الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
فَصْلٌ
ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ وَضَعَ كِتَابًا مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأَبْوَابِ الإِمَامُ مَالِكٌ، يَعْنُونَ الْمُوَطَّأَ، وَبَقِيَّةُ الْكُتُبِ الَّتِي بِأَيْدِي النَّاسِ عُمِلَتْ بَعْدَهُ، وَهَذِهِ إِحْدَى الْمَنَاقِبِ الْكُبْرَى لَهُ رحمه الله، لأَنَّهُ لا رَيْبَ فِي أَنَّ تَقْيِيدَ الْعِلْمِ وَتَدْوِينَهُ فِيهِ فَضْلٌ عَظِيمٌ، لِمَا يَتَضَمَّنُ ذَلِكَ مِنْ حِفْظِهِ وَصِيَانَتِهِ عَنِ الضَّيَاعِ، وَعَنِ الإِدْخَالِ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ.
وَلا يَرِدُ عَلَى ذَلِكَ نَهْيُهُ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكِتَابَةِ عَنْهُ كَمَا:
أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُظَفَّرٍ الدِّمَشْقِيُّ بِقِرَاءَتِي ، قَالَ: أنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الشِّيرَازِيُّ، وَأَنَا حَاضِرٌ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ السَّيَّارِيُّ، أنا أَبُو عَامِرٍ مَحْمُودُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ، أنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْحَافِظُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ: اسْتَأْذَنَّا النَّبِيَّ فِي الْكِتَابَةِ فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا
لأَنَّ هَذَا الْمَنْعَ كَانَ حِينَ الْخَوْفُ مِنْ أَنْ يَلْتَبِسَ شَيْءٌ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ،
ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ فِي ذَلِكَ كَمَا:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعِزِّ بْنِ مُشْرِفٍ وَآخَرُونَ ، قَالُوا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ الرَّبَعِيُّ، أنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أنا شَيْبَا، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلا مِنْ بَنِي لَيْثٍ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتِيلٍ مِنْهُمْ قَتَلُوهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَخَطَبَ ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ أَوْ قَالَ: الْقَتْلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم وَالْمُؤْمِنِينَ. . وَذَكَرَ تَمَامَ الْخُطْبَةِ وَالْحَدِيثِ، وَفِيهِ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ يَعْنِي هَذِهِ الْخُطْبَةَ ، فَقَالَ: اكْتُبُوا لأَبِي فُلانٍ
وَبِهِ إِلَى الْبُخَارِيِّ رحمه الله ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا عَمْرٌو ، أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيهِ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، يَقُولُ: مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَكْثَرُ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي إِلا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَكُنْتُ لا أَكْتُبُ
قُلْتُ: كِتَابَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما هَذِهِ كَانَتْ بِإِذْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَذَلِكَ:
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُشْرِفٍ.
قَالَ الأَوَّلُ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّنُوخِيُّ، أنا بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، أنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ.
ح
وَقَالَ شَيْخُنَا الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُقَيِّرِ، أنا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ فِي كِتَابِهِ ، عَنِ الْخَطِيبِ هَذَا قَالَ: أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ الْحَافِظُ، ثنا مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالا: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَخْنَسِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، وَقَالُوا: تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابَةِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلا حَقٌّ
وَلا رَيْبَ فِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَفِظَ الْعِلْمَ بِتَدْوِينِهِ وَتَبْيِينِهِ، وَلِفَاعِلِ ذَلِكَ الأَجْرُ الْجَزِيلُ، وَالذِّكْرُ الْجَمِيلُ، وَلِمُبْتَدِئِهِ ثَوَابُ مَنِ اسْتَنَّ بِهِ وَاقْتَدَى بِفِعْلِهِ كَمَا:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِرْبِلِيُّ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ الْكَاتِبَةُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ الْبَقَّالُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُكَيْرٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَإِنَّ عَلَيْهِ وِزْرَهَا وَوِزْرَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ
وَحَكَى بَعْضُ الأَئِمَّةُ وَلا يَحْضُرُنِي الآنَ مَنْ هُوَ أَنَّ الإِمَامَ مَالِكًا رحمه الله لَمَّا صَنَّفَ كِتَابَهُ الْمُوَطَّأَ، عَمِلَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِ مُوَطَّآتٍ كَثِيرَةً، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ مَالِكٌ، فَقَالَ: مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ الَّذِي يَبْقَى، فَصَدَّقَ اللَّهُ تبارك وتعالى قَوْلَهُ بِبَقَاءِ كِتَابِهِ وَانْتِشَارِهِ، وَانْتِفَاعِ الأُمَمِ بِهِ، وَمَا عَلَّقَ عَلَيْهِ مِنَ الشُّرُوحِ وَالْفَوَائِدِ وَغَيْرِهِ مِمَّا عَمِلَ لِمُضَاهَاتِهِ انْدَرَسَ أَثَرُهُ، وَلَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ أَحَدٌ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُوسُفَ الْمُقْرِي، أنا مُكْرَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، أنا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ، أنا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمِيمَاسِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانٍ الْخَوَّاصُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيل الْجَابِرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ رحمه الله يَقُولُ: مَا وُضِعَ عَلَى الأَرْضِ كِتَابٌ هُوَ أَقْرَبُ إِلَى الْقُرْآنِ مِنْ كِتَابِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يَعْنِي الْمُوَطَّأَ
وَبِهِ إِلَى الْخَوَّاصِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، ثنا نَصْرُ بْنُ الْفَتْحِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ
الْمُؤْمِنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى اللَّخْمِيَّ يَقُولُ: قَالَ لَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: مَا قَرَأْتُ كِتَابَ الْجَامِعِ مِنْ مُوَطَّإِ مَالِكٍ قَطُّ إِلا أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ: هَذَا كَلامُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَقًّا
وَبِهِ قَالَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِتِنِّيسَ قَالَ: ثنا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدٌ الْمُكَنَّى بِأَبِي الْحَكَمِ بْنِ أَبِي ذُهْلٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِعِلْمٍ أُحَدِّثُ بِهِ عَنْكَ، فَقَالَ لِي صلى الله عليه وسلم: إِنِّي قَدْ أَوْعَزْتُ إِلَى مَالِكٍ بِكَنْزٍ يُفَرِّقُهُ عَلَيْكُمْ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ السُّؤَالَ ثَلاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْجَوَابَ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: أَلا وَهُوَ الْمُوَطَّأُ.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى الْمُوَطَّأَ عَنِ الإِمَامِ مَالِكٍ رحمه الله جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَبَيْنَ رِوَايَاتِهِمُ اخْتِلافٌ مِنْ تَقْدِيمٍ وَتَأْخِيرٍ وَزِيَادَةٍ وَنَقْصٍ، وَمِنْ أَكْبَرِهَا وَأَكْثَرِهَا زِيَادَاتُ مُوَطَّإِ أَبِي مُصْعَبٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيِّ أَحَدِ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ الَّذِينَ رَوَى عَنْهُمُ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: فِي مُوَطَّإِ أَبِي مُصْعَبٍ هَذَا زِيَادَةٌ عَلَى سَائِرِ الْمُوَطَّآتِ نَحْوُ مِائَةِ حَدِيثٍ، وَهُوَ مِنْ آخِرِ مَنْ رَوَى عَنْ مَالِكٍ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَالِكًا كَانَ يَزِيدُ فِي الْمُوَطَّإِ أَحَادِيثَ بَلَغَتْهُ فِيمَا بَعْدُ، أَوْ كَانَ أَعْقَلَهَا ثُمَّ أَثْبَتَهَا، وَكَذَلِكَ يَكُونُ الْعُلَمَاءُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى.
وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَبُو مُصْعَبٍ ثِقَةٌ فِي الْمُوَطَّإِ، وَقَدَّمَهُ عَلَى يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ.
وَقَدْ أَخْبَرَنِي بِمُوَطَّإِ أَبِي مُصْعَبٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيِّ هَذَا بِكَمَالِهِ الشَّيْخُ الْعَدْلُ الرَّضِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَسْقَلانِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَقِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمَيْنِ وَلاء قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَطَرٍ الْوَاسِطِيُّ سَمَاعًا عَلَيْهِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ ح.
وأَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَلامَةُ شَيْخُ الشُّيُوخِ قُدْوَةُ الْوَقْتِ صَدْرُ الدِّينِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَيَّدِ بْنِ حَمُّوَيْهِ الْجُوَيْنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ لِمَا رَوَاهُ مَالِكٌ مِنْهُ، عَنْ نَافِعٍ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا وَعِدَّةُ ذَلِكَ ثَلاثَةٌ وَثَلاثُونَ حَدِيثًا وَأَجَازَهُ لَنَا فِي الْكِتَابِ وَذَلِكَ بِمِنًى شَرَّفَهَا اللَّهُ قَالَ: أنا بِجَمِيعِهِ الشَّيْخُ نَجْمُ الدِّينِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ الْمُوَفَّقِ الأَذكَانِيُّ قَالَ: أنا الْمُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّيِّدِيُّ، أنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَحِيرِيُّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ السَّرْخَسِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، أنا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ الزُّهْرِيُّ قَالَ: ثنا مَالِكٌ رحمه الله. . . فَذَكَرَهُ سِوَى أَبْوَابٍ يَسِيرَةٍ مَعْرُوفَةٍ، وَهُوَ فَوْتٌ قَدِيمٌ أَظُنُّهُ لِزَاهِرٍ السَّرْخَسِيِّ، فَلَيْسَتْ دَاخِلَةً فِي السَّمَاعِ، وَكَانَتْ وَفَاةُ أَبِي مُصْعَبٍ هَذَا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَلَهُ اثْنَتَانِ وَتِسْعُونَ سَنَةً
وأَخْبَرَنِي بِكِتَابِ الْمُوَطَّإِ رِوَايَةَ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ أَبُو الْفِدَاءِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَكْتُومِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ السُّوَيْدِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَقِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ أَيْضًا لِبَعْضِهِ قَالَ: أنا بِهِ كُلِّهِ الشَّيْخُ أَبُوالْمُفَضَّلِ مُكْرَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ الْقُرَشِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أنا أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسِ بْنِ كروسٍ السُّلَمِيُّ قَالَ: أنا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الْمَقْدِسِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِيمَاسِيُّ بِعَسْقَلانَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْعَبَّاسِ بْنِ وَصِيفٍ الْغَزِّيُّ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْفَرَجِ الأَزْدِيُّ الْغَزِّيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمَخْزُومِيُّ مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ الْحَافِظُ قَالَ: ثنا مَالِكٌ رحمه الله. . . فَذَكَرَهُ وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ كَانَ إِمَامًا غَزِيرَ الْعِلْمِ عَارِفًا بِالأَثَرِ بَصِيرًا بِالْفَتْوَى خَبِيرًا بِأَيَّامِ النَّاسِ، أَكْثَرَ الْبُخَارِيُّ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ فِي صَحِيحِهِ مُحْتَجًّا بِهِ، وَرَوَى فِيهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ رَوَى مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
قَالَ بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ: سَمِعَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ الْمُوَطَّأَ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً مِنْ مَالِكٍ.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، رحمه الله.
فَهَاتَانِ الطَّرِيقَانِ وَقَعَ لِي الْمُوَطَّأُ مِنْهُمَا مُتَّصِلَ السَّمَاعِ، وَبَيْنِي وَبَيْنَ مَالِكٍ رحمه الله فِيهِ ثَمَانِيَةُ أَنْفُسٍ.
وَقَدْ وَقَعَ لِي كَذَلِكَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ وَسُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَدَثَانِيِّ، لَكِنَّهُ غَيْرُ مُتَّصِلٍ بِالسَّمَاعِ، بَلْ فِي طَرِيقِهِ إِجَازَةٌ، فَأَضْرَبْتُ عَنْ ذِكْرِ طَرِيقَيْهِمَا خَوْفًا مِنَ الإِطَالَةِ.
فَأَمَّا الْمُوَطَّأُ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى اللَّيْثِيِّ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِيهِ أَهْلُ الْمَغْرِبِ فَلَمْ يَقَعْ لِي إِلا بِنُزُولٍ عَنْ هَذِهِ الطُّرُقِ.
أَخْبَرَنِي بِهِ الشَّيْخُ الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ الرَّحَّالُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْوَادِي آشِي الْقَيْسِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا، سَمَاعًا عَلَيْهِ بِأَحَادِيثَ عَدِيدَةٍ مِنَ الْكِتَابِ، وَإِجَازَةً لِبَاقِيهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي بِجَمِيعِ الْكِتَابِ الشَّيْخُ الثِّقَةُ الْمُعَمَّرُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الطَّائِيُّ الْقُرْطُبِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَقِيٍّ بِقُرْطُبَةَ قِرَاءَةً
وَسَمَاعًا قَالَ: قَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَقِّ الْخَزْرَجِيِّ قَالَ: أنا الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ مَوْلَى الطَّلاعِ سَمَاعًا عَلَيْهِ قَالَ: أنا الْقَاضِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُغِيثٍ قَالَ: أنا أَبُو عِيسَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى سَمَاعًا عَلَيْهِ قَالَ: أنا عَمُّ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى اللَّيْثِيِّ، عَنْ مَالِكٍ فَذَكَرَهُ فَهَذِهِ الطَّرِيقُ أَنْزَلُ مِنَ الطُّرُقِ الَّتِي تَقَدَّمَتْ بِرَجُلٍ، عَلَى أَنَّهَا أَعْلَى مَا رُوِيَ الْكِتَابُ بِهِ بِبِلادِ الْمَغْرِبِ، لأَنَّ ابْنَ هَارُونَ هَذَا عُمِّرَ كَثِيرًا، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَمَعَ ذَلِكَ فَأَنَا بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَنِّهِ فِي الأَحَادِيثِ الْعَوَالِي الَّتِي أَذْكُرُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي هَذَا الْكِتَابِ بِمَنْزِلَةِ ابْنِ هَارُونَ، لأَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الإِمَامِ مَالِكٍ فِيهِ سَبْعَةُ رِجَالٍ، وَكَذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ.
وَقَدْ رَوَى لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَادِي آشِي هَذَا جَمِيعَ الأَحَادِيثِ الَّتِي بِالْمُوَطَّإِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى أَنْزَلَ مِنْ هَذِهِ مِنْ جِهَةِ كِتَابِ التَّقَصِّي لآثَارِ الْمُوَطَّإِ لِلإِمَامِ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ رحمه الله، قَالَ: أنا بِالْكِتَابِ كُلِّهِ الْخَطِيبُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْغَمَّازِ قَاضِي الْجَمَاعَةِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ الْكَلاعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: قَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَرْقُونَ قَالَ: أنا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ أَبِي تَلِيدٍ سَمَاعًا عَلَيْهِ قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عُمَرَ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ النَّمَرِيُّ سَمَاعًا عَلَيْهِ قَالَ: أنا بِالْمُوَطَّإِ جَمِيعِهِ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ أَمْلاهُ عَلَيَّ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: أنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ وَوَهْبُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحِ بْنِ بَزِيغٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ بِهِ، وَذَكَرَ لَهُ طُرُقًا أُخْرَى.
فأنا فِي الأَحَادِيثِ الآتِيَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِمَنْزِلَةِ الْحَافِظِ أَبِي الرَّبِيعِ الْكَلاعِيِّ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِي وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.
عَلَى أَنِّي قَدْ وَقَعَ لِي حَدِيثُ الإِمَامِ مَالِكٍ رحمه الله مُفَرِّقًا بِنِسْبَةِ الْعَدَدِ الَّذِي تَقَدَّمَ رِوَايَةَ مُوَطَّإِ أَبِي مُصْعَبٍ وَمُوَطَّإِ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ بِهِ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ عَنْ خَلْقٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.
مِنْهُمُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمَرْوَزِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ وَالْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْبَلْخِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ.
وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ النَّبِيلُ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ وَمُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ الْبَصْرِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ
وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ويَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمَّارُ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التِّنِّيسِيُّ وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْحُبُلِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَحْمَدِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّازُ وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِيُّ وَحَبَّابُ بْنُ حِيلَةَ الدَّقَّاقُ وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ الْيَشْكُرِيُّ وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ
وَمُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَعِيدٍ الأَصْبَحِيُّ.
وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي سُكَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ يَطُولُ الْكَلامُ بِذِكْرِهِمْ، وَلَعَلِّي أُفْرِدُ لَهُمْ كِتَابًا بَعْدَ هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَمِنْ أَغْرَبِ مَا نَذْكُرُ هُنَا مِنْ حَدِيثِ الإِمَامِ مَالِكٍ رحمه الله وَأَحْسَنِهِ مَا:
أَخْبَرَنِي بِهِ شَيْخُنَا شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الأَنْصَارِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلانَ ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّصَافِيُّ ، قَالَ: أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ ، قَالَ: أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ: ثنا أَبِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ: أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ
وَنَهَى عَنْ حَبَلِ الْحَبَلَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ عَزِيزُ الْوُجُودِ، لَيْسَ فِي الدُّنْيَا أَصَحَّ مِنْهُ، فَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْلُ الإِمَامِ الْبُخَارِيِّ رحمه الله: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ كُلِّهَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَكَيْفَ وَقَدْ زِيدَ بِهَذَيْنِ الإِمَامَيْنِ أَيْضًا الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ؟
وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَعْلَى مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ بِرَجُلَيْنِ.
أَخْبَرَنَاهُ الْمَشَايِخُ الثَّمَانِيَةُ: أَبُو الْفَضْلِ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَاكِمُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ الْمَقْدِسِيَّانِ ، وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ عَسْكَرٍ الْبَغْدَادِيُّ ، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعَالِي ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَكْتُومٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ أَبِي النِّعَمِ ، وَعَبْدُ الأَحَدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحَرَّانِيُّ.
وَزَيْنَبُ ابْنَةُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ شُكْرٍ بِقِرَاءَتِي عَلَى كُلٍّ مِنْهُمْ قَالُوا كُلُّهُمْ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اللُّتِّيِّ سَمَاعًا عَلَيْهِ سِوَى الثَّانِي فَقَالَ: إِجَازَةً وَالسَّابِعِ فَقَالَ: حُضُورًا وَقَالَ شُيُوخُنَا الثَّلاثَةُ الأَوَّلُونَ أَيْضًا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ الزُّبَيْدِيِّ ، قَالَ الأَوَّلُ: حُضُورًا وَالآخِرَانِ: سَمَاعًا ، قَالا: أنا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى الصُّوفِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَسْعُودٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُرَيْحٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: لا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ
وَبِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ ، أَمَّا الْحَدِيثُ الأَوَّلُ: لا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ فَرَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ فِي كُتُبِهِمْ جَمِيعًا عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ.