الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هو عزير قاله قتادة ولم يكن نبيًا، وكان ممن سباهم بخت نصر، فلما عاد عزير إلى بيت المقدس أقام لبني إسرائيل التوراة من حفظه بعد أن حرقت وكان من علمائهم، وقالوا في آخر أيام عزير: زال ملك الفرس عن الشام وصار لليونانين من ولد يونان.
زكريا عليه السلام:
قال تزوج زكريا عليه السلام بامرأة، وتزوج عمران بأختها وهي أم مريم عليها السلام، فلما ولدت مريم عليه السلام وكان قد مات أبوها، كفلها زكريا، فلما كبر زكريا رزقه اللَّه تعالى من زوجته ولده يحيى عليه السلام وكانت عاقرًا ولم يرزق ولدًا غيره وولدت مريم عيسى عليه السلام بعد ولادة يحيى بثلاث سنين، وقيل ستة أشهر فاتهم بنو إسرائيل زكريا بمريم فهرب منهم ودخل في جوف شجرة فقطعوها بالمنشار.
وقال ابن إسحاق: ذكر لي بعض أهل العلم أن زكريا مات موتًا، وروى
صاحب كتاب الأنس بسنده إلى وهب، أن زكريا هرب ودخل جوف شجرة فوضع على الشجرة المنشار فقطع نصفين فلما وقع المنشار على ظهره أنَّ فأوحى اللَّه إليه إما أن تكف عن أنينك وإما أن أقلب الأرض ومن عليها فسكت حتى قطع نصفين يحيى بن زكريا عليهما السلام.
وقيل: هو ابن خالة مريم بنت عمران، وقيل ابن أختها ويعضده الحديث في عيسى ويحيى وهم ابنا الخالة قال اللَّه تعالى في حقه:{مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 39] قال قتادة: لا يأتي النساء مع القدرة وهو قول ابن عباس وابن مسعود. قال سعيد بن المسيب والضحاك: إنه العنين وقال في كتاب الأنس: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 39] يعنى بعيسى، ويحيى أول مصدق بعيسى وهو ابن ثلاث سنين وبينهما ثلاث سنين وهما ابنا خالة، وفي مستدرك الحاكم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ابن آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا يحيى بن زكريا ثم أخذ الرسول من الأرض عودًا صغيرًا فقال وذلك أنه لم يكن له ما للرجال إلا مثل هذا العود ولذلك سماه سيدًا وحصورًا". وقال على شرط مسلم ويقال أنه صنيع
عيسى بنهر الأردن.
ويقال أن عيسى بعث يحيى في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس.
ويقال أن ملكًا من ملوك بني إسرائيل شاور يحيى في تزويج امرأة فقال إنها بغي فاحتالت المرأة عليه حتى قتله الملك، وبقي دمه يغلي وكان ذلك قبل رفع عيسى ولما رفع غزاهم ملك من ملوك بابل وظهر عليهم بذلك ورأى دم يحيى يغلي فقتل عليه خلقًا من الناس وخرب بيت المقدس، وقيل أنه أفتى في امرأة أب لا تحل لابن زوجها فضربت رقبته لذلك وكان رأسه بعد أن انقطع يقول لا تحل لها ولا تحل لك، وزعم قوم أن بخت نصر هو الذي غزاهم وقتلهم على دم يحيى بن زكريا، وليس بصحيح لأن بخت نصر خرب بيت المقدس قبل ولادة يحيى بنحو أربعمائة سنة وروى صاحب كتاب الأنس بسنده إلى عبد اللَّه بن مسلم، عن مرة قال: "ما بكت السماء على أحد إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي عليهما السلام وحمرتها بكاؤها، وسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال أوحى اللَّه عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم أني
قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفًا، وإنِّي قاتل بابن بنتك سبعين ألفًا وبسنده إلى عبد اللَّه بن عمر، قال: دخل يحيى بن زكريا بيت المقدس وهو ابن ثماني حجج، ونظر إلى أهل بيت المقدس قد لبسوا مدارع الشعر، وبرنس الصوف، ونظر إلى مجتهديهم، فذكر الراوي من حالهم ثم قال فأتى أبويه فسألهما أن تدرعاه الشعر ففعلا ثم رجع إلى بيت المقدس فكان يخدم فيها نهارًا ويسبح ويصلي ليلًا حتى أتت عليه خمس وعشرون سنة فذكر سياحته وجلوسه على بحيرة الأردن وقد نقع قدميه في الماء من العطش وقد كاد أن يذبحه، وفيه أنه قال للَّه تعالى:"وعزتك لا أذوق (*) بارد الشراب حتى أعلم أين مصيري إلى الجنة أم إلى النار فبكى أبواه وسألاه أن يأكل قرصًا من شعير كان معهما ويشرب من ذلك الماء"
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: بالمطبوع (أذق)