المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[صاحب الملة الحنيفية] - تفسير إن إبراهيم كان أمة لابن طولون

[ابن طولون]

الفصل: ‌[صاحب الملة الحنيفية]

[صاحب الملة الحنيفية]

وقوله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً} الآية.

ثم في هذه إعلامٌ بتعظيم منزلة نبينا صلى الله عليه وسلم، وإجلال محله، والإيذان بأن من أشرف ما أوتي خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام اتباع نبينا صلى الله عليه وسلم أباه، واقتداءه به. فهذا وجه تعلق المعطوف بالمعطوف عليه.

وذكر بعض المفسرين أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية باتباع إبراهيم عليه السلام؛ أريد به اتباعه إياه في مواقف الحج، وذكر في ذلك حديثاً في إسناده ضعف: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((جاء جبريل عليه السلام إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم، فراح به إلى منى)) . فذكر كيفية مناسك الحج، وقال في آخره:((فأوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم: {أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً} )) .

ص: 31

وهذا الحديث غير ثابت، لما بينا من ضعف إسناده.

والأقرب حمل الأمر هنا على العموم، في اتباع إبراهيم عليه الصلاة والسلام في كل شيء، إلا ما نسخه الله من ذلك، لأنه تقدم أن هذه الآيات بين الله بها أن إبراهيم كان حنيفاً مسلماً ولم يكن مشركاً؛ رداً على المشركين في دعواهم أنهم على دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهم مشركون، وهو –صلوات الله عليه- لم يكن مشركاً، فناسب ذلك الأمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع ملة إبراهيم في دين الإسلام والتوحيد وأعماله. وتندرج أفعال الحج تحت ذلك. وحملُ اللفظ على العموم مهما أمكن أولى. والله أعلم.

أخبرنا أبو بكر بن إبراهيم بن عبد الدائم، أخبرنا محمد بن إبراهيم الإربلي، أخبرتنا شهدة بنت أحمد الإبري. (ح) : وقرأت على محمد بن عبد الرحيم، أخبرك يوسف بن محمود الصوفي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قالا: أخبرنا نصر بن البطر، أخبرنا عبد الله بن البيع، حدثنا الحسين المحاملي، حدثنا علي بن شعيب، حدثنا سفيان بن عيينة قال: سمع عمرو –يعني ابن دينار- عمرو بن عبد الله بن صفوان يحدث عن يزيد بن شيبان رضي الله عنه قال:

ص: 32

كنا وقوفاً بعرفة في مكان بعيد من الموقف، يباعده عمرو، فأتانا ابن مربع الأنصاري رضي الله عنه فقال: إني رسول رسول الله إليكم، يقول:((كونوا على مشاعركم هذه، فإنكم على إرث إبراهيم عليه السلام) .

أخرجه أبو داود عن عبد الله بن محمد النفيلي.

والترمذي، والنسائي عن قتيبة بن سعيد.

وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة.

ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به، فوقع بدلاً لهم عالياً.

وقال الترمذي: حديث حسن، وابن مربع اسمه يزيد بن مربع الأنصاري، وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد.

قلت: وذكر غيره أن اسم مربع هذا: زيد، وقيل: عبد الله. وهو من الأوس. رضي الله عنه.

ومربع: بكسر الميم، ثم راء ساكنة، ثم باء موحدة مفتوحة، وعين مهملة.

أخبرنا علي بن محمد البنديجي، أخبرنا محمد بن علي

ص: 33

البغدادي.. .. أخبرنا عبد العزيز بن الأخضر الحافظ، أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي. (ح) : قال شيخنا: وأنبأنا عبد الخالق بن أنجب، عن الكروخي هذا، أخبرنا محمود بن القاسم الأزدي، وعبد العزيز بن محمد الترياقي، وأحمد بن عبد الصمد الغورجي، قالوا: أنبأنا عبد الجبار بن محمد الجراحي. (ح) : وقرأت على القاسم بن مظفر الدمشقي، أخبرك القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن سميل حضوراً، أخبرنا نصر بن سيار كتابة، أخبرنا أبو عامر الأزدي، أخبرنا الجراحي، أخبرنا محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا محمد بن عيسى الحافظ، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو أحمد –يعني الزبيري-، حدثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله –هو ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إن لكل نبيٍ ولاةً من النبيين، وإن وليي أبي وخليل ربي)) .

ص: 34

ثم قرأ: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} .

هكذا أخرجه الترمذي في جامعه.

ثم رواه من حديث أبي نعيم، عن سفيان الثوري، ولم يذكر فيه مسروقاً، وقال: هذا أصح.

ص: 35