الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذنوبكم قد غفر لكم فانظروا ما أنتم صانعون فيما بقى من أعماركم رواه الحافظ أبو محمد القاسم بسنده إلى إبراهيم بن أبي عبلة فقد تقدم ذكره، ثم روى
الحافظ أيضًا بسنده إلى عثمان بن عطاء عن أبيه، أنه قال: قبر معاذ بن جبل بقصر خالد من عمل دمشق، أقول قبر معاذ بن جبل رضي الله عنه ظاهر مقصود بالزيارة بالقصيرة الذي من الغور وقد زرته مرارًا وأنزلت به أمورًا مهمة وتوسلت إلى اللَّه به فيها، فرأيت أثر الإجابة ببركته وبركة صاحبه رضي الله عنه قال صاحب كتاب الأنس بسنده إلى سعيد بن المسيب قال: مات معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
وأبو ذر الغفاري رضي الله عنه
-: وابن جندب بن جنادة، روى الإمام أحمد في مسنده عن الأحنف بن قيس قال: دخلت بيت المقدس فرأيت فيه رجلًا يكثر الركوع والسجود فوجدت فى نفسي من ذلك شيئًا فلما انصرف قلت أتدري على شفع أنصرف أم على وتر؟ فقال: أما أنا لا أدري فقلت: ومن يدري؟ فقال: أخبرني حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، ثم بكى "ما من عبد سجد للَّه سجدة إلا رفعه اللَّه بها درجة وحط عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة" قال: قلت: أخبرني من أنت رحمك اللَّه؟ فقال: أنا أبو ذر صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتقاصرت إلى نفسي، وروى غيلان عن مطرف قال: دخلت مسجد بيت المقدس فذكر بنحوه قال: وسكن أبو ذر بيت المقدس، ثم ارتحل إلى المدينة، وتوفي بالربذة آخر خلافة عثمان رضي الله عنهما.
وسلمان الفارسي رضي الله عنه
- دخل بيت المقدس يبتغي العلم من الراهب الذي كان به وقصته مشهورة مذكورة في مثير الغرام وفيها: أنه خرج في طلب شخص قال فلقيني ركب من كلب فأناخ رجل منهم بعيره وحملنى خلفه ثم أتوا
بي بلادهم فباعوني إلى امرأة من الأنصار فجعلتني في حائط لها وقدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخذت شيئًا من تمر حائطي وأتيته فوجدت عنده ناسًا وأقربهم إليه أبو بكر فوضعت التمر بين يديه فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة فقال لأصحابه: كلوا ولم يأكل ولبثت ما شاء اللَّه ثم أخذت مثل ذلك وأتيته به فوجدت عنده ناسا فقال: ما هذا؟ قلت: هدية فقال: باسم اللَّه وأكل القوم، قال: رددت من خلفه ففطن بي فأرخى ثوبه فإذا خاتم النبوة في ناحية كتفه الأيسر فتبينته فرجعت، فجلست بين يديه، وقلت: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه فقال: من أنت؟ قلت: مملوك، وحدثته حديثي، فقال: لي لمن أنت؟
قلت: لامرأة من الأنصار جعلتني في حائط لها، فقال: يا أبا بكر: قال: لبيك قال: اشتره، فاشتراني أبو بكر وأعتقنى، فلبثت ما شاء اللَّه ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه وقلت: يا رسول اللَّه! ما تقول في دين النصارى؟ قال: لا خير فيهم، ولا في دينهم، قال: فداخلنى من ذلك أمر عظيم، قلت في نفسي: الذي أقام المقعد لا خير فيه ولا في دينه، ثم انصرفت وفي نفسى شيء وأنزل اللَّه على نبيه صلى الله عليه وسلم:{ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82]. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: علي بسلمان فأتاني الرسول وأنا خائف فجئت فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} [المائدة: 82] الآية، ثم قال: يا سلمان: إن الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى وإنما كانوا مسلمين فقلت: والذي بعثك بالحق إن صاحبي لهو الذي أمرني باتباعك. فقلت له: وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه، قال: نعم. فأنزله فإنه على الحق قال الحافظ الذهبي هذا حديث جيد الإسناد حكم الحاكم بصحته.