الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) أي وسيعلم الكفار إذا قدموا إلى ربهم يوم لقيامة حين يدخل الرسول والمؤمنون الجنة ويدخلون النار، لمن العاقبة المحمودة إذ ذاك، وإن جهلوا ذلك من قبل؟.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقف من اليمن فقال له عليه السلام: هل تجدنى فى الإنجيل رسولا؟ قال لا فأنزل الله تعالى:
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا)
أي ويقول الجاحدون لنبوتك، الكافرون برسالتك، لست رسولا من عند الله أرسلك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور وتدعوهم إلى عبادة إله واحد لا شريك له، وتنقذهم من عبادة الأصنام والأوثان، وتصلح حال المجتمع البشرى، وتمنع عنه الظلم والفساد.
(قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) أي قل حسبى الله شاهدا بتأييد رسالتى، وصدق مقالتى، إذ أنزل علىّ هذا الكتاب الذي أعجز البشر قاطبة أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
(وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) وهم من أسلم من أهل الكتابين التوراة والإنجيل كعبد الله بن سلام وأضرابه فإنهم يشهدون بنعته فى كتابهم.
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه، منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي رضى الله عنهم.
خلاصة هذه السورة
ترى مما تقدم فى تفسير هذه السورة أنها اشتملت على الأمور الآتية:
(1)
إقامة الأدلة على التوحيد بما يرى من خلق السموات والأرض والجبال والأنهار والزرع والنبات على اختلاف ألوانه وأشكاله، وهذا تفصيل لما أجمله فى السورة
قبلها من قوله: «وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ» .
(2)
إثبات البعث ويوم القيامة، والتعجب من إنكارهم له.
(3)
استعجالهم العذاب من الرسول صلى الله عليه وسلم، وبيان أنه واقع بهم لا محالة كما وقع لمن قبلهم من الأمم الغابرة.
(4)
بيان أن للإنسان ملائكة تحفظه وتحرسه وتكتب عليه ما يكتسبه من الحسنات والسيئات بأمر الله.
(5)
ضرب الأمثال لمن يعبد الله وحده ولمن يعبد الأصنام بالسيل والزبد الرابى.
(6)
بيان حال المتقين الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب وأقاموا الصلاة وأنفقوا فى السر والعلن، وبيان مآلهم يوم القيامة.
(7)
بيان حال الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويفسدون فى الأرض وبيان مآلهم.
(8)
إنكار الشركاء مع إقامة الأدلة على أن لا شريك لله.
(9)
وصف الجنة التي وعد بها المتقون وبيان أنها مآل المتقين ومآل الكافرين النار وبئس القرار.
(10)
بيان أن كثيرا ممن أسلموا من أهل الكتاب يفرحون بما ينزل من القرآن، إذ يرون فيه تصديقا لما بين أيديهم من الكتاب.
(11)
بيان مهمة الرسول وأن خلاصة ما جاء به- عبادة الله وحده، وعدم الشرك به، ودعاؤه لجلب النفع ودفع الضر وأن إليه المرجع والمآب.
(12)
بيان أن كل رسول أرسل بلغة قومه ليسهل عليهم قبول دعوته وفهمها.
(13)
تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته من قبول دعوة المشركين من بعد ما جاءهم من العلم.
(14)
إن جميع الرسل صلوات الله عليهم كان لهم أزواج وذرية.
(15)
إن المعجزات ليست بمشيئة الرسل يأتون بها كلما أرادوا، وإنما هى بإذن الله وإرادته.
(16)
بيان أن هذه الحياة الدنيا إنما هى محو وإثبات، وموت وحياة، فيزيل الله قوما ويوجد آخرين، وكل ذلك محفوظ فى علم الذي لا تغيير فيه ولا تبديل.
(17)
إن مهمة الرسل إنما هى التبليغ، أما الجزاء على مخالفة الأوامر فأمر ذلك إلى الله، ولا يعنى الرسول أن يحصل فى زمنه أو بعد وفاته.
(18)
إن انتقام الله من المكذبين قد بدأ فى حياة الرسول بقتل أعدائه وأسرهم وتشريدهم فى البلاد.
(19)
إن مكر أولئك الكافرين بالرسول ليس ببدع جديد، فكثير من الأمم السابقة مكروا بأنبيائهم، وكان النصر حليف المتقين، ونكّل الله بالقوم الظالمين.
(20)
إلحاف الكافرين فى إنكار رسالته صلى الله عليه وسلم، مع بيان أن الله شهيد على ذلك بما أقام من الأدلة على صدقه، وكذلك شهادة من آمن من أهل الكتاب بوجود أمارات رسالته صلى الله عليه وسلم فى كتبهم وتبشيرها بها.