الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الحنيف]
والحنيف: المائل إلى ملة الإسلام، غير الزائل عنه.
والحنف: هو الميل عن الضلال إلى الاستقامة.
.. ..: تحنف الرجل: إذا تحرى طريق الاستقامة.
وكانت العرب تسمي كل من اختتن أو حج: حنيفاً، تنبيهاً على أنه على دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
ومنه ما جاء في بعض روايات بدء الوحي: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء، في كل سنة شهراً)) .
وكان ذلك ما تحنف به قريش في الجاهلية. والتحنف: التبرر.
قال السهيلي: لأنه من الحنيفية، دين إبراهيم عليه السلام.
ثم أكد سبحانه وتعالى ذلك بنفي الشرك عنه، رداً على قريش في زعمهم أنهم على ملة إبراهيم عليه السلام، وهم مشركون، وهو عليه الصلاة والسلام، لم يكن مشركاً، بل كان حنيفاً على دين الإسلام.
أخبرنا شيخنا أبو الفضل سليمان بن حمزة، وعيسى بن عبد الرحمن المقدسيان، بقراءتي على كل منهما، قالا: أخبرنا جعفر بن علي المقرئ، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، حدثنا محمد بن علي الحافظ، أخبرنا الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الفقيه، حدثنا القاسم بن زكريا، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وأحمد بن سفيان، وفياض بن
زهير، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر.
ح: وأخبرنا أعلى من هذا بدرجة: البرهاني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري بقراءتي عليه بمنى شرفها الله تعالى، أخبرنا علي بن هبة الله بن سلامة الفقيه، أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري، أخبرنا الحسين بن أحمد بن طلحة، أخبرنا علي بن محمد بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت –يعني الكعبة- لم يدخل حتى أمر بها فمحيت، ورأى إبراهيم وإسماعيل بأيديهما الأزلام، فقال:
((قاتلهم الله! والله ما استقسما بالأزلام قط)) .
هذا لفظ الرواية الثانية.
[ولفظ] الرواية الأولى: ((قاتلهم الله! أم والله لقد علموا أنهما لم يستقسما قط)) .
أخرجه البخاري في صحيحه، عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن معمر به.
ورواه أيضاً بنحوه من حديث كريب، عن ابن عباس.
وهو في صحيح مسلم من هذا الوجه.
وتحتمل الآية هنا الرد أيضاً على اليهود والنصارى، في دعوى كل طائفة منهم أن إبراهيم عليه السلام كان منهم، كما في قوله تعالى:{ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} . لأن كلاً من ملة اليهود والنصارى مشتملةٌ على الشرك، كما أخبر الله سبحانه عنهم.
قال ابن عباس، وقتادة، والسدي، وغيرهم من أهل التفسير: اجتمع يهود المدينة ونصارى نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنازعوا في إبراهيم عليه السلام، فقالت اليهود: ما كان إلا
يهودياً، وقالت النصارى: ما كان إلا نصرانياً. فأنزل الله هذه الآية: {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً} الآية.