الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن السنة النبوية هي حصن القرآن الحصين، ودرعه المتين، وحارسه الأمين، وشارحه المبين، تفصل مجمله، وتفسر مشكله، وتوضح مبهمة، وتقيد مطلقه، وتبسط موجزه، وتدفع عنه عبث العابثين، ولهو اللاهين، قال الله تعالى في كتابه المبين:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، فبين سبحانه وتعالى أنه قد تكفل لنا بحفظ هذا الدين، ومنه سنة نبيه الأمين، فلم يذهب منها شيء، وإن لم يستوعبها ويحيط بها كل فرد على حدة، قال الإمام الشافعي - يرحمه الله -:" فإذا جمع علم أهل العلم بها أتى على السنن، وإذا فرق علم كل واحد منهم ذهب عليه الشيء منها، ثم كان ما ذهب عليه منها موجودا عند غيره ".
وإن من أسباب حفظ السنة النبوية المحمدية، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ما اختصت به هذه الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم السالفة الماضية، من استعمالها للإسناد في رواية الحديث النبوي، والتاريخ الإسلامي، فقد قال ابن المبارك - يرحمه الله - قوله: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
وخرج ابن عبد البر في " مقدمة التمهيد ": من طريق محمد بن خيرون ثنا محمد بن الحسين البغدادي، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: الإسناد من الدين. قال يحيى: وسمعت شعبة يقول: إنما تعلم صحة الحديث بصحة الإسناد.
وخرج أيضا بإسناده إلى الأوزاعي أنه قال: ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد.
وقال حاتم بن المظفر - رحمه الله تعالى -: إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم كلها قديمهم وحديثهم إسناد وإنما هي صحف في أيديهم، وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم، وليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوراة والإنجيل مما جاء به أنبياؤهم؛ وبين ما ألحقوه بكتبهم من أخبارهم التي أخذوا عن غير الثقات.
وقال الحاكم أبو عبد الله - رحمه الله تعالى -: فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له، وكثرة مواظبتهم على حفظه؛ لدرس منار الإسلام ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث، وقلب الأسانيد، فإن الأخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بترا.
وإذا تقرر هذا فليعلم أن الله سبحانه وتعالى قد قيض لحفظ هذا الدين فرسانا، وهم أصحاب الأسانيد، فقد روى ابن حبان في " مقدمة المجروحين ": عن يزيد بن زريع - يرحمه الله - قوله: " لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد " اهـ. فرحمهم الله، لقد صنفوا في كل فن من فنونه، وفتشوا عن كل راوٍ
من رواته، واعتنوا بهم عناية فائقة حتى عد معرفة ذلك عندهم نصف العلم، فقد خرج الرامهرمزي في المحدث الفاصل فروى عن إمام المحدثين في زمانه علي ابن المديني - يرحمه الله - قوله:" معرفة الرجال نصف العلم ". هذا مع قرب الأسانيد وقلة الوسائط بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما الظن بمن هو دونهم أن يقول؟ قال شيخنا درة اليمن مقبل بن هادي الوادعي - يرحمه الله -:" وأما نحن فنستطيع أن نقول علم الرجال تسعة من عشرة لبعدنا عن ممارسة هذا الفن، ولنزول بعض الأسانيد كأسانيد الخطيب، والبيهقي، والحاكم، والدارقطني، ومن كان في طبقتهم، فرب راوٍ يبقى الباحث يبحث عنه أياما، ورب راوٍ ينتهي بالباحث ألا يراه ".
قلت: ولا يخفى على العارف بهذا الفن ما يلاقيه المعتنون بالأسانيد من العنت والتعب، في سبيل العثور على تراجم مشايخ أمثال هؤلاء الحفاظ، من أهل القرن الرابع وما بعده، فتراجمهم مبثوثة في تضاعيف كتب الرجال، بخلاف مشايخ الكتب الستة، فإنهم قد حظوا بعناية خاصة بالتعريف بهم، حيث يسهل الوقوف على معرفة أحوالهم عبر كتاب " تهذيب الكمال " و " مختصره ".
فلما تقدم وغيره أحببت أن يكون لي قسط من الأجر في إبراز وتقريب تراجم لرجال بعض هذه الأسانيد النازلة، فقمت بجمع تراجم بعض شيوخ أئمة الحديث ونقاده والرحالين في طلبه، والبحث عنه، ومن هؤلاء الإمام الحافظ الرحالة أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني - يرحمه الله -؛ فقد قمت بجمع شيوخه من جميع كتبه المطبوعة التي وقفت عليها، والتي بلغت خمسة عشر كتابا، وكذا كتب راويته لأبي نعيم الأصبهاني، و " جامع المسانيد " للحافظ عماد الدين ابن كثير،
وذلك فيما لم يوجد من " معجم الطبراني الكبير "، وغيرها مما سيقف عليه الناظر في ثنايا هذا الكتاب - إن شاء الله تعالى -.
وإني لأعلم أن هناك من هو أكثر أهلية مني لهذا العمل الجلل، وأني لست بأهل لمجاراة الأئمة المصنفين في تاريخ الرواة وأخبارهم، وإنما أردت التشبه بهم والمشي على منوالهم:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
…
إن التشبه بالكرام فلاح
ولما آمل من ثواب ونجاة في اليوم المشهود لمن خدم هذا الدين، تجرأت عل الشأن الكئود، فأسأل الله أن يتقبله مني في اليوم الموعود.
رب تقبل عملي
…
ولا تخيب أملي
أصلح أموري كلها
…
قبل حلول أجلي
قال ابن فهد المالكي: " إن الاشتغال بنشر أخبار الأخيار من أهل العلم والآثار من علامات سعادة الدنيا وسعادة الآخرة إذ هم شهود الله في أرضه، ولهم المراتب الفاخرة "، وإني لأتمثل في هذا المقام بقول من قال ممن سبقني من أهل العلم:
وما كنت أهلا للذي قد كتبته
…
وإني لفي خوف من الله نادم
ولكنني أرجو من الله عفوه
…
وإني لأهل العلم لا شك خادم
وقد سميته " إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني "، وهو أحد بحوث " سلسلة تقريب رواة السنة، بين يدي الأمة " المحتوية على ستة أبحاث في المشيخات وهي: شيوخ الدارقطني، والحاكم، وأبي الشيخ، وأبي نعيم، والبيهقي، رحمهم الله جميعا، ويسر لي تبييضها، إنه على كل شيء قدير.
أما طريقتي في هذا البحث فقد رتبته على حروف المعجم ليسهل الوصول إلى الاستفادة منه، والغرض من هذا البحث كما تقدم، وكما يشير إلى ذلك عنوانه هو العثور على تراجم لهؤلاء الشيوخ إلا أني قد حرصت أيضا على أن يكون هذا البحث قد جمع بين دفتيه جميع شيوخه الذين روى عنهم سواء ذكروا في كتب التراجم أم لا، وهذا القسم بالنسبة إلى الأول قليل جدا، وقد نحوت في القسم الأول على النحو التالي:
1 -
أذكر اسم الشيخ على حسب وقوعه في الإسناد الذي ذكر فيه مصحفا كان أو منسوبا إلى جد أعلى مع بيان ذلك.
2 -
ثم أشير إلى الموضع الذي ترجمت له فيه، ويكون ذلك في الموضع الذي ذكرت فيه نسبه كاملا حسب وقوع ذلك لي.
3 -
ثم أذكر بعد ذلك كنيته، فإن كان له أكثر من كنية ذكرتها أيضا.
4 -
ثم أذكر نسبته؛ فإذا كانت إلى قبيلة أو حرفة أو خلقة قدمتها على النسبة إلى بلد، فإن كانت إلى بلدتين قدمت أعمها، وكذا إن كانت إلى قبيلتين، قال الإمام النووي رحمه الله:" عادة الأئمة الحذاق المصنفين في الأسماء والأنساب، أن ينسبوا الرجل النسب العام ثم الخاص؛ ليحصل في الثاني فائدة لم تكن في الأول ".
5 -
ثم لقبه.
6 -
ثم أذكر بعض شيوخه، وقد أذكرهم كلهم إذا رأيت لذلك حاجة، مبتدئا بأول شيخ ذكر له في " المعجم الصغير " إن كان ممن ذكر فيه.
7 -
ثم أذكر بعض تلامذته، وقد أذكرهم كلهم حسب ما تقدم، مبتدئا في ذلك بذكر الحافظ الطبراني - يرحمه الله -.
8 -
أنبه على أن هذا الشيخ روى عنه الإسماعيلي في معجمه وسكت عنه، فقد
قال في مقدمة " معجمه ": ". . . وأبين حال من ذممت طريقه في الحديث، لظهور كذبه فيه، أو اتهامه به، أو خروجه عن جملة أهل الحديث للجهل به والذهاب عنه، فمن كان عندي ظاهر الأمر منهم لم أخرجه فيما صنعت من حديثي " اهـ.
قال الشيخ الحويني - حفظه الله -: ". . . شيخ الإسماعيلي ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولكنه مقبول عند الإسماعيلي، يدل عليه أنه قال في مقدمة " معجم شيوخه ". . . " ثم ساق كلامه السابق.
9 -
وكذا أنبه على أن ابن عدي روى عنه، ولم يذكره في " كامله "، فقد قال في " مقدمته ":" وأذكر في كتابي هذا كل من ذكر بضرب من الضعف، ومن اختلف فيهم فجرحه البعض وعدله البعض الآخر، ومرجح قول أحدهما مبلغ علمي من غير محاباة. . .، ولا يبقى من الرواة الذين لم أذكرهم إلا من هو ثقة أو صدوق، وإن كان ينسب إلى هوى وهو فيه متأول ".
قال ابن دقيق العيد في أثناء رده على ابن حزم تضعيفه أسد بن موسى: " لم نر فيما بين أيدينا من كتب الضعفاء والمتروكين له ذكرا، وأبو أحمد ابن عدي شرط أن يذكر في كتابه كل من تكلم فيه متكلم، وذكر فيه جماعة من الأكابر والحفاظ لذلك، ولم يذكر أسدا، وهذا يقتضي أنه ثقة أو صدوق " اهـ.
وقد نقل كلامه هذا الزيلعي في كتابه " نصيب الراية "، وأقره.
10 -
وكذا أيضا أنبه على أن ابن حبان روى عنه في صحيحه فقد قال الحافظ في
" اللسان " في ترجمة أحمد بن علي بن الحسين المدائني: " حدث عنه ابن حبان في صحيحه ومقتضاه أنه ثقة ".
11 -
وقد كنت أردت أن أورد جميع الشيوخ والتلاميذ لهذا الشيخ المترجم له؛ ثم أعرضت عن ذلك لأمرين:
أحدهما: أن الفائدة في نظري من ذلك قليلة.
وثانيهما: أن حصرهم متعذر.
ولذا قال الحافظ في مقدمة " تهذيبه ": " إن أجل فائدة في ذلك هو في شيء واحد، وهو إذا اشتهر أن الرجل لم يرو عنه إلا واحد، فإذا ظفر المفيد له براوٍ آخر أفاد رفع جهالة عين ذلك الرجل برواية راويين عنه، فتتبُّع مثل ذلك والتنقيب عليه مهم، أما إذا جئنا إلى مثل الثوري، وأبي زرعة الرازي. . . وغير هؤلاء، ممن زاد عدد شيوخهم على الألف فأردنا استيعاب ذلك تعذر علينا غاية التعذر ".
12 -
وقد كنت حرصت على أن أذكر جميع الكتب التي خرج له فيها الطبراني؛ إلا أني رأيت أن الفائدة من ذلك قليلة أيضا، بل قد تكون ضئيلة، فعدلت عن ذلك مقتصرا على المعاجم الثلاثة، وتركت ما عدا ذلك إلا لحاجة.
13 -
ثم أذكر كل ما قيل فيه مما له تعلق في الحكم عليه، توثيقا، وتجريحا؛ قال الحافظ في مقدمة " تهذيبه ":" وفائدة إيراد كل ما قيل في الرجل من جرح وتوثيق يظهر عند المعارضة "، إلا إذا كان هذا الشيخ من المشهورين بالحفظ والإمامة، فإني قد لا أستوعب ذلك.
14 -
وإذا قلت: وثقه فلان، أو جهله فلان، فأعني به توثيقا وتجهيلا ضمنيا، وذلك كأن يقول: إسناده رجاله كلهم ثقات، ونحو ذلك.
15 -
وأختم ذلك بأحكام العالمين الجليلين؛ الحافظ نور الدين الهيثمي من كتابه " مجمع الزوائد، ومنبع الفوائد "، ومحدث العصر سماحة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني من كتبه المطبوعة وقد انتفعت في ذلك بالكتاب الذي جمعه أحمد إسماعيل شكوكاني، وصالح عثمان اللحمام " معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم العلامة: محمد ناصر الدين الألباني " مع عدم تقليدي لهما في شيء مما ينقلانه وإنما استعنت به في العاجل وكشفت الأصول التي عزيا النقل إليها في الآجل، وزدت عليهما أشياء كثيرة لم تقع لهما.
16 -
ثم ختمت الترجمة بذكر ما يتعلق بسنة سماعة، وولادته، إن وجد ذلك.
17 -
ثم وفاته، فإن وجد اختلاف في ذلك ذكرته.
18 -
ثم أشير إلى مصادر ترجمته وقد لا يستقصى في ذكرها كما إذا كان هذا الشيخ من المشهورين بالحفظ والإتقان مثلا. وكذا لا أراعي في ترتيبها سنة الوفاة كما يفعله الكثير من المحققين، وقد حرصت على أن أرجع إلى المصادر الأصلية ما أمكنني ذلك؛ لما فيه من الفائدة العظيمة.
قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف في سياق كلامه على تصحيف وقع في بعض الكتب المتأخرة: " ووجه العبرة من ذلك ألا يعتمد الباحث أو طالب العلم على كتب الأئمة المتأخرين الجامعة. . . بل عليه أن يرجع إلى الأصول من كتب الأئمة المتقنين. . . ليتحقق من سلامة النص من جهة، وليحيط علما بكل ما قيل في الراوي من مدح أو قدح، وبما استنكروه عليه من جهة أخرى ".
19 -
وأما ما يتعلق بضبط المتشابه من الأسماء، والأنساب والألقاب، فقد كنت قيدته بالحروف، ثم إني عدلت عن ذلك إلى تقييده بالخط، لئلا يطول الكتاب.
وأما ما يتعلق بالقسم الثاني من هؤلاء الشيوخ وهم من لم أجد لهم رواية إلا من طريق الطبراني فقط، ولم أقف لهم على ترجمة في كتب التراجم، فإني قد نحوت في هؤلاء على النحو التالي:
1 -
أذكر الشيخ حسب ما ذكر في الأسانيد؛ كما تقدم في القسم الأول.
2 -
ثم أذكر جميع شيوخه الذين ذكروا في كتب الطبراني أو غيرها إن أمكن ذلك.
3 -
ثم أنظر فيهم أو في بعضهم في الكتب التي ترجمت لهم إن كان له فيها ذكر فأثبته؛ لما في ذلك من أمن وجود تصحيف أو تحريف فيه.
4 -
ثم أذكر أن الطبراني روى عنه فإن وصفه بشيء من الحفظ أو الزهد أو الفقه أو القضاء أو نحو ذلك أو ذكر أنه حدثه سنة كذا أو في الموضع الفلاني ذكرت ذلك لما فيه من فائدة لا تخفى، قال شيخنا أبو الحسن السليماني - حفظه الله -: ومما يرفع جهالة العين معرفة الراوي بأي شيء غير الرواية فقد يروي عنه واحد، ولكن يقول: مات في حروب الروم مثلا ونحوه. أو كصنيع الإمام الطبراني رحمه الله حيث يقول: حدثني فلان في المكان الفلاني وفي سنة كذا، ويسمي البلد التي حدثه فيها وهذا يقوي رفع جهالة العين؛ لأنه من المؤكد أنه لقي هذا الشيخ، وكأن يقول الراوي مثلا: حدثنا فلان، وكان قاضيا، أو كان غزاء، أو كان قارئا، مع أنه ما روى عنه غيره، فأي معلومات مع رواية هذا الرجل ترفع أيضا جهالة عينه، ويبقى مجهول الحال.
ومما يستدل به على رفع جهالة العين كثرة رواية الراوي الواحد عن شيخه كما صرح بذلك شيخنا الألباني - حفظه الله -.
5 -
ثم أشير بعد ذلك إلى المواضع التي خرج له فيها في جميع كتب الطبراني بالجزء والصفحة، إلا إذا كان هذا الشيخ ممن أكثر عنه الطبراني، فإني - والحالة هذه - لا أهتم كثيرا بذلك، ولكن أنص أنه مكثر عنه مع ذكر أسماء الكتب التي خرج له فيها دون ذكر الموضع بالجزء والصحيفة، وفائدة التنصيص على كون هذا الراوي أكثر من الرواية عن شيخه غير خافية فقد قال العلامة نور الدين الهيثمي رحمه الله في أثناء تخريجه لبعض أحاديث الطبراني: رواه الطبراني في " الأوسط " عن شيخ له اسمه أحمد ولم أعرفه، والظاهر أنه ثقة؛ لأنه أكثر عنه.
6 -
ثم إني أذكر بعد ذلك عدد الأحاديث التي رواها عنه الطبراني في كتبه بالشرط المتقدم أيضا.
7 -
ثم أبين أنه قد توبع عليها ما استطعت، وقد أشير إلى أن لها عللا أخرى.
8 -
وإن ظفرت بتصحيح أو توثيق للإسناد الذي ذكر فيه عن أحد من الحفاظ أثبته لما في ذلك كله من فائدة تعين الباحث على الوصول إلى نتيجة صحيحة في الحكم عليه.
9 -
وكذا إن ظفرت عل قول لأحد المشهورين بالعلم في عدم العثور عليه، فإني أذكره أيضا.
10 -
وقد كنت عزمت على أن أذكر بين يدي البحث قواعد وفوائد تعين الباحث على الوصول إلى الحكم على الراوي الذي لم توجد له ترجمة أو وجدت إلا أنها عارية عن التوثيق والتجريح، فرأيت أن أترك ذلك إلى مقام آخر خشية الإطالة، واكتفيت ها بالتنبيه على بعض هذه القواعد والضوابط كما في الفقرة (8، 9، 10) وغيرها، وإن كنت أرى أن هذه القواعد تحتاج إلى بعض القيود إلا أن المقام ليس مقام ذلك، والله الموفق.
11 -
واقتصرت على ترجمة للطبراني تكلمت فيها على ولادته، ونسبه، وأسرته،
ورحلته، وبعض الفوائد المتعلقة بشيوخه، ثم ذكرت بعض الأعلام من تلامذته، ثم تكلمت على منزلته العلمية عند أهل العلم مع مناقشة ما أخذ عليه، ثم ذكرت مؤلفاته مقتصرا على ما طبع منها مما علمته، ثم ختمت ذلك بذكر وفاته.
- ولم أدخر جهدا في هذا البحث إلا بذلته في تحريره، وتنقيحه، وتقريره، ولا أدعي الكمال والتمام، والعصمة من الزلل والخطأ والنسيان، فقد قيل:" أبى الله أن يصح إلا كتابه ".
وروي عن الإمام الشافعي - يرحمه الله - قوله: " لقد ألفت هذه الكتب ولم آل جهدا فيها، ولا بد أن يوجد فيها الخطأ، لأن الله تعالى يقول: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [النساء: 82]، فما وجدتم في كتبي هذه ما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعت عنها "، ولله در من قال:
كم من كتاب قد تصفحته
…
وقلت في نفسي أصلحته
حتى إذا طالعته ثانيا
…
وجدت تصحيفا فصححته
فمن وقف فيه على تقصير أو خلل، أو عثر فيه على تغيير أو زلل، فليعذر أخاه في ذلك متطولا، أو ليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا، فالتقصير من الأوصاف البشرية، وليست الإحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية، فهو الذي وسع كل شيء علما، وأحصى مخلوقاته عينا واسما.
سطره لنفسه
…
قائله وجامعه
فليعف عن زلاته
…
ناقله وسامعه
هذا ما أردت بيانه في هذه المقدمة، والله أسأل أن يبارك لي في عملي كله، ظاهره وباطنه، وأن يتقبله مني، وأن يجعله وقاية لي من سخطه وعقابه في الدنيا
والآخرة، إنه بر رحيم، جواد كريم، كما أسأله سبحانه أن يرحم أبوي كما ربياني صغيرا، وأن يأخذ بأيديهما إلى كل خير، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأن يبارك لي في زوجتي وأهلي وذريتي، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، مزيدا إلى يوم الدين.
كتبه:
أبو الطيب نايف بن صلاح بن علي المنصوري
في دار الحديث الخيرية بمأرب
حرسها الله من كل سوء ومكروه