الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثا: معنى الولاء شرعا
الولاء في الشرع: هو النصرة، والمحبة، والإكرام، والاحترام، والكون مع المحبوبين ظاهرا وباطنا1؛ فهو يعني التقرب وإظهار الود بالأقوال والأفعال والنوايا لمن يتخذه الإنسان وليا. فإن كان هذا التقرب وإظهار الود بالأقوال والأفعال والنوايا مقصودا به الله ورسوله والمؤمنين؛ فهي الموالاة الشرعية الواجبة على كل مسلم.
وإن كان المقصود بالتقرب وإظهار الود بالأقوال والأفعال والنوايا هم الكفار على اختلاف أجناسهم؛ فهي موالاة كفر وردة عن الإسلام إذا صدرت ممن يدعي الإسلام.
أما الكفار ومن في حكمهم من المرتدين والمنافقين، فبعضهم أولياء بعض، فلا يستغرب منهم ذلك2.
رابعا: معنى البراء شرعا
البراء في الشرع: هو البعد، والخلاص، والعداوة بعد الأعذار والإنذار3؛ فهو يعني بغض أعداء الله تعالى، ومعاداتهم، ومجافاتهم، والتبري منهم4، والتخلص من قبائحهم وباطلهم، والتنحي عن التشبه بهم5.
1 انظر الولاء والبراء في الإسلام لمحمد بن سعيد بن سالم القحطاني ص92.
2 كتاب الإيمان: أركانه، حقيقته، نواقضه للدكتور محمد نعيم ياسين ص188.
3 انظر الولاء والبراء في الإسلام لمحمد بن سعيد بن سالم القحطاني ص92.
4 انظر حقيقة الولاء والبراء في معتقد أهل السنة والجماعة لسيد سعيد عبد الغني ص33.
5 انظر مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لعثمان جمعة ضميرية ص367.
المبحث الثاني: منزلة الولاء والبراء في الدين الإسلامي
لعقيدة الولاء والبراء منزلة عظيمة في الشرع، تتلخص فيما يأتي1:
1-
إن عقيدة الولاء والبراء يرددها المسلم يوميا مرات كثيرة، كلما ردد كلمة الإخلاص:
"لا إله إلا الله"؛ لأنها تعني البراء من كل ما يعبد من دون الله. وهذه الكلمة مزقت كل رابطة، وأهدرت كل وشيجة، إلا وشيجة العقيدة.
1 انظر: الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية لمحماس بن عبد الله الجلعود ص187-330. والمدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للدكتور إبراهيم البريكان ص225-227.
2-
إن الحب في الله والبغض في الله شرط من شروط صحة "لا إله إلا الله"؛ لأن من شروطها:
حبها، وحب ما دلت عليه، وحب من نطق بها، ودعا إليها، وبغض ما يضادها1.
3-
إن عقيدة الولاء والبراء هي أوثق عرى الإيمان. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله"2.
4-
إن تحقيق عقيدة الولاء والبراء من مكملات الإيمان. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان"3.
5-
إن تحقيق عقيدة الولاء والبراء تحقيقا تاما سبب لنيل ولاية الله عز وجل. يقول حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك"4.
6-
إنها سبب لذوق القلب حلاوة الإيمان. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"5.
7-
إن الاتصاف بصفة الحب في الله، سبب لنيل الأجر العظيم؛ فالمتحابون في الله يظلهم الله في ظله. يقول صلى الله عليه وسلم:"إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"6. والتحاب في الله سبب لنيل محبة الله عز وجل.
1 انظر ما تقدم في هذا الكتاب ص74-75.
2 أخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس. وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1/ 497، رقم 2539، وفي السلسلة الصحيحة رقم 1728.
3 أخرجه أبو داود في السنن، كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه. وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 3/ 886، وصحيح الجامع الصغير 2/ 1042، رقم 5965، وفي السلسلة الصحيحة رقم 380.
4 أخرجه الأصبهاني في حلية الأولياء 1/ 312.
5 تقدم تخريجه ص75 من هذا الكتاب.
6 صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب في فضل الحب في الله.