الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو هي: الرجوع إلى الله بالتزام فعل ما يحبّ وترك ما يكره 1.
وقد يضيف بعض العلماء الشروط الواجب توفرها في التوبة ومنهم من يقتصر على نحو ما ذكرت.
1 انظر: تفسير الطبري (1/246) ، جامع الرسائل لشيخ الإسلام (1/2/228) ، مدارج السالكين (1/332) ، ولوامع الأنوار البهية (1/371)، والكليات لأبي البقاء (ص:308) ، والمفردات للراغب (ص:76) .
ثانيا: حكم التوبة:
التوبة واجبة على كل مكلف2. فالكافر يجب عليه أن يتوب من كفره والمسلم يتوب من سيئاته وتقصيره، والمحسن يتوب مما قد يكون من غفلة وتقصير.
وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} التحريم:8.
وقال تعالى {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور: 31.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة” 3.
وعن الأغر المزني رضي الله عنه وكان له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنه ليُغَان 4
2 جامع الرسائل (1/227) .
3 أخرجه. م. الذكر والدعاء (4/2076) .
4 قال في المعجم (ص:669) : ((غين على الرجل ركب قلبه السهو والغفلة)) ، ونقل النووي في شرح مسلم (17/23) عن القاضي قوله: قيل المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عدَّ ذلك ذنباً واستغفر، وذكر أقوالاً أخرى غير ذلك هذا أقربها والله أعلم.
على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة” 1.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه” 2.
وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال حين حضرته الوفاة: “كنت كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون يغفر لهم”.
في رواية أبي هريرة مرفوعاً: “والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم” 3.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها” 4.
فهذه جملة من الأدلة تدل على وجوب التوبة على كل أحد من الناس، فأما الكافر فيتوب من كفره وأما المؤمن فيتوب من تقصيره وما يكون قد اقترف من السيئات، وكذلك الأنبياء عليهم السلام فإنهم يتوبون إلى الله عز وجل، لأن التوبة إليه عبادة من العبادات يحبها الله عز وجل ويرضى بها عن عباده فهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل البشر، ومع ذلك فإنه يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة، وإنما تكون توبته عليه الصلاة والسلام مما يكون ألم بقلبه عليه الصلاة والسلام من سهو أو غفلة عن دوام الذكر ونحو ذلك مما هو من طبيعة البشر.
1 أخرجه. م. الذكر والدعاء (4/2075) .
2 أخرجه. م. الذكر والدعاء (4/2076) .
3 أخرجهما. م. التوبة (4/2106) .
4 أخرجه. م. التوبة (4/2113) ، وحم (4/395) .