المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخاتمةوفيها خلاصة البحث - أهل الفترة ومن في حكمهم

[موفق أحمد شكري]

الفصل: ‌الخاتمةوفيها خلاصة البحث

‌الخَاتمَة

وفيها خلاصة البحث

1 -

تبين لنا من خلال هذا البحث أن الرسالات السماوية ضرورية في إصلاح الإِنسان في معاشه وفي معاده. فكما أنه لا صلاح له في آخرته إلا باتباع الرسالة. فإن الإِنسان مضطر إلى الشرع، فالرسالة هي أشد ضرورة للإِنسان من الهواء والماء والدواء.

2 -

إن الرسل عليهم الصلاة والسلام وظيفتهم هي بيان أن الله سبحانه وتعالى المتفرد والمستحق للعبادة وأن له الأمر والخلق. ووظيفتهم:

أ- أمرهم بالتوحيد.

ب- نهيهم عن الشرك.

ب- أمرهم بلزوم الشرائع التي جاؤُوا بها من عند الله أمرًا ونهيًا.

3 -

كانت الرسالات قبل مجيء رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسالة الرسل الذين سبقوه: خاصة. وكل رسول دعا بما دعت به الرسل الذين كانوا قبله وهو الإِسلام.

4 -

إن رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عامة إلى الإِنس والجن، وإنها صالحة لكل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وإنه صلى الله عليه وسلم كما أُرسل إلى العرب أُرسل إلى أهل الكتاب وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.

وبهذا يتبين لنا بأن مسؤولية الإِنسان متعلقة بإرسال الرسل حتى يبينوا لهم ما يجب عليهم، أما قبل هذا فلا ثواب ولا عقاب.

ص: 133

5 -

والفترة هي ما بين كل نبيين، وأهل الفترة هم الأقوام الذين لم تبلغهم الدعوة، أي دعوة رسول من الرسل الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى لكي يبينوا لهم ما يجب عليهم من حقوق تجاه خالقهم، وقد ثبت أن هناك فترات وأوضح هذه الفترات الفترة التي كانت بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام.

6 -

والتكليف إنما يقع في حق من بلغته الدعوة لا على من لم تبلغه، والمختار الذي تدل عليه النصوص أن أهل الفترة يمتحنون في عرصات القيامة بنار فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا، وكان هذا بمثابة من جاءه رسول في الدنيا فصدقه وآمن به، ومن لم يدخلها فقد دخل النار وكان هذا بمثابة من جاءه رسول في الدنيا فكذبه.

7 -

والمختار في أطفال المشركين أنهم في الجنة كما سبق ذلك في موضعه من حيث الدليل.

8 -

والمختار في المجانين أنهم يمتحنون لثبوت الأدلة بذلك.

9 -

الذين لم تبلغهم الدعوة في عصرنا الحاضر ولم يسمعوا بأن هناك دينًا أو معتقدًا اسمه الإِسلام، أو قد تكون بلغتهم ولكن مشوهة عن طريق الإِرساليات النصرانية؛ فحكم هؤلاء حكم أهل الفترة أي يمتحنون في عرصات القيامة والله أعلم.

10 -

المسؤولية مسؤولية كل المسلمين الذين يستطيعون القيام بهذا الواجب العظيم ألا وهو الدعوة إلى الله حكامًا ومحكومين وعلماء وطلاب علم. وقد أناط الله سبحانه وتعالى إليهم هذا الواجب الذي هو من مهام الرسل.

11 -

هناك طرق ووسائل لنشر الدعوة الإِسلامية، وخير وسيلة لقيام نشر الدعوة هو الإِعلام بشتى أنواعه شريطة أن يكون الإعلام إعلامًا إسلاميًا تصورًا ومعتقدًا.

ص: 134

وإذا كانت ثمة مقترحات أود أن أطرحها في هذه الرسالة فهي:

أ- على المنظمات الإِسلامية العمل بإنشاء مركز للدعوة الإِسلامية، وتكون مهمة هذا المركز إعداد الدعاة إعدادًا كاملًا، حتى يستطيع الدعاة بعد ذلك القيام بهذه المهمة الجليلة، ومن الممكن جدًا أن يستعين هذا المركز بأبناء الأقليات وتأهيلهم تأهيلًا كاملًا للدعوة إلى الله، وهذا من السهولة بمكان والحمد لله.

ب- على الحكومات الإِسلامية مساعدة المنظمات الإِسلامية التي تعمل لنشر دعوة الإِسلام سواء في البلاد نفسها أو البلاد الأخرى وتقديم كل عون ومساعدة في سبيل الوصول إلى هدفها.

جـ- وأقترح أخيرًا أن تقوم كلية أصول الدين باستغلال المناسبات الإِسلامية لإِقامة مؤتمرات إسلامية مهمتها التعريف بالإِسلام والطرق المؤدية إلى ذلك حتى يصل إلى قلوب الناس الذين لم تبلغهم الدعوة المحمدية، وبذلك نكون قد وفَّينا بعض ما علينا من واجبات تجاه دعوتنا الإسلامية.

وبهذا نكون قد أتممنا ما بدأنا به، فأحمد الله عز وجل على توفيقه وامتنانه، وأضرع إليه سبحانه وتعالى أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ص: 135