المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثاني: أضراره الخلقية - الفاحشة عمل قوم لوط

[محمد بن إبراهيم الحمد]

الفصل: ‌المبحث الثاني: أضراره الخلقية

‌المبحث الثاني: أضراره الخلقية

1

أما أضراره الخلقية ـ فكثيرة جدا؛ فاللواط لوثة خلقية، وانحراف عن الفطرة السوية، فمن تلك الأضرار الخلقية التي لا بد أن تنجم عنه ما يلي:

1 ـ قلة الحياء:

فالحياء هو الحياة، وإذا ذهب الحياء ـ فلا خير في الحياة، وصدق من قال:

فلا والله ما في العيش خير

ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

إذا لم تخش عاقبة الليالي

ولم تستحي فاصنع ما تشاء

فمن ثمرات اللواط المنتنة الوقاحة وقلة الحياء، فتجد من يمارس هذه الفعلة صلب الوجه، وقحا لا يبالي بما فعل، ولا يرعى لأحد حقه، وربما انسلخ من الحياء بالكلية، فلا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله، وقبيح فعاله، بل ربما قام هو بإخبارهم عما يقوم به من عمل سيء، وإذا وصل الإنسان إلى هذه الحالة عز إصلاحه، وصعب علاجه.

2 ـ سوء الخلق.

3 ـ قسوة القلوب وغلظ الأكباد.

4 ـ قتل المروءة والشهامة، والنخوة والكرامة.

5 ـ الشرة والعدوانية، وحب الجريمة والجرأة على فعلها.

1 انظر الجواب الكافي ص68إلى 141.

ص: 29

6 ـ انتكاس الفطرة، وارتكاس الطباع، واضمحلال ميزان الفضيلة1

والرذيلة، أو انعدامه بالكلية عند من يعمل هذا العمل؛ فالرذائل عنده فضائل، والفضائل رذائل.

7 ـ ذهاب الغيرة من القلب، وحلول الدياثة محلها.

8 ـ سقوط الجاه والمنزلة، وحلول المهانة، والحقارة والذلة.

9 ـ الحمق والنزق، وسوء التصرف والخرق.

10 ـ هذا العمل يجر إلى ضعف الإدارة، وسفول الهمة.

11 ـ ومن أضراره نزع الثقة من مرتكبه، والنظر إليه بعين الخيانة.

12 ـ سواد الوجه وظلمته، حتى ليكاد يعرف كل من يقوم بهذا العمل، كما قيل:

وعلى الفتى لطباعه سمة تلوح على جبينه 2

13 ـ ومن أضراره حرمان العلم والترقي في مدارج الكمال، ومراتب الفضيلة.

14 ـ ذهاب الشجاعة؛ فهذا العمل القبيح يدسي النفس، ويقمعها، ويصغرها، ويحقرها، ويضعفها، ويوهنها، فتذهب الشجاعة، ويحل الجبن، والخور، والهلع، والفزع محلها.

1 انظر في ظلال القرآن لسيد قطب،3/1315، و4/1913.

2 ديوان الشافعي ص 85.

ص: 30