الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكلما كانت الشهود ثقاةً قلت المنازعات.
لذلك قالت الآية الكريمة {مِنْ رِجَالِكُمْ} وقالت {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ}
لأن ذلك يقطع النزاع.
* * *
شهادة النساء
فإذا لم يتوفر شاهدان
{فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ}
وأقفُ هنا قليلاً لأوضح بعض معالم الحق في شهادة المرأة.
الإسلام دين الفطرة.
وفطرة المرأة تصرفها عن الانشغال بالنواحي المادِّيَّة.
لأن المرأة مكفولة العيش في ظل الإسلام.
وهي مشغولة بتربية أولادها. وهذا عمل كبير
فضلاً عن أن الجانب العاطفي فيها أقوى من الرجل فقد ترى المرأة المدين يختنق من الدين فيحرِّكُ ذلك جانبَ عاطفةِ الأمومة أو شفقة الأنوثة.
لذلك أكَّد القرآن أن نضُمَّ لها امرأةً ثانيةً تذكِّرَها إذا نسيت {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}
تذكر....
وهل التذكر عيب؟
* * *
على أن الإسلام يجعل شهادة المرأة الواحدة تعدل شهادة رجلين فيما تخصصت فيه المرأة.
والعجيب أنَّ شهادة المرأة الواحدة تقبل في أمور أكبر بكثير من المال.
* قضايا العِرْض (بكسر العين) والشرف
* قضايا النسب والميراث
إن شهادة المرأة الواحدة قد يترتب عليها أمورٌ كبيرة
فلو مات رجل وترك ميراثاً لا حدود له وترك زوجته حاملاً ثم ولدت الطفل ومات عند الولادة
فإن تقسيم التركة الآن موقوف على كلمة واحدة.
أتدري من يقولها؟
تقولها امرأة.
إن شهادة القابلة وحدها بأن المولود ولد حياً ثم مات يترتب عليها انتقال التركة إلى الطفل المولود، ثم تُقَسَّمُ على ورثة الطفل.
ولو قالت القابلة أن المولود نزل ميتاً فلا نصيب له من الميراث.
إنها شهادة المرأة في تخصصها
إنها تعدل شهادة رجلين.
* * *
كما تقبل شهادة الطبيبة الواحدة في قضايا العِرْضِ والشَّرَف.
فلو شهدت بأن الفتاةَ بكرٌ فلا رادَّ لشهادتها.
فعندما يقرر الإسلام أنَّ شهادةَ الرجل تعدل شهادة امرأتين فلا شيء في ذلك أبداً يسيء المرأة وينقص من قدرها مادام الأمر أمر تخصصات.
* * *
نعود إلى الآية الكريمة
{وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}
إن كتمان الشهادة ضياع للحقوق.
قال تعالى
{وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}
لذلك أكَّد القرآن ضرورة حضور الشهود لأداء الشهادة.
* * *
ومهما كان الدين فلا بُدَّ من كتابته
قال تعالى
لأن الشهادة على مكتوب أقوى من الشهادة على المشافهة.
{وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا}
لأن الكتابة قاطعة للريب.
* * *
ويواصل القرآن تعليمه للمسلمين.
وهنا يتحدّث القرآن عن التجارة التي يدفع المشتري ثمنها ويأخذ السلعة في نفس الوقت.
يقول القرآن الكريم:
وتعبير القرآن بقوله تعالى {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا} يفيد أن عدم كتابة التجارة أمر مباح.
ويفهم من الآية الكريمة أن كتابتها أفضل
لأن كتابة التجارة اليومية يمكن أن تطلعنا على الميزانية اليومية للبيع. وتحدد الربح والخسارة.
كما أنها مؤشر نحو السلعة التي ستنفذ ليقوم التاجرُ بشراء ما ينقص من السلع قبل نفادِه من متجَره.
* * *
{وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ}
هنا السلعة موجودة والثمن موجود.
فيكفي الإشهاد على البيع ولا يلزم كتابة عقد مبايعة لكل سلعة لأن في ذلك مشقَّة على البائع والمشتري.
{وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ}
بسبب أداء الشهادة.
{وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ}
والفسوق هو الخروج عن أمر الله
{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
* * *
وهكذا: يُعلِّمُنا القرآنُ فنونَ الحياة كما يُعلِّمُنا شعائر العبادات.
إنَّ الإسلامَ دين الدنيا النظيفة والآخرة السعيدة.
وُهِبَ كتاباً نزل اليوم من عند الله هل يعلم المسلمين غير ذلك.
أقول ذلك حتى لا نخطئ فهم القرآن.
* * *