الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [34-36/41]، وقال تعالى:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [96-98/23](1) .
سورة الأحزاب
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [6/33] .
وفي كتاب «الزهد» للإمام أحمد: أن المسيح عليه السلام قال للحواريين: «إنكم لن تلجوا ملكوت السموات حتى تولدوا مرتين» .
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: «هي ولادة الأرواح والقلوب من الأبدان وخروجها من عالم الطبيعة، كما ولدت الأبدان من البدن وخرجت منه» . والولادة الأخرى هي الولادة المعروفة والله أعلم (2) .
وقال ابن القيم رحمه الله بعد النقل عن شيخ الإسلام ما ذكره عن المسيح في المجلد الثالث من المدارج: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يذكر ذلك، ويفسره بأن الولادة نوعان:
أحدهما: هذه المعروفة.
والثاني: ولادة القلب والروح وخروجهما من مشيمة النفس وظلمة الطبع.
(1) الفوائد لابن القيم ص 206-212 وإلى الفهارس العامة والتقريب جـ1/313.
(2)
المدارج جـ3/140 وللفهارس العامة جـ1/316.
قال: وهذه الولادة لما كانت بسبب الرسول كان كالأب للمؤمنين، وقد قرأ أبي بن كعب رضي الله عنه:(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم)، قال: وهذا معنى القراءة والآية في قوله تعالى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} إذ ثبوت أمومة أزواجه لهم فرع عن ثبوت
أبوته.
قال: فالشيخ، والمعلم، والمؤدب أبو الروح، والوالد أبو الجسم (1) .
وليس للأب إلا ما يدعو به الولد له، فظهر معنى قوله تعالى:{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} فهو الأب الروحاني والوالد الأب الجثماني وهو صلى الله عليه وسلم سبب السعادة الأبدية للمؤمن في الدنيا والآخرة، والأب سبب لوجوده في الدنيا. ومعلوم أن الإنسان يجب عليه أن يطيع معلمه الذي يدعوه إلى الخير ويأمره الله، ولا يجوز له أن يطيع أباه في مخالفة هذا الداعي لأنه يدله على ما ينفعه ويقربه إلى ربه ويحصل له باتباعه السعادة الأبدية. فظهر فضل الأب الروحاني على الأب الجثماني؛ فهذا أبوه في الدين، وذاك أبوه في الطين، وأين هذا من هذا؟!
وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين في الحرمة، لا في المحرمية، ولهن من الاحترام ما ليس للأم الوالدة (2) .
سورة فاطر
{وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [11/35] .
أما الدعاء بطول العمر فقد كرهه الأئمة، وكان أحمد إذا دعا له
(1) المدارج جـ1/69، 70 وللفهارس العامة جـ1/316.
(2)
مختصر الفتاوى ص 176 وللفهارس العامة جـ1/316.