المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب السادس «كسر همزة «ان» المشددة وفتحها» - القراءات وأثرها في علوم العربية - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الخامس الحذف والذكر

- ‌الفصل الأول من الباب الخامس «الأشباه والنظائر في الكلمات التى ورد فيها الحذف والذكر موافقة للرسم العثماني»

- ‌الفصل الثاني من الباب الخامس «الأشباه والنظائر في الكلمات التي ورد فيها الحذف والذكر لسبب من الأسباب»

- ‌الباب السادس «كسر همزة «ان» المشددة وفتحها»

- ‌الباب السابع تذكير الفعل وتأنيثه

- ‌الباب الثامن «من بلاغة القرآن الكريم» «الالتفات»

- ‌تمهيد

- ‌وللالتفات فوائد

- ‌الفصل الأول من الباب الثامن «الالتفات»

- ‌[القضية الأولى]

- ‌القضية الثانية:

- ‌الفصل الثاني من الباب الثامن «الالتفات»

- ‌[«القضية الأولى»]

- ‌القضية الثانية:

- ‌القضية الثالثة:

- ‌الباب التاسع «أسلوب الحمل في اللغة العربية»

- ‌الفصل الأول من الباب التاسع أشباه ونظائر الكلمات التي ورد فيها «الحمل» على الغيبة

- ‌تعريف الحمل

- ‌سبب الحمل

- ‌أنواع الحمل أربعة وهي

- ‌الفصل الثاني من الباب التاسع أشباه ونظائر الكلمات التي ورد فيها «الحمل» على الخطاب

- ‌الفصل الثالث من الباب التاسع أشباه ونظائر الكلمات التي ورد فيها الحمل على نون العظمة

- ‌الفصل الرابع من الباب التاسع أشباه ونظائر الكلمات التي ورد فيها «الحمل» على تاء المتكلم

- ‌الباب العاشر أثر العامل النحوي

- ‌الباب الحادي عشر «صنعة الاعراب»

- ‌«الخاتمة»

الفصل: ‌الباب السادس «كسر همزة «ان» المشددة وفتحها»

‌الباب السادس «كسر همزة «ان» المشددة وفتحها»

«كسر همزة «ان» المشددة وفتحها» لقد تتبعت الكلمات القرآنية التي قرئت بفتح الهمزة تارة، وبكسرها أخرى واقتبستها وجعلتها في هذا الباب.

وقبل الدخول في توجيه هذه الكلمات وتخريجها أجد من تمام المنفعة أن ألقي الضوء على الأحوال التي يجوز فيها كسر الهمزة، وفتحها، فأقول:

يجوز كسر همزة «أن» المشددة، وفتحها فيما يلي:

1 -

اذا وقعت بعد «اذا» الفجائية (1).

نحو قولك: «خرجت فاذا ان زيدا قائم» فمن كسر الهمزة جعل

«ان» واسمها وخبرها جملة مستقلة، والتقدير: خرجت فاذا زيد قائم.

ومن فتح الهمزة جعل «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ، خبره «اذا» الفجائية، والتقدير: خرجت فاذا في الحضرة قيام زيد.

(1) اختلف النحويون في «اذا» الفجائية:

فقال «الأخفش الأوسط» ت 215 هـ: هي حرف، واختار هذا «ابن مالك» وبناء على هذا القول جاز في همزة «أن» الفتح والكسر، فالفتح على تقدير «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ خبره محذوف، أو خبر لمبتدإ محذوف. والكسر على تقدير «أن» وما بعدها جملة تامة مستقلة أهـ. وقال «محمد بن يزيد المبرد» ت 285 هـ:«هي ظرف مكان» أه. واختار هنا «دواجن عصفور علي بن مؤمن الاشبيلي ت 663 هـ. وقال «الزجاج إبراهيم بن السري» ت 311 هـ: هي ظرف زمان» أهـ. واختار هذا «الزمخشري» محمود ابن عمر الخوارزمي ت 538 هـ. وبناء على هذين القولين يجب فتح همزة «أن» على أنها مع ما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ خبره الظرف قبله.

ص: 47

ويجوز أن يكون الخبر محذوفا، والتقدير: خرجت فاذا قيام زيد موجود.

ب- يجوز كسر همزة «ان» وفتحها اذا وقعت جواب قسم وليس في خبرها، اللام، سواء كانت الجملة المقسم بها فعلية، والفعل فيها ملفوظ به، نحو قولك: «حلفت ان زيدا

قائم» أو غير ملفوظ به نحو قولك: «والله ان زيدا قائم» .

أو كانت الجملة المقسم بها اسمية نحو قولك: «لعمرك ان زيدا قائم» .

ج- وكذلك يجوز الفتح، والكسر في همزة «ان» اذا وقعت «ان» بعد فاء الجزاء نحو قوله تعالى: وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1).

فقد قرأ بفتح همزة «فانه» كل من «ابن عامر، وعاصم، ويعقوب» .

وقرأ بكسرها باقي القراء العشرة (2).

فالفتح على جعل «ان» بعدها مصدرا مبتدأ خبره محذوف، والتقدير:«فالغفران جزاؤه» أو على جعلها خبرا لمبتدإ محذوف، والتقدير:«فجزاؤه الغفران» .

والكسر على جعلها مع اسمها وخبرها جملة وقعت جوابا «لمن» .

د- وكذلك يجوز الفتح والكسر في همزة «ان» اذا وقعت «ان» بعد مبتدأ هو في المعنى قول، وخبر «ان» قول، والقائل واحد، نحو قولك:«خير القول اني احمد الله» فمن فتح جعل «ان» وصلتها مصدرا خير، عن «خير» والتقدير:«خير القول حمد الله» فخير مبتدأ: وحمد الله خبره.

ومن كسر جعلها جملة خيرا عن «خير» ولا تحتاج هذه الجملة الى رابط. لأنها نفس المبتدأ في المعنى.

(1) سورة الأنعام الآية 54

(2)

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 51 - 52.

ص: 48

والى هذه المواضع التي يجوز فيها كسر همزة «ان» وفتحها أشار ابن مالك بقوله:

بعد اذا فجاءة أو قسم

لا لام بعده بوجهين نمى

مع تلو فا الجزا وذا يطرد

في نحو خير القول اني أحمد

قال «ابن هشام» : «ان» المكسورة، المشددة على وجهين:

أحدهما: أن تكون حرف توكيد تنصب الاسم، وترفع الخبر.

الثاني: أن تكون حرف جواب بمعنى نعم، والدليل على ذلك قول «عبد الله بن الزبير» ت 73 هـ. رضي الله عنه.

لمن قال له «لعن الله ناقة حملتني اليك» : «ان وراكبها» أي نعم ولعن الله راكبها، اذ لا يجوز حذف الاسم والخبر جميعا (1).

وقال: «ان» المفتوحة المشددة النون على وجهين:

أحدهما: أن تكون حرف توكيد تنصب الاسم وترفع الخبر. والأصح أنها فرع عن «ان» المكسورة، ومن هنا صح للزمخشري أن يدعي

أن «انما» بالفتح تفيد الحصر كأنما بالكسر، وقد اجتمعا في قوله تعالى: قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ (2) فالأولى لقصر الصفة على الموصوف والثانية بالعكس.

وقول «أبي حيان» : هذا شيء انفرد به، ولا يعرف القول بذلك الا في انما بالكسر مردود بما ذكرت، وقوله: «ان دعوى الحصر هنا باطلة لاقتضائها أنه لم يوح اليه غير التوحيد مردود أيضا بأنه حصر مفيد، اذ الخطاب مع المشركين، فالمعنى.

«ما أوحي الي في أمر الربوبية الا التوحيد، لا الاشراك» ويسمى ذلك قصر قلب، لقلب اعتقاد المخاطب، والا ما الذي يقوله هو في نحو وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ [آل عمران- 144] قال «ما» للنفي و «الا» الحصر قطعا، وليست صفته عليه الصلاة والسلام منحصرة في الرسالة ولكن لما استعظموا موته حملوا

(1) انظر: مغني اللبيب من 55 - 57.

(2)

سورة الانبياء الآية 108.

ص: 49

كأنهم أثبتوا له البقاء الدائم، فجاء الحصر باعتبار ذلك ويسمى قصر إفراد. الثاني: أن تكون لغة في «لعل» كقولك: ائت السوق أنك تشتري لنا شيئا» والتقدير: «لعلك تشتري لنا شيئا» أهـ (1).

بعد ذلك انتقل الى توجيه الكلمات التي يجوز فيها فتح همزة «أن» المشددة وكسرها، والمتمثل فيما يلي:

«ان القوة، وان الله» من قوله تعالى: وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (2) قرأ «أبو جعفر ويعقوب» «ان القوة لله جميعا وان الله شديد

العذاب» بكسر الهمزة فيهما، على تقدير ان «ان» وما بعدها جواب «لو» أي لقلت: ان القوة لله جميعا الخ على قراءة الخطاب في «ولو ترى» .

أو لقالوا: «ان القوة لله جميعا الخ على قراءة الغيب في ولو يرى» .

ويحتمل أن يكون على الاستئناف، على أن جواب «لو» محذوف، والتقدير: لرأيت، أو لرأوا أمرا عظيما.

وقرأ الباقون بفتح الهمزة فيهما، وتقدير الجواب: لعلمت ان القوة لله جميعا الخ على قراءة الخطاب، او لعلموا أن القوة لله جميعا الخ على قراءة الغيب (3).

«ان» من قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ (4).

قرأ «الكسائي» «أن» بفتح الهمزة، على أنها مع اسمها وخبرها بدل «كل» من قوله تعالى قبل: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ [الآية 18] فتكون «ان» وما بعدها في محل نصب «بشهد» .

(1) انظر: مغني اللبيب ص 59 - 60.

(2)

سورة البقرة الآية 165.

(3)

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 423.

(4)

سورة آل عمران الآية 19.

والمستنير في تخريج القراءات ح 1 ص 46. وتفسير البحر المحيط ح 1 ص 471.

قال ابن الجزري: أن وأن اكسر ثوى.

ص: 50

وقرأ الباقون «ان» بكسر الهمزة، وذلك على الاستئناف لأن الكلام قد تم عند قوله تعالى قبل: لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الآية 18] ثم استأنف بكلام جديد فكسرت همزة «ان» (1).

«ان الله» من قوله تعالى: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى (2)

قرأ «ابن عامر، وحمزة» «ان» بكسر الهمزة، اجراء للنداء مجرى القول، او على اضمار القول، أي قائلين:«ان الله يبشرك بيحيى» .

وقرأ الباقون «أن» بفتح الهمزة، على تقدير حرف الجر، أي «بأن الله يبشرك» (3) تنبيه:«ان الله» من قوله تعالى: إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (4).

اتفق القراء العشر على كسر همزة «ان» وذلك لأنها مسبوقة بصريح القول، وهو:«اذ قالت الملائكة» .

وأيضا فالقراءة مبنية على التوقيف.

«أنى» من قوله تعالى: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ (5).

قرأ «نافع، وأبو جعفر» «أني» بكسر الهمزة، وذلك على الاستئناف، أو على اضمار القول، أي قائلا: اني أخلق لكم الخ (6)

(1) قال ابن الجزري: ان الدين فافتحه رجل. انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 4 والحجة في القراءات السبع ص 107 وحجة القراءات ص 157.

(2)

سورة آل عمران آية 171.

(3)

قال ابن الجزري: وكسران الله في كم. انظر: النشر في القراءات العشر ح 3.

(4)

سورة آل عمران 39

(5)

سورة آل عمران الآية 45 ص 4. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 343. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 121. وحجة القراءات ص 162.

(6)

قال ابن الجزري: واكسرها أني اخلق اتل ثب.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 8. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 344. وحجة القراءات ص 174. والحجة في القراءات السبع ص 209.

ص: 51

وقرأ الباقون «أني» بفتح الهمزة، على أنها بدل من قوله تعالى قبل: أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (1).

«وان» من قوله تعالى: يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (2).

قرأ «الكسائي» «وان» بكسر الهمزة، على الاستئناف.

وقرأ الباقون «وان» بفتح الهمزة، عطفا على «بنعمته» مع تقدير حرف الجر، والتقدير: يستبشرون بنعمة الله وبأن الله لا يضيع أجر المؤمنين (3).

«أنه، فإنه» من قوله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (4).

قرأ «نافع، وأبو جعفر» «أنه» بفتح الهمزة، و «فانه» بكسر الهمزة.

قرأ «ابن عامر، وعاصم ويعقوب» بفتح الهمزة فيهما.

وقرأ الباقون بكسر الهمزة فيهما (5).

التوجيه: الفتح في الأولى على أنها بدل من «الرحمة» بدل الشيء من الشيء أي بدل كل من كل، فهي في موضع نصب يكف، والتقدير:

كتب

(1) سورة آل عمران الآية 49

(2)

سورة آل عمران 171

(3)

قال ابن الجزري: واكسر وأن الله رم.

انظر: القراءات العشر ح 3 ص 18. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 264.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 143.

(4)

سورة الانعام آية 54.

(5)

قال ابن الجزري:

وانه افتتح عم ظلا نل

فان نل كم ظبي.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 51. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 433. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 208.

ص: 52

ربكم على نفسه أنه من عمل منكم سوءا الخ، والفتح في الثانية على أن محلها رفع بالابتداء، والخبر محذوف، والتقدير: فله غفران ربه ورحمته حاصلان.

والكسر في الأولى على أنها مستأنفة والكلام قبلها تام.

والكسر في الثانية على أنها صدر جملة وقعت خبرا «لمن» على أنها موصولة، أو جوابا «لمن» ان جعلت شرطية.

«أنها» من قوله تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام 109] قرأ «نافع، وابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وشعبة» بخلف عنه «أنها» بفتح الهمزة.

قال «مكي بن أبي طالب» : وحجة من فتح الهمزة أنه جعل «ان» بمنزلة «لعل» لغة فيها، على قول «الخليل بن أحمد» حكي عن العرب: ائت السوق أنك تشتري لنا شيئا أي لعلك.

ويجوز أن يعمل فيها «يشعركم» فيفتح على المفعول به، لأن معنى «شعرت به»:«دريت» فهو في اليقين كعلمت، وتكون «لا» في قوله: لا يُؤْمِنُونَ زائدة، والتقدير: وما يدريكم أيها المؤمنون أن الآية اذا جاءتهم يؤمنون، أي أنهم لا يؤمنون اذا جاءتهم الآية التي اقترحوا بها.

وهذا المعنى انما يصح على قراءة من قرأ «يؤمنون» بياء الغيبة، ويكون «يشعركم» خطابا للمؤمنون، والضمير في «يؤمنون» للكفار في القراءة بالياء.

ومن قرأ «تؤمنون» بالتاء، فالخطاب في «يشعركم» للكفار، ويقوي هذا المعنى قوله تعالى بعد ذلك: وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ [الآية 111].

و «ما» في قوله تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ للاستفهام، وفي

«يشعركم» ضمير «ما» والمعنى: وأي شيء يدريكم أيها المؤمنون ايمانهم اذا جاءتهم الآية، أي: لا يؤمنون اذا جاءتهم الآية.

ص: 53

ولا يحسن أن تكون «ما» نافية، لأنه يصير التقدير: وليس يدريكم الله أنهم لا يؤمنون وهذا متناقض، لأنه تعالى قد أدرانا أنهم لا يؤمنون بقوله بعد: وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ الى قوله: يَجْهَلُونَ اهـ (1).

وقرأ الباقون «انها» بكسر الهمزة، وهو الوجه الثاني «لشعبة» وذلك على الاستئناف إخبارا عنهم بعدم الايمان لأنه طبع على قلوبهم (2).

«وأن الله» من قوله تعالى: وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (3).

قرأ «نافع، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر» «وأن» بفتح الهمزة، على تقدير اللام، أي «ولأن» فلما حذفت اللام جعلت «أن» مفتوحة الهمزة، والتقدير: ولأن الله مع المؤمنين لن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت، أي: من كان الله في نصره لن تغلبه فئة وان كثرت، فارتباط الكلام بعضه ببعض حسن، وبالفتح يرتبط ذلك وينتظم.

وهو أيضا متناسق مع قوله تعالى قبل: وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ [الآية 18].

وقرأ الباقون «وان» بكسر الهمزة، على الابتداء، والاستئناف وفيه

معنى التوكيد لنصرة الله للمؤمنين، لأن «ان» انما تكسر في الابتداء لتوكيد ما بعدها من الخبر (4)

(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 444 - 445.

(2)

قال ابن الجزري: وانها افتح عن رضي عم صدا خلف.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 59. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 221.

(3)

سورة الانفال آية 19.

(4)

قال ابن الجزري: وبعد افتح وأن عم علا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 89. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 491. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 265. وحجة القراءات لابن زنجلة ص 310.

ص: 54

«انهم» من قوله تعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (1).

قرأ «ابن عامر» «أنهم» بفتح الهمزة، على اسقاط لام العلة، والمعنى: ولا يحسبن الكفار أنفسهم سبقوا لأنهم لا يعجزون.

وقرأ الباقون «أنهم» بكسر الهمزة، وذلك على الاستئناف، والقطع (2).

«انه» من قوله تعالى: إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (3).

قرأ «أبو جعفر» «أنه» بفتح الهمزة، على حذف لام الجر، أي:

لأنه يبدأ، وقال «أبو جعفر النحاس» ت 338. هـ:«أن» في موضع نصب، أي وعدكم أنه يبدأ الخلق أهـ (4).

وقرأ الباقون «انه» بكسر الهمزة، على الاستئناف (5).

«أنه» من قوله تعالى: قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ (6).

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «انه» بكسر الهمزة، لأنها بعد القول، والقول يحكي ما بعده.

وقرأ الباقون «أنه» بفتح الهمزة، على تقدير حذف حرف الجر، وهو

(1) سورة الانفال آية 59.

(2)

قال ابن الجزري: أنهم فتح كفل.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 91. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 494. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 270. وحجة القراءات ص 312.

(3)

سورة يونس آية 4.

(4)

انظر: اعراب القرآن لابن النحاس ح 2 ص 49.

(5)

قال ابن الجزري: وانه افتح ثق.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 102. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 290. وشرح طيبة النشر ص 310.

(6)

سورة يونس آية- 90.

ص: 55

الباء، والتقدير:«قال آمنت بأنه» الخ و «آمن» يتعدى بحرف الجر كما قال تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ [البقرة 3].

أو على «أن» وما بعدها في محل نصب مفعولا به «لآمنت» لأنه بمعنى صدقت (1)«اني لكم» من قوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف العاشر» «اني لكم» في قصة «نوح» عليه السلام، بفتح الهمزة، على تقدير حرف الجر أي:«بأني» وذلك لأن «أرسل» يتعدى الى مفعولين الثاني بحرف جر، «فأن» في موضع جر.

وقرأ الباقون «أني» بكسر الهمزة على اضمار القول، والتقدير:

فقال: «اني لكم نذير مبين» .

وحذف القول جائز لغة، وورد به القرآن الكريم، فمن ذلك قوله تعالى: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ (3) أي يقولون «السلام عليكم» (4).

«وان الله ربي» من قوله تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ (5) قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وروح، وخلف

(1) قال ابن الجزري: وأنه شفا فاكسر.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 112. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 522. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 309.

(2)

سورة هود آية 25.

(3)

سورة الرعد آية 23 - 24.

(4)

قال ابن الجزري: اني لكم فتحا روي حق ثنا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 113. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 525. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 314.

(5)

سورة مريم آية 36.

ص: 56

العاشر».

«وان» بكسر الهمزة، على الاستئناف، ويدل على الاستئناف أن الذي قبل «وان» رأس آية وقد تم الكلام على ذلك، ثم وقع الاستئناف بعد تمام الكلام على رأس الآية.

ويجوز أن يكون كسر الهمزة عطفا على قوله تعالى قبل: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ والمعنى: قال اني عبد الله الخ وان الله ربي وربكم فاعبدوه وقرأ الباقون «وأن» بفتح الهمزة، على أنه مجرور بلام محذوفة والجار والمجرور متعلق بالفعل بعده:«فاعبدوه» والمعنى: ولوحدانيته تعالى في الربوبية اعبدوه وأطيعوه.

وقيل: انه معطوف على «بالصلاة» والمعنى: وأوصاني بالصلاة، والزكاة، وبأن الله ربي وربكم أي باعتقاد ذلك (1).

«أني أنا» من قوله تعالى: إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ (2).

قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو وأبو جعفر» بفتح همزة «أني» وذلك على اضمار حرف الجر، والتقدير: نودي بأني أنا ربك.

وقرأ الباقون بكسر الهمزة، على اضمار القول، أي فقيل أني أنا ربك، أو على اجراء النداء مجرى القول، على مذهب الكوفيين (3).

«وأنك لا تظمأ» من قوله تعالى: وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (4).

قرأ «نافع، وشعبة» «وانك» بكسر الهمزة، عطفا على قوله تعالى:

إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى [الآية 118].

(1) قال ابن الجزري: واكسر وأن الله شم كنزا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 177. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 89. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 8.

(2)

سورة طه آية 12.

(3)

قال ابن الجزري: اني أنا افتح حبر ثبت.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 179. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 96. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 14.

(4)

سورة طه آية 119.

ص: 57

وهو عطف الجمل.

وقرأ الباقون «وانك» بفتح الهمزة، عطفا على المصدر المنسبك من «أن» وما بعدها في قوله تعالى: أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وهو من عطف المفردات، وتقدير الكلام: ان لك عدم الجوع، وعدم العري، وعدم الظمأ (1).

«أنهم هم» من قوله تعالى: أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (2).

قرأ «حمزة، والكسائي» «انهم» بكسر الهمزة، على الاستئناف وثاني مفعول «جزيتم» من قوله تعالى: إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا محذوف تقديره: الثواب أو النعيم في الجنة وقرأ الباقون «أنهم» بفتح الهمزة على أنه المفعول الثاني لجزيتهم، أي جزيتهم فوزهم، أو على تقدير حرف الجر، أي لأنهم، أو بأنهم (3) «أنا دمرناهم» من قوله تعالى: فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (4) قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «أنا دمرناهم» بفتح الهمزة على أن «كان» تامة بمعنى وقع فتحتاج الى مرفوع فقط، «عاقبة» فاعل، و «أنا دمرناهم» بدل من «عاقبة» .

ويجوز أن يكون «أنا دمرناهم» خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير:

هو أنا دمرناهم.

وقرأ الباقون «انا دمرناهم» بكسر الهمزة على الاستئناف، و «كان»

(1) قال ابن الجزري: انك لا بالكسر آهل صبا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 189. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 107. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 29.

(2)

سورة المؤمنون آية 111.

(3)

قال ابن الجزري: وكسر انهم وقال ان قل في رقي.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 208. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 66. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 131.

(4)

سورة النمل آية 51.

ص: 58

تامة بمعنى وقع لا تحتاج الى خبر، «وعاقبة» فاعل، و «وكيف» في موضع الحال، فتم الكلام على «مكرهم» ثم ابتدأ «بانا» مستأنفا فكسرها، والتقدير: فانظر يا محمد على أي حال وقع عاقبة أمرهم، ثم استأنف مفسرا للعاقبة بالتدمير بكسر «أن» (1).

«أن الناس» من قوله تعالى: أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (2) قرأ «عاصم، وحمزة والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «أن» بفتح الهمزة، على تقدير حرف الجر، أي تكلمهم بأن الناس الخ أي تحدثهم بذلك.

وقرأ الباقون «ان» بكسر الهمزة، على الاستئناف، أو على اكسار القول، والتقدير تكلمهم فتقول ان الناس الخ وحسن هذا لأن الكلام قول، فدل «تكلمهم» على القول المحذوف (3).

«إنما» من قوله تعالى: إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (4).

قرأ «أبو جعفر» «انما» بكسر الهمزة على الحكاية و «ان» وما بعدها نائب فاعل، والتقدير: ما يوحى الي إلا هذه الجملة وهي:

«انما أنا نذير مبين» وقرأ الباقون «أنما» بفتح الهمزة، على أنها وما في حيزها نائب فاعل

(1) قال ابن الجزري: وفتح أن الناس أنا مكرهم كفى ظعن.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 228. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 104. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 163.

(2)

سورة النمل آية 82.

(3)

قال ابن الجزري: فتح أن الناس أنا مكرهم كفي ظعن.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 228. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 108. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 167.

(4)

ص آية 70.

ص: 59

والتقدير: ما يوحى الي إلا كوني نذيرا مبينا (1).

«ذق أنك» من قوله تعالى: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (2) قرأ «الكسائي» «أنك» بفتح الهمزة، على تقدير لام العلة، أي لأنك أنت، وهذا على سبيل السخرية، والاستهزاء.

وقرأ الباقون «انك» بكسر الهمزة، على الاستئناف (3).

المعنى: اذا كان يوم القيامة يقال لزبانية جهنم خذوا كل كفار أثيم، وألقوه في وسط جهنم، وقولوا له سخرية واستهزاء: ذق جزاء ما فعلت في الدنيا، لأنك أنت العزيز الذي لا يصل اليك عقاب الله الكريم الذي لا يحاسبك الله على ما فعلت في الدنيا.

«ندعوه انه» من قوله تعالى: إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (4) قرأ «نافع، والكسائي، وأبو جعفر» «أنه» بفتح الهمزة على تقدير لام التعليل، أي لأنه هو البر الرحيم.

وقرأ الباقون «انه» بكسر الهمزة على الاستئناف (5).

(1) قال ابن الجزري: انما فاكسر ثنا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 278. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 185.

(2)

سورة الدخان آية 49.

(3)

قال ابن الجزري: وانك افتحوا رم.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 299. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 227. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 264.

(4)

سورة والطور آية 28.

(5)

قال ابن الجزري: وانه افتح رم مدا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 315. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 257. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 291.

ص: 60

«وانه تعالى» وأنه كان يقول وأنا ظننا، وأنه كان رجال وأنهم ظنوا، وأنا لمسنا السماء وأنا كنا نقعد، وأنا لا ندري، وأنا منا الصالحون

وأنا ظننا أن لن نعجز الله، وأنا لما سمعنا الهدى وأنا منا المسلمون».

وذلك اثنتا عشرة همزة من أول الآية رقم- 3 الى الآية رقم- 14 من سورة «الجن» .

قرأ «ابن عامر، وحفص وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بفتح الهمزة في المواضع كلها، وهي معطوفة على الضمير في «به» من قوله تعالى: يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ [الآية 2] من غير إعادة الجار، على مذهب الكوفيين.

وقال «الزمخشري» : هي معطوفة على محل «به» كأنه قال:

صدقناه، وصدقنا «أنه تعالى جد ربنا» الى آخر الآيات.

وقرأ «أبو جعفر» بالفتح في ثلاثة منها، وهي:«وأنه تعالى، وأنه كان يقول وأنه كان رجال» وكسر في التسعة الباقية، وذلك جمعا بين اللغتين.

وقرأ الباقون بالكسر في الجميع، عطفا قوله تعالى: إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً [الآية 1] فيكون الكل مقولا للقول.

تنبيه: اتفق القراء العشرة على فتح همزة وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ [الآية 18](1).

«وأنه لما قام» من قوله تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ (2).

(1) قال ابن الجزري: وفتح أن ذي الواو كم صحب تعالى كان ثن صحب كسا والكل ذو المساجدا.

انظر: النشر في القراءات ح 3 ص 344. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 307، 308. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 339.

(2)

سورة الجن الآية 19.

ص: 61

قرأ «نافع، وشعبة» «وانه» بكسر الهمزة، عطفا على قوله تعالى:

إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً [الآية 1].

فيكون من مقول القول.

وقرأ الباقون «وأنه» بفتح الهمزة، عطفا على «أنه استمع» من قوله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ [الآية 1](1).

«أنا صببنا» من قوله تعالى: أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (2).

قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «أنا صببنا» بفتح الهمزة في الحالين، على تقدير لام العلة، أي «لانا صببنا» .

وقرأ الباقون عدا «رويس» «انا صببنا» بكسر الهمزة في الحالين، وذلك على الاستئناف.

وقرأ «رويس» بفتح الهمزة وصلا، وكسرها ابتداء، جمعا بين القراءتين (3).

(1) قال ابن الجزري: وأنه لما اكسرا تل صاعدا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 345. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 308.

(2)

سورة عبس آية 25.

(3)

قال ابن الجزري: انا صببنا افتح كفي وصلا غوى.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 358. والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 324. والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 362.

ص: 62