الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}
وَلَمْ يَقُلْ مَاذَا خَلَقَ رَبُّكُمْ وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} وَقَالَ مَسْرُوقٌ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ شَيْئًا فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَكَنَ الصَّوْتُ عَرَفُوا أَنَّهُ الْحَقُّ وَنَادَوْا {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ
ــ
أي راجعون و {كأن} بالتشديد مر في غزوة الطائف، {باب قوله عز وجل ولا تنفع الشفاعة} غرضه من ذكر هذه الآية كله إثبات كلام الله القائم بذاته تعالى ودليله أنه قال {ماذا قال ربكم} ولم يقل ماذا خلق ربكم وفيه رد على المعتزلة حيث قالوا أنه متكلم يعني أنه خالق للكلام في اللوح المحفوظ مثلا وفيه إثبات الشفاعة وكذا الآية الثانية حيث قال إلا بإذنه أب بقوله وكلامه و {فزع} أي أزيل الخوف والفعيل للإزالة والسلب و {سكن الصوت} أي المخلوق لإسماع أهل السموات إذ الدلائل القاطعة قائمة على تنزهه عن الصوت لأنه يستلزم الحدوث لأنه من الموجودات السيالة الغير القارة، فإن قلت ما فائدة السؤال وهم سمعوا ذلك قلت سمعوا قولا ولم يفهموا معناه كما ينبغي لأجل فزعهم. قوله {ويذكر} تعليق بصفة التمريض و {جابر} ابن عبد الله الصحابي الأنصاري الخزرجي أحد المكثرين للحديث وهو مع كثرة روايته وعلو مرتبته رحل إلى الشام لحديث واحد يسمعه من عبد الله بن أنيس مصغر أنس بن سعد الجهني العقبي الأنصاري حلفا وأما الحديث المرحول لأجله فقيل ويحشر الله العباد إلى آخره وقيل ومن تتمة الحديث بيان المقاصد وهو ما معناه أنه لا يدخل أحد الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة ولا يدخل أحد النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة ومر شيء منها في كتاب المظالم، وقال ابن بطال: هو حديث الستر على المسلم مر في كتاب العلم في باب الخروج
قَرُبَ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ
7028 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ قَالَ عَلِيٌّ وَقَالَ غَيْرُهُ صَفْوَانٍ يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ فَإِذَا {فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} قَالَ عَلِيٌّ وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا. قَالَ سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ عَلِيٌّ قُلْتُ لِسُفْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
ــ
في طلب العلم. قوله {يناديهم} أي يقول ليدل على الترجمة و {بصوت} أي مخلوق غير قائم به. فإن قلت ما السر في كونه خارقا للعادة إذ في سائر الأصوات التفاوت ظاهر بين القريب والبعيد قلت ليعلم أن المسموع منه كلام الله كما أن موسى عليه السلام كان يسمع من جميع الجهات كذلك؟ قوله {أنا الملك وأنا الديان} أي لا ملك إلا أنا ولا مجازي إلا أنا إذ تعريف الخبر دليل الحصر واختار هذا اللفظ لأن فيه إشارة إلى الصفات السبعة الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام ليمكن المجازاة على الكليات والجزئيات قولا وفعلا. قوله {عمرو} هو ابن دينار و {يبلغ به النبي} أي يرفعه إليه صلى الله عليه وسلم و {ضربت الملائكة بأجنحتها} أي تحركوا متواضعين خاضعين لحكمه و {الخضعان} جمع الخاضع وكان الصوت الحاصل من ضرب أجنحتهم صوت السلسلة الحديدة المضروبة على الحجر الأملس قال علي أي ابن عبد الله المديني قال غير سفيان صفوان ينفذ فيهم ذلك بزيادة لفظ الإنفاذ اي ينفذ الله تعالى ذلك الأمر أول القول إلى الملائكة وفي بعضها من النفوذ أي ينفذ ذلك إليهم أو عليهم ويحتمل أي يراد أن غير سفيان قال صفوان بفتح الفاء فاختلاف الطريقين في الفتح والسكون لا غير ويكون ينفذهم غير مختص بالغير بل مشارك بين سفيان وغيره والله أعلم: الخطابي: الصلصلة صوت الحديد إذا تحرك فروايته بالصاد قال والخضعان مصدر
قَالَ نَعَمْ قُلْتُ لِسُفْيَانَ إِنَّ إِنْسَانًا رَوَى عَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ أَنَّهُ قَرَأَ فُرِّغَ قَالَ سُفْيَانُ هَكَذَا قَرَأَ عَمْرٌو فَلَا أَدْرِي سَمِعَهُ هَكَذَا أَمْ لَا قَالَ سُفْيَانُ وَهِيَ قِرَاءَتُنَا
7029 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ وَقَالَ صَاحِبٌ لَهُ يُرِيدُ أَنْ يَجْهَرَ بِهِ
7030 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللَّهُ يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَيُنَادَى بِصَوْتٍ إِنَّ اللَّهَ يَامُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ
ــ
نحو الغفران، قوله {قال علي} أي قال ابن المديني حدثنا ابن سفيان قال حدثنا عمرو ويعني أنه حدثه عن عمرو بلفظ التحديث لا بالعنعنة كما في الطريقة الأولى و {نعم} أي قال سفيان نعم قال عمرو سمعته وهذا يشعر بأن كلامه كان على سبيل الاستفهام من سفيان. قوله {يرفعه} أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {فرغ} بالراء والمعجمة من قولهم كما فرغ الزاد إذ لم يبق منه شيء، فإن قلت كيف جاز القراءة إذ لم يكن مسموعا قطعا قلت لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا مر في سورة الحجر. قوله {أذن} بكسر المعجمة سمع واستماع الله تعالى مجاز عن تقريبه القارئ وإجزال الثواب له أو قبول قراءته و {لشيء} بعضها لنبي و {صاحب} لعله أراد صاحب لأبي هريرة يعني المراد بالتغني الجهر به وبتحسين الصوت وقال سفيان بن عيينة المراء الاستغناء عن الناس وقيل أراد بالنبي الجنس وبالقرآن القراءة مر في كتاب فضائل القرآن وأعلم أن البخاري فهم من الإذن القول