المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

عصر الألوف المؤلفة منهم، فوصل إلينا القرآن الكريم محفوظاً من - تعرف على الإسلام

[منقذ السقار]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الإسلام وأركانه

- ‌أركان الإسلام

- ‌الركن الأول: الشهادة لله بالتوحيد، ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالةأولاً: الشهادة لله بالتوحيد

- ‌ثانياً: الشهادة بأن محمداً رسول الله

- ‌الركن الثاني: إقام الصلاة

- ‌الركن الثالث: إيتاء الزكاة

- ‌الركن الرابع: صوم رمضان

- ‌الركن الخامس: حج بيت الله الحرام

- ‌مفهوم العبادة في الإسلام

- ‌العبادة والأخلاق

- ‌مراتب الأحكام التكليفية

- ‌خصائص الشريعة الإسلامية ومقاصدها

- ‌أولاً: خصائص الشريعة الإسلامية

- ‌أ. ربانية المصدر والغاي

- ‌ب. العدل والمساواة

- ‌ج. الشمول والتوازن

- ‌د. المثالية الواقعية

- ‌ثانياً: مقاصد الشريعة الإسلامية

- ‌أ. حفظ الدين

- ‌ب. حفظ النفس الإنسانية

- ‌ج. حفظ العقل

- ‌د. حفظ النسل

- ‌هـ. حفظ المال

- ‌أركان الإيمان

- ‌الإيمان بالملائكة

- ‌الإيمان بالكتب

- ‌الإيمان بالأنبياء

- ‌الإيمان بالقضاء والقدر

- ‌الإيمان باليوم الآخر

- ‌ردود على أباطيل

- ‌أولاً: الإسلام والمرأة

- ‌ثانياً: الإسلام والإرهاب

- ‌ثالثاً: الإسلام والتعامل مع الآخر

- ‌رابعاً: المسلمون والتحديات المعاصرة

- ‌خاتمة:

- ‌قائمة المصادر والمراجع

الفصل: عصر الألوف المؤلفة منهم، فوصل إلينا القرآن الكريم محفوظاً من

عصر الألوف المؤلفة منهم، فوصل إلينا القرآن الكريم محفوظاً من أي تغيير أو تبديل أو زيادة أو نقصان.

‌الإيمان بالأنبياء

ولكي تبلغ رسالة الله إلى العالمين اصطفى الله خيرة من خلقه، فجعلهم رسلاً له، أولاهم تعريف الناس بدينهم وإبلاغهم ما يريد ربهم منهم، فمن أطاعهم وآمن بهم بشروه بالسعادة والرضوان، ومن عصاهم أنذروه غضب الملك الديان {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجةٌ بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً} (النساء: 165).

فبهؤلاء الرسل قامت حجته تبارك وتعالى على خلقه: ((وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب، وأرسل الرسل)). (1)

والرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله كُثُر، فما من أمة إلا وأرسل الله فيها رسولاً يقيم حجته عليها {وإن من أمةٍ إلا خلا فيها نذيرٌ} (فاطر: 24).

وقد ذكر القرآن والسنة أسماء بعضهم، وهم: آدم ونوح وهود وصالح وشعيب وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وإدريس وذو الكفل وداود وسليمان وأيوب ويوسف ويونس وموسى وهارون ويوشع وإلياس واليسع وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

لكن ثمة كثيرين غيرهم لم يذكرهم القرآن، كما قال تعالى:{ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك} (النساء: 164).

وجميع الأنبياء من البشر، وهم لا يتميزون عن غيرهم إلا بما خصهم الله من النبوة وأنوارها وعبقها {وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون - وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين} (الأنبياء: 7 - 8)، فكلهم يجري عليه ما يجري على البشر من عوارض جسدية كالطعام والشراب والمرض، ومن أقدار علوية كالبلاء والموت.

(1) أخرجه مسلم ح (2760).

ص: 69

وهم لا يملكون من القدرة أكثر مما أمكنهم الله منه {قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشرٌ مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطانٍ إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون} (إبراهيم: 11).

وقد أيد الله هؤلاء الأنبياء بالدلائل التي برهنت لأقوامهم على صدقهم في دعوى النبوة والرسالة، قال صلى الله عليه وسلم:((ما من الأنبياء من نبي، إلا قد أُعطي من الآيات، ما مثلُه آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيتُ وحياً أَوحى اللهُ إليّ، فأرجو أن أكون أكثرَهم تابعاً يوم القيامة)). (1)

ولما كان الرسول على قدر مرسِله؛ فإن الله اصطفى هؤلاء الأنبياء من بين سائر خلقه، ليكونوا رسله وسفراءه إلى خلقه، فهم خيرتهم خُلقاً، بل وخَلقاً.

ومن صفاتهم عليهم السلام تحملهم المشاق والبلاء في سبيل إقامة دينه {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً} (الأحزاب: 39)، وهم في بلاغهم لرسالة الله لا يطلبون الأجر من الناس، فقد قال نوح عليه السلام:{ويا قوم لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله} (هود: 29)، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس ما قاله إخوانه الأنبياء:{قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً} (الفرقان: 57).

ولما تمثل بهؤلاء الأنبياء من الكمالات؛ فإن الله أمر نبيه محمداً والمؤمنين من بعده بالتأسي بهم، فقال بعد أن عدَّد أسماء ثمانية عشر رسولاً:{أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين - أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} (الأنعام: 88 - 89)، فتمثل النبي صلى الله عليه وسلم هديهم، ومشى على غرزهم، فرفع الله قدره، وأعلى ذكره، وجعله أسوة حسنة للعالمين {لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} (الأحزاب: 21).

(1) أخرجه البخاري ح (4981)، ومسلم ح (152)، واللفظ له.

ص: 70

وقد كانت دعوة هؤلاء جميعاً واحدة في أصولها، وهي الدعوة إلى عبادة الله الواحد دون سواه {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} (الأنبياء: 25)، كما أن أصول شرائعهم وجوهرها واحد {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} (الشورى: 13).

وعليه فالمسلم يؤمن بجميع الأنبياء بلا تفريق بينهم {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} (البقرة: 285).

والكفر برسول واحد كفر بجميع الرسل وبمن أرسلهم وبالرسالة الواحدة التي يحملونها {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً - أولئك هم الكافرون حقاً} (النساء: 150 - 151).

أما طرائق الوحي التي يوحي الله بها إلى هؤلاء الأنبياء، فتتلخص في ثلاثة طرق: الأول: خطاب الله المباشر، كما كلم الله موسى في الوادي المقدس، والثاني: الوحي الذي يقذفه الله في قلب النبي، والثالث: ما يحمله ملاك الله إلى النبي من وحي الله، سواء ظهر له على شكل بشري إيناساً له أو على صورته الحقيقية، قال تعالى:{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء} (الشورى: 51).

وجميع هؤلاء الرسل من أهل الفضل والكمال، لكنهم متفاوتون في أقدارهم عند الله {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس} (البقرة: 253).

وأفضلهم أولو العزم، وهم خمسة ذكرهم الله بقوله:{وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم} (الأحزاب: 7)، وقد

ص: 71