الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انْتهى. قلتُ: وَهَكَذَا ذَكَرَه الحافظُ فِي التبصير، ونُسِبَ إِلَيْهَا جماعةٌ من المُحدِّثين، كالمُنذِرِ بن سعيد البلُّوطيِّ النَّفْزيِّ، ذَكَرَه الرُّشاطيُّ، وَمُحَمّد بن سُلَيْمان المالَقِي النَّفْزيّ، وعَبْد الله بن مُحَمَّد النَّفْزيّ، ذَكَرَهما ابنُ بشْكُوال، ثمَّ قَالَ: ونَفْزَةُ: قريةٌ بمالَقَة مِنْهَا: ابنُ أبي الْعَاصِ النَّفْزيُّ شيخُ الشّاطبيِّ، فالعجبُ من إنكارِ شَيْخِنا على المُصَنِّف، وَقَوله إنّه لَا يُعرفُ بالمَغرِب بلدةٌ اسمُها نَفْزَة، وَقد صرَّح ياقوتٌ فِي مُعجمه فِي المُجلَّد الثَّانِي لمّا سَرَدَ قبائلَ البَرْبر فَقَالَ: وَهَذِه أسماءُ قبائلِهم الَّتِي سُمِّيت بهَا الأماكنُ الَّتِي نزلُوا بهَا، وَهِي هَوّارةُ وأمناهةُ وضريسةُ ومغيلةُ وفجومة وليطة ومَطْناطةُ وصَنْهاجَةُ ونَفْزَةُ وكُتَامة، إِلَى آخِرِ مَا ذَكَرَ فَكيف يَخْفَى على شَيْخِنا هَذَا. قلت: وَمن المَنسوبين إِلَى هَذِه: وَجيهُ الدِّين مُوسَى بن مُحَمَّد النَّفْزيّ: مُحدِّثٌ، مَاتَ بمِصر، والإمامُ أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بنُ عَبَّادٍ النَّفْزيُّ: خطيبُ جامعِ القَزْوينيّ، الَّذِي دُفِنَ بِبَاب الفُتوح من مدينةِ فاس، وَله كَراماتٌ شَهيرةٌ، وعَبْد الله بن احْمَد بن قَاسم بن مُنَاد النَّفْزيُّ، ممّن لَقِيَه البُرْهانُ البُقاعيُّ، مَاتَ قريبَ الْخمسين والثمانمائة. النُّفَّاز، كرُمَّان، وَهَذَا غلَطٌ، وصوابُه: النُّفَازى بالألفِ المَقصورة كَمَا فِي التكملة: لعبةٌ لَهُم يَتَنَافَزون فِيهَا، أَي يَتَوَاثَبون. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَفَزَ الرجلُ إِذا ماتَ، كَذَا فِي اللِّسان، ومثلُه لِابْنِ القَطّاع وَضَبَطه.
نقز
النَّقْز، بِالْقَافِ، ككَتِف، هَكَذَا فِي سَائِر الْأُصُول، وَضَبَطه الصَّاغانِيّ بِكَسْر النُّون، وَهُوَ الصَّوَاب: الماءُ الصافي العَذب.
واَنْقَزَ الرجلُ: داوَمَ على شُربِه. قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ. وقولُه: داوَمَ هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ بِالْوَاو، وَوَقَع فِي نصِّ النَّوادرِ والتكملة: دامَ، بغيرِ واوٍ وَهُوَ الْأَحْسَن. النِّقْز بالكَسْر كَمَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ على الصَّوَاب، وسِياقُ المُصَنِّف يَقْتَضي أَن يكون ككَتِف، وَهُوَ غلَطٌ: اللقَبُ، ويُحرَّك. النُّقْز بالضَّمّ: البِئْر، وَكَذَلِكَ النِّقْز، بالكَسْر فَفِي اللِّسان: يُقَال: مَا لفلانٍ بموضِع كَذَا نُقْزٌ ونِقْزٌ، أَي بِئرٌ أَو ماءٌ، الضمُّ عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَقد رُوِيَ بالراءِ وَالزَّاي جَمِيعًا وكأنّه لأجلِ هَذَا لم يَتَعَرَّض لَهُ المُصَنِّف هُنَاكَ، وَقد استدْرَكْنا عَلَيْهِ فِي ذَلِك الموضِع، فراجِعْه. وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: مَاله شِرْبٌ وَلَا مَلْكٌ، وَلَا مُلُكٌ وَلَا مَلَكٌ. النَّقْزُ، بالفَتْح: الوَثب صُعُداً، وَقد غَلَبَ على الطائرِ المُعتادِ الوَثْب، كالغُراب والعُصفورِ، كالنَّقَزان، محرّكةً. نَقَزَ يَنْقُزُ ويَنْقِزُ نَقْزَاً ونَقَزَاناً ونِقازاً، ونَقَزَ كَذَا فِي المُحكَم، فَفِي عبارةِ المُصَنِّف قُصورٌ ظاهِرٌ من وُجوه، كَمَا يَظْهَرُ عِنْد التَّأَمُّل. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: النَّقْز: انْضِمامُ القَوائمِ فِي الوَثب، والنَّفْز: انتِشارُها. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: كَانَ يُصلِّي الظُّهْرَ والجَنادِبُ تَنْقُزُ من الرَّمْضاء. أَي تَقْفزُ وتَثِبُ من شدَّةِ الحَرّ. وَفِي الحَدِيث أَيْضا: يَنْقُزان القِرَبَ على مُتونِهما. وَقد استُعمِلَ النَّقْزُ أَيْضا فِي بَقَرِ الوَحْشِ، قَالَ الراجز: كأنَّ صيرانَ المَها المُنَقَّزِ
النَّقَز، بِالتَّحْرِيكِ: رُذالُ المالِ، ويُكسَر، وَأنْشد الأَصْمَعِيّ:
(أَخَذْتُ بَكْرَاً نَقَزَاً من النَّقَزْ
…
ونابَ سَوْءٍ قَمَزَاً من القَمَزْ)
وأَنْقَزَ الرجلُ: اقْتَناه، مثلُ أَقْمَزَ وأَغْمَزَ. وعَطاءٌ ناقِزٌ وَذُو ناقِز: خَسيسٌ، قَالَ إهابُ بنُ عُمَيْر:
(لَا شَرْطَ فِيهَا وَلَا ذُو ناقِزِ
…
قاظَ القُرَيَّاتِ إِلَى العَجالِزِ)
النُّقَاز، كغُراب: داءُ للماشية وخُصَّ بالغنَم شَبيهٌ بالطاعون فتَثْغو الشاةُ مِنْهُ ثَغْوَةً وَاحِدَة وتَنْزُو وتَنْقِزُ مِنْهُ حَتَّى تَمُوت، مثلُ النُّزاءِ. وشاةٌ مَنْقُوزة: بهَا ذَلِك. وأَنْقَزَ الرجلُ: وَقَعَ فِي ماشِيَتِه ذَلِك. أَنْقَزَ عدُوَّه: قَتَلَه قَتْلاً وحِيَّاً، أَي سَرِيعا. النّقَّاز، كرُمّان وشَدَّادٍ: طائرٌ أَسْوَد الرأسِ والعنُق، وسائرُه إِلَى الوُرْقَة، أَو هُوَ من صِغارِ العصافير. وَقَالَ عَمْرُو بنُ بَحْر: يُسمَّى العُصفورُ نَقَّازاً وجَمْعُه النَّقاقيزُ، لنَقَزانِه، أَي وَثْبِه إِذا مَشى
…
والعصفورُ طَيَرَانُه نَقَزَانٌ أَيْضا، لأنّه لَا يُسمَحُ)
بالطَّيَرانِ كَمَا لَا يُسمَحُ بالمَشي. وانْتَقَزَت الشَّاة: أصابَها النُّقازُ، أَي الداءُ الَّذِي ذُكِرَ آنِفاً. انْتَقزَ لَهُ من مالِه: أَعْطَاه نَقَزَه، أَي خَسيسَه واختارَ لَهُ ذَلِك. ونَقيزَة، كسَفينة: كُورةٌ بمِصر من كُوَرِ بَطْنِ الرِّيف. ونَواقِزُ الدّابّة: قَوائِمُها لأنّها تَنْقِزُ بهَا، وَكَذَلِكَ وَقَعَ فِي المُصَنِّف لأبي عُبَيْد.
وأَوْرَدَ شِعرَ الشَّمَّاخ.