـ فعل به الفاحشة ـ عياذا بالله ـ وربما فعلها أمام مجموعة من الناس، وربما صور جريمته، وربما أتى بآخرين ليفعلوا معه الفاحشة؛ وذلك إرواء لغليله، وتشفيا من هذا الفاعل، ونكاية به.
29 ـ التفاخر:
فبعض الأحداث يفاخر بمصاحبة ذلك المشهور بفن أو لعب أو غير ذلك، وبعض الكبار يفاخر بأن يركب معه ذلك الحدث، ويريد كل واحد منهما أن يفاخر الأقران، بأن حظي بعلاقة فلان أو فلان، فهذا العمل ـ مع الأسف ـ مما يفتخر به في مجتمع الشذاذ.
30 ـ عالم السيارات:
وما أدراك ما عالم السيارات؟ ذلك العالم الذي له وقعه في نفوس كثيرة من الشباب وذلك من خلال التفنن في إدخال التعديلات عليها، بتغيير ديكوراتها، بإضافة، أو حذف، أو تغبير، أو ترفيع، أو تنزيل، أو تلميع إلى غير ذلك مما هو متعارف عليه عندهم من المصطلحات1
ولولا تواتر الخبر لما صدق الإنسان عظيم وقع السيارات في نفوس هؤلاء الشباب، فبعضهم أعظم أمانيه أن يركب السيارة الفلانية، وبعضهم يتداول صورا لسيارة فلان وفلان، وبعضهم يحتفظ بتلك الصور في ألبومات خاصة، ولا يريها أحدا إلا بمبلغ من المال، وبعضهم يسافر خارج مدينته؛ ليصور بعض السيارات ويبثها في صفوف الشباب!
وإن العجب ليطول، وإن الحزن ليتضاعف أهذه همم شبابنا؟! أهذا منتهى ما يفكرون به ويطمحون إليه؟! وإن دل على شيء فإنما يدل على مدى الخواء الروحي الذي وصل إليه شبابنا.
معالم السيارات وما يكتنفه مرتع وخيم، ووسيلة قوية لاقتناص الأحداث.
31 ـ الهوس الرياضي:
فالهوس الرياضي، وما يكتنفه من جنون في التشجيع، وكلف
1 انظر للشباب فقط ص 16، وشبابنا إلى أين ص 7، وواقع الشباب ص 19 ـ 22.
بالرياضة، وشغف بممارستها، سواء في الحواري أو في الأندية، أو غيرها، وما يكون في الرياضة من تكشف وتعري، وما يحصل فيها من اجتماع الكبار بالأحداث، وما يدور في تلك الأوساط من إعجاب متبادل، ونظرات مريبة ـ كل ذلك مدعاة لوقوع اللواط.
32 ـ التساهل في إركاب الأحداث:
فكم من الناس من تساهل في هذا الأمر واستمرأه، فتجد من الكبار من يركب حدثا وربما أكثر من إركابه، مع أنه لا يوجد بينهما أدنى قرابة أو صلة، وهما مثار للشبهة والريبة، ومع ذلك يراهم من يراهم من بعض أهل الخير ولا يعبأ بذلك، ولا يلقي له بالا.
33 ـ الرحلات البرية والنوم خارج البلد:
سواء في المخيمات، أو غيرهما، مما قد يحصل فيها من الاختلاط بين الكبار والصغار.
34 ـ جر الأحداث عن طريق الحمام واللعب بها:
وهذا مما كان يعمله قوم لوط، فلقد كانوا يلعبون بالحمام1
وهذا أسلوب خبيث استفاده الفجار في هذه الأعصار من أسلافهم قوم لوط عليه السلام قال سفيان الثوري رحمه الله:" سمعت أن اللعب بالحمام هو عمل قوم لوط"2. فالحمام له وقع في نفوس كثير من الشباب.
35 ـ قيادة السيارة في سن مبكرة:
وهذا الأمر يجرىء الحدث، ويجره إلى أمور لا تحمد عقباها.
36 ـ السفر للخارج بدون حاجة أو ضرورة:
فالسفر لبلاد الكفر التي ينتشر فيها الإباحية والعهر يسهل ارتكاب
1 انظر الكبائر للذهبي ص 56 ـ 57.
2 سلوة الأحزان للاجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان للخفاف ص 120.
الجرائم والوقوع في الفواحش1
27 ـ وجود العمالة الكافرة:
فبعضهم يحمل جرثومة الشذوذ الجنسي، ويرغب أن تفعل به الفاحشة ـ عياذا بالله ـ إما لإشباع شذوذه، أو لإفساد شباب المسلمين، أو للحصول على المال.
38 ـ الانحراف في مفهوم الحب عموما:
فهناك من يحصر مفهوم الحب في زاوية الجنس الضيقة، وينسى محبة الله عز وجل ومحبة ملائكة ورسله، ومحبة الفضيلة ومكارم الأخلاق وغيرها، ثم إن الإسلام لم يهمل جانب الجنس بل إنه حفظ له مكانته وقيمته، ومع ذلك لم يجعله كلأ مباحا يعج بالفوضى والإباحية، بل وجهه الوجهة الصحيحة التي تتلاءم وفطرة الإنسان.
وهناك من انحرف في مفهوم الحب، فظن أنه لا حب إلا ذلك الحب الذي يعمي صاحبه ويصمه، ويجعله سادرا لا يكاد يفيق من سكره، متقلبا في حمأة الرذيلة، متعلقا بالصور المحرمة، ظانا أنه نال فضيلة المحبة في هذا الصنيع 2.
39 ـ الانحراف في مفهوم الحب في الله:
كأن يعجب بعض الكبار ببعض الأحداث، لحسنه ووسامته فتراه يتزلف إليه، ويكثر الدخول والخروج معه، ويعلق قلبه به، ويظن أن تلك المحبة إنما هي لله ويقول: أنا لم أصادقه لفعل الفاحشة، إنما صادقته لله، فيرى أنه إذا سلم من فعل الفاحشة فإن على خير وصواب، وهذا مزلة
1انظر من مشكلات الشباب وكيف عالجها الإسلام، للشيخ د: صالح الفوزان ص 17، وانظر التربية الصحية المدرسية عدنان لال، ص 241.
2 انظر الإسلام والحب ص 8، والحب والجنس من منظور إسلامي ص 124 ـ 129.
القدم، وكفى بذلك التعلق ذنبا وخطيئة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ بعد أن تكلم عن بعض الفواحش: ((وأخفى من ذلك مؤاخاة كثير من الرجال لكثير من النساء، أو كثير من الصبيان، وقولهم: إن هذا مؤاخاة لله؛ إذا لم تكن المؤاخاة على فعل الفاحشة كذوات الأخدان؛ فهذا الذي يظهرونه للناس الذين يوافقونهم ويقرونهم على ذلك، ويرون كلهم أن من أحب صبيا أو امرأة لصورته وحسنه من غير فعل فاحشة فإن هذا محبة لله، فهذا من الضلال والغي وتبديل الدين، حيث جعل ما كرهه الله محبوبا لله، وهو نوع من الشرك، والمحبوب المعظم بذلك طاغوت))
40 ـ الحاجة للمال:
فبعض الأحداث قد يحتاج للمال. إما لتقتير والديه عليه؛ أو لأنه يتيم؛ أو من أسرة فقيرة؛ أو أنه يريد مجاراة أقرانه وأترابه في كل شيء، أو يريد أن يتفوق عليهم؛ فيجره ذلك إلى الارتماء في أحضان الأخباث.
41 ـ شقق العزاب:
وهي من جملة الأسباب التي تجر لهذه الفاحشة؛ فهذه الشقق يجتمع فيها ـ في الغالب ـ شباب عزاب ويتوفر فيها عدد من وسائل الفساد، وقد تدار فيه كؤوس الخمر، مما يجعلها مراتع للخنا، ومنتديات للرذيلة، وجر الأحداث للفاحشة.
42 ـ سماع الأغاني ـ خصوصا الشعبية ـ:
فسماع الأغاني من أعظم الأسباب التي تصد عن ذكر الله، وتزين الفاحشة، وتدعو إليها، خصوصا تلك الأغاني الشعبية المليئة بذكر
1جامع الرسائل لابن تيمية 2/296، وانظر سلوة الأحزان للاجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان، للخفاف ص 88 ـ 89.
الصبيان، والتغزل بهم، والتي تحتوي على كلمات بذيئة مقذعة تمجها الأذواق، وتستك منها الأسماع.
فلله كم أفسدت تلك الأغاني من شباب، وكم جرت إلى الفواحش، وكم جرأت على فعلها.
فتلك الأغاني لها مفعول السحر، ولها وقعها في نفوس الشباب، فهم يصغون السمع لها، ويتروونها ويحفظونها، ويلهجون بذكرها، ويكثرون من كتابتها، وإن أردت الدليل على ذلك ـ فألق نظرة عجلى على جدران بعض الشوارع، أو على دورات المياه في المدارس أو في المساجد، أو على أدراج الطلاب ودفاترهم ـ تر ما يسوؤك وينوؤك ويندى له جبينك.
43 ـ التقليد الأعمى في محاكاة الساقطين:
فمن الشباب من يقرأ قصص أهل الغرام، أو يستمع إلى الأغاني المشتملة على ذكر الصبابة والعشق والهيام، أو يرى بعض زملائه يبثون اللوعة والشكوى، ويدعون أن الحب قد تمكن منهم، وأن الشوق قد برح بهم فترى هذا الغر المسكين يتأثر بذلك، ويعتمل ذلك في قلبه، فيبدأ بمحاكاة أهل العشق والغرام، فيزعم أنه وقع في العشق، وأن الشوق قد أضناه، وأن الوجد قد أمضه، والهجر قد أثر به، وما هي إلا مدة يسيرة ثم يتمادى به الأمر، فيقع في أشراك العشق فيعز خلاصه، ويصعب استنقاذه منه.
ومما قيل في هذا ما ينسب للمأمون أنه قال:
أول العشق مزاح وولع
…
ثم يزداد فيزداد الطمع
كل من يهوى وإن عالت به
…
رتبة الملك لمن يهوى تبع1
قيل:
تولع بالعشق حتى عشق
…
فلما استقل به لم يطق
1 أدب الدنيا والدين ص 138.
رأى لجة ظنها موجة
…
فلما تمكن منها غرق
44 ـ وسائل الإعلام:
فوسائل الإعلام لها قدرة كبيرة على الإقناع، وصياغة الأفكار، ولها تأثير بالغ في تنحية دور الأسرة، فإذا ما انحرفت هذه الوسائل، قادت الناس إلى الهاوية، وأصبحت معاول هدم وتخريب، وأدوات فساد وانحلال، ومدارس لتمييع الأخلاق، والتدريب العملي على ارتكاب الفواحش1
ويتبين لنا ذلك من خلال الحديث عن بعض وسائل الإعلام فيما يلي:
أـ الصحافة الهابطة:
التي تسهم في الانحراف الجنسي، ونشر الفاحشة، وذلك من خلال ما تسود به صفحاتها من دعوات فاجرة تزين الفاحشة في أفكار الناشئة، وتنادي بالعشق والعهر، وتدعو إلى الانطلاق من قيود الفضيلة والأخلاق، وترفق ذلك بالصور الداعرة، والأوضاع المثيرة 2.
ب ـ الكتب الجنسية:
التي تتحدث عن الجنس بصراحة، وتميط اللثام عن الحياء، أو تلك التي تنشر أدب الجنس، وقصص الإغراء، وروايات المجون، فتسهم بذلك في نشر الفواحش، وفصم عرى الأخلاق 3
جـ ـ الإذاعة:
وذلك من خلال ما تبثه من أغان ماجنة مليئة بذكر الوجد والغرام
1 انظر الزنا لدندل ص 107، وانظر تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس د: محمد الزعبلاوي ص 422 ـ 424.
2 انظر الصحافة والأقلام المسمومة، لأنور الجندي ص 67 ـ 87.
3 انظر حصوننا مهددة من داخلها، د: محمد محمد حسين ص 31 ـ 39، والحجاب للمودودي ص 98.
وبث الشكوى، وإظهار اللوعة والآهات والزفرات، مما يزرع العشق وينميه في القلب1
د ـ التلفاز:
فالتلفاز بمثابة الترجمان الناطق ـ عمليا ـ لما تضمنته القصص والروايات من خلاعة ومجون.
وأضرر التلفاز لا تخفى على ذي لب، فمن أضراره أنه يعين على إيقاظ الدوافع الجنسية المبكرة لدى الأطفال، أو استثارتها قبل نضجها الطبيعي، كما يغذي المشاهدين بالقيم الهابطة، ويعلمهم فنونا من الانحرافات الجنسية، ويولد في نفوسهم حب المغامرة، والتحرر من القيم والتمرد عليها 2.
هـ ـ الفيديو:
هذا الجهاز المدمر الذي جاء ليكون عاملا فعالا من إذكاء الشهوة الدنيئة، وقد وجد فيه منتجو أفلام الجنس والرذيلة بغية ما كانت تخطر لهم على بال، ولا يحوم حول ما يشبهها خيال 3.
فهذا الجهاز يعرض فيه أفلام الزنا، واللواط، والسحاق، بل ويعرض فيه ممارسة الجنس مع البهائم من كلاب وحمير وغيرها.
1 انظر الإسلام والمشكلة الجنسية، د: مصطفى عبد الواحد ص 103 ـ 105، وحصوننا مهددة من داخلها ص 45 ـ 48، والغريزة الجنسية ومشكلاتها لعبد المعز خطاب ص 40 ـ 41.
2 انظر بصمات على ولدي لطيبة اليحيى، ص 22 ـ 25، وسموم على الهواء لفريد التوني ص 17 ـ 35، والأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون لمروان كجك ص 191، والزنا لدندل ص 111، والتلفزيون بين المنافع والأضرار د: عوض منصور ص 15 ـ 36، وأخطار تهدد البيوت لمحمد المنجد، ص 21ـ28.
3 انظر الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتليفزيون ص 190، وانظر كتاب أربع مناقشات لإلغاء التليفزيون تأليف: جيري ماندر، ترجمة سهيل منيمنة، مراجعة مروان كجك.
((إن نوعية الأفلام الجنسية التي يتداولها مستعملو الفيديو تجعل من مشاهدنا حيوانا في صورة الإنسان، وتقلب أخلاقه إلى أخلاق شرسة رهيبة لا يرضاها الحيوان نفسه))
وهناك من الكفار الوافدين أو من بعض المسلمين الذين رقت أديانهم وضعفت نفوسهم ـ من يأتي بأشرطة فيديو تحتوي على المشاهد الخليعة، فيعرضها أمام مجموعة من الشباب مقابل مبلغ من المال يدفعونهم لمن يعرض لهم هذه الأشرطة.
وـ الدش:
ذلك الجهاز الذي غزا بعض بيوت المسلمين، ليفسد ما تبقى من معاني الحياء والفضيلة، فهذا الجهاز يستقبل ما يبثه الكفار من أحداث ألوان الفساد والرذيلة، فكم في هذا الجهاز من الدمار الأخلاقي، وكم فيه من تفجير للغرائز، وكم فيه من تسهيل لفعل الفواحش، وعما قريب سيأتي ـ كفى الله المؤمنين شره ـ ما يسمى بالبث المباشر الذي يعم بسببه البلاء، ويقضى فيه على الأخضر واليابس 2.
45 ـ إهمال الأولاد والتقصير في تربيتهم:
وهذا من أعظم أسباب الانحراف ووقوع الفاحشة وانتشارها، وإهمال الأولاد والتقصير في تربيتهم يأخذ صورا شتى منها:
أـ المبالغة في إحسان الظن بهم.
ب ـ المبالغة في إساءة الظن بهم.
جـ ـ التفريق بينهم.
1 التليفزيون بين المنافع والأضرار، د: عوض منصور، ص 37، وانظر إلى العابثين بالأعراض، د: عبد الله الطيار، وسامي المبارك ص 55.
2 انظر إلى البث المباشر للدكتور الشيخ ناصر العمر.
د ـ شدة التقتير عليهم، وحرمانهم مما يحتاجون إليه من العطف والنفقة، والحنان والشفقة.
هـ ـ تربيتهم على الميوعة، والفوضى، والترف.
وـ فعل المنكرات أمامهم.
ز ـ جلب أجهزة الفساد لهم.
ح ـ عدم الثقة بهم وعدم إسناد أي عمل لهم.
ط ـ ترك حفزهم وتشجيعهم.
ي ـ احتقارهم وازدراؤهم، فبعض الآباء يحتقر أولاده، ويهزأ بهم إذا استقاموا واهتدوا، فبعضهم إذا رأى أولاده مهتدين بدأ بالسخرية بهم، ووصمهم بالتشديد والتنطع، مما يولد لديهم كراهية الخير وأهله.
ك ـ قلة السؤال عنهم في مدارسهم أو انعدامه.
ل ـ عدم متابعتهم والسؤال عن صحبتهم.
م ـ مكث الآباء طويلا خارج المنزل1
فهذا العوامل وغيرها تقود الأولاد إلى الانحراف والفساد.
46 ـ الطلاق:
فالطلاق وما يجره من تشرذم الأسرة، وضياع الأولاد ـ مدعاة للانحراف.
47 ـ غلاء المهور وتعسير أمور الزواج:
فبعض الآباء ـ هداهم الله ـ يساوم بابنته، ولا يزوجها إلا بأغلى
1 انظر أخلاقنا الاجتماعية، د: مصطفى السباعي ص 155 ـ 161، وحقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة للشيخ: محمد بن صالح العثيمين ص 9 ـ 11، ونظرات في الأسرة المسلمة لمحمد الصباغ ص 142 ـ 162، وأثر الأسرة في صلاح الأبناء أو انحرافهم، إبراهيم المشيقح ص 26 ـ 45.
المهور، وبعضهم لا يسعى في تزويج أبنائه مع قدرته على ذلك، وحاجتهم له، فتأخير الزواج مخالف للشرع، مصادم للسنة الكونية، والفطرة الإنسانية، ويترتب على ذلك آثار سيئة مدمرة للنفس والمجتمع، فتأخيره إهدار للطاقة النفسية والمعنوية، ويقود إلى المغازلات، والمغامرات، وانظر ـ إن شئت ـ إلى الشباب المراهقين من حولك فسترى الأعم الأغلب منهم لم يتزوج بعد1
48 ـ ضعف التعزيرات الصادرة في حق مرتكبي هذه الجريمة في بعض الأحيان:
فالأحكام الشرعية ما شرعت إلا للتأديب، وقطع دابر الشر؛ حتى يعيش الناس آمنين على أديانهم وأعراضهم وأموالهم وأنسابهم، فالذي لا تردعه مخافة الله ولا تقواه تردعه حدود الله.
فإذا ضعفت التعزيرات الصادرة في حق هؤلاء المجرمين فلا شك أنهم سيتجرؤون ويتمادون.
49 ـ قلة الحزم ـ في بعض الأحيان ـ من قبل المرور:
سواء على المفحطين، أو الذين يضعون الزينات والديكورات المريبة على سياراتهم، مما يجعل هؤلاء يعيثون في الأرض فسادا، فيعظم بلاؤهم ويستطير شرهم، وقد مر معنا ما للسيارات من وقع في نفوس الشباب.
50 ـ تقصير كثير من المدرسين في نشر الفضيلة، والتحذير من الرذيلة:
فمما يؤسف عليه ـ أن تجد من المدرسين من لا هم له إلا إلقاء الدرس فحسب، بغض النظر عن توجيه الطلاب، وتربيتهم، والنصح لهم، بل تجد منهم من يلقي الدرس بكل تثاقل وبرود، وكأن الدرس جبل على عاتقه
1انظر المراهقون د: عبد العزيز النغيمشي ص 83 ـ 99، وعقبات الزواج لعبد الله علوان ص 21 ـ 34.
ويريد إزاحته، وبالتالي يفقد الدرس الروح والحرارة والحياة، فتقل بذلك فائدة الطلاب، وتضعف العلاقة بينهم وبين المدرسين أو تضمحل، فلا يجد الطلاب اليد الحانية، والقلب الرحيم الذي يتحسس مشكلاتهم، ويسعى في حلها1
51 ـ تفريط كثير من أئمة المساجد بالقيام بواجباتهم تجاه جماعة المسجد:
فمن الأئمة من لا يعرف جماعته، ولا يتفقدهم، ولا يسأل عنهم، فإذا ضعفت علاقة الناس بالمسجد وأداء الصلاة فيه ـ سهل عليهم الانحراف 2.
52 ـ قلة الاهتمام بأبناء الحي:
فما أقل من يهتم حيه، ويسأل عنهم، ويتابع من يغشى الحي من المنحرفين، مما يجعل أبناء الحي عرضة للفساد، ونهبة للمفسدين.
53 ـ قلة من يهتم بأمور الشباب ويتح صدره لهم:
فيرفع من معنوياتهم، ويشد من أزرهم، ويعينهم على التخلص مما هم فيه من البلاء.
54 ـ التقصير في جانب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومحاربة الفساد والانحلال بكافة صوره.
55 ـ اقتصار كثير من الصالحين على أنفسهم:
فما أكثر من يقتصر على نفسه، وينسى إخوانه التائهين في أودية الضلال.
56 ـ قلة البديل المناسب:
الذي يقضي فيه الشباب فراغه بما يعود عليه بالخير، أو يردعه ـ على
1 انظر نحو تربية إٍسلامية، أحمد محمد جمال ص 93 ـ 98.
2 انظر دور المسجد في التربية، د: عبد الله بن أحمد قادري ص 93 ـ 99.
الأقل ـ عن التمادي في الشر.
57 ـ النفرة بين الأخيار والمنحرفين مما يوسع الهوة ويزيد في الفجوة.
58 ـ قلة المحاضن التربوية:
التي يأوي إليها الشباب، وتسعى في تنمية ميوله وتلبية رغباته، وإن كان هناك المراكز الصيفية ـ بحمد الله ـ إلا أنها تحتاج إلى دعم وتطوير وتعاون.
59 ـ قلة التوعية الصحية بأضرار تلك الفاحشة، سواء من قبل المستشفيات والمراكز الصحية، أو من وسائل الإعلام عموما، أو غيرها من المؤسسات الأخرى.
60 ـ قلة طرق هذا الموضوع بصراحة، وقلة استشعار خطره وضرره.
61 ـ المكر اليهودي والصليبي:
الذي يهدف إلى إفساد شباب المسلمين. وإغراقهم في الشهوات؛ حتى تتم السيطرة عليهم.
فلقد قام اليهود ـ عليهم لعائن الله المتتابعة ـ بتنفيذ تعليمات التوراة المحرفة والتلمود، التي تدعو لإفساد العالم بشتى الوسائل، وكافة الطرق، فاستخدموا بذلك كل وسيلة يمكن أن تخطر بالبال، فحاربوا الأديان، ونشروا الإلحاد، وتحدثوا عن ثورة الجنس والحرية الجنسية، وتمكنوا من السيطرة على وسائل الإعلام، ومراكز التوجيه، فعملوا على إشاعة الفاحشة ونشر جميع الرذائل، وفي مقدمتها اللواط والزنا؛ فإنها أقوى المعاول لهدم الفضيلة وضياع الأخلاق.
وما نظريات فرويد الفاجرة التي لا تنظر إلى الحياة إلا من خلال نافذة الشذوذ الجنسي، وما المجلات الخليعة التي تؤجج الغرائز، وتتاجر بالأعراض، وتدعو صراحة إلى الفاحشة، وما أفلام الفيديو، ولا صناعة
السينما، ولا بيوت الدعارة ومواخير الفساد، وما أندية الروتاري والليونز وبناي برث ـ إلا نماذج من جرائم إخوان القردة والخنازير، والتي يهدفون من ورائها إلى إغراق الأمميين ـ بزعمهم ـ خصوصا أبناء المسلمين ـ في مستنقع الرذيلة وأودية الضلالة.
هذا وقد قننت الدول الغربية تحت تأثير اليهود قوانين تبيح الشذوذ الجنسي طالما كان دون ما إكراه، بل إن الأمر وصل ببعض الدول إلى إباحة عقد الرجل على الرجل ـ عياذا بالله ـ وتكونت آلاف الجمعيات والنوادي التي ترعى شؤون الشاذين جنسيا، ثم إن الشاذين جنسيا خرجوا من دائرة السرية إلى دائرة العلنية، وأصبح لهم نواد وبارات، وحدائق، وسواحل، ومسابح خاصة، حيث يلتقي الشاذ جنسيا بأمثاله، وتعرف دائرة الشرطة هذه الأماكن، ولكنها مأمورة بعدم التعرض لهؤلاء، طالما أنه لم يحدث منهم فوضى أو إزعاج!.
ثم إنهم ـ قبحهم الله ـ يدأبون لإفساد أبناء المسلمين، ونشر الفاحشة بينهم، وجرهم للرذيلة وإغراقهم في الشهوات حتى تتبلد مشاعرهم، ويصبحوا عبيدا للشهوة فتضعف بذلك هممهم، وتنهار مقاومتهم، وبالتالي يسهل القضاء عليهم1
وكذلك النصارى ـ عباد الصليب ـ فهم لا بألون جهدا في إفساد المسلمين وردهم عن دينهم، فهدفهم الأكبر هو إدخال من استطاعوا من
1 انظر مذاهب فكرية للأستاذ محمد قطب ص 107 ـ 114، ورؤية إٍسلامية لأحوال العالم المعاصر لمحمد قطب ص 106، ومسؤولية التربية الجنسية من وجهة نظر الإٍسلام، لعبد الله علوان ص 76 ـ 79، وانظر تربية المراهق في الإسلام ص 452 ـ 456، والحب والجنس من منظور إٍسلامي، محمد علي قطب، ص 122 ـ 123، والإيدز، د: محمد علي البار ومحمد صافي ص 38 ـ 43.
المسلمين في النصرانية وإن أعيتهم الحيلة في ذلك فلا أقل من أن يسعوا في إفساد المسلمين وإغوائهم وإغراقهم في الشهوات.
ومما يقومون به في هذا السبيل تشجيع قيام السارح، وتنشيط ما يسمى بحركة الفن، وإشاعة أفلام الجنس، ونشر المجلات الخليعة حتى ينغمس أبناء المسلمين في الرذيلة.
هذا ما تيسر جمعه وتقييده، من هذا الأسباب، وهناك أسباب أخرى آثرت عدم ذكرها.