الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والترجح في اثباتها لما يلابسونه، ويكثرون استعماله من الكلام المنثور، والشعر الموزون، والخطب، والسجوع (1).
أنواع الحمل أربعة وهي
: الأول: الحمل على اللفظ، مثل قولك: عساك فاهم، وعساه فاهم، في نصب «عسى» الضمير على أنه اسمها، ورفعها الخبر، حملا على «لعل» بجامع الترجي في كل منهما (2).
الثاني: الحمل على المعنى: مثال ذلك: قوله تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (3).
على أن المراد بالرحمة «العطف» أو المطر لذلك الخبر وهو قوله تعالى: «قريب» على رأي الأخفش الأوسط.
وقوله تعالى: وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ (4).
جمع لفظ «يغوصون» مراعاة لمعنى «من» لأن لفظ «من» مذكر ومعناه جمع.
ومن الحمل على المعنى: اتصال الفعل بحرف لا يتعدى به، فيحمل على معنى فعل آخر يتعدى بهذا الحرف نفسه مثل قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ (5) ضمن الرفث معنى الافضاء فعدى «بإلى» (6).
الثالث: الحمل على النظير: مثل حمل لفظ «أمس» على لفظ «سحر» في المنع من الصرف عند «تميم» اذا أريد به سحر يوم معين، والا صرف (7).
(1) انظر: الأشباه والنظائر للسيوطي ج 1 ص 181.
(2)
انظر: الأشموني، وحاشية الصبان ج 1 ص 275.
(3)
سورة الأعراف آية 56.
(4)
سورة الانبياء آية 82.
(5)
سورة البقرة آية 187.
(6)
انظر: المفردات في غريب القرآن للراغب ص 119.
(7)
انظر: الأشباه والنظائر للسيوطي ج 1 ص 178.
الرابع: الحمل على النقيض: مثل حمل «لا» النافية للجنس، على «ان» في العمل لأنها مثلها في إفادة التوكيد، غير أن «لا» لتوكيد النفي، «وان» لتوكيد الاثبات، فهي ضدها، والشيء قد يحمل على ضده كما يحمل على نظيره، لأن الضد أقرب حضورا في البال عند ذكر ضده (1)
بعد ذلك انتقل الى الحديث عن «الحمل» على «الغيبة» فأقول:
لقد تتبعت القراءات القرآنية، واقتبست منها الأساليب التي تدل على الحمل على «الغيبة» وتفاصيل ذلك فيما يلي:
«لا تعبدون» من قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ (2).
فقد قرأ «ابن كثير، وحمزة، والكسائي» «لا يعبدون» بياء الغيب (3) حملا على السياق الذي قبله في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ «تعملون» من قوله تعالى: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (4) فقد قرأ «نافع، وابن كثير، وشعبة، ويعقوب، وخلف العاشر» «يعملون» بياء الغيب (5).
حملا على الغيبة في قوله تعالى قبل: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ.
(1) انظر: شرح ابن الناظم على الألفية ص 70.
(2)
سورة البقرة آية 83.
(3)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 409.
والتيسير في القراءات السبع ص 74. وحجة القراءات لابن زنجلة ص 102.
(4)
سورة البقرة آية 85.
(5)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 411.
والمستنير في تخريج القراءات ج 1 ص 29. وتقريب النشر ص 93.
«لا تعلمون» من قوله تعالى: قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ (1) قرأ «شعبة» «يعلمون» بياء الغيبة (2).
وذلك حملا على لفظ «كل» فلفظه لفظ غائب.
«يوقدون» من قوله تعالى: وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ (3).
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يوقدون» بياء الغيب (4).
حملا على ما قبله من لفظ الغيبة في قوله تعالى: أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ (5).
فجرى الكلام على نسق واحد.
«كما يقولون» من قوله تعالى: قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ (6).
قرأ «ابن كثير، وحفص» «يقولون» بياء الغيب (7).
حملا على لفظ الغيبة المتقدم في قوله تعالى: وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً (8).
(1) سورة الأعراف آية 38.
(2)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 73
(3)
سورة الرعد آية 17.
(4)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 132.
والكشف عن وجوه القراءات العشر ج 2 ص 22.
(5)
سورة الرعد آية 16.
(6)
سورة الاسراء آية 42.
(7)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 153.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 384.
(8)
سورة الاسراء آية 41.
«تعبدون» من قوله تعالى: وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون (1).
قرأ «ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يعدون» بياء الغيب (2).
على أن الفعل مسند الى ضمير الغائبين، حملا على لفظ الغيبة في قوله تعالى في صدر الآية: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ.
«أما يشركون» من قوله تعالى: آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (3).
قرأ «أبو عمرو، وعاصم، ويعقوب» «يشركون» بياء الغيبة (4).
حملا على لفظ الغيبة التي قبله في قوله تعالى: وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً (5).
«تذكرون» من قوله تعالى: أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (6).
قرأ «أبو عمرو، وهشام، وروح» «يذكرون» بياء الغيبة، وتشديد الذال (7).
لأن أصله «يتذكرون» فأدغمت التاء في الذال.
ووجه الغيبة حملا على قوله تعالى قبل بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (8).
(1) سورة الحج آية 47.
(2)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 201.
والكشف عن وجوه القراءات العشر ج 2 ص 122.
(3)
سورة النمل آية 59.
(4)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 229.
والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 105.
(5)
سورة النمل آية 58.
(6)
سورة النمل آية 62.
(7)
نظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 229.
(8)
سورة النمل آية 61.
«تفعلون» من قوله تعالى: إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (1).
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وابن عامر، وشعبة، بخلف عنها» «يفعلون» بياء الغيبة (2).
حملا على لفظ الغيبة في قوله تعالى قبل: وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (3).
«ما تتذكرون» من قوله تعالى: قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ (4).
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» .
«ما يتذكرون» بياء تحتية، وتاء فوقية، على الغيب (5).
وذلك إخبارا عن الكفار المتقدم ذكرهم في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ (6).
فحمل «يتذكرون» على الغيبة التي قبله.
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ (7).
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «ليؤمنوا، ويعزروه، ويوقروه ويسبحوه» بياء الغيبة في الأفعال الأربعة (8).
لأن قبله قوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (9).
وهذا يدل على أن ثم مرسلا اليهم، وهم غيب، فأتى بالياء إخبارا عن الغيب المرسل اليهم، من هذا يتبين حمل الغيبة على ما قبلها.
(1) سورة النمل آية 88.
(2)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 231.
(3)
سورة النمل آية 87.
(4)
سورة غافر آية 58.
(5)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 286.
(6)
سورة غافر آية 56.
(7)
سورة الفتح آية 9.
(8)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 308.
(9)
سورة الفتح الآية 8.
«بما تعملون» من قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (1).
قرأ «أبو عمرو» «يعملون» بياء الغيبة (2).
حملا على الغيبة في قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ (3) وهم الكفار.
«بما تعملون» من قوله تعالى: وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (4).
قرأ «ابن كثير» «بما يعملون» بياء الغيبة (5).
حملا على الغيبة في قوله تعالى: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا (6).
«فستعلمون» من قوله تعالى: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (7).
قرأ «الكسائي» «فسيعلمون» بياء الغيبة (8) حملا على الغيبة في قوله تعالى: فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (9).
(1) سورة الفتح آية 24.
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 309.
(2)
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 244.
(3)
سورة الفتح آية 24.
(4)
سورة الحجرات آية 18.
(5)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 311.
(6)
سورة الحجرات آية 17.
(7)
سورة الملك آية 29.
(8)
النشر في القراءات ج 3 ص 329.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 329.
(9)
سورة الملك آية 29.
«تؤمنون» من قوله تعالى: قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ (1).
«تذكرون» من قوله تعالى: قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (2).
قرأ «ابن كثير، وهشام، ويعقوب، وابن ذكوان» بخلف عنه «يؤمنون» «يذكرون» بياء الغيب فيهما (3).
حملا على الغيبة في قوله تعالى قبل: لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ (4).
«تكرمون» من قوله تعالى: كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (5).
«ولا تحاضون» من قوله تعالى: وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (6).
«وتأكلون» من قوله تعالى: وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا (7).
«وتحبون» من قوله تعالى: وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (8).
قرأ «أبو عمرو، ويعقوب» بخلف عن «روح» بياء الغيب في الأفعال الأربعة (9).
حملا على لفظ «الانسان» المتقدم ذكره في قوله تعالى: فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ (10).
«والانسان» اسم جنس، يدل على الجمع، فرجعت الياءات عليه لغيبته، لأن الاسم الظاهر في حكم الغيبة.
(1) سورة الحاقة آية 41.
(2)
سورة الحاقة آية 42.
(3)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 340.
(4)
سورة الحاقة آية 37.
(5)
سورة الفجر آية 17.
(6)
سورة الفجر آية 18.
(7)
سورة الفجر آية 19.
(8)
سورة الفجر آية 20.
(9)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 365.
(10)
سورة الفجر آية 15.
«فليفرحوا» من قوله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا (1).
قرأ القراء العشرة عدا «رويس» «فليفرحوا» بياء الغيب (2).
حملا على الغيبة في قوله تعالى قبل: وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (3).
«يعصرون» من قوله تعالى: فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (4).
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب» «يعصرون» بياء الغيب (5).
حملا على الغيبة في قوله تعالى: فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ
«يروا» من قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ (6).
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب» «يروا» بياء الغيب (7).
حملا على الغيبة التي من قبل في قوله تعالى: أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ (8).
(1) سورة يونس آية 58.
(2)
النشر في القراءات العشر ج 3 ص 107.
وشرح طيبة النشر ص 312.
(3)
سورة يونس آية 57.
(4)
سورة يوسف آية 49.
(5)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 127.
(6)
سورة النحل آية 48.
(7)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 144.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 37.
(8)
سورة النحل الآيات 45 - 46 - 47.
«يجحدون» من قوله تعالى: أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (1).
قرأ القراء العشرة، عدا «شعبة، ورويس» .
«يجحدون» بالياء التحتية على الغيبة (2).
حملا على الغيبة في قوله تعالى قبل: فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ فجرى الكلام على نسق واحد.
«عما يقولون» من قوله تعالى: سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ (3).
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» بخلف عن «رويس» «يقولون» بياء الغيب (4).
حملا على لفظ الغيبة المتقدم في قوله تعالى: وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً (5).
فجرى الكلام على نسق واحد وهو الغيبة.
«فسيؤتيه» من قوله تعالى: فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (6).
قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، وروح» «فسيؤتيه» بياء الغيبة (7).
حملا على نسق الكلام لأن قبله بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ.
والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على لفظ الجلالة: «اللَّه» .
(1) سورة النحل آية 71.
(2)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 145.
(3)
سورة الاسراء آية 43.
(4)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 153.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 384.
(5)
سورة الاسراء آية 41.
(6)
سورة الفتح آية 10.
(7)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 309.