الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العُبابِ: هُوَ جُهَيْس بن أَوْس، ويُقال: أَوس النَّخَعِيُّ وَيُقَال: الخُزاعِيُّ: صحابِيٌّ قدِمَ على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي نفَرٍ من أَصحابِه، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إنّا حَيٌّ من مَذْحِجٍ عُبابُ سَلَفِها، ولُبابُ شَرَفِها. قَالَ: هَكَذَا ذكره الخطّابيُّ فِي غَرِيب الحَدِيث، من تأْليفه، والزَّمخشريُّ فِي الفائقِ الَّذِي هُوَ بخَطِّه. أَو هُوَ جُهَيْشُ بنُ يَزيدَ بنِ مالِكِ بنِ عَبْد الله بن الْحَارِث بن بِشْرِ بنِ ياسِرِ بن جُشم بنِ مالِكِ بنِ بَكْرٍ كَمَا ذكرَه ابْن الكَلْبِيِّ فِي جَمهَرَةِ النَّسب، واسمُه الأَرقَمُ، هَكَذَا ضبطَه بالشِّين المُعجَمَةِ، قَالَ الصَّاغانِيُّ هَكَذَا رأَيتُه فِيهِ بخَطِّ ابنِ عبدَةَ النّسابَةِ، وَقَالَ فِيهِ: وفَدَ على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
جيس
{جَيْسانُ، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ الليثُ: هُوَ اسْمٌ. قَالَ الدِّينَوَريُّ:} الجيسُوانُ: جِنْسٌ من أَفْخَرِ النَّخْلِ لَهُ بُسْرٌ جَيِّدٌ، واحِدَتُه {جَيْسُوانَةٌ، وَهُوَ مُعَرَّب كَيْسُوان، وَمَعْنَاهُ الذَّوائبُ وأَصلُه فارِسيٌّ، نَقله الصَّاغانِيّ. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ:} جيْسَانُ: اسمُ مَوضِعٍ فِي شِعرِ عبدِ القيسِ، وَرَوَاهُ ابْن دُريد بالشِّينِ، وسيأْتي إنْ شاءَ اللهُ.
(فصل الْحَاء مَعَ السِّين)
حبس
الحَبْسُ: المَنْعُ والإمساكُ، وَهُوَ ضِدُّ التَّخْلِيَة، كالمَحْبَسِ، كمقْعَد، قَالَه بعضَهم، ونظيرُه قولُه تَعَالَى: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ أَي رُجوعُكُم ويَسْأَلُونَكَ عَن المَحِيضِ قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ هَذَا بمُطَّرِدٍ، إنَّما يُقْتَصَرُ مِنْهُ على مَا سُمِعَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ:
المَحْبِسُ على قِياسِهِم: المَوضِعُ الَّذِي يُحْبَسُ فِيهِ، والمَحْبَسُ: المَصْدَرُ، وَقَالَ الليثُ: المَحْبِسُ يكونُ سِجْناً، وَيكون فِعلاً، كالحَبْسِ، حبَسَهُ يَحْبِسُه، من حَدّ ضَرَبَ، حَبْساً، فَهُوَ مَحْبُوسٌ وحَبِيسٌ. الحَبْسُ: الشَّجاعَةُ، عَن ابنِ الأَعرابِيِّ. الحَبْسُ: ع أَو جَبَلٌ فِي دِيارِ بَني أَسَد، ويُكْسَرُ، وَبِهِمَا رُويَ بيتُ الحارثِ بنِ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيِّ:
(لِمَن الدِّيارُ عَفَوْنَ بالحَبْسِ
…
آياتُها كمَهارِقِ الفُرْسِ)
نقلَهما الصَّاغانِيُّ، ورُويَ بالضَّمِّ أَيضاً، فَهُوَ إِذا مثلَّثٌ. الحَبْسُ: الجَبَلُ الأَسوَدُ العَظيمُ، عَن أَبي عَمْرو، وأَنشدَ:
(كأَنَّه حَبْسٌ بلَيْلٍ مُظْلِمُ
…
جَلَّلَ عِطْفَيْهِ سَحابٌ مُرْهِمُ)
وَقَالَ ثعلَبٌ يكونُ الجَبَلُ خَوْعاً، أَي أَبيَضَ ويكونُ بقعَةٌ سَوداءُ، ويَكونُ الجَبَلُ حَبْساً، أَي أَسودَ تكونُ فِيهِ بقعَةٌ بيضاءُ. الحِبْسُ، بالكَسرِ: خَشَبَةٌ أَو حِجارَةٌ تُبْنَى فِي مَجْرَى الماءِ لِتَحْبِسَه كي يَشْرَبَ القومُ ويَسْقُوا أَموالَهُم. ويُفتَحُ، حكاهُ العامِرِيُُّ، والجَمْعُ أَحْباسٌ، وَقيل: مَا سُدَّ بِهِ مَجرى الْوَادي فِي أَيِّ مَوضِعٍ: حَبْسٌ، وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: هِيَ حِجارَةٌ تُوضَعُ فِي فوهَةِ النَّهْرِ تَمنعُ طُغيانَ الماءِ. قَالَ أَبو عَمْرو: الحِبْسُ كالمَصْنَعَةِ تُجعَلُ للماءِ، والجَمْعُ أَحْباسٌ. الحِبْسُ: نِطاقُ الهَوْدَجِ. الحِبْسُ: المِقرَمَةُ، وَهِي: ثَوْبٌ يُطْرَحُ على ظَهْرِ الفِراشِ للنَّومِ عليهِ. قَالَ ابنُ عَبّاد: الحِبْسُ: الماءُ المَجموعُ الَّذِي لَا مادَّةَ لهُ،
سُمِّيَ باسم مَا يُسَدُّ بهِ، كَمَا يُقالُ لهُ: نِهْيٌ أَيضاً، قَالَ) أَبو زُرْعَةَ التَّمِيمِيُّ:
(منْ كَعْثَبٍ مُسْتَوْفِزِ المَجَسِّ
…
رابٍ مُنيفٍ مثلِ عَرضِ التُّرْسِ)
(فَشِمْتُ فِيهَا كعَمُودِ الحِبْسِ
…
أَمْعَسُها يَا صاحِ أَيَّ مَعْسِ)
(حَتَّى شَفَيْتُ نَفسها من نَفْسِي
…
تلكَ سُلَيمَى فاعْلَمَنَّ عِرْسِي)
الحِبْس: سِوارٌ من فِضَّةٍ يُجْعَلُ فِي وسَطِ القِرامِ، وَهُوَ سِتْرٌ يُجْمَعُ بِهِ ليُضِيءَ البيْتُ. فِي حَدِيث الفتحِ أَنَّه بعثَ أَبا عُبيدةَ على الحُبُسِ، ضبَطَه الزَّمخشريُّ، بضمَّتينِ، وَقَالَ: همُ الرَّجّالةُ. قَالَ القُتَيْبِيُّ: ورواهُ بضَمٍّ فَسُكُون، سُمُّوا بذلك لتحَبُّسِهم الخَيَّالَةَ ببُطء مَشْيِهِم، كأَنّه جمعُ حَبُوس، أَو لأَنَّهم يَتَخَلَّفونَ عنهُم، ويحْتَبسُون عَن بُلُوغِهِم، كأَنّه جَمْعُ حَبِيسٍ، وَقَالَ القُتَيْبِيُّ: وأَحسبُ الواحِدَ حَبيساً، فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفْعُول، ويَجوز أَن يكونَ حابِساً، كأَنّه يَحْبِسُ مَن يسيرُ من الرُّكْبانِ بمَسيرِه، كالحُبَّسِ، كرُكَّع. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وأَكثَرُ مَا يُروَى هَكَذَا، فَإِن صَحَّتِ الرِّوايَةُ فَلَا يكون واحِدُها إلاّ حابِساً، كشاهِدٍ وشُهَّدٍ، قَالَ: وأَمّا حَبيسٌ فَلَا يُعرَفُ فِي جَمْعِ فَعِيل فُعَّلٌ، وإنَّما يُعرَف فِيهِ فُعُلٌ كنَذيرٍ ونُذُرٍ. منَ المَجاز: الحُبُسُ: كُلُّ شيءٍ وقَفَه صاحِبُه وَقفاً مُحَرَّماً لَا يُباعُ وَلَا يُورَثُ من نَخْلٍ أَو كَرْمٍ أَو غَيرهَا، كأَرْضٍ أَو مُسْتَغَل
ٍّ يُحَبَّسُ أَصلُه وتُسَبَّلُ غَلَّتُه، هَكَذَا فِي سَائِر الأُصول، وَفِي بعض الأُمَّهاتِ: ثَمَرَتُه، أَي تَقَرُّباً إِلَى الله تَعَالَى، كَمَا قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لعُمَرَ فِي نَخْلٍ لَهُ أَرادَ أَن يتقَرَّبَ بصَدَقَته إِلَى الله عز وجل، فَقَالَ لهُ: حَبِّس الأَصْلَ وسَبِّل الثَّمَرَةَ. أَي اجعلْه وَقفاً حُبُساً. وَمَا رُويَ عَن شُرَيْحٍ أَنه قَالَ: جاءَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بإطلاقِ الحُبُسِ. إنَّما أَرادَ بهَا مَا كَانَ من أَهل الجاهليَّة يَحبِسونَه من السَّوائبِ، والبَحائِر، والحَوامِي، وَغَيرهَا، والمَعنى أَنَّ الشَّريعةَ أَطلَقَتْ مَا حَبَسُوا وحلَّلَتْ مَا حَرَّموا، وَهُوَ جَمْعُ حَبيسٍ، وَقد رَوَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغريبَين بِإِسْكَان الباءِ، قَالَ ابْن الأَثيرِ: فإنْ صَحَّ فيكونُ قد خفَّفَ الضَّمَّةَ، كَمَا قَالُوا، فِي جَمْعِ رَغيفٍ: رُغْفٌ، بِالسُّكُونِ، والأَصلُ الضَّمّ. والحُبْسَة، بالضَّمّ: الاسمُ من الاحْتِباس، يُقَال: الصَّمتُ حُبْسَةٌ، وَهُوَ تَعَذُّرُ الكلامِ وتوقُّفُه عِنْد إرادَتِه، قَالَ المُبَرِّدُ فِي بَاب عِلَلِ اللِّسان قَالَ والعُقْلَة: الْتِواءُ اللِّسان عِنْد إرادةِ الكلامِ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الحُبْسَةُ: ثِقَلٌ يَمْنَعُ من البَيان، فَإِن كَانَ الثِّقَلُ من العُجمَةِ فَهِيَ حُكْلَةٌ. منَ المَجاز: الحَبيسُ من الخَيل، كأميرٍ: المَوقوفُ فِي سَبِيل اللهِ على الغُزاةِ يركبونَه فِي الجِهادِ، كالمَحْبوسِ والمُحْبَس كمُكْرَمٍ، قَالَه اللَّيْث، وكلُّ مَا حُبِسَ بوَجهٍ حَبْسَاً واَحْبَسَه إحْباساً، وحَبَّسَه تَحْبِيساً، قَالَ ابنُ دُرَيْد: وَهَذَا أحدُ مَا)
جاءَ على فَعيلٍ من أَفْعَلَ، قَالَ شَيْخُنا: وَقَالَ قومٌ: الفَصيحُ: أَحْبَسه وحَبَّسَه تَحْبِيساً. وَحَبَسه، مُخفَّفاً، لغةٌ رديئةٌ، وَبِالْعَكْسِ وَقَفَه وأَوْقَفَه فإنّ الأفصَحَ وَقَفَه مُخفَّفاً، ووَقَّفَ مُشَدَّداً مُنكرَةٌ قليلةٌ.
قلتُ: وَفِي شرحِ الفَصيحِ لِابْنِ دَرَسْتَوَيْه: أمّا قولُه: أَحْبَسْتُ فرسا فِي سبيلِ الله، بِمَعْنى جَعَلْتُه مَحْبُوساً،
فَدَخَلتْ الألِفُ لهَذَا الْمَعْنى لأنّه من مواضِعِها، وَلَا يَمْتَنِعُ أَن يُقَال: حَبَسْتُ فرَسي فِي سبيلِ الله، كَمَا تقولُه العامَّةُ لأنّه إِذا أُحْبِسَ فقد حُبِسَ، وَلَكِن قد استُعمِلَ هَذَا فِي الوَقْفِ من الخَيلِ وسائرِ الأموالِ الَّتِي مُنِعَتْ من البَيع والهِبَةِ، للفَرقِ بَين المَوقوفِ المَمنوع، وبينَ المُطلَقِ غير الْمَمْنُوع. والحَبيس: قد يكون فَعيلاً فِي مَوْضِعِ مَفْعُولٍ، مثلَ قتيلٍ وجَريحٍ، وَقد يقعُ فِي مَوْضِع المُفْعَل لأنّهما جَمِيعًا فِي الْمَعْنى مَفْعُولان، وَإِن كَانَ لفظُ أحدِهما مُفْعَلاً، فَلذَلِك قيل: حَبَسْتُ فرَسي فَهُوَ حَبيسٌ. الحَبيس: ع، بالرَّقَّةِ فِيهِ قُبورُ جماعةٍ شَهِدوا صِفِّينَ مَعَ عليٍّ رضي الله عنه. وذاتُ حَبيسٍ: ع، بمكّةَ شرَّفَها اللهُ تَعَالَى، جاءَ ذِكرُه فِي الحديثِ وهناكَ الجبلُ الأسوَدُ المُلَقَّبُ بالظُّلَم كصُرَدٍ. وحَبَسْتُ الفِراشَ بالمِحْبَسِ، بالكَسْر: اسمٌ للمِقْرَمَةِ وَهِي: السِّتْر، أَي سَتَرْتُه، كحَبَّسْتُه تَحْبِيساً. والحابِسَة، والحابِس: الإبلُ كَانَت تُحبَسُ عندَ البيوتِ لكَرَمِها، وَهِي الحَبائسُ أَيْضا، وَفِي حديثِ الحَجّاج: أنَّ الإبلَ ضُمُرٌ حُبُسٌ مَا جُشِّمَتْ جَشِمَتْ. قَالَ ابنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيّ، وَقَالَ: الحُبُس: جمعُ حابِسٍ، من حَبَسَه، إِذا أَخَّرَه، أَي أنّها صَوابِرُ على العَطَشِ تُؤَخِّرُ الشرْبَ، والرِّوايةُ بالخاءِ وَالنُّون. وحُبْسانُ، بالضَّمّ: ماءٌ قُربَ الكُوفةِ غَرْبِيَّ طريقِ الحاجِّ مِنْهَا. وتَحْبِيسُ الشيءِ: أَن يبْقى أصلُه، وَمَعْنَاهُ: أَن لَا يُورَثَ وَلَا يُباعَ وَلَا يُوهَب، وَلَكِن يُترَكُ أصلُه
ويُجعَلُ ثمَرُه فِي سبيلِ الله، هَكَذَا فُسِّرَ بِهِ حديثُ عمرَ السابقُ. واحْتَبَسَه: حَبَسَه، فاحْتَبسَ، لازِمٌ مُتعَدٍّ. وَتَحَبَّسَ على كَذَا، أَي حَبَسَ نَفْسَه عَلَيْهِ. وحابَسَ صاحِبَه، قَالَ العَجّاج:
(إِذا الوَلُوعُ بالوَلوعِ لَبَّسا
…
حَتْفَ الحِمَامِ والنُّحوسِ النُّحَّسا)
(وحابَسَ الناسُ الأمورَ الحُبَّسا
…
وَجَدْتَنا أَعَزَّ مَن تَنَفَّسا)
وفُنونُ بنتُ أبي غالِبِ بنِ مَسْعُودِ بنِ الحَبُوس، كصَبُورٍ، الحَرْبِيَّة: مُحدِّثةٌ، رَوَتْ عَن عُبَيْد الله بن أحمدَ بنِ يوسُف. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: حَبَسَه: ضَبَطَه، قَالَه سِيبَوَيْهٍ. واحْتَبَسَه: اتَّخذَهُ حَبيساً، وَقيل: احْتِباسُكَ إيّاه: اخْتِصاصُكَ بِهِ نَفْسَكَ، تَقول: احْتَبَسْتُ الشيءَ، إِذا اخْتَصَصْتَه لنَفسِك خاصَّةً. وإبلٌ مُحْبَسَةٌ: داجِنَةٌ، كأنّها قد حُبِسَتْ عَن الرَّعْي، وَفِي حَدِيث طَهْفَةَ: وَلَا يُحْبَسُ) دَرُّكُم. أَي لَا تُحبَسُ ذواتُ الدَّرِّ. وَفِي حديثِ الحُدَيْبِيَة: حَبَسَها حابِسُ الْفِيل. أَي فيلُ أَبْرَهةَ الحَبَشيِّ الَّذِي جاءَ يَقْصِدُ خَرابَ الكَعبةِ فَحَبَسَ اللهُ الفيلَ فَلم يدخلِ الحرَمَ، ورَدَّ رَأْسَه راجِعاً من حيثُ جَاءَ. والمَحْبِس: مَعْلَفُ الدَّابَّةِ. وَفِي النَّوادِر: جَعَلَني اللهُ رَبيطةً لكذا وحَبيسَةً، أَي تَذْهَبُ فَتَفْعلُ الشيءَ وأُوخَذُ بِهِ. والحابِسُ: مَصْنَعةُ الماءِ. وزِقٌّ حابِسٌ: مُمْسِكُ المَاء.