الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإني رأيت الشمس زيدت محبة
…
إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد
وهو القائل:
ولو كانت الأرزاق تُجرى على الحجى
…
هلكن إذا من جهلهن البهائمُ
ولم يجتمع شرق وغرب لقاصد
…
ولا المجدُ في كفَّ امرئ والدراهمُ
وله في المعتصم أو ابنه:
إقدام عمرو في سماحة حاتم
…
في حُلم أحنفَ في ذكاء إياس
فقال الوزير: شبهت أمير المؤمنين بأجلاف العرب فأطرق ثم زادها:
لا تنكروا ضربي له من دونه
…
مثلاً شرودًا في الندى والبأس
فالله قد ضربَ الأقل لنوره
…
مثلاً من المشكاة والنبراس
رثاه الحسن بن وهب الوزير:
فجع الفريضُ بخاتم الشعراء
…
وغدير رَوّضتها حبيب الطائي
ماتا معًا فجاورا في حفرة
…
وكذاك كانا قبلُ في الأحياء
* * *
يحيى بن معين
يحيى بن معين، أبو زكريا، هو الإمام الحافظ الجهبذ شيخ المحدثين (11/ 71).
قال ابن عدي: حدثني شيخ كاتب ذكر أنه قرابة يحيى بن معين قال: كان معين على خراج الري فمات فخلف ليحيى ابنه ألف ألف درهم فأنفقه كله
على الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه.
ابن الرومي يقول: ما رأيت أحدًا قط يقول الحق في المشايخ غير يحيى، وغيره كان يتحامل بالقول.
قلت: هذا القول من عبد الله بن الرومي غير مقبول، وإنما قاله باجتهاده ونحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل، لكن هم أكثر الناس صوابًا، وأندرهم خطأ، وأشدهم إنصافًا وأبعدهم عن التحامل، وإذا اتفقوا على تعديل أو جرح فتمسك به، واعضض عليه بناجذيك ولا تتجاوزه فتندم ومن شذ منهم فلا عبرة به فخل عنك العناء.
وأعطِ القوس باريها، فوالله لولا الحفاظ الأكابر، لخطبت الزنادقة على المنابر، ولئن خطب خاطب من أهل البدع، فإنما هو بسيف الإسلام وبلسان الشريعة، وبجاه السنة وبإظهار متابعة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فنعوذ بالله من الخذلان.
قال الأبار في "تاريخه" قال ابن معين: كتبنا عن الكذابين، وسجرنا به التنور وأخرجنا به خبزًا نضيجًا.
وقال: إذا كتبت فقمِّش، وإذا حدثت ففتش.
قال جعفر بن أبي عثمان: كنا عند يحيى بن معين، فجاءه رجل مستعجل، فقال: يا أبا زكريا، حدثني بشيء أذكرك به، فقال يحيى: اذكرني أنك سألتني أن أحدثك فلم أفعل.
أنشد يحيى بن معين:
المال يذهب حلهُ وحرامهُ
…
يومًا وتبقى في غد آثامُه
ليس التقي بمتقي لإلهه
…
حتى يطيبُ شرابه وطعامُه