المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نسبة نظم اللاميةلشيخ الإسلام ابن تيمية - بدر التمام شرح لامية شيخ الإسلام

[عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌نص اللامية

- ‌نسبة نظم اللاميةلشيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌شرح المنظومة اللامية

- ‌ أحوال يُنهى عن السؤال فيها:

- ‌ مسائل تتعلق بالصحابة:

- ‌التوسل ينقسم إلى قسمين:

- ‌ وسطية أهل السُّنة والجماعة في حق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

- ‌ الطوائف المعاصرة التي أنكرت الرؤية

- ‌ هل يرى المؤمنون ربهم في الحياة الدنيا

- ‌ أوقات النزول الإلهي

- ‌ هل الميزان يوم القيامة ميزان واحد لكل الأمم، أو لكل أمة ميزان

- ‌ من المغيَّبات التي يجب الإيمان بها الحوض:

- ‌ هل الحوض موجود الآن

- ‌ من أوصاف الحوض

- ‌ ماذا بعد عبور الصراط

- ‌ صفة الصراط

- ‌ هل الجنة والنار موجودتان الآن

- ‌ هل الجنة والنار تفنيان

- ‌ عذاب القبر ونعيمه

- ‌ سؤال الملكين وموقف أهل السنة منه:

- ‌ هل يسمى الملكان بمنكر ونكير

- ‌ هل عذاب القبر خاص بهذه الأمة أو أنه لكل الأمم

- ‌ هل عذاب القبر ونعيمه على الجسد والروح أو هو على أحدهما دون الآخر

- ‌هل المقصود اتباع هؤلاء لذواتهم أو لأنهم أئمة اقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أسئلة على الشرح

الفصل: ‌نسبة نظم اللاميةلشيخ الإسلام ابن تيمية

‌نسبة نظم اللامية

لشيخ الإسلام ابن تيمية

اختلف أهل العلم قديمًا وحديثًا في نسبة المنظومة اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية على ثلاثة آراء:

الرأي الأول: صحة نسبة نظم اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقال بذلك:

1 -

الشيخ أحمد بن عبد الله المرداوي رحمه الله (ت:1236 هـ)، في شرحه على اللامية، المسمى:«اللآلئ البهية في شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية» ، فقد نسب القصيدة لشيخ الإسلام ابن تيمية كما في اسم شرحه على اللامية

(1)

.

2 -

الشيخ محمد بن عبد الله الجبَرتِي رحمه الله (ت:1286 هـ) في شرحه على اللامية، حيث يقول في مقدمة كتابه:«أما بعد: فيقول العبد الفقير إلى مولاه العلي الكبير، محمد بن عبد الله الجبَرتِي: هذا شرح لطيف على منظومة الشيخ العالم العلامة، والبحر الفهَّامة، تقي الدين، أبي العباس، أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، الحراني يُبَيِّن حقائقها، ويكشف دقائقها، وسميته: (زاد المعاد في اعتقاد خيار العباد)»

(2)

.

3 -

الشيخ خير الدين، الآلوسي رحمه الله (ت:1317 هـ)، حيث قال في كتابه «جلاء العينين»: «اعلم أولاً أن عقيدة الشيخ ابن تيمية الموافقة للكتاب

(1)

اللآلئ البهية ص (36).

(2)

مخطوط منه نسخة بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية برقم (2704 - 4 - ف).

ص: 9

والسنة وأقوال سلف الأمة مستفيضة مفصلة في تصنيفاته، وحبه وتعظيمه للصحابة الكرام لاسيما (الشيخين) طافحة به عباراته وذلك أظهر من الشمس في رابعة النهار خصوصًا لمن تتبعها في تأليفاته، ونقلها بأسرها يفضي إلى الملل إلا أني أحرر لك البعض:(وعن البحر اكتفاء بالوشل) فمنه قوله:

يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي

رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَلُ»

ثم ذكر المنظومة بأكملها

(1)

.

4 -

الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد رحمه الله (ت:1408 هـ)، فقد قال في شرحه على العقيدة الواسطية: «قال الشيخ تقي الدين رحمه الله في لاميته المشهورة:

قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ القُرَانَ وراءَهُ

وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ

إلخ»

(2)

.

5 -

الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي رحمه الله (ت:1410 هـ)، حيث قال: «قال: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نظمًا في اعتقاد الأئمة الأربعة، وهو اعتقاده مجيبًا من سأله عن ذلك، قال قدس الله روحه:

يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي

رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَلُ»

ثم ذكر المنظومة بأكملها

(3)

.

(1)

جلاء العينين في محاكمة الأحمدين ص (73).

(2)

التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية ص (127).

(3)

عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين (1/ 369 - 370).

ص: 10

6 -

الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي رحمه الله (ت:1423 هـ)، حيث قال: «ولشيخ الإسلام ابن تيمية عقيدة وجيزة، وهي منظومة لامية من بحر الرجز وها هي ذا فأقرأها:

يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي

رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَلُ»

ثم ذكرها بأكملها

(1)

.

7 -

الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله (ت:1430 هـ) قال في مقدمة شرحه على نظم اللامية: «هذه الأبيات تُنسب إلى شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام المعروف بابن تيمية شيخ الإسلام، وعَلَم الهداة الأعلام رحمه الله، وأكرم مثواه، وهذه الأبيات لم تكن مشهورة، ولأجل ذلك ما أوردها الشيخ عبد الرحمن بن القاسم في مجموع الفتاوى، ولعله لم يجزم بأنها لشيخ الإسلام، أو أنها ليست من الفتاوى التي لها مكانتها، ولا شك أنها عقيدة لها أهميتها، ولو كانت مختصرة، تضمنت مجمل عقيدة أهل السنة، وتضمنت القول الصحيح الذي عليه أئمة الإسلام من سلف الأمة وأئمتها، وقد جزم بصحتها عن شيخ الإسلام الشيخ العالم محمد الغنامي رحمه الله وطبعها في رسالته التي هي بعنوان: «القول السديد في عقيدة التوحيد» وطبعت قديمًا، وقرأتها يمكن قبل خمس وخمسين سنة أو نحوها، جزم بأنها لشيخ الإسلام، ورأيتها أيضًا مكتوبة عند أحد أجدادنا بخط قديم في صفحة واحدة؛ ولكنه ذكر قال: هذه أبيات تُنسب إلى شيخ الإسلام، ولا شك أن اشتهارها يدل على مكانتها، وعلى أنها من نظمه رحمه الله، وأيضًا قد شرحها بعض المتأخرين: شرحها المرداوي وطُبِعَ شرحه محققًا، وجزم بأنها

(1)

الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد المفترى عليه ص (137).

ص: 11

لشيخ الإسلام رحمه الله، وذلك علامة على شهرتها وعلى مكانتها»

(1)

.

8 -

الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني حيث عزاها لشيخ الإسلام في ترجمته له، وقال: «وقال في عقيدته وأتباعه:

يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي

رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَلُ»

ثم ذكر المنظومة بأكملها

(2)

.

9 -

الشيخ يوسف بن عبد الله السالم في مقدمة شرحه لنظم اللامية، حيث قوَّى احتمال نسبتها لشيخ الإسلام، فقال: «فهذا شرح لامية شيخ الإسلام التي تنسب إليه والتي لخص فيها مذهبه وعقيدته

ولم تجد اهتماما من الشراح، ربما لوضوحها أو لقلة أبياتها، أو لعدم ثقة بعضهم بنسبتها إلى الشيخ، ومتمسكهم في ذلك أنه لم يرد لها ذكر في مؤلفات الشيخ ولا في مؤلفات تلامذته، والأولى أن تجد العناية حتى وإن ثبت أنها ليست له لاحتوائها على مسائل في صميم معتقد المسلم، مع تقريبي أن تكون له لموافقتها معتقد الشيخ، والثابت في أمكنة أخرى من رسائله وكتبه، مع ثبوت مخطوطات متقدمة لها يقوي بعضها بعضًا»

(3)

.

(1)

شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية: لفضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، وخرج أحاديثه وعلق عليه الدكتور: طارق الخويطر، نشر كنوز إشبيليا، الرياض، الطبعة الأولى عام 1428 هـ.

(2)

أوراق مجموعة من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص (31 - 32).

(3)

شرح اللامية له ص (9).

ص: 12

واستدل أصحاب هذا الرأي بأمور منها:

الأمر الأول: أن هذه المنظومة وُجِدَت مع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية في كثير من النسخ المخطوطة.

ونُوقِش هذا الأمر: بأن مجرد وجود المنظومة بين كتب شيخ الإسلام لا يكفي لإثبات نسبتها إليه.

الأمر الثاني: أن بعض النسخ المخطوطة تُعَنْوَن بنسبة المنظومة لشيخ الإسلام، وتُخْتَم بذلك.

ونُوقِش هذا الأمر: بأن بعض النسخ ليس فيها نسبة لشيخ الإسلام، ولو ثبت أن بعضها يُعَنْوَن بنسبتها إليه فلا يكفي ذلك لإثبات نسبتها إليه ما لم توجد قرائن أخرى تؤكد هذا الأمر، وهذا مشهور ومعروف في علم التحقيق في مبحث إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه.

الأمر الثالث: اشتهار نسبتها لشيخ الإسلام ابن تيمية حيث نسبها إليه عدد من العلماء، وتلقوها بالقبول.

ونُوقِش هذا الأمر: بأن كثيرًا من المؤلفات اشتهرت نسبتها إلى أشخاص، وعند التحقيق وُجِدَ أنها منحولة عليهم، وليست لهم بل هي لأُناسٍ آخرين، ومجرد الشهرة لا تُثبت نسبة كتاب إلى صاحبه.

4 -

أن عددًا من العلماء المتقدمين شرح هذه المنظومة على أساس أنها لشيخ الإسلام ابن تيمية.

ونُوقِش هذا الأمر: بأن أغلب الذين شرحوا هذه المنظومة دعاهم إلى ذلك ما حوته من عقيدة السلف، لا لأنها من مصنفات شيخ الإسلام،

ص: 13

وبعضهم اعتمد على شهرة نسبتها إليه.

الرأي الثاني: عدم صحة نسبتها لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقال بذلك:

1 -

الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (ت:1421 هـ)، فقد قال في «شرح السَّفارِينية»:«الظاهر أنها لا تصح أصلًا عن الشيخ»

(1)

.

2 -

الشيخ بكر عبد الله أبو زيد رحمه الله (ت:1429 هـ)، حيث ذكر هذه المنظومة في كتابه «المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية» ، تحت باب «الكتب المنحولة على شيخ الإسلام»

(2)

.

واستدل أصحاب هذا الرأي بأمور منها:

الأمر الأول: أن هذه المنظومة لم يذكرها أحد من الذين اهتموا بذكر مصنفات شيخ الإسلام كابن رُشَيّق، وابن القيم، وابن عبد الهادي، وابن رجب وغيرهم، ولم ينسبها إليه أحد من تلاميذه ومعاصريه، وفي هذا أكبر دليل على عدم نسبتها إليه.

ونُوقِش هذا الأمر: بأن مصنفات شيخ الإسلام كثيرة جدًا، ومن الصعب إحصاؤها، والذين ذكروا مصنفاته لم يدَّعوا أنهم استقصوها كلها، بل إنهم ذكروا أشهرها وأكبرها، وأما «اللامية» فلصغرها وقلة أبياتها أُغْفِلت أمام المصنفات الكثيرة.

ويؤيد هذا ما ذكره الحافظ ابن رجب، حيث قال - في سياق الكلام عن مؤلفات شيخ الإسلام -: «قد جاوزت حدّ الكثرة، فلا يمكن أحدًا حصرها،

(1)

شرح السفارينية ص (427) طبعة دار البصيرة، وهذا الكلام غير موجود بطبعة دار الوطن.

(2)

ص (72).

ص: 14

ولا يتسع هذا المكان لعد المعروف منها، ولا ذكرها .. »، وعدّ منها شيئا، ثم قال:«وأما القواعد المتوسطة والصغار وأجوبة الفتاوى، فلا يمكن الإحاطة بها لكثرتها وانتشارها وتفرقها»

(1)

.

الأمر الثاني: أنَّ شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» عند حديثه عن صفة الكلام، قال: «وقد أنشد فيهم المنشد:

قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ القُرَانَ وراءَهُ

وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ»

وهذا البيت أحد أبيات «اللامية» ولم ينسبه لنفسه، وهذا يشعر بأنها ليست له.

ونُوقِش هذا الأمر: بأن شيخ الإسلام ربما لم ينسب هذا البيت إليه تواضعًا، وقد درج على هذا المسلك بعض العلماء قديمًا وحديثًا منهم تلميذه ابن القيم رحمه الله حيث أثبت له بعض المحققين أبياتًا ذكرها في بعض كتبه ولم ينسبها لنفسه

(2)

، وكثيرًا ما كان الشيخ ابن عثيمين يشرح نظمه ويقول: قال الناظم، ويقصد بذلك نفسه.

واحتمال آخر وهو: أنه لما كان يجادل ويناقش في مسألة الكلام أراد أن يستشهد بهذا البيت، ورأى أنه ليس من المناسب في أسلوب المناقشة أن يستشهد بكلام ثم ينسبه لنفسه.

(1)

ذيل طبقات الحنابلة (4/ 520).

(2)

قال محمد حامد الفقي في تعليقه على «إغاثة اللهفان» ص (231) - معلقًا على قول ابن القيم: وقال آخر وأحسن ما شاء، ثم ذكر أبياتًا:«أنا لا أشك في أن هذا القائل هو الإمام المحقق الرباني الصادق ابن القيم، وهذا نفسه في الشعر وروحه» .

ص: 15

الأمر الثالث: أن في هذه المنظومة ما يخالف تقريرات شيخ الإسلام ابن تيمية وسائر السلف، وذلك ما ورد في البيت الرابع من المنظومة:

وَأَقُولُ فِي القُرآنِ ما جاءَتْ بِهِ

آياتُهُ فَهُوَ القديمُ المُنْزَلُ

فلفظ (القديم) من ألفاظ المتكلمين، التي أنكرها شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه في كثير من كتبه، فوجودها في هذه المنظومة يدل على أنها ليس له.

ونُوقِش هذا الأمر: بأنه قد ورد في بعض نسخ اللامية المخطوطة لفظ (الكريم المنزل) بدل (القديم المنزل)، ويمكن أيضًا أن يقال: إن شيخ الإسلام صنف هذه المنظومة في بدايات حياته العلمية، وهذا ما أشار إليه الشيخ العثيمين رحمه الله من أن الاحتمال قائم بأن يكون ابن تيمية قد صنف هذه القصيدة في بداية طريقه في الطلب

(1)

.

الرأي الثالث: الشك في صحة نسبتها لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقال بذلك:

1 -

الشيخ سليمان بن سحمان النجدي رحمه الله (ت:1349 هـ)، حيث قال: «وأما ما ذكره في القول السديد في الأبيات التي نسبها لشيخ الإسلام قدس الله روحه إن صح النقل بذلك عنه حيث قال:

وَأَقُولُ فِي القُرآنِ ما جاءَتْ بِهِ

آياتُهُ فَهُوَ القَدِيمُ المُنْزَلُ

فهذا القول إن صح لا ينافي كونه سبحانه يتكلم فيما لم يزل بقدرته ومشيئته كما هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافًا لأهل الكلام من

(1)

شرح السفارينية ص (427) طبعة دار البصيرة.

ص: 16

المبتدعة وغيرهم، والله أعلم»

(1)

.

2 -

الشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان رحمه الله (ت:1422 هـ)، حيث قال: «مِمَّا نُسِبَ إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي

رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَلُ

ثم ذكرها بأكملها

(2)

.

3 -

الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله، حيث قال في تقديمه لكتاب «شرح اللامية» ليوسف السالم: «فقد قرأت هذا الشرح للأبيات المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وألفيتها مفيدة

ولعل هذا الشرح يجعل لها من الاهتمام والقبول لدى طلبة العلم ما يناسبها، وإن كان بعض أهل العلم يشك أن تكون لشيخ الإسلام، ولكن ما دامت تشتمل على حق وإفادة، فالحق ضالة المؤمن»

(3)

.

4 -

الشيخ علي بن محمد العِمران، حيث قال: «لامية شيخ الإسلام نشرها الأخ خالد الحيان معتمدًا على عدة نسخ خطية متأخرة، وذكر بعض أدلة ثبوتها، وإن كنت لا أوافقه على الجزم بنسبتها إليه، بل فيه نظر كبير. ثم وقفت على نسخة خطية منها على طرة مجموع فيه فتوى لابن تيميه بخط أحد أبناء عمومته، بتاريخ (762 هـ) في غاية الجودة والنفاسة، لكنه لم يجزم بنسبتها لشيخ الإسلام، فيبقى أن تجمع هذه الدلائل والقرائن إذا أردنا

(1)

تنبيه ذوي الألباب السليمة عن الوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة ص (21).

(2)

مجموعة القصائد الزهديات (2/ 426).

(3)

شرح اللامية ص (5).

ص: 17

الجزم بإثباتها أو نفيها»

(1)

.

والذي يبدو لي التوقف في نسبة هذه المنظومة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ وذلك لأنه من الصعب الجزم بإثباتها له، ويصعب أيضًا نفي نسبتها إليه، وكلا الفريقين المثبتين والنافين ليس لديهم القرائن الكافية على النفي أو الإثبات

(2)

.

وعلى كل حال: فهذا الخلاف في نسبتها لا ينقص من قيمتها العلمية شيئًا، ولا يوجب ردها، فهي منظومة مباركة، تضمنت مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة، وما عليه أئمة الإسلام من سلف الأمة وأئمتها، مع سهولة عبارتها وقلة أبياتها.

وعدد أبيات هذه «اللامية» ستة عشر بيتًا، كما هو الأكثر في نسخها، وسميت بـ «اللامية» ؛ لأن قافيتها مختومة باللام، وفيها سُئل الناظم عن جملة من المسائل، فأجاب بقوله: «يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي

» إلى آخر المنظومة.

(1)

في لقاء له على موقع صيد الفوائد. htm 17 http://saaid.net/leqa/.

(2)

لقد وقفت على أغلب ما كتب في هذه المسألة، ولم أجد من جمع أطرافها، وناقش جميع أقوالها، وقد استفدت من الجميع وأضفت عليهم الكثير. ينظر: موقع الإسلام سؤال وجواب:

140350 http://islamqa.info/ar/ref/، وملتقى أهل الحديث:

137352 http://

.ahlalhdeeth.com/vb/sho

thread.php?t=.

ص: 18