المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السبب الرابع: ارتباطها بولاية مناصرة لها، ومؤيدة لدعوتها: - المستطاب في أسباب نجاح دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

[عبد الرحمن بن يوسف الرحمة]

الفصل: ‌السبب الرابع: ارتباطها بولاية مناصرة لها، ومؤيدة لدعوتها:

‌السبب الرابع: ارتباطها بولاية مناصرة لها، ومؤيدة لدعوتها:

إن هذه الدعوة السلفية الإصلاحية لما أطل هلالها، وبزغت شمسها، ارتبطت ارتباطاً لصيقا بولاية مؤمنة بالدعوة إلى التوحيد شمولاً وحقيقة، والدين كله تأسيساً وتأصيلاً، فمنذ أن تعاهد الإمامان، وتعاقد المحمدان، الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب، والإمام المجاهد ناصر الحق محمد بن سعود - رحم الله الجميع وأجزل لهم الأجر والمثوبة - وهذه الدعوة يقوم أساسها على الجهاد، جهاداً شرعياً بالحجة والبيان، والدليل والبرهان، والسيف والسنان، ونشر العلم النافع، والعمل الصالح، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد قال سماحة الإمام الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله:"إن هذا السبب من أهم أسباب نجاح الدعوة".

ص: 41

واستمرت تلك المسيرة المباركة من أئمة الدعوة من آل الشيخ وغيرهم - رحم الله أمواتهم وبارك في أحيائهم - وينصرها ويمدها بالخير والعطاء أنصار الدعوة من آل سعود، حتى التزم الناس بالطاعة، ودخلوا في دين الله، وانتشر الخير، وقل الشر، وبانت للإصلاح معالم خير وهدى، واجتثت الشرور والمنكرات وغيرت مواطن الفساد، والحق في نمو وازدهار، وسعة وانتشار، حتى تأثر بالدعوة الجم الغفير في كثير من البلاد والأمصار، وساد الأمن في القرى والطرق والبوادي، وكان لطلاب الشيخ رحمه الله ومناصرين اليد الطولى في وصول الحق إلى أغلب البلاد، وتأثر الناس بالدعوة إلى التوحيد، وتركوا ما هم عليه من الشرك والتنديد، وهدمت المشاهد والقبور، وعمرت المساجد وحلقات العلم والإيمان، وحكمت الشريعة، ودانوا بها تحاكماً وتحكيماً، وتركوا ما كانوا عليه من تحكيم سواليف الآباء والأجداد وقوانينهم، ورجعوا إلى المعدن الأصيل، والأصل الكريم الكتاب والسنة.

ص: 43

ولهذا فإن الدعوة السلفية الإصلاحية، لارتباطها بالولاية المناصرة، كان لها في دعوتها - وما زالت - أعظم الأثر وأبين النفع، في إخراج الناس - بفضل الله ومنته - من الظلمات والضلالات، إلى نور الحق والهدى.

أخي القارئ الكريم: وأنت راءٍ بعينيك، حال دعوات أخرى، جعلت الحكم غايتها، حال دعوات أخرى، جعلت الحكم غايتها، والمنصب أساسها، والكرسي منتهى أملها، فذهبت الأرواح والدماء، وبذلت أنواعٌ من التضحية والفداء، وتوالت الأيام والسنون، فما كان منها إلا الفشل الصريح، والأثر السيئ على الإسلام، وجعلت مهتم بالسياسة، وحب التصدر، والركون إلى الولايات والإمارات، والحرص عليها، صورة قائمة سيئة قدمت وجلبت مفاسد لا تعد ولا تحصى، فهل من متعظ ومدكر؟!

ص: 44

وخاتمة القول: إن الحكم بما أنزل الله واجب شرعي؛ لأن به صلاح البشرية، وإخراجها من معالم الجور إلى سنن العدل، وإن من أظلم الظلم من وقف ضد الأمة في تحاكمها وتحكيمها لكتاب ربها وسنة نبيها، وألزم الرعية بقوانين وضعية، ودساتير جاهلية، ما أنزل الله بها من سلطان، وليس علها دليل ولا برهان، وأشد ظلماً من ذلك من وقف حيال الأمة في تحقيقها للتوحيد ونفورها من الشرك، وعليه فإن الدعوة السلفية الإصلاحية مازالت آثارها وثمارها واضحة للعيان، وأبوابها مفتوحة لكل من رام منهجاً وصراطاً سليماً من الخلل والعضل، فهل من عودة حميدة إليها، وتمسك بأصولها ودخول أرجائها، {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} {بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 4-5] .

ص: 45