الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أول من اختتن]
وبهذا الإسناد إلى الإمام البخاري قال: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((اختتن إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم)) .
وبه قال: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد به، وقال: بالقدوم، مخففة. كذا وقع في صحيح البخاري بالروايتين.
ورواة صحيح مسلم متفقون على رواية هذا الحديث فيه بالقدوم مخففة.
وهذه اللفظة تحتمل أن تكون الآلة التي للنجار، فيكون إبراهيم –صلوات الله عليه- اختتن بها، ويحتمل أن يكون موضعاً اختتن به. قالوا: وهو مكان بالشام، ويقال له ((قدوم)) بالتشديد والتخفيف. وأما آلة النجار فيقال بالتخفيف لا غير، وجمهور الرواة على التخفيف. والأكثرون على أن المراد به الآلة. والله أعلم.
والختان هذا من جملة الكلمات التي أخبر الله سبحانه عنها بقوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} الآية، في قول جمهور المفسرين. والمعنى: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بإقامة كلمات، أو بتوفية كلمات.
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
أوحى الله تعالى إلى إبراهيم: يا خليلي تطهر. فتمضمض.
فأوحى إليه: أن تطهر. فاستاك.
فأوحى إليه: أن تطهر. فأخذ من شاربه.
فأوحى إليه: أن تطهر. ففرق شعره.
فأوحى إليه: أن تطهر. فحلق عانته.
فأوحى إليه: أن تطهر. فنتف إبطيه.
فأوحى إليه: أن تطهر. فقلم أظافره.
فأوحى إليه: أن تطهر. فأقبل بوجهه على جسده ينظر ماذا يصنع. فاختتن وهو ابن عشرين ومائة سنة.
أخبرنا سليمان بن حمزة الحاكم، وعيسى بن إبراهيم، وأحمد بن أبي طالب، بقراءاتي على كل منهم، قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر الحريمي، أخبرنا مسعود بن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الحسين بن محمد السراج، ومحمد بن محمد العطار، قالا: أخبرنا الحسن بن أحمد بن شاذان، أخبرنا علي بن محمد بن الزبير، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
اختتن إبراهيم خليل الله –عليه الصلاة والسلام وهو ابن عشرين ومائة سنة، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.
قال سعيد بن المسيب: وكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام أول من اختتن، وأول من رأى الشيب، قال: فقال: يا رب، ما هذا؟ قال: فقيل له: وقار. قال: رب زدني وقاراً. وأول من أضاف الضيوف، وأول من قص أظافيره، وأول من جز شاربه، وأول من استحد.
كذا وقع في هذه الرواية أنه اختتن وهو ابن مائة وعشرين سنة.
وكذلك رواه مالك في الموطأ، عن يحيى بن سعيد، كما رويناه وهو موقوف أيضاً.
والصحيح ما تقدم مرفوعاً في الصحيحين، أنه عليه السلام اختتن وهو ابن ثمانين سنة. والله سبحانه أعلم.