الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن عباس رضي الله عنهم: فإن كنت ولا بد سائراً فلا تسر بأولادك ونسائك، فو الله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه (1)، قال أبو واقد الليثي رضي الله عنه: بلغني خروج الحسين، فأدركته بملل (2)، فناشدته الله ألا يخرج، فإنّه يخرج في غير وجه خروج، إنما يقتل نفسه، فقال: لا أرجع (3).
النظرة الخامسة
التابعون لا يرون الخروج:
أجمع التابعون على نصح الحسين رضي الله عنه بعدم الخروج إلى الكوفة، فقال أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث رحمه الله منبها الحسين رضي الله عنه إلى حقيقة غدر الطالبين قدومه فقال: يا ابن
(1) الكامل لابن الأثير 2/ 526.
(2)
واد معروف بهذا حتى اليوم، وهو يبعد عن المدينة بخمسين كيلا، على السمال الغربي منها.
(3)
مختصر تاريخ دمشق 7/ 139.
عَمِّ إن الرحم تظأرُني (1) عليك، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟ قال: يا أبا بكر ما أنت ممن يُستغشُّ ولا يُتَّهمُ، فقل.
قال: قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك، وأنت تريد أن تسير إليهم، وهم عبيد الدنيا، فيُقاتلك من قد وعدك أن ينصرك، ويخذلك من أنت أحب إليه ممن ينصره، فأُذكِّرك الله في نفسك.
فقال: جزاك الله يا ابن عمِّ خيراً، ومهما يقضي الله من أمر يكن.
فقال أبو بكر: إنا لله، عند الله نحتسب أبا عبد الله (2).
وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: لو أن الحسين لم يخرج لكان خيرا له (3).
وقال عبد الله بن مطيع رحمه الله: إني فداك أبي وأمي! متعنا
(1) تجعلني أعطف عليك؟ ؟ ؟
(2)
البداية والنهاية 11/ 504.
(3)
السير 3/ 296.
بنفسك، ولا تسر إلى العراق، فو الله لئن قتلك هؤلاء القوم، ليتخذنا خولا وعبيدا (1).
وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص رحمه الله: إني أسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يصرفك عمّا يرديك، بلغني أنك قد اعتزمت على شخوص إلى العراق، فإني أعيذك بالله من الشّقاق (2).
وأخيرا لقيه الشاعر الفرزدق بالصّفاح (3)، فسأله الحسين عمّا وراءه، فلخص له ما سبق أن سمعه من الصحابة والتابعين، فقال: أنت أحب النّاس إلى النّاس، والقضاء في السماء، والسيوف مع بني أمية (4).
وفي خبر آخر أنّه قال: قلت له: يخذلونك، لا تذهب إليهم فلم
(1) مختصر تاريخ دمشق 7/ 139.
(2)
تاريخ دمشق 14/ 209.
(3)
موضع قرب مكة.
(4)
مختصر تاريخ دمشق 7/ 144.