الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: في الاشتقاق
وهو لغة: الاقتطاع.
وفي الاصطلاح: تارة يحد باعتبار العلم، ومعناه كما قال
الميداني: هو أن تجد بين اللفظين تناسبًا في المعنى والتركيب فترد أحدهما للآخر.
(فإن قلت هذا التعريف منطبق على تعريف الاشتقاق بحسب العمل أيضًا؛ لأن وجدان المناسبة بين اللفظين تركيبًا، ومعنى تعريفه بحسب العلم والعمل فلم خصصته بالعلم؟
فالجواب أن المراد بالرد: الحكم بأن أحدهما مأخوذ من الآخر، وهو من قبيل العلم لا العمل.
وإنما ذكر هذا القيد؛ لأن معرفة التناسب بدونه ليس من علم الاشتقاق لحصولهما لكل من ينظر في التراكيب وله أدنى تمييز مع أنه لا
يوصف بكونه عالمًا بالاشتقاق) وتارة باعتباره العمل، أي: بأن يأخذ من اللفظ ما يوافقه في حروفه الأصول.
ومعناه كما حده المصنف بقوله: وهو رد اللفظ إلى لفظ آخر لموافقته له في حروفه الأصلية،
ومناسبته له في المعنى.
فعلم منه أنه لابد في الاشتقاق من أمور:
أحدها: المشتق وأصله، فإن المشتق فرع ولو كان أصلًا في الوضع غير مأخوذ من غيره لم يكن مشتقًا.
ثانيها: أن يوافقه في الحروف إذ الأصالة والفرعية لا تتحققان بدونه والمعتبر الحروف الأصلية، فإن حروف الزيادة مثل الاستعجال والاستباق (لا عبرة بها)، فإن الاستباق يوافق الاستعجال في حروفه الزائدة والمعنى وليس بمشتق منه.
ثالثها: الموافقة في المعنى بأن يكون فيه معنى الأصل إما مع زيادة كالضرب.
والضارب فإن الضارب ذات (ثبت) لها الضرب، وإما بدونها كالمقتل مصدر من القتل، وليس المراد بالموافقة في المعنى اتحاد المعنيين.
وقوله: رد لفظ، يشمل الاسم والفعل فانطبق على المذهبين.
وقوله: «ولابد من تغيير بزيادة أو نقصان حرف أو حركة أو كليهما» خارج عن الحد وقد تم الحد دونه.
وإنما ذكر تمهيدًا لتقسيم التغيير اللفظي إلى خمسة عشر، والتغيير اللفظي أعم من التحقيقي والتقديري ليدخل مثل هرب هربًا، وكذلك طلب وجلب من الطلب والجلب والفلك مفردًا وجمعًا.
وهذه الأقسام منها أربعة: فيها تغيير واحد، ثم ستة فيها تغيران، ثم أربعة تلي هذه الستة فيها ثلاث تغييرات، والقسم الخامس عشر فيه أربع تغييرات.
وقوله: «بزيادة» مضاف إلى حرف أو حركة أو كليهما، وكذا «نقصان» مضاف إلى الثلاثة أيضًا: فيكون ستة أقسام.
الأول (بزيادة حرف، الثاني بزيادة حركة، الثالث) بزيادتهما معًا، وكذا النقصان.
وقوله: أو بزيادة أحدهما، ونقصانه أو نقصان الآخر.
تقديره أو بزيادة أحدهما، ونقصانه، أو بزيادة أحدهما، ونقصان
الآخر، فيدخل فيه أربعة أقسام: فإن زيادة أحدهما (ونقصانه، يدخل فيه زيادة الحرف ونقصانه، وزيادة الحركة ونقصانها.
ويدخل في زيادة أحدهما، ونقصان الآخر، زيادة الحرف، ونقصان الحركة، وزيادة الحركة ونقصان الحرف.
وقوله: أو بزيادته أو نقصانه، بزيادة الآخر ونقصانه.
تقديره: أو بزيادة أحدهما، مع زيادة الآخر، ونقصانه، أو نقصان أحدهما مع زيادة الآخر، ونقصانه، فيدخل فيه أربعة أقسام.
فإن زيادة أحدهما)، مع زيادة الآخر ونقصانه، يدخل فيه زيادة الحرف مع زيادة الحركة ونقصانها، وزيادة الحركة مع زيادة الحرف ونقصانه فيدخل في نقصان أحدهما، مع زيادة الآخر، ونقصانه، نقصان الحرف مع زيادة الحركة ونقصانها، ونقصان
الحركة مع زيادة الحرف ونقصانه.
وقوله: أو بزيادتهما ونقصانهما، أشار به إلى الخامس عشر، وهو زيادة الحرف والحركة معًا، ونقص الحرف والحركة معًا.
وقوله: نحو كاذب مثال لزيادة الحرف فقط فإن كاذبًا مشتق من الكذب، زيد فيه ألف، ونصر من النصر زيد فيه حركة وهي فتحة الصاد، وضارب من الضرب زيد فيه الألف وكسر الراء.
وخف من الخوف نقص منه الواو.
وضرب ساكن الراء مصدرًا من ضرب الماضي، على مذهب الكوفيين في اشتقاقهم الاسم من الفعل نقصت منه حركة الراء، وغلى من الغليان، نقص منه الألف والنون في الآخر.
(وحركة الياء).
ومسلمات من مسلمة زيد فيه الألف والتاء، ونقص منه حرف وهو تاء مسلمة.
وحذر بكسر الذال، اسم فاعل من الحذر، نقص حركة وهي فتحة الذال وزاد حركة وهي كسرها.
وعاد بالتشديد اسم فاعل من العدد، زاد حرفًا وهو الألف بعد العين، ونقص حركة الدال الأولى للإدغام.
ونبت ماضي من النبات نقص حرفًا وهو الألف، وزاد حركة وهي فتحة التاء.
واضرب من الضرب زاد فيها الألف للوصل، وحركة الراء، ونقص حركة الضاد، وخاف ماض من الخوف، زاد الألف وحركة
الفاء، وحذف منه الواو.
وعد فعل أمر من الوعد نقص الواو وحركة الدال وزاد كسرة العين.
وكال بتشديد اللام اسم فاعل من الكلال نقص حركة اللام الأولى للإدغام، والألف التي بين اللامين، وزاد الألف قبل اللامين.
وارم من الرمي زاد همزة الوصل وحركة الميم ونقص الياء وحركة الراء.
وأنت خبير بأن التمثيل للتفهيم لا للتحقيق فلا يحسن المشاححة في مثل هذه الأمثلة.
تنبيه:
المشتق قد يطرد كأسماء الفاعلين والصفات المشبهة.
وأفعل التفضيل والزمان والمكان والآلة.
وقد لا يطرد نحو القارورة والدبران.