المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

{والغَضْغَضَة: أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ فَلَا يُبِينُ. ويُقَال للرَّاكِبِ إِذا سَأَلْتَهُ - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ١٨

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌(فصل الشين الْمُعْجَمَة مَعَ الصَّاد)

- ‌شبربص

- ‌شبص

- ‌شحص

- ‌شخص

- ‌شرص

- ‌شربص

- ‌شرنص

- ‌شصص

- ‌شقص

- ‌شكص

- ‌شمص

- ‌شنبص

- ‌شنص

- ‌شنفص

- ‌شنقص

- ‌شوص

- ‌شيصَ

- ‌(فصل الصَّاد الْمُهْملَة مَعَ نَفسهَا)

- ‌صصص

- ‌صعفص

- ‌صوص

- ‌صيص

- ‌(فصل الْعين الْمُهْملَة مَعَ الصَّاد)

- ‌عبقص

- ‌عتص

- ‌عرص

- ‌عرفص

- ‌عرقص

- ‌عصص

- ‌عفص

- ‌عفقص

- ‌عقص

- ‌عكص

- ‌عكمص

- ‌علص

- ‌علفص

- ‌علمص

- ‌علهص

- ‌عمص

- ‌عملص

- ‌عنص

- ‌عنفص

- ‌عنقص

- ‌عوص

- ‌عيص

- ‌(فصل الْغَيْن الْمُعْجَمَة مَعَ الصَّاد)

- ‌غبص

- ‌غصص

- ‌غفص

- ‌(غلص)

- ‌غمص

- ‌غنص

- ‌غوص

- ‌(فصل الْفَاء مَعَ الصَّاد)

- ‌فترص

- ‌فحص

- ‌فرص

- ‌فرفص

- ‌فصص

- ‌فعص

- ‌فَقص

- ‌فلص

- ‌فوص

- ‌فيص

- ‌(فصل الْقَاف مَعَ الصَّاد)

- ‌قبص

- ‌قحص

- ‌قرص

- ‌قرفص

- ‌قرقص

- ‌قرمص

- ‌قرنص

- ‌قصَص

- ‌قعص

- ‌قعمص

- ‌قفص

- ‌قلص

- ‌قمرص

- ‌قمص

- ‌قنص

- ‌قنبص

- ‌قوص

- ‌قيص

- ‌(فصل الْكَاف مَعَ الصَّاد)

- ‌كآص

- ‌كبص

- ‌كحص

- ‌كرص

- ‌كرمص

- ‌كصص

- ‌كعص

- ‌كلمص

- ‌كمص

- ‌كنص

- ‌كيص

- ‌(فصل اللَّام مَعَ الصَّاد)

- ‌لبص

- ‌لحص

- ‌لخص

- ‌لصص

- ‌لعص

- ‌لقص

- ‌لمص

- ‌لوص

- ‌لِيصُ

- ‌(فصل الْمِيم مَعَ الصَّاد)

- ‌مأَص

- ‌محص

- ‌مرص

- ‌مصص

- ‌معص

- ‌مغص

- ‌ملص

- ‌موص

- ‌مهص

- ‌(فصل النُّون مَعَ الصَّاد)

- ‌نبص

- ‌نحص

- ‌نخص

- ‌ندص

- ‌نشص

- ‌نصص

- ‌نعص

- ‌نغص

- ‌نفص

- ‌نقص

- ‌نكص

- ‌نمص

- ‌نوص

- ‌نيص

- ‌(فصل الْوَاو مَعَ الصَّاد)

- ‌وأَص

- ‌وبص

- ‌وحص

- ‌وَخص

- ‌ودص

- ‌ورص

- ‌وصص

- ‌وقص

- ‌وهص

- ‌(فصل الهاءِ مَعَ الصَّاد)

- ‌هبص

- ‌هرص

- ‌هرنص

- ‌هرنقص

- ‌هصص

- ‌هقص

- ‌هلنقص

- ‌همص

- ‌هندلص

- ‌هنبص

- ‌هيص

- ‌(فصل الياءِ مَعَ الصَّاد)

- ‌يصص

- ‌ينص

- ‌يوص

- ‌(بَاب الضَّاد الْمُعْجَمَة)

- ‌(فصل الْهمزَة مَعَ الضَّاد الْمُعْجَمَة)

- ‌أَبض

- ‌أَرض

- ‌أَضض

- ‌أَمض

- ‌أَنض

- ‌أَيض

- ‌(فصل الباءِ مَعَ الضَّاد)

- ‌برض

- ‌بضض

- ‌بعض

- ‌بغض

- ‌بوض

- ‌بهض

- ‌بيض

- ‌(فصل التاءِ مَعَ الضَّاد)

- ‌ترض

- ‌تعض

- ‌(فصل الْجِيم مَعَ الضَّاد)

- ‌جحض

- ‌جرض

- ‌جربض

- ‌جرفض

- ‌جرمض

- ‌جضض

- ‌جلض

- ‌جلهض

- ‌جلنض

- ‌جمض

- ‌جهض

- ‌جوض

- ‌جيض

- ‌(فصل الحاءِ مَعَ الضَّاد)

- ‌حبض

- ‌حرض

- ‌حرفض

- ‌حضض

- ‌حفرضض

- ‌حفض

- ‌حمض

- ‌حَوْض

- ‌حيض

- ‌(فصل الخاءِ مَعَ الضَّاد)

- ‌خرض

- ‌خضض

- ‌خفض

- ‌خفرضض

- ‌خوض

- ‌(فصل الدَّال مَعَ الضَّاد)

- ‌دأَض

- ‌دحض

- ‌دحرض

- ‌دخض

- ‌دضض

- ‌دفض

- ‌دكض

- ‌دهض

- ‌ديض

- ‌(فصل الراءِ مَعَ الضَّاد)

- ‌ربض

- ‌رحض

- ‌رضض

- ‌رعض

- ‌رفض

- ‌ رَكَضَ

- ‌رمض

- ‌روض

- ‌(فصل الشين مَعَ الضَّاد)

- ‌شرض

- ‌شرنض

- ‌شمرض

- ‌(فصل الضَّاد مَعَ الضَّاد)

- ‌ضوض

- ‌(فصل الْعين مَعَ الضَّاد)

- ‌عجمض

- ‌عربض

- ‌عرض

- ‌عرمض

- ‌عضض

- ‌علض

- ‌ عَلْهَضْ

- ‌علمض

- ‌عوض

- ‌(فصل الْغَيْن مَعَ الضَّاد)

- ‌غبض

- ‌غَرَض

- ‌غضض

- ‌غمض

- ‌غنض

- ‌غيض

- ‌(فصل الفاءِ مَعَ الضَّاد)

- ‌فحض

- ‌فرض

- ‌ف ض ض

- ‌فوض

- ‌فهض

- ‌ف ي ض

الفصل: {والغَضْغَضَة: أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ فَلَا يُبِينُ. ويُقَال للرَّاكِبِ إِذا سَأَلْتَهُ

{والغَضْغَضَة: أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ فَلَا يُبِينُ. ويُقَال للرَّاكِبِ إِذا سَأَلْتَهُ أَنْ يُعَرِّجَ عَلَيْكَ قَليلاً:} غُضَّ ساعَةً، وكَذلك {اغْضُضْ، أَي احْبِسْ لي مَطِيَّتَكَ وقِفْ عَلَيَّ. كَمَا فِي الأَسَاس. وأَنشد الصّاغَانيّ للنّابغَةِ الجَعْدِيّ:

(خَلِيلَيَّ} غُضَّا سَاعَةً وتَهَجَّرَا

ولُومَا عَليّ مَا أَحْدَثَ الدَّهْرُ أَوْ ذَرَا)

أَي غُضَّا من سَيْرِكُمَا وعَرِّجَا قَلِيلا ثمّ روحَا مُتَهَجِّرَيْنِ. {وانْغِضَاضُ الطَّرْفِ: انْغِماضُه، وَقد ذَكَرَهُ المُصَنِّف اسْتطْراداً فِي غ م ض وأَحالَ على هَذِه المَادَّة.} والغَضْغَضَةُ: غَلَيَانُ القِدْرِ، نَقَلَه ابنُ القَطّاع. ومُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ بنِ الصَّباح! - الغَضِيضِيّ، كَانَ يَتَوَلَّى حَمْدُونَةَ ابنَةَ غَضِيض أُمَّ وَلَدِ هارُونَ الرَّشِيدِ، وحَدَّثَ عَن رُشْدٍ بنِ سَعْدٍ، وعَنْه ابنُ أَبي الدُّنِيَا.

‌غمض

الغَامِضُ: المُطْمَئِنُّ المُنْخَفِضُ من الأَرْضِ. ج غَوَامِضُ، كالغَمْضِ، بالفَتْح. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَمْضُ: أَشَدُّ الأَرْضِ تَطَامُناً، يَطْمَئِنُّ حَتَّى لَا يُرَى مَا فِيهِ. ومَكَانٌ غَمْضٌ. قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا اعْتَسَفْنَا رَهْوَةً أَو غَمْضَا فَيْفاً كأَنَّ آلَهُ المُبْيَضَّا مُلاءُ غَسّالٍ أَجَادَ الرَّحْضَا ج غُمُوضٌ وأَغْمَاضٌ. قَالَ رُؤْبَةُ أَيْضاً يَمْدَحُ بِلَالَ بْنَ أَبي بُرْدَةَ: أَنْتَ المُجَلِّي ظُلَمَ الأَغْمَاضِ كالبَدْرِ يَجْلُو اللَّيْلَ بالبَيَاضِ هَكَذَا أَنْشَدَه الصّاغَانِيُّ. وَقد غَمَضَ المَكَانُ يَغْمُضُ غُمُوضاً، من حَدَّ نَصَرَ، غَمُضَ، ككَرُمَ، غُمُوضَةً وغَمَاضَةً، كَذَا نَقَلَه الجَوْهَريُّ والجَمَاعَةُ.

ص: 464

الغَامِضُ: الرَّجُلُ الفَاتِرُ عَن الحَمْلَةِ، جَمْعُه غَوَامِضُ، قالَهُ اللَّيْثُ وأَنْشَدَ: والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ لَا يَسْتَطِيعُ جَرَّهُ الغَوَامِضُ ويُرْوَى: نَزْعَهُ الغَوَامِضُ. الغَامِضُ: خِلافُ الوَاضِحِ من الكَلامِ، وَقد غَمُض، ككَرُمَ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ، زادَ ابنُ بَرّيّ: غَمَضَ، مثْل نَصَرَ، غُمُوضَةً، مَصْدَرُ الأَوَّل، وغُمُوضاً، مَصْدَرُ الثَّاني، فَفيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتِّبٌ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَفِي كَلَام ابْن السّرّاجِ، قَالَ: فتَأَمَّلْه فإِنَّ فِيهِ غُمُوضاً يَسِيراً، أَي أَنّ الضَّميرَ رَاجعٌ للكَلَام. وَفِي الأَسَاس: مسأَلةٌ فيهَا غَوَامِضُ. وَفِي اللِّسَان: مَسْأَلَةٌ غامِضَةٌ: فِيهَا نَظَرٌ ودِقَّةٌ. الغامِضُ: الخَامِلُ الذَّلِيلُ. وَفِي الصّحاح والعُبَاب: رَجُلٌ ذُو غَمْضٍ: خامِلٌ ذَلِيلٌ. وأَنشَدُوا قَوْلَ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ لأَخيهِ عَامِرِ بنِ لُؤَيٍّ: وَفِي الكَلِمَات القُدْسِيَّة: إِن أَغْبَطَ أَوْلِيَائي عِنْدي لَمُؤْمِنٌ خَفِيفَ الحَاذِ، ذُو حَظٍّ من الصَّلاةِ أَحسَنَ عِبَادَةَ رَبِّه وأَطاعَه فِي السِّرِّ، وَكَانَ غامِضاً فِي النَّاس، لَا يُشَارُ إِلَيْه بالأَصَابِع، وكانَ رِزْقُهُ كَفَافاً فصَبَرَ عَلَى ذلِك. الغَامِضُ: الحَسَبُ الغَيْرُ المَعْرُوفِ جَمْعُه: أَغْمَاضٌ، كصَاحبٍ وأَصْحَابٍ. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ والصَّاغَانِيّ لرُؤْبَةَ: بِلالُ يَا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحَاضِ) لَيْسَ بأَدْناسٍ وَلَا أَغْمَاضِ ويُقَال: إِنَّه جَمْعُ غَمْضٍ. الغَامِضُ: الغَاضُّ من

ص: 465

الخَلَاخِل فِي السّاقِ، وَقد غَمَضَ فِي السّاقِ غُمُوضاً: غضَّ. وَفِي اللّسَان: غاصَ. الغَامِضُ مِنَ الكُعُوبِ: مَا وَارَاه اللَّحْمُ. من السُّوقِ: السَّمينُ. غَمَضَ يَغْمِضُ، من حَدّ ضَرَبَ، من قَوْلهمْ غَمَضَ عَنهُ فِي البَيْعِ أَو الشِّرَاءِ يَغْمِضُ، إِذَا تَسَاهَلَ عَلَيْهِ، كأَغْمَضَ، كَذَا فِي العُبَاب والصّحاح. وَمن الْبَاب الأَوَّلِ قِرَاءَةُ الجَمَاعَة إِلَاّ أَنْ تَغْمِضُوا فِيهِ كَمَا سَيَأْتي قَريباً. وَفِي الحَديث لم تَأْخُذْه إِلَاّ على إِغْمَاضٍ الإِغْمَاضُ: المُسَامَحَةُ والمُسَاهَلَة. وَيُقَال: غَمَضَ عَنْه، إِذا تَجَازوَزَ. غَمَضَ فِي الأَمْرِ، هكَذا فِي سَائِر الأُصُول، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ كَمَا فِي نَوَادِرِ اللّحِيَانيّ غَمَضَ فِي الأَرْضِ يَغْمُضُ ويَغْمِضُ، من حَدّ نَصَرَ وضَرَبَ، غُمُوضاً، إِذا ذَهَلَ فِيهَا، إِلى هُنَا نَصّ النَّوَادر، وسارَ، وَهُوَ بمَعْنَاه.

وَفِي الأَسَاسِ واللّسَان: غَابَ، بَدَلُ: سَارَ، وَهُوَ نَصُّ اللِّحْيَانيّ أَيْضاً فِي اللّسَان. غَمَضَ السَّيْفُ فِي اللَّحْمِ يَغْمُضُ، من حَدّ نَصَرَ: غَابَ، عَن ابْنِ عَبّدٍ. وَفِي الأَسَاس: ضَرَبْتُه بالسَّيْفِ فغَمَضَ فِي اللَّحْمِ غَمْضَةً. ودَارٌ غامِضَةٌ: غَيْرُ شَارِعَةٍ، وَقد غَمَضَتْ تَغْمُضُ غُمُوضاً، قالَهُ اللَّيْثُ.

وَفِي اللِّسَان: إِذَا لَمْ تَكُنْ على شَارِعٍ. وَفِي الأَسَاسِ: وَهِي الَّتي تَنَحَّتْ عَن الشَّارِع. وَمَا اكْتَحَلْت غَمَاضاً، بالفَتْح ويُكْسَر، وَلَا غُمْضاً، بالضَّمِّ، وَلَا تَغْمَاضاً، وَلَا تَغْمِيضاً، بفَتْحِهِما، ذَكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيّ، وَلم يَذْكُرِ الصَّاغَانِيُّ الأَخِيرَ. زَاد ابنُ سِيدَه وَلَا إِغْمَاضاً، بالكَسْرِ، وأَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ، أَي مَا نِمْتُ. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: الغُمْضُ

ص: 466

والغُمُوضُ والغِمَاضُ: مَصْدَرٌ لِفِعْل لم يُنْطَقْ بِهِ، مثل الفَقْر، قَالَ رُؤْبَةُ: أَرَّق عَيْنَيْك عَنِ الغِمَاضِ بَرْقٌ سَرَى فِي عَارِضٍ نَهَّاضِ يُقَالُ: مَا لي فِي هذَا الأَمْر غَمِيضَةٌ، وغَميزة، أَي عَيْبٌ، كَمَا فِي العُبَاب والصّحاح. واغْمِضْ لي فيمَا بِعْتَنِي، هُوَ من حَدّ ضَرَبَ فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّوَاب أَغْمِضْ، كأَكْرِمْ، كَمَا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي الصّحاح والعُبَاب، وغَمِّضْ، من بَاب التَّفْعِيل، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ وابنُ سِيدَه، كأَنَّكَ تُرِيدُ الزِّيَادَةَ مِنْهُ لرَدَاءَتِهِ والحَطَّ من ثَمَنَهِ، فَاسْتعْمل التَّغْمِيض هُنَا فِي غَيْرِ النَّوْمِ. يُقَال: أَغْمَضَ فِي السِّلْعَةِ، إِذَا اسْتَحَطَّ من ثَمَنِهَا لرَدَاءَتِهَا، ويَقُولُ الرَّجُل لبَيِّعِهِ: غَمِّضْ لي فِي البِيَاعَة، مثل أَغْمِضْ لي، أَيْ زِدْنِي، لمَكَانِ رَدَاءَتِهِ، أَو حُطَّ لي من ثَمَنِه. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هُوَ مَجَازٌ.)

وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: يُقال: أَغْمَضَ فِي البَيْع يُغْمِضُ، إِذَا اسْتزادَهُ من المَبِيعِ واسْتَحَطَّه من الثَّمَنِ فوَافَقَهُ عَلَيْهِ. وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَبي طالِبٍ:

(هُمَا أَغْمَضَا لِلْقَوْمِ فِي أَخَوَيْهِمَا

وأَيْدِيهِمَا من حُسْنِ وَصْلِهِمَا صِفْرُ)

قَالَ: وَقَالَ المُتَنَحِّل الهُذَلِيّ:

(يَسُومُونَه أَنْ يُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَهَا

وَقد حَاوَلُوا شِكْساً عَلَيْهَا يُمَارِسُ)

وأَغْمَضَ حَدَّ السَّيْفِ: رَقَّقَهُ، كغَمَّضَه تَغْمِيضاً، الأَخيرُ عَن الزَّمَخْشَرِيّ.

ص: 467

عَن ابْن عَبَّادٍ: أَغْمَضَت العَيْنُ فُلَاناً، إِذا ازْدَرَتْهُ، أَيْ احْتَقَرَتْهُ. كَذَا أَغْمَضَ فُلانٌ فُلاناً، إِذَا حَاضَرَه فسَبَقَهُ بَعْدَ مَا سَبَقَه ذَلكَ، عَن ابْنِ عَبّادٍ أَيْضاً، كَمَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ. يُقَالُ: إِنَّ المُغْمِضَات من الذُّنُوبِ الَّتِي يَرْكَبُهَا الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْرِفُهَا، كَمَا فِي العُبَاب. قُلْتُ: وَهُوَ فِي حَديث مُعَاذٍ: إِيَّاكُم ومُغْمِضَاتِ الأُمُورِ وَفِي روايَة: والمُغْمِضَاتِ منَ الذُّنُوبِ. وَهِي الأُمُورُ العَظِيمَة ث الَّتي يَرْكَبُهَا وَهُوَ يَعْرِفُهَا، فكأَنَّه يُغْمِضُ عَيْنَيْه عَنْهَا تَعَامِياً وَهُوَ يُبصِرُهَا. قَالَ ابنُ الأَثير، ورُبَّمَا رُوِيَ بفَتْحِ الْمِيم، وَهِي الذُّنُوبُ الصّغار، سُمِّيَت لأَنَّهَا تَدِقُّ وتَخْفَى فيَرْكَبُهَا الإِنْسَانُ بضَرْبٍ من الشُّبْهَة وَلَا يَعْلَمُ أَنَّه مُؤَاخَذٌ بارْتِكَابِهَا. وغَمَّضَت النَّاقَةُ تَغْمِيضاً: رُدَّت، هَكَذَا فِي نُسَخِ الصّحاح، وَفِي بَعْضهَا: ذِيدَتْ، ومثلُه فِي الأَسَاسِ، عَن الحَوْض فحَمَلَتْ على الَّذائِدِ مُغَمَّضَةً عَيْنَيْهَا فوَرَدَتْ.

وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبي النَّجْمِ، زادَ الصَّاغَانِيُّ: يَصف نَاقَةً: تَخَبِّطُ الذائدَ إِنْ لم يَزْحَلِ تَغْشَى العَصَا والزَّجْرَ إِنْ قَالَ حَلِ يُرْسِلُهَا التَّغْمِيضُ إِنْ لم تُرْسَلِ قلت: وَبعده: خَوْصَاءَ تَرْمِي باليَتِيم المُحْثَلِ يُقَال: غَمَّضَ فُلانٌ عَلَى هذَا الأَمْرِ، إِذَا مَضَى وَهُوَ يَعْلَمُ مَا فِيهِ، كَمَا فِي العُبَاب. غَمَّضَ الكَلامَ: أَبْهَمَهُ وَهُوَ خِلافُ أَوْضَحَهُ، كَمَا فِي الصّحاح. وَمَا اغْتَمَضَتْ عَيْنَايَ، أَي مَا نَامَتَا، نَقَلَهُ الجَوْهَريّ والصّاغَانِيّ.

ص: 468

قَالَ الأَصْمَعيُّ: يُقَال: أَتَانِي ذلكَ عَلَى اغْتِمَاضٍ، أَي عَفْواً بِلَا تَكَلّفٍ وَلَا مَشَقَّةٍ، وَهُوَ مَجَاز. قَالَ أَبُو النَّجْم: والشَّعْرُ يَأتِينِي على اغْتِمَاضِ) طَوْعاً وكَرْهاً وعَلى اعْتِرَاضِ أَي أَعْتَرِضُه اعْتِرَاضاً فآخُذُ مِنْهُ حَاجَتِي، من غَيْر أَنْ أَكُونَ قَدَّمْتُ الرَّوِيَّةَ فِيهِ. وانْغِمَاضُ الطَّرْفِ: انْغِضَاضُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ. والمُصَنِّفُ لم يَذْكُر انْغِضَاضَ الطَّرْفِ فِي مَوْضِعِهِ، فَهُوَ إِحَالَةٌ على غَيْر مَذْكُور. قَالَ اللِّيْثُ: جَاءَ رَجُلٌ بصَدَقَةٍ من حَشَفِ التَّمْرِ فأَلْقَاهُ فِي خِلَالِ الصَّدَقَةِ، فأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُون ولَسْتُمْ بآخِذِيه إِلَاّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ أَي لَا تُنْفِقْ فِي قَرْضِ رَبِّكَ خَبِيثا، فإِنَّك لَو أَرَدْتَ شِرَاءَهُ لَمْ تَأْخُذْهُ حَتَّى تُغْمِضَ فِيهِ، أَي تَحُطَّ من ثَمَنِهِ. وقَال الزَّجَّاجُ: أَي أَنْتُمْ لَا تَأْخُذُونَه إِلاّ بوَكْسٍ، فكَيْفَ تُعْطُونَهُ فِي الصَّدَقَةِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: لَسْتُم بآخِذِيهِ إِلَاّ عَلَى إِغْمَاضٍ أَو بإِغْمَاضٍ. ويَدُلُّك على أَنَّهُ جَزَاءٌ أَنَّكَ تَجِدُ المَعْنَى: إِنْ أَغْمَضْتُمْ بَعْدَ الإِغْمَاض أَخَذْتُمُوهُ. وقَرَأَ البَرَاءُ بنُ عازِبٍ، رضي الله عنه، والحَسَنُ البَصْرِيُّ، وأَبُو البَرَهْسَم إِلَاّ أَن تَغْمِضُوا فِيهِ بفَتْحِ التّاءِ، وَقد سَبَقَ مَعْنَاهُ. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: مَا غَمَضْتُ، وَلَا أَغْمَضْتُ، وَلَا اغْتَمَضْت، أَي مَا نمْتُ. لُغَاتٌ كُلُّهَا. واغْتَمَضَ البَرْقُ: سَكَنَ لَمَعَانهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، كالنَّائِم تَسْكُنُ حَرَكَاتُه، قَالَ:

(أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ

يَمُوتُ فُوَاقاً ويَشْرَى فُوَاقَا)

ص: 469

وأَغْمَضَ طَرْفَه عَنّي وغَمَّضَه: أَغْلَقَه. وأَغْمَضَ المَيِّتَ وغَمَّضَه، إِغْمَاضا وتَغْميضاً. وتَغْميضُ العَينِ: إِغْماضُها وغَمَّضَ عَلَيْه وأَغْمَضَ: أَغْلَقَ عَيْنَيْه. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لحُسَيْن بن مُطَيْر الأَسَديِّ:

(قَضَى اللهُ يَا أَسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائلاً

أُحِبُّكِ حَتّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ)

وسَمِعَ الأَمْرَ فَأَغْمَضَ عَنْهُ، وعَلَيْهِ، يُكْنَى بِه عَن الصَّبْرِ. ويُقَالُ: سَمِعْتُ مِنْهُ كَذَا وكَذَا فأَغْمَضْتُ عَنْه وأَغْضَيْتُ، إِذا تَغَافَلْتَ عَنهُ. وَفِي الأَسَاس: التَّغْمِيضُ عَن الإِسَاءَةِ هُوَ الإِغْضَاءُ والتَّغَافُلُ، وكَذلِك الاغْتِمَاضُ، وهُوَ مَجَازٌ، وأَنْشَدَ اللّيْثُ:

(ومَنْ لَمْ يُغَمِّضْ عَيْنَهُ عَن صَدِيقِهِ

وعَنْ بَعْضِ مَا فِيِهِ يَمُتْ وَهُوَ عَاتِبُ)

والغَوَامِضُ: صِغَارُ الإِبلِ، وَاحِدُهَا غَامِضٌ. والمَغَامِضُ وَاحِدُهَا مَغْمَضٌ، وَهُوَ أَشَدُّ غُؤُوراً، نَقله الجَوْهَرِيّ، أَي من الغَمْضِ. وأَغْمَضَتِ الفَلاةُ على الشُّخُوصِ: إِذَا لم تَظْهَرْ فيهَا لِتَغْيِيبِ الآلِ إِيَّاهَا وتَغَيُّبِها فِي غُيُوبِهَا. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يَصفُ صَحْرَاءَ:

(إِذَا الشَّخْصُ فِيهَا هَزَّةُ الآلُ أَغْمَضَتْ

عَلَيْه كإِغْمَاضِ المُقَضِّي هُجُولُهَا)

أَي أَغْمَضَت هُجُولُهَا عَلَيْه، أَي يَدْخُل الشَّخْصُ فِي الهُجُول وَلَا يُرَى كَمَا يُغْمِضُ الإِنْسَانُ على)

الشَّيْءِ. والهُجُولُ: جَمْع الهَجْل من الأَرْض، كَمَا فِي اللِّسَان والعُبَاب. وَفِي اللِّسَان: أَغْمَضَت المَفازَةُ عَلَيْهم: لم يَظْهَرُوا فِيهَا كَأَنَّمَا أَغْمَضَتْ عَلَيْهِم أَجْفَانهَا، وَهُوَ مَجازٌ. وغَمَضَ الشَّيْءُ وغَمُضَ، من حَدِّ نَصَرَ وكَرُم، غُمُوضاً، فيهمَا، أَيْ خَفِيَ. وغَمَضَ الشَّيْءُ من حَدِّ نَصَرَ: صَغُرَ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع. وكُل مَا لَمْ يَتِّجِهْ عَلَيْكَ من الأُمُور فَقَد غَمَضَ عَلَيْك.

ص: 470