الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن المأمون: من أراد أن يكتب كتابًا سرًا: فليكتب بلبن حُلبَ لوقته، ويرسله فيعمد إلى قرطاس فيحرقه ويذر رماده على الكتابه فيُقرأ له.
وعن يحيى بن أكثم: كان المأمون يحلُم حتى يُغيظنا، قيل: مرَّ ملاح، فقال: أتظنون أنّ هذا ينبُل عندي وقد قتل أخاه الأمين.
فسمعها المأمون، فتبسم وقال: ما الحيلة حتى أنبل في عين هذا السيد الجليل.
قيل: أهدى ملك الروم للمأمون نفائس منها مائة رطل مسك ومائة خلة سمور.
فقال المأمون: أضعفوها له ليعلم عز الإسلام.
وعن المأمون قال: الناس ثلاثة: رجل منهم مثل الغذاء لا بُدَّ منه، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالداء مكروه على كل حال.
وعنه: أعْيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يُدبر، وإذا أدبر أن يُقبل.
* * *
المعتصم
الخليفة أبو إسحاق محمد بن الرشيد هارون بن محمد المهدي بن المنصور العباسي (10/ 290).
قيل: كان معه غلام في المكتب، فمات الغلام، فقال له أبوه: يا محمد، مات غلامك.
قال: نعم يا سيدي، واستراح من الكتاب.
فقال: أو أن الكتاب ليبلغ منك هذا دعوه فكانت قراءته ضعيفة.
قال الرياشي: كتب طاغية الروم إلى المعتصم يتهدده، فأمر بجوابه، فلما
عُرض عليه رماه، وقال للكاتب: اكتب: أما بعد. فقد قرأت كتابك، وسمعت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع:«وسيعلم الكافر لمن عقبي الدار» .
(قال المحقق وفقه الله): هي قراءة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو، وقرأ الباقون:«وسيعلم الكفار» .
قلت: وامتحن الناس بخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الأمصار وأخذ بذلك المؤذنون وفقهاء المكاتب، ودام ذلك حتى إزالة المتوكل بعد أربعة عشر عامًا.
قال نفطويه: يقال للمعتصم: المثمن فإنه ثامن بني العباس، وتملك ثماني سنين وثمانية أشهر. وله فتوحات ثمانية: بابك، وعمورية، والزط، وبحر البصرة، وقلعة الأجراف، وعرب ديار ربيعة، والشاري، وفتح مصر. يعني قهر أهلها قبل خلافته، وقتل ثمانية: بابك والأفشين ومازيار وباطيس ورئيس الزنادقة، وعجيفًا وقارون وأمير الرافضة.
قيل: لما تجهز لغزو عمورية، زعم المنجمون أنه طالع نحس ويُكسَرُ، فانتصر فقال أبو تمام تلك القصيدة.
السيف أصدق أنباء من الكتب
…
في حده الحد بين الجد واللعب
والعلم في شهب الأرماح لامعة
…
بين الخميسين لا في السبعة الشهب
عن أحمد بن أبي داود قال: كان المعتصم يخرج إلى ساعده ويقول: عَضَّه بأكبر قوتك.
فأقول: ما تطيب نفسي.
فيقول: لا يضرني، فأروم ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلاً عن الأسنان وقبض على جندي ظالم، فسمعتُ صوت عظامه ثم أرسله فسقط.
وقيل: إنه قال: اللهم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك