الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث
عموم رسالة نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم
-
فيما تقدم تبين لنا مدى حاجة الناس إلى الرسل، وأن حاجتهم إلى الرسالة أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والدواء والهواء والتنفس الذي يدور بين جنبات الإِنسان. ثم إن الرسالات السابقة لرسالة محمَّد صلى الله عليه وسلم كانت رسالات خاصة؛ كل رسول لقومه ولزمن معين (حيث كانت حياة البشرية في عصورها الأولى حياة محدودة المطالب؛ كان كل نبي يُبعث إلى قومه خاصة، ويحمل إليهم من هدي السماء ما يرشدهم إلى صراط الله المستقيم وما يساعدهم على تقويم حياتهم الدنيا وفق هدي الله. ودخلت البشرية في تطورها مع رسل الله المتتابعين إليها حتى كان التهيؤ الكامل لما وصلت إليه البشرية من نفع وما حققته من جوانب الحضارة وما تيسر لها من أسباب الاتصال شرقًا وغربًا، ووصلت ما وصلت إليه، فأذن الله سبحانه وتعالى بفجر رسالة جديدة عالمية ختم بها الرسالات السماوية، إذ أنها الحق بأنها رسالة البشرية كافة فبُعث محمَّد صلى الله عليه وسلم)(1).
(1) عن محاضرة سمو الإِسلام وعالميته للشيخ مناع القطان.
فأرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم هاديًا ومبشِّرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فجعل رسالته عامة إلى الجن والإنس، وباقية إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها. فجاءت رسالته صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، فنسخت جميع الشرائع التي سبقتها وبها اختتمت؛ فلا رسالة بعد رسالته صلى الله عليه وسلم فلا يهودية ولا نصرانية إنما هو الإِسلام قال تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] وقال تَعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] وقال تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} [الزمر: 22] قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: 125] فكما ختمَ الله سبحانه وتعالى الدين بالإِسلام فقد ختم الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وسلم، إذ جعله خاتم الأنبياء والمرسلين. فقال تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].
وجاء في الحديث الشريف: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون: هلّا وضعت هذه اللبنة. وأنا اللبنة وأنا خاتم (1) النبيين" وفي الحديث الآخر: "إن لي أسماء: أنا محمَّد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب والعاقب الذي ليس بعده نبي"(2) وفي حديث آخر: "وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي"(3) وفي حديث آخر: "فُضِّلت على الأنبياء بسِتّ:
(1) أخرجه البخاري انظر فتح الباري كتاب المناقب، باب خاتم 6/ 558.
(2)
أخرجه البخاري انظر فتح الباري كتاب المناقب، باب في أسماء الرسول 6/ 554.
(3)
أخرجه الترمذي في سننه: كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة 4/ 499، وقال: حديث حسن صحيح.
أُعطيتُ جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأُحِلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا؛ وأُرسلتُ إلى الخلق كافة، وخُتم بي النبيون" (1) فختم الله به الأنبياء وجعل رسالته خاتمة لجميع الرسالات السماوية فكان لزامًا على أصحاب الديانات الأخرى أن يتبعوه ويؤمنوا به وينصروه بعد بعثته. حيث أخذ الله سبحانه وتعالى على الأنبياء الذين سبقوه الميثاق، وبشّر به عيسى عليه السلام قال تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81] وقال تعالىِ: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] وقال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: 89] وقال تعالى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ} [آل عمران: 20].
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يبعث الله نبيًا إلا أخذ عليه الميثاق؛ لئن بُعث محمَّد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بُعث محمَّد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه"(2).
وهذا وغيره من النصوص يؤكد على لزوم اتباع أهل الكتاب النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم. ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى بنسخة من التوراة فقال: يا رسول الله هذه نسخة من التوراة، فسكت، فجعل يقرأ ووجه رسول الله يتغير فقال أبو بكر: ثكلتك الثواكل، ما ترى رسول
(1) أخرجه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب (1) 1/ 370.
(2)
الرسالة التدمرية لشيخ الإِسلام ابن تيمية ص 110.
الله صلى الله عليه وسلم؟ فنظر عمر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله، رضينا بالله ربًا وبالإِسلام دينًا وبمحمد نبيًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم على سواء السبيل ولو كان موسى حيًا وأدرك نبوتي لاتّبعني"(1).
فهذه نصوص السنّة تدل دلالة واضحة على عموم رسالته صلى الله عليه وسلم، ويدخل في هذا العموم أهل الكتاب وغيرهم من الناس، فهم يدخلون في عموم النصوص التي أوردناها. وهناك نصوص أخرى من الكتاب تدل دلالة قطعية على عموم بعثته صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإِنس كقوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158] وقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1] وقوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} [يوسف: 104] وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28] وقوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19] وقوله تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [يونس: 2].
وجاء في الحديث الصحيح: "أُعطيتُ خمسًا لم يُعْطَهن أحد من قبلي: نُصرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا فأيّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ، وأحِلَّتْ لي الغنائم ولم تحلَّ لأحد قبلي، وأُعطيتُ الشفاعةَ، وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس عامة"(2) وفي حديث آخر: "والذي نفس محمَّد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ثم ولم يؤمن بالذي
(1) سنن الدارمي 1/ 95 ورواه أحمد بإسناد حسن وابن حبان بإسناد صحيح.
(2)
أخرجه البخاري انظر فتح الباري 1/ 435 كتاب التيمم الباب الأول.
أُرسلت به (1) إلا كان من أصحاب النار".
أما كونه صلى الله عليه وسلم مبعوثًا إلى الناس كافة فهذا معلوم من دين الإِسلام بالضرورة، وأما ما جاء من زعم النصارى أنه رسول إلى العرب خاصة؛ فهو قول ظاهر البطلان وإنهم لما صدّقوا بالرسالة لزمهم تصديقه في كل ما يخبر به، وقد قال إنه رسول الله إلى الناس عامة والرسول لا يكذب فلزم تصديقه (2). ويقول شيخ الإِسلام ابن تيمية (3) رادًّا على شبهة أهل الكتاب بقوله:"إما أن يقروا برسالته أي برسالة نبينا محمد أو لا يقروا فإن أقروا بأنه رسول أرسله الله لم يمكن مع ذلك تكذيبه، بل يجب الإِقرار برسالته إلى جميع الخلق كما أخبر بذلك الله سبحانه وتعالى ورسوله. وقد أجمع أهل الملل قاطبة على أن الرسل معصومون فيما يبلِّغونه عن الله تبارك وتعالى، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يمهل أحدًا يكذب عليه ويدّعي النبوة بل يعاجله بالعقوبة"(4).
قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: 44 - 47]
وما فعله صلى الله عليه وسلم من إرسال الرسل إلى ملوك الفرس في العراق وملوك الروم في الشام وملوك الأقباط في مصر من الأدلة التي تؤكد على أن رسالته إلى الناس كافة وأنها باقية إلى أن تقوم الساعة "وإن نصوص الإسلام وواقعه العملي يدلان دلالة قاطعة على أنه دين عالمي وأن رسالته للعالمين"(5).
(1) أخرجه مسلم 1/ 134.
(2)
العقيدة الطحاوية ص 111.
(3)
هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله الحرّاني، الشيخ الإمام العلاّمة الفقيه المفسّر المحدّث شيخ الإسلام، تقي الدين أبو العباس المشهور بابن تيمية، ولد بحرّان بسوريا سنة 661 وتحوّل مع أبيه إلى دمشق سنة 667 وتوفي سنة 728 وله مصنفات عديدة انظر (فوات الوفيات لمحمد الكتبي 1/ 72).
(4)
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية 1/ 164 - 165.
(5)
الدعوة الإسلامية دعوة عالمية لمحمد الراوي ص 45.
"إن عموم الرسالة المحمدية وبقاءها وعدم قابليتها للنسخ والتبديل والتغيير بالتنقيص أو الزيادة، كل ذلك يستلزم عقلًا وعدلًا أن تكون قواعدها وأحكامها وجميع ما جاءت به على نحو يحقق مصالح الناس في كل عصر ومكان، ويفي بحاجتهم ولا يضيق عنها ولا يتخلف عن توجيه أي مستوى عال يبلغه المجتمع البشري. إن هذا والحمد لله متوافر في الشريعة الإِسلامية، لأن الله سبحانه وتعالى وهو العليم الخبير إذ جعلها عامة في كل زمان ومكان وخاتمة لجميع الشرائع جعل قواعدها وأحكامها صالحة لكل زمان ومكان ومهيأة للبقاء والاستمرار. لهذا العموم إن ما نقوله هو الحق ويدل عليه واقع الشريعة الإِسلامية وطبيعة مبادئها وأحكامها وأفكارها ومناهجها"(1).
إن في الرسالة المحمدية ميزات جعلتها عالمية، فالرسالة منذ أن انبثقت في قلب الجزيرة العربية وهي تحمل العقيدة الصحيحة والإخاء والمساواة، جاءت هذه الرسالة لتعالج قضية الإِنسان بصرف النظر عن شكله أو جنسه أو لغته، فرسالة الإِسلام أرجعت البشرية إلى أصل نشأتها الأولى من أب واحد وأم واحدة فساوت بينهم، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
فالإِسلام أبرز كرامة الإِنسان وجعلها في واقع الحياة سواسية كأسنان المشط الواحد، لم يميز بين هذا وذاك بلون أو جنس أو قبيلة، فقال في العصبية الممقوتة "دَعُوها فإنها منتنة"(2).
(1) أصول الدعوة للدكتور عبد الكريم زيدان ص 55.
(2)
أخرجه البخاري انظر فتح الباري 8/ 648 كتاب التنصير باب سواء عليهم.
وقال: "ليس منا من مات على عصبية وليس منا من دعا إلى عصبية"(1).
والرسالة المحمدية وفت بحاجة الإِنسانية جميعًا فيما يصون وحدتها ويرعى إنسانيتها ويحمي أفرادها، وكذلك النظم والتشريعات التي تجعل الإنسانية على حد سواء لا فرق بين أسود وأبيض ولا عربي وأعجمي (2).
والرسالة الإِسلامية جاءت ميسِّرة لا معسِّرة، وبينت بأن هذا الدين يسر، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"إن هذا الدين يسر ولن يشادَّ الدينَ أحد إلا غلبه"(3) وللإِسلام مُثُلُه وميزاته التي لا حصر لها، ولو استطعنا أن نلم بها لاحتجنا إلى مجلدات حتى تفي بهذا الغرض، ولكن يكفي أن نقول إن الله سبحانه وتعالى عندما جعله خاتم الأديان ونبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء إشارة لنا بأن هذا الدين وهذه الرسالة عامة شاملة لكل الإِنس والجن، ولكل زمان ومكان، لما فيها من العالمية والسمو والسعة ما ليس في غيرها من الشرائع السابقة، مما جعلها صالحة لكل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وصدق الله إذ يقول:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
…
**
*
(1) أخرجه أبو داود في سننه كتاب الأدب باب العصبية 5/ 342 وحسنه السيوطي في الجامع الصغير انظر فيض القدير 5/ 386.
(2)
الدعوة الإِسلامية دعوة عالمية لمحمد الراوي ص 46.
(3)
أخرجه البخاري انظر فتح الباري 1/ 93 كتاب الإيمان باب الدين.