المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

للجماعة التي تنتظر الثمر ليعم الرخاء - حسب قانون العرض - المال في القرآن الكريم

[محمود محمد غريب]

الفصل: للجماعة التي تنتظر الثمر ليعم الرخاء - حسب قانون العرض

للجماعة التي تنتظر الثمر ليعم الرخاء - حسب قانون العرض والطلب -

وظلم للفقير الذي ينتظر الثمر ليأخذ حقه منه قال تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (سورة الأنعام آية 141)

إن جمود المال - لأيِّ سبب - هو انحراف عن رسالة المال.

* * *

‌قيمة الإنسان

البشرية لا تعرف ميزاناً عادلاً للرجال.

وأكثر ما تقيس الرجل بما في يديه.

من عاش قُوِّم بما ملك.

ومن مات تساءلوا عمَّا ترك.

وقد اعترض اليهود على "طالوت" - الذي اختاره الله ملكاً عليهم - لأنه لم يؤت سعة من المال!

ص: 22

قال تعالى: {قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ}

(سورة البقرة آية 248)

إن مقياس الرجال عند اليهود - وعند المادِّيَّة في كل عصر - هو المال.

* * *

فلما جاء الإسلام قرّر ميزاناً جديداً للرجال.

جعل الرجل بما في قلبه {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (سورة الحجرات آية 13)

* إن الرجل الخسيس لا يرفع من خِسَّته أن يملك خزائن الأرض.

قال تعالى: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى}

(سورة الليل آية 11)

ص: 23

* "إن صاحبَ العرشِ عظيمٌ، فهو لا يرفعُ إليه خَسيساً.

وهو غنيٌّ فهو لا يكرم أحداً من أجل ما يملك".

* وأبو لهب عندما انحرف عن الكفر {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}

(سورة المسد آية 2)

* وإذا لم يصادف ثراءُ اليدِ كرمَ النفسِ فلا خلود ولا كرامة.

قال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} (أول سورة الهمزة)

إنَّ الخلود لا يشترى بالمال. وأي مقياس للرجال بغير التقوى خطأ عظيم.

ص: 24