الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال المباركفوري: ((أحاديث الباب وإن كانت ضعيفة لكن يقوي بعضها بعضاً، ولا شك في أن الحبوة جالبة للنوم، فالأولى أن يحترز عنها يوم الجمعة في حال الخطبة، هذا ما عندي والله تعالى أعلم)) (1). وسمعت شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله يقول تعليقاً على كلام المباركفوري: ((هذا هو الأقرب فتركها أحسن)) (2). وسمعته رحمه الله يقول عن حديث معاذ بن أنس رضي الله عنه: ((أحسن ما جاء في الاحتباء هذا الحديث، وفيه مقال، وله شواهد ضعيفة، فالأولى بالمؤمن أن لا يحتبي، أما احتباء بعض الصحابة؛ فلأنه لم يبلغهم هذا الحديث)) (3).
22 - المنبر: مرقاة الخطيب سمي منبراً
؛ لارتفاعه وعلوه (4)، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ منبراً في مسجده، فعن أبي حازم قال: سألوا سهل بن سعد رضي الله عنه من أي شيء
(1) تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي، 3/ 47.
(2)
سمعته منه أثناء تعليقه على كلام المباركفوري في تحفة الأحوذي، 3/ 47.
(3)
سمعته منه أثناء تقريره على الحديث رقم 514 من سنن الترمذي.
(4)
لسان العرب، لابن منظور، باب الراء، فصل الميم، 5/ 189.
المنبر؟ فقال: ((ما بقي بالناس أعلم مني: هو من أثل الغابة عمله فلان مولى فلانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم)). وفي لفظ: ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة أن مُري غلامك النجار يعمل لي أعواداً أجلس عليهن)). وفي لفظ: ((والله إني لأعرف مما هو، ولقد رأيته أول يوم وضع، وأول يوم جلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأة من الأنصار: ((مُري غلامك النجار أن يعمل لي أعواداً أجلس عليهنّ إذا كلمتُ الناس)) فأمرته فعملها من طرفاءِ الغابة، ثم جاء بها فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بها فوضعت هاهنا
…
)) (1).
وعن جابر رضي الله عنه أن امرأة قالت: يا رسول الله، ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه؟ فإن لي غلاماً نجاراً، قال:((إن شئت)). وفي لفظ: ((كان جذع يقوم عليه النبي صلى الله عليه وسلم فلما وُضِع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار حتى
(1) البخاري، كتاب الصلاة، باب الصلاة في السطوح والمنبر والخشب، برقم 377، وباب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد، برقم 448، وكتاب الجمعة، باب الخطبة على المنبر، 917.
نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه)).
وفي لفظ: ((فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئنّ أنين الصبي الذي يسكَّت حتى استقرت، قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر)) (1).
وفي لفظ: ((كان المسجد مسقوفاً على جذوع من النخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر فكان عليه
…
)) الحديث.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لَمّا بدَّن (2) قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبراً يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: ((بلى)) فاتخذ له منبراً مرقاتين)) (3). وعن
(1) البخاري، كتاب الصلاة، باب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد، برقم 449، وكتاب الجمعة، باب الخطبة على المنبر، برقم 918، وكتاب البيوع، باب النجار، برقم 2095، وكتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، برقم 3585.
(2)
بدَّن: بدَّن الرجل بالتشديد: إذا كبر، وبالتخفيف:((بَدَنَ)) إذا سمن. جامع الأصول، لابن الأثير، 11/ 188.
(3)
أبو داود، كتاب الصلاة، باب اتخاذ المنبر، برقم 1081، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 202.